نور الحكمة @nooralhekmah Channel on Telegram

نور الحكمة

@nooralhekmah


قناة تعنى بنشر آثار الشيخ مرتضى الباشا.

نور الحكمة (Arabic)

نور الحكمة هو قناة تلغرام تعنى بنشر آثار الشيخ مرتضى الباشا، الذي يعتبر من أبرز العلماء في العالم العربي. يقدم الشيخ مرتضى الباشا مجموعة من المواضيع الدينية والفكرية التي تهم الفرد في حياته اليومية. من خلال هذه القناة، يمكنك الاستفادة من الحكم والنصائح القيمة التي يقدمها الشيخ مرتضى الباشا للمسلمين في جميع أنحاء العالم. سواء كنت تبحث عن توجيهات دينية أو مواعظ تحفيزية، ستجد كل ما تحتاجه على قناة نور الحكمة. انضم إلينا اليوم لتكون جزءًا من هذه الرحلة الروحية وتستفيد من الحكم والعلم الذي يقدمه لك الشيخ مرتضى الباشا.

نور الحكمة

18 Jan, 07:38


قال الله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} الفجر: 4.
📮 السؤال: لماذا حذف الياء من الفعل (يسري) مع عدم وجود حرف جازم للفعل؟

الجواب:
📜 النقطة الأولى: هذا السؤال له نظائر كثيرة في نفس السورة، وفي سور أخرى من القرآن الكريم، مع اختلاف نوع الياء، ونوع الكلمة.
وإليك بعض تلك الآيات الكريمة، فلاحظ نوع الكلمة، ونوع الياء:
1- (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) بحذف الياء من (الوادي).
2- (فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) بحذف الياء من (أكرمني).
3- (فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) بحذف الياء من (أهانني).
4- (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) بحذف الياء من (المتعالي).
5- (قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ (بحذف الياء من (نبغي).
6- (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ) بحذف الياء من (التنادي).

📚 النقطة الثانية: في بعض الآيات المنظورة قراءات متعددة:
قال الشيخ الطبرسي: (وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو وقتيبة عن الكسائي: (والليل إذا يسري) بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف.
والباقون بالحذف فيهما [حذف الياء في الوصل والوقف].
وقرأ القواس والبزي ويعقوب: (بالوادي) بإثبات الياء في الوصل والوقف.
وورش بإثباتها في الوصل، وحذفها في الوقف.
والباقون بحذفها في الوصل والوقف.
وقرأ أهل المدينة: (أكرمني)، و(أهانني) بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
والقواس والبزي ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف.
وأبو عمرو لا يبالي كيف قرأ بالياء وغير الياء.
وروى العياشي عنه بحذف الياء من غير تخيير.
والباقون بحذف الياء في الحرفين في الوصل والوقف) تفسير مجمع البيان 10: 342.

🔬 النقطة الثالثة:
مختصرًا، قالوا في اللغة العربية:
1- (الفواصل) و(القوافي) تعدّ من مواضع (الوقف).
2- (الوقف) موضع تغيّر للكلمات.
النتيجة: حيث إنّ (الوقف) تغيّر فيه الحروف الصحيحة بالتضعيف والإسكان وروم الحركة، لذا غيّرت فيه هذه الحروف المشابهة للزيادة بالحذف.
وكذلك إذا كانت الكلمة في نهاية الجملة، ولم تكن في نهاية الآية، ربما يحذف منها حرف، لأنّ نهاية الجملة تشبه الفاصلة (أي نهاية الآية)، ومنه قوله تعالى (قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا).

والله سبحانه هو العالم
17- رجب الأصب- 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

17 Jan, 07:37


(اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) إنصاف الإنسان (أعداءه ومبغضيه) من (نفسه ومن أعزائه وأحبابه)، هذا من شؤون التقوى الحقيقية الصادقة، فلا تظلموا أحدًا حتّى لو كان عدوّا لكم.

(ويستفاد من الآية الشريفة أنّ العدل من الأسباب القريبة للتقوى، التي هي نهاية الطاعة وأسمى الكمالات وأساس المكارم، ومنها تنبثق سائر الفضائل، لأنّ العدل طاعة تناسب طاعة التقوى، ولهذا تحقّق القرب بينهما).

والله سبحانه هو العالم
16 – رجب الأصبّ – 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

17 Jan, 07:37


(العدل) بين خطرين

📚 (العدل) من أكثر القيم التي ركزّ عليها الإسلام، تارة بشكل مباشر، وتارة من خلال الحديث عن عواقب (الظلم) الوخيمة والتحذير منه.

وهناك عوامل متعددة تحرف الإنسان عن العدل، وهنا نذكر (خطرين) ذكرهما القرآن الكريم:

1️⃣ الخطر الأول: أن يدفع حب الإنسان لنفسه، أو لطرف ما، ليقف معه ويؤيده، وإن كان مخطئًا وظالمًا.
قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء: 135.
القسط هو العدل. والمطلوب ليس أن يقوم المؤمن بالقسط، بل أن يكون (قوّامًا بالقسط) -صيغة مبالغة- أي يقوم بالقسط والعدل أتمّ وأكمل قيام في كل الأحوال والأعمال، من غير انعطاف وعدول عنه إلى خلافه، لعامل من هوى وعاطفة أو خوف أو طمع أو غير ذلك. وهكذا يصبح العدل والقسط جزءًا من كيانهم وحياتهم وقيمهم ومبادئهم الثابتة والراسخة.

👀 سؤال: لماذا جاء التعبير بـ (القيام) في هذا الموضع؟
الجواب: توجد عدة احتمالات:
الاحتمال الأول: بسبب أنّ الإنسان حين يريد القيام بأي عمل، يجب عليه أن يقوم على رجليه بصورة عامّة ويتابع ذلك العمل، وعلى هذا الأساس فإنّ التعبير هنا بالقيام كناية عن العزم والإرادة الرّاسخة والإجراء لإنجاز العمل، حتى لو كان هذا العمل من باب حكم القاضي الذي لا يحتاج إلى القيام لدى ممارسة عمله.

الاحتمال الثاني: حيث أنّه بالعدل يقوم وينهض المجتمع والحياة، لذا يقال (إقامة العدل).

الاحتمال الثالث: كلمة (القائم) تطلق عادة على شيء يقف بصورة عمودية على الأرض دون أن يكون فيه انحراف إلى اليمين أو الشمال، وعلى هذا فإنّ المعنى المراد منه في الآية يكون تأكيدًا لضرورة تحقيق العدالة دون أقل انحراف إلى أي جهة كانت.

(شهداء لله) أي يكون الهدف من الشهادة هو الله تعالى، لا المصالح الدنيوية أو الأهواء أو غيرها. وفي آية أخرى (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الطلاق: 2.

(وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) أنصف الناس من نفسك ومن والديك والأقربين، وأنصف الناس من كل عزيز عليك.

(إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا) أي لا يكون غنى هذا الشخص سببًا في الوقوف معه طمعًا في ماله، أو في الوقوف ضده بحجة أنه غني، وليس بحاجة إلى هذا المال مثلاً.
ومن جهة أخرى، لا يكن فقر طرف ما سببًا في الشهادة له أو ضده، فلا تكن الشفقة عليه وعلى فقره سببًا في الكذب في الشهادة والوقوف معه بدون وجه حق.

(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا) يوجد احتمالان:
الاحتمال الأول: أن يكون قوله (تَعْدِلُوا) مشتقًا من (العدل) فيكون المعنى: لا تكن المحبة أو الشفقة أو الأهواء مانعًا من القول والعمل بالعدل والوقوف مع صاحب الحق.
الاحتمال الثاني: أن يكون قوله (تَعْدِلُوا) مشتقًا من (العدول) بمعنى التغيير والميول، تقول (عَدَل فلان إلى كذا، إذا غيّر موقفه ومال إليه).

(وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ليّ اللسان كناية عن تحريف الشهادة.
والإعراض هو ترك الشهادة.
فالله سبحانه يعلم حقائق الأمور، ويعلم من شهد بالحق، ومن حرّف الشهادة، ومن ترك الشهادة وامتنع عنها، فلم ينصر الحق رغم معرفته به.
(والطريف أنّ الآية اختتمت بكلمة (خَبِيرًا) ولم تختتم بكلمة (عليمًا) لأنّ كلمة (خبير) تطلق بحسب العادة على من يكون مطلعًا على جزئيات ودقائق موضوع معين، وفي هذا دلالة على أنّ اللّه يعلم حتى أدنى انحراف يقوم به الإنسان عن مسير الحق والعدل بأي عذر أو وسيلة كان، وهو يعلم كل موطن يتعمّد فيه إظهار الباطل حقًا، ويجازي على هذا العمل).

2️⃣ الخطر الثاني: أن يدفع البغض والعداوة الإنسان ليظلم الآخرين، ولا ينصفهم ولا يعدل.
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة: 8.
الشنآن: شدّة البغض والعداوة.
وهنا ثلاث حالات متصوّرة:
الحالة الأولى: هو يبغضك ويعاديك، وأنت لست كذلك.
الحالة الثانية: أنت تبغضه وتعاديه، وهو ليس كذلك.
الحالة الثالثة: البغضاء متبادل من الطرفين، والعداوة متبادلة من الطرفين.
وعلى كل حال، سواءً كنت أنت تبغضه، أو كان هو يبغضك، أو كنتما تبغضان بعضكما البغض، فلا يكن هذا عاملاً في الظلم والتعدي وسلب الحقوق.

نور الحكمة

14 Jan, 05:36


إلى قوافل الراحلين:
-----------
مسكين ابن آدم، تمر سنوات عمره في غمض عين، ويظهر الشيب في رأسه، وينظر إلى خلفه، ليرى الكثير من أحبته وأهل مودته قد سبقوه إلى الدار الآخرة، وبقيت صورهم في عينه وذاكرته، وبقيت مواقفهم وآثارهم في جوانب حياته. ومع مرور الأيام تكبر قوافل الراحلين وتزداد أعدادهم، ويبدأ الإنسان يشعر بالغربة في الدنيا، وكأنه أصبح ناقص الأعضاء بسبب رحيل الأعزاء.

وصدق الشاعر أبو العلاء المعرّي حيث قال:
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْدُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ في طَويلِ الأزْمانِ وَالآباءِ
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَافُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ

إن تلك القوافل تنتظر منا أن نهديها شيئًا من الدعاء أو الصدقة أو العمل الصالح الذي تنتفع به، فجدير بنا أن نشفع دموعنا عليهم ببعض تلك الأعمال، ونذكر السابقين، لئلا ينسانا اللاحقون.

روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله):‏ ما تصدّقت لميت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع، ضوؤها يبلغ سبع سماوات، ثم يقوم على شفير الخندق، فينادي (السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم أهدى إليكم بهذه الهدية) فيأخذها ويدخل بها في قبره فيوسع عليه مضاجعه.
فقال (عليه السلام):‏ ألا من أعطف لميت بصدقة فله عند الله من الأجر مثل أُحُد، ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظل العرش وحي وميت نجا بهذه الصدقة.

المصدر:
جامع الأخبار: 169.

والله سبحانه أرحم الراحمين

نور الحكمة

06 Jan, 20:32


معنى الدعاء (وجواب عتيد):
--------
السؤال:
ورد في أدعية شهر رجب (لكل مسألة منك سمع حاضر، وجواب عتيد) فما معنى (عتيد)؟

الجواب:
(عتيد) بمعنى: معدّ وجاهز وحاضر. [انظر: لسان العرب 3: 279]
و(الجواب العتيد): أي الجواب الجاهز مسبقًا، بلا حاجة إلى انتظار أو ترقب.

قال الله سبحانه (وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) ق: 23، والمعنى عند أكثر المفسّرين: يقول الملك المرافق للإنسان في دار الدنيا: (كتاب أعمال هذا الإنسان عتيد أي جاهز وحاضر). [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل 17: 41].

والله سبحانه هو العالم

نور الحكمة

03 Jan, 03:20


قال في مفاتيح الجنان:
وروي أيضًا: من قرأ (قل هو الله أحد) مئة مرة في يوم الجمعة من شهر رجب، كان له يوم القيامة نور يجذبه إلى الجنة.

نور الحكمة

28 Dec, 06:45


https://youtu.be/rxd7y1zPJLg?si=rrNU3ukRDzFtubW0

نور الحكمة

28 Dec, 06:42


https://youtu.be/aAmRDCd5t58

نور الحكمة

28 Dec, 06:40


https://youtu.be/OvGEkuO7dCQ?si=fgDykfGIrqcnGBi8

نور الحكمة

28 Dec, 06:39


https://youtu.be/B2oc-vtc8Kc?si=36zTaR89zNdsSKLA

نور الحكمة

28 Dec, 06:11


🌙 الاستعداد لشهر رجب الأصبّ: 🌙
------------
🕋 قال الله تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )

شهر رجب أحد الأشهر الحرم الأربعة، وله مكانة متميزة، ويلقب بالأصب، لأنّ الرحمة تصبّ فيه صبًا. وهو مقدمة تهيء المؤمنين للدخول في شهر شعبان المعظّم، كما أنّ شهر شعبان مقدمة تهيء المؤمنين للدخول في شهر رمضان، وثلثي شهر رمضان تهيء المؤمنين للدخول في الثلث الأخير من الشهر وليالي القدر المباركة.

إذن: الاستعداد لليلة القدر، بحيث يستفيد منها المؤمن خيرًا من ألف شهر، يبدأ من شهر رجب.

🚴‍♀️ تقريب الفكرة: كمن يتمرّن على بعض التمارين، ثم يزيد في التمارين لتشتد لياقته، بشكل تدريجي، حتى يدخل مضمار السباق الأكبر، إلا وهو شهر رمضان وليالي القدر المباركة.

📜 لذا ينبغي على المؤمن العاقل قبل أن يدخل شهر رجب الأصبّ أن يقرأ بعض الروايات في فضل وآداب وأعمال واسرار شهر رجب، ومن أفضل الكتب في هذا الشأن لكل شهور السنة كتاب (المراقبات لأعمال السنة) للعارف الميرزا جواد ملكي التبريزي، عليه الرحمة، وإليك الوصلة لتنزيل الكتاب بصيغة pdf والاستفادة منه.

http://alfeker.net/library.php?id=1089

أيها الأحبة
👨‍👩‍👧‍👦 علينا أيضًا أن نلفت نظر أهلنا وأفراد أسرتنا إلى فضل شهر رجب، ونهيئهم نفسيًا لهذا الشهر، والاستعداد لصيام ولو بعض أيامه، وتأدية بعض صلواته وأدعيته، ليستعدوا، ويبرمجوا أذهانهم وجدولهم للاستفادة بأكبر قدر ممكن.

وأشكر لكم مساهمتكم في نشر هذا المقال لكل الأهل والأصدقاء، ولكم الأجر والثواب الجزيل.
ودمتم بخير وعافية وسعادة

نور الحكمة

19 Dec, 19:34


صلاة شهر جمادى الآخرة:
-------------
وأمّا أعمال شهر جمادي الآخرة فهي: أن يصلّي كما روى السيد ابن طاووس: أربع ركعات أي بسلامين في أي وقت شاء من الشهر يقرأ الحمد في الاُولى مرّة، وآية الكرسي مرّة ، وإنا أنزلناه خمساً وعشرين مرّة ، وفي الثانية الحمد مرّة ، وألهاكم التكاثر مرّة ، وقل هو الله أحد خمساً وعشرين مرّة ، وفي الثالثة الحمد مرّة وقل يا أيّها الكافرون مرّة و قل أعوذ برب الفلق خمساً وعشرين مرّة وفي الرابعة الحمد مرّة وإذا جاء نصر الله والفتح مرّة وقل أعوذ برب الناس خمساً وعشرين مرّة ، ويقول بعد السلام من الرابعة سبعين مرّة:سُبحانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ أكبَرُ، وسبعين مرّة :اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، ثمّ يقول ثلاثاً :اللَّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ.

ثمّ يسجد ويقول في سجوده ثلاث مرّات:يا حَيُّ يا قَيّومُ يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ يا رَحمنُ يا رَحيمُ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ ، ثمّ يسأل الله حاجته يصان من فعل ذلك في نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها في السنة القادمة، وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة أي كان له ثواب الشهداء.

نور الحكمة

15 Dec, 11:29


(الروايات في علامات الظهور)
------------------
من الواضح أنّ الروايات قد وصلت إلينا عبر سلسلة من الرواة (فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن المعصوم). وهذا تسبب بطبيعة الحال في وقوع عدة عقبات في اعتماد تلك الروايات، ونكتفي هنا بذكر بعضها:
أولاً: هل جميع الرواة الواقعين في السند (ثقات) أو بعضهم (مجهول) أو (ضعيف كذاب).
ثانيًا: الرواة بشر غير معصومين، فيقعون في الخطأ والنسيان، سواءً نقلوا الرواية شفيهًا أو كتابة، فالكتابة أيضًا ربما تنقص نقطة أو تزيد فيختلف المعنى، وهكذا. وكلما ازداد طول سلسلة الرواة زادت نسبة وقوع الخطأ.
ثالثًا: هل كتاب (العالم الجامع للأحاديث) وصل إلينا من دون تحريف أو تبديل. إذ بعض الكتب قد تعرّض للضياع أو للتحريف والتزوير.
رابعًا: كيف نجمع بين الروايات المتعارضة مع بعضها.

في علم الفقه، هناك أسس وضوابط وضعها العلماء للتقليل من الأخطاء المحتملة، من الجهات السابقة وأمثالها، ولكن كيف الوضع بالنسبة للخطب أو المقالات الموجودة حاليًا بين الناس، والتي تتحدث عن (الروايات وعلامات الظهور).

المتابع لما ينشر بين الناس، يجد طائفتين أساسيتين:
طائفة من المتحدثين أو المؤلفين، لديها مستوى يؤهلها للفرز بين الروايات، وفهمها وتحليلها، وفكّ رموزها، والمقارنة بينها، والجمع بين المتعارض منها.
وطائفة أخرى من المتحدثين أو المؤلفين – للأسف الشديد- تخبط خبط عشواء، ولا تفرق بين رواية وأخرى، ولا تميز بين (راوٍ ثقة) و(آخر كذاب)، ولا بين مصدر شيعي وآخر (غير شيعي)، وربما اعتمد بعضهم روايات الواتساب وأمثالها وهي غير موجودة في المصادر.

والحاصل:
نعترف أن الفلاتر والمرشحات التي يعمل بها في (علم الفقه) تختلف جزئيًا عن الفلاتر والمرشحات التي يعمل بها في (التاريخ) أو (التفسير) أو (المواعظ والأخلاق) أو (مغيبات آخر الزمان).
ولكن ليس معنى ذلك، أن تطرح (روايات علامات الظهور) بلا فلاتر ولا تمحيص ولا غربة، وبلا تحليل وفهم لإشارات الكلام ورموزه.

من هنا، أحذّر أعزائي المؤمنين، من متابعة أو الاستماع لمن يحشو الروايات حشوًا، بلا علم ولا دراية ولا تمييز ولا تحليل.
والله سبحانه ولي التوفيق
13- جمادى الآخرة- 1446 هـ

نور الحكمة

02 Dec, 17:32


🧎🏻صلاة أول الشهر
—————-
🌺 هي: ركعتان يقرأ في الأُولى بعد (الحمد) سورة (التوحيد) ثلاثين مرّة
وفي الثانية بعد (الحمد) سورة (القدر) ثلاثين مرّة
ثُمَّ يتصدّق بما تيسّر، يشتري بذلك سلامة الشهر - كما في الرواية -.

🌏 ويستحبّ قراءة هذه الآيات الكريمة بعدها:
وهي: ﴿بِسْـمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيٖمِ وَمـا مِنْ دابَّـــةٍ فِي الْأَرْضِ إلّٰا عَلَى اللهِ رِزْقُـــها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَهٰا كُــلٌّ فيٖ كِتــابٍ مُبِيٖنٍ﴾

﴿بِسْــمِ اللهِ الرَّحْمٰــنِ الرَّحِيٖــمِ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلٰا كاشِفَ لَهُ إلّٰا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾

﴿ بِسْــمِ اللهِ الرَّحْمٰــنِ الرَّحِيٖمِ سَيَجْعَــلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْــراً﴾

﴿ما شــاءَ اللهُ لٰا قُوَّةَ إلّٰا بِاللهِ﴾

﴿حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيٖلُ﴾

﴿وَأُفَوِّضُ أَمْريٖ إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيٖرٌ بِالْعِبٰادِ﴾

﴿لٰا إِلٰهَ إِلّٰا أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنّيٖ كُنْتُ مِنَ الظّالِمِيٖنَ﴾

﴿رَبِّ إِنّيٖ لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيٖرٌ﴾

﴿رَبِّ لٰا تَذَرْنيٖ فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوٰارِثيٖنَ﴾

🌺 ملحوظة:
يمكن الاتيان بالصلاة في أي وقت من نهار أول يوم في الشهر (إلى الغروب).

نور الحكمة

30 Nov, 07:45


قال الله تعالى {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} النور: 22.


أولاً: قبل وقوع حادثة الإفك، كانت هناك أواصر من المحبة والمساعدة والإحسان بين المسلمين، وعندما وقعت تلك الحادثة العظيمة التي تحدّث عنها القرآن الكريم، اشترك بعض المسلمين في ترويج تلك الشائعة والتهمة، وعلى إثر تلك المشاركة الخطيرة {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} النور: 15، أراد بعض المؤمنين أن يقطعوا العلاقات مع كل من اشترك وساهم في نشر تلك التهمة والشائعة، وعدم الإحسان إليهم ومساعدتهم حتى وإن تابوا وندموا على جريمتهم. فجاء القرآن الكريم ينهاهم على ذلك، ويأمرهم بفتح صفحة جديدة مع التائبين، وبالاستمرار في الإحسان.

ثانيًا: (الايتلاء) يأتي بثلاثة معانٍ (1) الترك (2) التقصير (3) الحلف، وكلها تنطبق على ما نحن فيه.
والحاصل: لا تتركوا الإحسان وفعل المعروف إلى أولئك التائبين، ولا تقصرّوا في هذا الجانب، ولا تحلفوا على تركهم وقطيعتهم وهجرانهم.

ثالثًا: أولوا الفضل منكم (يعني أصحاب الهداية والإيمان) والسعة (يعني الأغنياء)، فالآيات القرآنية تؤكد على مسؤولية الصالحين والأغنياء تجاه المساكين والضعفاء.

رابعًا: الأهم من (العطاء) هو (الاستمرار في العطاء، وبلا منّة ولا تقصير وتعب).

خامسًا: الأولوية في الأحسان والمعروف إلى (أُولِي الْقُرْبَىٰ) ولذلك بدأ بهم، وللأسف يغفل بعض المؤمنين عن ذلك، فيحسن إلى البعيد، ويترك مساعدة (الرحم الضعيف).

سادسًا: لم يكتف القرآن الكريم باستمرار العطاء والمساعدة، بل أضاف الدعوة إلى العفو والصفح، فما الفرق بينهما؟
أ- العفو = عدم العقوبة على الخطأ الذي حصل.
ب- الصفح= ترك التوبيخ واللوم، فهي مرتبة أعلى من مجرد عدم العقوبة.
ج- المغفرة= ستر الذنب وتناسيه، وكأنه لم يكن.
إذن الهدف هو إعادة اللحمة والعلاقات الاجتماعية والإيمانية، وليس مجرد الإحسان المادي فقط.

سابعًا: عامل الناس كما تحب أن يعاملك الله تعالى، فعفوك عن المخطئ والمذنب في حقك، سبب ليعفو الله تعالى عنك. (فإذا كنتم تحبُّون مغفرة الله في ما أسأتم إليه أو عصيتموه، فاطلبوا ذلك بالعفو عمَّن أساء إليكم، وستجدون الله في موقع المغفرة والرَّحمة لكم).

ثامنًا: ختام الآية الكريمة بقوله (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، له جانبان:
(1) هي دعوة للمؤمنين ليتخلقّوا بأخلاق الله تعالى.
(2) قبل أن تطلب فعلاً أو خُلُقًا من أتباعك، فعليك أن تقوم بذلك بنفسك، فالله تعالى سبق إلى الغفران والرحمة، ثم دعا عباده إلى أن يعفو عن بعضهم ويغفروا ويرحموا ويتراحموا.

تاسعًا: استعمال أسلوب التشويق والترغيب في الدعوة وطرح الفكرة (أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ)، وهكذا علينا أن نطرح المبادئ والأفكار بالتشويق والترغيب والتحبيب إلى القلوب والعقول.

عاشرًا: هذه الوصايا والتوجيهات القرآنية لا تختص بتلك الواقعة التاريخية، بل تشمل المؤمنين والمسلمين أينما كانوا، وفي جميع العصور، كلٌ حسب موقعيته وإمكانياته.

والحمد لله ربّ العالمين
27- جمادى الأولى- 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

28 Nov, 10:07


{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ}
قال الله تعالى {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة - 128.

أولاً: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ):
1: المجيء: شبّه توجّهه إليهم بالخطاب والدعوة (الذي لم يكونوا يترقبونه) بمجيء الوافد إلى الناس من مكان آخر، وهو استعمال شائع في القرآن.
2:(رسولٌ) بلفظ التنكير، للدلالة على التعظيم.
3: عنى بالرسول (محمدًا) صلّى الله عليه وآله وسلّم، أي : جاءكم رسول من جنسكم من البشر. نظير قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) النساء: 1. (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ) الكهف: 110.
وإنّما ذكر ذلك لأنّه أقرب إلى الألفة، وأبعد من اللجاج، وأسرع إلى فهم الحجة.
4. قال الشيخ الطبرسي:
(والقراءة المشهورة (من أنفُسكم) بضم الفاء.
وقرأ ابن عباس، وابن علية، وابن محيصن، والزهري: (من أنفَسِكم) بفتح الفاء، وقيل : إنها قراءة فاطمة عليها السلام...
ومن قرأ (من أنفَسكم) بفتح الفاء: فمعناه (من أشرفكم، ومن خياركم)، يقال هذا أنفس المتاع أي: أجوده وخياره، واشتقاقه من النفس، وهي أشرف ما في الإنسان) تفسير مجمع البيان 5: 146.

ثانيًا:(عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ):
شاق شديد عليه ما يصيبكم من (إثم وهلاك وضرر وتعب) فلا يقدر على إزالته، فهو يتألم لألمكم ولما يصيبكم، وإذا كان يصرّ على هدايتكم ويتحمل الضغوطات النفسية والاقتصادية والحروب وغيرها، فإنما هو لهدايتكم وتخليصكم.

ثالثًا: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم):
الحرص هو الاجتهاد وشدة الطلب للشيء مع الإصرار والاستمرار. ولم يحدد مجالاً خاصًا لحرص رسول الله، فهو يشمل جميع ما فيه صلاح الناس وسعادتهم في دنياهم وآخرتهم.


وقد بلغت شدة حرصه حتى قال الله سبحانه (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) الكهف: 6.
رسول الله لا يلقي بكم في المهالك، ولا يريد إتعابكم؛ فإذا هو كلّفكم الجهاد، وركوب الصعاب وغير ذلك، فما ذلك من هوان بكم عليه، ولا بقسوة في قلبه وغلظة، بل لأنّ في ذلك صلاحكم ونجاتكم وسعادتكم.

رابعًا: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ):
قيل: الرأفة: شدة الرحمة، فيكون ذكر (الرحمة) بعد (الرأفة) من باب (ذكر العام بعد الخاص)
وقيل: رؤوف بـ (المطيعين من المؤمنين)، رحيم بـ (المذنبين من المؤمنين).
وهناك (رحمة أخرى أعمّ وأشمل)، قال عزّ وجلّ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء: 107.
وقيل: الرأفة: رقة تنشأ عند حدوث ضرّ بالمرؤوف به.
والرحمة: رقة تقتضي الإحسان للمرحوم.
إذن: بينهما عموم وخصوص مطلق، ولذلك جمع بينهما هنا، ولوازمهما مختلفة.

وقال بعض السلف: لم يجمع الله سبحانه لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلا للنبي صلّى الله عليه وآله وسلم، فإنّه قال: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) وقال : (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) البقرة 143 – الحج 65.

الحاصل: الآية الكريمة تشير إلى شدة ارتباط النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم بالناس، فهو منهم، ولهذا السبب فإنّه يعلم كل آلامهم، ومطلع على مشاكلهم، وشريكهم في غمومهم وهمومهم، وشديد الحرص على هدايتهم وصلاحهم وراحتهم، فلا يخطو خطوة ولا يتكلم بكلام إلا لما يصلح آخرتهم ودنياهم ويقرّبهم إلى النجاة والسعادة. ومن كان بهذه المواصفات، فهو جدير بالاتباع والانصياع، وأن تأنسوا به وتحنوا إليه، وأن تجيبوا دعوته وتصغوا إليه وتغتنموا توجيهاته وسيرته.
وهذه دعوة لجميع الدعاة والمبلغين ليقتدوا بخاتم الأنبياء والمرسلين في كيفية وشدة حرصه على المجتمع ومحبته وشفقته.

والحمد لله أولاً وآخرًا
25- جمادى الأولى- 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

14 Nov, 15:44


(يا علي)
روي أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام):
يا علي أنت حجة الله، وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، يا علي أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وسيد الصديقين، يا علي أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصدّيق الأكبر، يا علي أنت خليفتي على أمتي، وأنت قاضي ديني، وأنت منجز عداتي... إلخ.

المصدر: عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 9.

صلّ على محمد وآل محمد، وابشرها على حبّ أمير المؤمنين (عليه السلام)

نور الحكمة

14 Nov, 06:17


{مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ}
قال الله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)}( ).
الآيتان تتحدثان عن (أعمال الذين كفروا)، والأعمال تارة تكون هي العبادات الباطلة، مثل سجودهم للأصنام وتقريب القرابين لها، وتارة تكون سعيهم في الحياة الدنيا. من جهة أخرى تارة تكون الأعمال (بالجوارح) وتارة تكون أعمالاً (فكرية ثقافية- إن صحّ التعبير).
(أ) الآية الأولى شبهّت الكافر بالظمآن العطشان، الذي يرى السراب من بعيد، فيسعى إليه ويتحرك باتجاهه بلهفة وشوق ويتعب نفسه، ولكنه إذا وصل إليه لم يجده شيئًا، ولكنه وجد الله تعالى حيث لم يكن مستعدًا لهذا اللقاء، ولم يعدّ له عدّة. كل ما عوّل عليه لم يوّفر له السعادة والراحة، ولم يسعفه عند حاجته إليه، وبقي وحيدًا فريدًا بلا ناصر ولا معين بين يدي الله سبحانه، فوفّاه الله سبحانه حسابه على كل أعماله، والله سريع الحساب، أي سريع المجازاة، لأن كل ما هو آت، فهو سريع قريب، وكما نرى العمر يمضي بسرعة، ويأتي الجزاء الدنيوي والأخروي على ما نقوم به. والله سبحانه عالم بكل أعمال الإنسان، بالقليل والكثير، والحقير والخطير، والدقيق والجليل، فلا يفوته عمل، ولا ينسى المجازاة على كل شيء، ولا يبخس الناس حقهم.
ويمكن أن نستفيد من الآية القرآنية أنّ (رؤية الكفر والكفار وأعمالهم) ما هي إلا خدعة كالسراب، سرعان ما ينكشف باطلها.
فائدة: يرى البعض أنّ >البقيعة< جمع >قاعة<، بمعنى الأرض الواسعة التي لا ماء ولا نبات فيها، ويطلق ذلك على الصحاري التي يظهر فيها السراب في معظم الأحيان، إلا أنّ بعض المفسّرين واللغويين يرون أنّ هذه الكلمة مفردة، وجمعها >قيعان< أو >قيعات<.
(ب) الآية الثانية فيها بيان لواقع الكفر والابتعاد عن الله تعالى:
فالله سبحانه هو نور السماوات والأرض، وهو وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، أمّا الكفار فهم ظلمات في اعتقادهم وتحيّرهم وضلالهم، وظلمات في أعمالهم وسلوكياتهم، وظلمات في دنياهم وحياتهم، وظلمات في آخرتهم (ظلمة البحر العميق الهائج، وأمواجه المتلاطمة، وتلاعب اللجج بالمركب ومن فيه، والاضطراب والتيهان بين أمواج الضلال والانحرافات بأنواعها وأشكالها، وظلمة السحاب المتراكم) لا يهتدي ولا يستقر ولا يطمئن ولا بصيص أمل، فالظلمة شديدة، حتى أنّ الإنسان لو رفع يديه أمام عينيه، فلا يستطيع رؤيتها، بل لا يقترب من رؤيتها {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}، رؤية يديه مستحيلة. ومن يستحيل عليه رؤية يديه فماذا عساه أن يرى من الحقائق والوقائع المحيطة به؟!!!

{وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}
11/ جمادى الأولى/ 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

13 Nov, 10:02


السؤال: ما الفرق بين (آيات الله سبحانه) و(شعائر الله عزّ وجلّ)؟

الجواب: (الآية) هي العلامة التي تدّل على الله تعالى وعظمته وقدرته، وترشدك إليه. وكل شيء في عالم الوجود فهو آية من آيات الله {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فصلّت: 53، ولكن الآيات أيضًا تتفاوت في المقام والعظمة، {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى} طه: 23.
أمّا (الشعيرة) فهي التي تلامس الشعور والأحاسيس والقلوب، فيعيش (الحضور) بين يدي الله تعالى، ولذلك ربط القرآن الكريم بين (تعظيم الشعائر) و(تقوى القلوب) {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج: 32.
و(الشعائر) قد تكون أحكامًا شرعية، ومناسك وطقوس، مثل مناسك الحج والعمرة، وقد تكون أعيانًا في الخارج لما لها من ارتباط بالله سبحانه.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} البقرة: 158، {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ} الحج: 36، والمقصود هو الهدي الذي يساق إلى بيت الله الحرام. والشعائر أيضًا مراتب ودرجات متفاوتة، فالكعبة المشرّفة شعيرة أعظم من شعيرة الصفا والمروة.
وبذلك اتضح أن كل (شعيرة) فهي (آية) أيضًا، والله سبحانه هو العالم
10- جمادى الأولى- 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

10 Nov, 06:33


س: كم عدد أصحاب أهل الكهف؟
ج: قال الله تعالى {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} سورة الكهف – 22.
والأرجح أنهم سبعة، وثامنهم كلبهم، وذلك لأمرين:
الأمر الأول: قال الله تعالى (رجمًا بالغيب) قبل أن يذكر أنهم سبعة.
الأمر الثاني: قوله تعالى {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} سورة الكهف – 19.
فالقائل (كم لبثم) واحد، والذين قالوا (لبثنا يومًا أو بعض يوم) ثلاثة على الأقل، والذين قالوا (ربكم أعلم بما لبثم) ثلاثة على الأقل. فالحاصل أنهم 1 + 3 + 3 = 7.
وعلى كل حال، عددهم ليس مهمًا، بل المهم أن نأخذ الدروس والعبرة من القصة القرآنية، ونعكس ذلك في حياتنا وسلوكنا.
والله سبحانه ولي التوفيق

نور الحكمة

08 Nov, 11:49


فكرة (11)
عندما نقول عن رجل بأنه (أبو المصائب) فهذا يعني - حسب الدلالة العرفية لدينا- بأن ذلك الرجل يبحث عن المصائب ويتسبب فيها،  والمصائب تأتي من تحت رأسه.

وكذلك عندما نقول عن امرأة بأنها (أم المصائب)

ولذلك لعله لا ينبغي أن يقال عن السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهم السلام) بأنها (أم المصائب) والأفضل أن يقال بأنها (كعبة الرزايا) بمعنى أن الرزايا هي التي تتجه إليها وتقصدها من كل مكان.

بأبي التي وَرِثَتْ مصائبَ أمِها فغدتْ تقابلُها بصبرِ أبيها
لم تَلْهُ عن جَمعِ العيالِ وحفظهم
بفراقِ أخوتِها وفقدِ بنيها

7 - شوال المكرم- 1445 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

#فكرة

نور الحكمة

04 Nov, 00:59


ختم سورة الواقعة كما تنقل عن الشيخ بهجت:
-----------
كان سماحة آية الله الشيخ البهجة (البالغ مناه) يولي أهمية فائقة لختم سورة الواقعة، وكان يوصي المؤمنين بذلك.

وأمّا كيفية هذا الختم فهي كما ينقلها الملا محسن الفيض الكاشاني في كتابه اللآلئ المخزونة:

إذا صادف يوم الاثنين أول الشهر من الشهور القمرية، فليقرأ سورة الواقعة مع الطهارة مستقبلاً القبلة.

ففي اليوم الأول من الشهر يقرأها مرة واحدة، وفي اليوم الثاني مرتين، وفي الثالث ثلاث مرات، وهكذا في كل يوم يقرأها مرة إضافية، إلى اليوم الرابع عشر فيقرأها أربعة عشرة مرة، وبعد إتمام قراءة المرة الأخيرة للسورة المباركة من كل يوم يقرأ هذا الدعاء:

(يا مسبّب الأسباب، ويا مفتّح الأبواب، افتح لنا الأبواب، ويسّر علينا الحساب، وسهّل علينا الصعاب [العقاب]، اللهم إن كان رزقي ورزق عيالي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان في الأرض بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان يسيرًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فخلّده، وإن كان مخلّدًا فطيّبه، وإن كان طيّبًا فبارك لي فيه، وإن لم يكن يا ربّ فكوّنه بكينونيتك ووحدانيتك، إنّك على كل شيء قدير، وإن كان على أيدي شرار خلقك فانزعه وانقله إليّ حيث أكون، ولا تنقلني إليه حيث يكون).

وفي تكملة هذا الختم، ينقل عن العلامة المجلسي (رحمه الله) عن الإمام السجّاد أنه يقرأ الدعاء التالي في أيام الخميس التي هي ضمن الأربعة عشر يومًا هذه:

(يا واحد يا ماجد يا جواد يا حليم، يا حنّان يا منّان يا كريم، اسألك تحفة من تحفاتك تلمّ بها شعثي، وتقضي بها ديني، وتُصلح بها شأني، برحمتك يا سيدي. اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه، وأرسله على أيدي خيار خلقك، ولا تحوجني إلى شرار خلقك. وإن لم يكن فكوّنه بكينونيتك [بكينونتك] ووحدانيتك. اللهم انقله إليّ حيث أكون، ولا تنقلني إليه حيث يكون، إنّك على كل شيء قدير [يا حيّ يا قيّوم يا واحد يا مجيد يا برّ يا كريم] يا رحيم يا غنيّ، صلّ على محمد وآل محمد، وتمّم علينا نعمتك، وهنئنا كرامتك، وألبسنا عافيتك.

المصدر: بهجة الدعاء: 263- 265
ونسألكم الدعاء جميعًا

https://chat.whatsapp.com/KzhaH85qpC60ghFf5qb4tA

نور الحكمة

31 Oct, 09:32


كلمة (رجال) في القرآن الكريم
السؤال:
هل يقصد بكلمة (رجال) في القرآن الكريم خصوص الذكور؟ أو يشمل الذكور والإناث؟
الجواب:
يجب ملاحظة الآية الكريمة لمعرفة المقصود.
مثال: في قوله تعالى (الرِّجالُ قَوَّامُونَ‏ عَلَى النِّساء) المقصود بالرجال هم الذكور.
وأما في قوله تعالى (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) فالمقصود يشمل الذكور والإناث معًا.

نور الحكمة

27 Oct, 10:56


وكونوا مع الصادقين
قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقينَ) سورة التوبة - 119.
السؤال:
لماذا قال: وكونوا (مع الصادقين) ولم يقل (من الصادقين)؟

الجواب:
أولاً: القراءة المشهورة (مع الصادقين)، وفي قراءة أخرى لابن عباس (من الصادقين) وقد روي ذلك عن الإمام الصادق – عليه السلام-. (تفسير مجمع البيان 5: 139).
ثانيًا: يجب أن نعلم أن الصدق له مجالات متعددة، ومستويات متفاوتة. فهو يشمل القول والعمل والعقيدة والعلم وغيرها.
ولنرجع إلى القرآن الكريم ليعرّفنا على صفات الصادقين:
أ- قال الله سبحانه (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة : 177]
لاحظوا الصفات التالية:
1) الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.
2) إيتاء المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب.
3) إقامة الصلاة.
4) إيتاء الزكاة.
5) الوفاء بالعهد إذا عاهدوا.
6) الصبر في البأساء والضراء وحين البأس.
فإذا اتصف الإنسان بكل ذلك فأولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون.

ب- قال الله عزّ وجلّ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات : 15].
1) الإيمان بالله ورسوله.
2) عدم الارتياب والشك.
3) الجهاد بالأموال والأنفس في سبيل الله تعالى.
فإذا اتصف الإنسان بكل ذلك فأولئك هم الصادقون.

ج- قال تعالى (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحشر : 8]
1) الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ابتغاء فضلًا من الله ورضوانًا.
2) ينصرون الله ورسوله.
د- قال عزّ من قائل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [الأحزاب : 23]
يقول الشيخ مكارم – دام ظله (من مجموع هذه الآيات نحصل على نتيجة، وهي أنّ الصادقين هم الذين يؤدّون تعهداتهم أمام الإيمان بالله على أحسن وجه دون أي تردد أو تماهل ولا يخافون سيل المصاعب والعقبات، بل يثبتون صدق إيمانهم بأنواع الفداء والتضحية. ولا شك أن لهذه الصفات درجات، فقد يكون البعض في قمتها، وهم الذين نسميهم بالمعصومين، والبعض في درجات أقل وأدنى منها) (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل 6: 260).

ثالثًا: ورد في العديد من الروايات – وبعضها صحيح الإسناد- أنّ المقصود بالصادقين في هذه الآية الكريمة هم (أهل البيت) عليهم السلام، ونحن نكتفي هنا بنقل ثلاث روايات شريفة:
1) روي عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر -عليه السلام- عن قول الله عزّ وجلّ : (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال إيانا عنى. (والحديث صحيح السند عند بعض العلماء). (الكافي 1 :208)

2) وروي عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا -عليه السلام- قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: الصادقون هم الأئمة، والصدّيقون بطاعتهم. (والحديث صحيح الإسناد) (الكافي 1 :208)

3) وروي أن أمير المؤمنين- عليه السلام- قال في محضر المهاجرين والأنصار: أنشدكم الله أتعلمون أن الله عزّ وجلّ لما أنزل في كتابه: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فقال سلمان: يا رسول الله عامة هذه أم خاصة؟ فقال عليه السلام: أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة؟ قالوا: اللهم نعم. (كمال الدين وتمام النعمة: 278).

رابعًا: ليس المراد من الكون (مع الصادقين) أن يكون الإنسان مجالسًا ومعاشرًا لهم، بل المراد قطعًا هو اتباعهم والاقتداء بسيرتهم ومنهجهم في كل أمر وشأن.

مولاي يا مولاي حتى متى وإلى متى أقول لك العتبى مرة بعد أخرى، ثم لا تجد عندي صدقًا ولا وفاء؟

نور الحكمة

24 Oct, 09:21


🧎🏻صلاة يوم الخميس التي كان يوصي بها الشيخ بهجت🕌:
----------------
من إحدى الصلوات التي كانت موضع اهتمام وتوصية سماحة آية الله الشيخ البهجة هي صلاة الحاجة، التي ورد أنّها تؤدى يوم الخميس.
فقد كان سماحته يقول (كلما كان سماحة آية الله السيد مرتضى الكشميري يصلّي هذه الصلاة، كانت تصله هديّة).
وكذلك كان سماحته يوصي بأداء هذه الصلاة لإبطال السحر والطلاسم.
وكيفيتها كما هي مروية عن النبي (صلّى الله عليه وآله) من صلّى [يوم] الخميس أربع ركعات [كل ركعتين بتشهد وتسليم].
يقرأ في الركعة الأولى منهن الحمد مرة، والإخلاص 11 مرة.
وفي الركعة الثانية الحمد مرة، والإخلاص 21 مرة.

وفي الركعة الثالثة الحمد مرة، والإخلاص 31 مرة.
وفي الركعة الرابعة الحمد مرة، والإخلاص 41 مرة.

وبعد التسليم من الركعة الرابعة يقرأ الإخلاص 51 مرة، ثم يقول (اللهم صلّ على محمد وآل محمد) 51 مرة.

ثم يسجد ويقول في سجوده (يا الله يا الله) 100 مرة.
ثم يدعو بما يشاء ويطلب حاجته.

روى السيد ابن طاووس، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنّ من صلّى هذه الصلاة وقال هذا القول؛ لو سئل الله في زوال الجبال لزالت، أو في نزول الغيث لنزل، إنّه لا يحجب ما بينه وبين الله، وإنّ الله تعالى لغضب على من صلّى هذه الصلاة ولم يسئل حاجته)

المصدر: جمال الأسبوع: ٨١، بهجة الدعاء: 280.

نور الحكمة

22 Oct, 19:56


مضاعفة العذاب
📮 السؤال:
هناك طائفة في الآيات الكريمة دلّت على مقابلة السيئة بمثلها دون زيادة، وهناك طائفة أخرى تدّل على مضاعفة العذاب، فكيف يمكن التوفيق بين هاتين الطائفتين؟
1️⃣ الطائفة الأولى:
منها: قوله تعالى (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [الأنعام: 160].
وقال عزّ وجلّ (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلا مِثلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) [غافر : 40].

2️⃣ الطائفة الثانية:
منها: قوله تعالى (أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ) [هود : 20].
وقال سبحانه (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) [الفرقان : 69].

📚 الجواب:
هناك طائفة أخرى من الآيات الكريمة أوضحت أنّ زيادة العذاب إنما هو نتيجة إفسادهم الآخرين، وإضلالهم المجتمع. وبذلك يكون هذا العذاب الزائد هو نتيجة أعمالهم.
قال الله تعالى (الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ) [النحل : 88].
وقال سبحانه (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) [النحل : 25].
وقال عزّ وجلّ (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس : 12].
👥 لذا، فمن سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، وكذا من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص ذلك من وزرهم شيئًا.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
19- ربيع الآخر- 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

18 Oct, 11:02


قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التغابن- 14.

💥 أولاً: كلمة (زوج- وأزواج) تطلق على الرجال والنساء، فلاحظ قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ) الأحزاب- 28، ولم يقل زوجات، (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) الأعراف- 19، ولم يقل (زوجتك).

🔬 ثانيًا: الإنسان عادة يكد ويتعب كثيرًا من أجل (زوجه وأولاده) ويعتقد أنهم أقرب الناس إليه، وأكثرهم حرصًا على مصلحته، كما هو يحرص على مصلحتهم، فأراد القرآن الكريم أن يحذّر الإنسان من (عدو) قريب، يسعى لهلاكك (عامدًا أو جاهلاً)، وأنت تعتقد أنه يريد مصلحتك وصلاحك.

👥 ثالثًا: كل شخص (كلامه- أو أفعاله- أو سيرته) تبعدك عن الله تعالى، فهذا الشخص عدو لك في الحقيقة، وإن كان يظهر بمظهر الحب والدلال (عالمًا كان أو جاهلاً).
أمثلة على ذلك:
1- إذا كان (الولد) يضغط على أبيه كثيرًا، ليشتري له (سيارة مثلاً) والأب لا يملك مالاً كافيًا، فيلجأ الأب إلى (أخذ الرشوة) ليلبي حوائج ابنه المدلل.
2- إذا كانت (الزوج) يمنع زوجته من الصلاة، بحجة أنّ الصلاة (تخلّف ورجعية) فهو عدوها، حتى وإن كان يصرف عليها أموالاً بغير حساب.
3- إذا كانت (الزوجة) تدفع زوجها، ليعق والديه ويتخلّص منهما، فهي تدفعه إلى النار، حتى وإن كانت تغريه بجمالها ودلالها.

👀 رابعًا: تارة يصدر من (الأولاد أو الأزواج) بعض الأفكار أو الأعمال السيئة، كالتي ذكرناها قبل قليل، فما هو الموقف الصحيح الذي علينا القيام به؟
هل نقاطعهم ونرفضهم؟ أو نحاول هدايتهم وإصلاحهم؟
هل ننسى الموقف السيء السابق ونفتح صفحة جديدة؟

📚 قال الله تعالى (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
أ- العفو = عدم العقوبة على الخطأ الذي حصل.
ب- الصفح= ترك التوبيخ واللوم، فهي مرتبة أعلى من مجرد عدم العقوبة.
ج- المغفرة= ستر الذنب وتناسيه، وكأنه لم يكن.

🔻 وكأنّ ختام الآية القرآنية بقوله (فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) دعوة للمؤمنين أن يتخلّقوا بأخلاق الله تعالى، ويغفروا زلات بعضهم، ويرحم بعضهم بعضًا، فيستحقوا بذلك أيضًا غفران الله ورحمته، وروي في الحديث (الراحمون يرحمهم الرحمان. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) عوالي اللئالي 1: 361.

والحمد لله ربّ العالمين
14/ 4/ 1446 هـ
الشيخ مرتضى الباشا

نور الحكمة

10 Oct, 17:36


سورة خالية من سبعة أحرف
السؤال:
ما مدى صحة القصة التالية:
وممّا نقل أنّ قيصر ملك الروم كتب إلى خليفة من خلفاء بني العباس كتابًا يذكر فيه: إنّا وجدنا في الإنجيل أنّه من قرأ سورة خالية من سبعة أحرف حرّم الله تعالى جسده على النار، وهي: الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والظاء والفاء، فإنّا طلبنا هذه السورة في التوراة فلم نجدها، وطلبناها في الزبور فلم نجدها، فهل تجدونها في كتبكم؟
فجمع العلماء وسألهم في ذلك، فلم يجب منهم أحد عن ذلك إلاّ النقيّ عليّ بن محمّد بن الرضا (عليه السلام)، فقال: إنّها سورة الحمد، فإنّها خالية من هذه السبعة أحرف.
فقيل: الحكمة في ذلك أنّ الثاء من الثبور، والجيم من الجحيم، والخاء من الخيبة، والزاي من الزقّوم، والشين من الشقاوة، والظاء من الظلم، والفاء من الفرق، أو من الآفة.
فلمّا وصل إلى قيصر وقرأه فرح بذلك فرحًا شديدًا، وأسلم لوقته، ومات على الإسلام، والحمد لله ربّ العالمين.
الجواب:
1- لم أجد هذه القصة في المصادر المعروفة والمشهورة. ولكن نقلها (حسين الشاكري) في كتاب (موسوعة المصطفى والعترة 14: 43) وقد نقل ذلك عن كتاب (شرح شافية أبي فراس الحمداني).
2- من الغريب عدم ذكر اسم الخليفة العباسي.
3- من الذي قام بذكر أسباب خلو سورة الفاتحة من هذه الحروف؟
لاحظ في النص السابق أنه لم ينسب هذا التفسير للإمام الهادي –عليه السلام- بل (فقيل الحكمة في ذلك.....) ولكن المتداول بين الناس في وسائل التواصل حاليًا أن الإمام الهادي هو الذي قام بذكر فلسفة عدم وجود هذه الحروف في سورة الحمد.
4- التعليلات المذكورة في القصة غير واضحة لدينا:
لماذا تكون (الثاء) من (الثبور)، ولا تكون من (ثياب خضر) أو (ثواب) أو (ثناء)؟
ولماذا تكون (الجيم) من (الجحيم)؟ ولا تكون من (الجنة) أو (الجليل)؟
ولماذا تكون (الخاء) من (الخيبة)؟ ولا تكون من (خالدين فيها أبدًا)؟
ولماذا تكون (الزاي) من (الزقّوم)؟ ولا تكون من (زهراء) أو (الزكي)؟
ولماذا تكون (الشين) من (الشقاوة)؟ ولا تكون من (شكر)؟
ولماذا تكون (الظاء) من (الظلم)؟ ولا تكون من (الظاهر) – وهو من أسماء الله تعالى – أو من (ظل الله)؟
ولماذا تكون (الفاء) من (الفرق)، أو من (الآفة)؟ ولا تكون من (الفتّاح) أو(الفاطر) أو(فاطمة) أو (فارج الهمّ)؟
وأخيرًا: إذا كانت السورة قد صرّحت بذكر (المغضوب عليهم) و(الضآلين) فلماذا تتجنب حرف (الظاء) لكونه من الظلم، أو تتجنب ذكر (الشين) لكونها من (الشقاوة).
فالأفضل: إيكال توضيح التعليلات المذكورة آنفًا، إلى القائل الذي صدر منه ذلك الشرح والتعليل، أما نحن فلم نتمكن من فهم المقصود من ذلك بصورة واضحة وتامة.
والله سبحانه هو العالم

نور الحكمة

06 Sep, 05:39


ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، كثرت ذنوبي وضعف عملي . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر السجود فإنَّه يحط الذنوب كما تحط الريح ورق الشجر))".
الأمالي، الشيخ الصدوق : 589

1,348

subscribers

600

photos

103

videos