#سوريا
كتب تيسير الخلف:
السلطة الحالية في دمشق هي سلطة أمر واقع أتت نتيجة انتصارها بمعركة عسكرية مع النظام البائد، وليس لأحد إلا الله فضل عليها، خاصة من لم يشارك في المعارك اعلاميا او عسكريا او اقتصاديا. فلا يستطيع أحد أن يطالبها بتقاسم السلطة أو المحاصصة أو تغيير أي شخصية في أي منصب، فهؤلاء الذين عينتهم هم من كانوا السبب في الانتصار
انتصارها شرعيتها ويخولها شرعيتها، انتخاب رئيس واعلانها عن مرحلة انتقالية للوصول إلى نظام دائم خلال 4 سنوات أو أقل، اثبات حسن نية من جانبها.
السلطة فرضت الأمن ومنعت مذابح انتقامية كانت محققة بنسبة 100% من سكان المدن المدمرة الذي عاشوا 12 عاماً في الخيام والمنافي وقتل منهم 2 مليون كانوا يتحرقون للحظة الانقضاض على المجرمين الذين ارتكبوا بهم هذه الفظائع هم وبيئتهم الحاضنة
يستطيع الرئيس أحمد الشرع بكل مشروعية ثورية أن يفرض الأحكام العرفية ويحكم بشكل مطلق طوال الفترة الانتقالية، وأن يصدر إعلاناً دستورياً بصفحة واحدة لمنه اختار طريقا تشاركيا
كما يستطيع فرض الرقابة الصارمة على الاعلام والأخبار والعمل السياسي والاجتماعات تحت طائلة الاحكام العرفية، لكنه لم يفعل بل اختار أن يشرك السوريين معه بالحدود الممكنة في اتخاذ القرار من خلال مؤتمر حوار وطني، وتعيين لجنة تقنية لوضع اعلان دستوري، وتعيين مجلس تشريعي مؤقت وتعيين حكومة واسعة تمثيلية بقدر الممكن، وكل هذا غير ملزم به.
ثورة عام 2011 انتهت في سجون ومسالخ النظام وأبطالها أصبحوا الآن تحت التراب وفي المهجر ، وفي لحظة سقوط النظام كان اليأس في أعلى درجاته، ولذلك لا أحد له أي فضل في إسقاط النظام سوى هؤلاء المقاتلين الذين خاضوا معارك حلب وادلب وحماة وحمص ودخلوا دمشق، والذين يمسكون السلطة والأمن حتى الآن.
هناك حقيقة وهي أن العقوبات الامريكية تجعل كل شيء في مهب الريح إذا لم ترفع في فترة قريبة لن تدخل ليرة واحدة إلى الخزينة ما سيؤدي لتعزيز الفقر في سوريا
في ظل وجود هذا الاستقطاب الطائفي العنيف الذي تغذيه إسرائيل وإيران وأذرعهما، يتوجب على الجميع الاصطفاف مع السلطة، حتى لو اختلف معها في بعض القضايا، والعمل بمايستطيع من حشد التأييد العربي والغربي للضغط لرفع العقوبات، فتأزيم الوضع الداخلي لا يخدم سوى الطرفين اللذين يعلنان عداءهما لسورية وشعبها ويسعيان لتقسيمها وهما إسرائيل وإيران والفلول البائدة.