نيرمين القصَبِي

أخبر نفسي حينًا أني لا أتحمل
تخبرني نفسي حينًا أنها لم تعد تتحمل
هكذا أمضي أيامِي

هذه الحيرة لا تنتهي
وهذا الفراغ لا يشغلُه شيء
وحتى العودَة
أصبحت لا معنى لها.

أرادَ أن يقول أشياءً كثيرة
لكنه في النهاية اختار أن يبقى
صامتًا.

نادرًا ما أشعر أني على قيد الحياة

قد أبدو لك شخصًا لا يكترث
لكني تلفتني أدق تفاصيلك
وأحفظ جيدًا كيف تنطق الكلمات

ما هو شعورك وأنتَ في المنتصف؟
تريد الأشياء ولكنَك
لا تستطيع الوصول لها

مع الوقت
أصبحت حتى الكلمات
تموتُ داخلنا
دون أن نقولها

كنا نظن أننا حين نفترق ستتوقف الحياة، انظر!
لم تتوقف، أنت هُناكٌ بعيدٌ في مكانٍ لا أستطيع الوصول إليه، وأنا هُنا لا أتحرك، مجمدٌ بمكانِي، أتفقد رسائلك بعيونٍ باكية، وبرأسٍ لا تتوقف عن تذكر ما كان بيننا، أصبح يفصِلنا شوارع ومدنٌ وبِحار، أرأيتَ! أفترقنا ولم تتوقف الحياة.

تعب وهو يحاول شرحَ نفسِه

عندمَا رأيتُك
قلتُ بصوتٍ خافت
"حياتي قد بدأت للتو"

أعرف أن الكلمات التي بعد الانفصالِ لا معنى لها، ولا أهمية لقولها، لكني تمنيتُ أن أقول يومًا أشياءً كثيرة، أعرف أنك لن تنساني، أنا كاذبة بارعَة، أقول لا أتذكرُك لكني! لا أنساكَ.
لم أتخيل أن النهاية ستكون هكذا، كلانا كان يعرف أنها تقترب، النهاية، لكن كنا خائفين من قول وداعًا، ظللنا نخاف التلويح، والرحيل.. حتى رحلنا بدون سلامٍ أو حركة يد.
لا فائدة من الالتفات الآن، لا فائدة من وداعًا المتأخرة، ولا من الكلام الرائع المبهرج الذي يقال ليظهر أننا متماسكين، تمنيتُ نهاية أقل ألمًا من هذه النهاية، لو نتذكر بعضنا بعضًا كشيءٍ لا نحزن بسببهِ. للأسف
أنت الذكرى الوحيدة التي عندما تراودني.. أشعر بأنني أسقط في بئرٍ لا قاع له.
كنت أظن أن الذي كان بيننا، كبيرٌ، يستحق أن ينتهي حتى ولو بابتسامةٍ لكني كنت مخطيء، ما كان بيننا أقل ما يوصَف به أنه جُرحٌ، لا يندمل، ولا يتوقف عن النزيف، يؤلم.
أعرف ستقول أن الجرح كان يمكنُك تحمله، وأنك كنت تفعل الكثير لأجلي، تتقنُ هذا الدور بكفاءة، تتركُ لي الصمتُ، تقول أنت كل شيء في كل مرة، وأصمتُ أنا.
فكرت بنا نجلس علي ذاتِ المقعد تقول لي أن حبي يؤذيك، أقول لك أتركُهُ
فتنهض وتبتسم لي وترحل، وأنا أبكي قليلاً لكني سأشفى، لم أفكر بنا وبالذي فعلناه، لم أفكر أن الأذى سيكون بهذا الصَدى..
من فترة كنت أنوي الكتابة لك، لم أعرف ما الذي عليّ قوله؟ لم أعرف أبدًا ما الذي عليّ قوله، لكنك كنت تعرف.
إنها عادتي تعرفُني، كلما سنحت لي الفرصة، أكتب لك وأنا أعلم أنك لن تقرأ.

كنا نكتُب لبعضنا
كنا نفعل هذا لأجل أن نتذكر كل أيامنا سويًا، عندما نشيبُ ولا نقوى على حمل القلم، أقول لك ما كنت تكتبه لِي وتقول لي كم أعجبك نصيّ الذي وصفتُك فيه بالحبيب السيء. الآن، أنا لا أكتُب، ليس لأنني فقدت القدرة وإنما لأنني كنت أكتب لأجل تلك اللحظات، أما الآن لا شيء أكتب لأجله، نحن رحلنَا عن بعضنَا، ورحلت الكِتابة مِني.

كتبتُ كتاباً كاملاً أحاول شرح نفسي به، ولكني في سطوره الأخيرة أقول:
يتبع.
أدركت أني بعد كل هذه الكلماتِ، لا زلت لا أعرف شيئًا عني.

أقول أنني أكتب للعامة، لكن من أعماقي
كل حرفٍ أكتبه
أقصدك أنتَ به.

في أيام ما بحياتى أشعر أن لدي رغبة كبيرة في العيش والتنفس، أن القى بحزنى وتعاستي جانباً، وأقول للسعادة أن تحتضنني، لكنني بمجرد أن أنزع عني هذا الزي، أشمئز مني، هذا ليس أنا، أقول.
أعود أدراجي لما يشعرنى بنفسي، أعود ليس حباُ في العتمة وإنما لا أريد أن أفقد آخر شئٍ يشعرني أنني أنا.

من مُدة طويلة وأنا أقول للألم داخلي أن يهدأ
لكنه ولسببٍ ما لا يستمع لي
أظل أردد
أيها الرأس الضخم
توقف عن ضخ كل هذه الأفكار
أريد حقًا قتل نفسي،
لكن لأي سبب؟
الأسباب كثيرة ولكن هل بها شيءٌ مقنع؟

من مدة وأنا أقول أنني على صوابٍ
تركِ لك كان خيارًا صائبا
أنت لا تستحقني
ولكني سقطت
مرة أخرى؛
وأدركت أن لا أحد يستحقني.

توقفتُ عن الكتابة من مدة
كُنت أستمد حزني
من طفولتي المريرة
ومراهقتي الطائشة
وكل ذكرياتي البائسة
كنت أكتُب كثيرًا
لكني لسببٍ ما توقفتُ.
هل انتهى خزان تعاستي الناضح؟
لا أظنُ.
قلتُ في نفسي
ربما هذه هي الشارة الحمراء
هذا خط النهاية
لكنني أبكي الآن
وأكتب
أظن أن المِدمار لم يتوقف
لكني من تباطؤت
أنا من هدأ من نفسه
وظَن أنه أخيرًا وجد له مكانًا
ظن أنه وأخيرًا
وجد نفسَه، لكنه ضاعَ من جديد.

كتبتُ كثيرًا عن رغبتي أن أكون
الاختيار الأول
لأحدهم،
لم يقشعر بدني
ولم يتسع ثغرِي
إلا حينما اخترتني،
لكنك اخترقتني
حين عرفتُ أنني لم أكن سوى
اختيارًا ثانيًا
أو ربما محضُ بديلٍ.

أحيانًا لا أفهم نفسي، ربما كثيرًا لا أفهمني ولكن، لماذا لا أفعل شيئًا يوقف هذا الخوف؟ لماذا لا أصرخ؟ أو أطلب المساعدة؟
دائمًا ألجأ للصمت والضحك وإلقاء النكاتِ، وبداخِلي ألمٌ لا يحتمل، رأسى تعُج بالأفكار، ونومِي! لا شيء أسوء مِنه.
لا أفهم نفسي اللتي تهُب للمساعدة حتى ولو لم يطلب منها هذا، ولكنها تأبى أن تقول "النجدة"

إنها هي
تلك الأيام التي لا أعرف نفسي بها
وأفقد شعوري بكل ما حولى
أعرفها جيدًا هذه الأيام
عشتُ بها عمري كله تقريبًا ..

اختار أن يمضي وحيدًا
لأنه تعبَ
تعب من انتظار حدوث ما يريد..

أعود إليكَ
لأني لا أعرف من دونِك
لأين أذهب؟

مرَت أيامٌ بكيتُ بها
ولم يلمح أي أحدٍ
خرابِي

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً

يبدو عليهِ الهدوء
ولكن إن لمسَه أحدٌ.. سينهار.

أنا شيءٌ
لا معنى له
من دونكِ

يريحنِي وجود أشخاصٍ حولى يفهمونني، حتى لو خانني التعبير، أو تاه المعنَى، أو حَتى انتهت من فمِي الكلمات. أشخاصٌ لا يسيئون الظَن بي، دائمًا.. وحين لا أفهم ولا أستطيع التعبير بشكلٍ صحيح.

أود لو أتبعثر
وانتهي
مرةً واحدة
بلا أي أثر.

تلاحقني ذكرانَا
كشبحٍ أسفل سريري
لا يتوقف عن إخافة الطفل بداخِلي.

كل ليلةٍ أنامُ
على أمل أن أنساكَ
ولا أنسى

الفكرة مش في الرحلة ولا في الوصول
‏الفكرة في اللي يبقا معاك يهون عليك طريق الرحلَة، ويشاركك فرحتَك عِند الوصول

﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير﴾

تفضل تحارب وتبذل مجهود كبير لأجل علاقة ما، ويتضح ليك في منتصف الطريق إن دا مش طريقك الصح ومجهودك بلا داعي والإسوء إنك كنت غلط من البداية في تقديرك لمكانتك، وإنتَ كنت بالنسبة له وسيلة ليشعر بذاته وأهميته
مش الغاية اللي بيحاول حتى يوصل لها.

لا تسألني عن جُرحٍ واحد
فكل صدري جروحٌ ولا أعلم أيها تؤلم أكثر

خائفٌ على الدوامِ
كشعور يشبه العاهةَ
تولد بهِ ولا تستطيع أبدًا التخلص منه.

يعرف نفسَه
ويظل يشرح للناس
ولكنهم لسبب ما لا يفهمون لغتَه