كيف تسيرين بين الناس وكأنكِ امرأةٌ عادية، وأنتِ دهشةٌ تمشي على قدمين؟ كيف يمرُّ صوتُكِ كنسيمٍ عابرٍ، وهو في الحقيقة إعصارٌ يأخذ القلبَ من مأمنه؟
يا ناعمة العود، يا من خُلقتِ من رقةِ الحريرِ، ومن ليونةِ الضوء، كيف صار العالمُ بعدكِ عادياً، وصارت الوجوهُ باهتةً كأنها لم تعرف الجمال يومًا؟ كيف أصبحتِ أنتِ سيدةَ كلِّ الملامح، حتى باتت الملامحُ الأخرى تُشبهُ الفراغ؟
أنا لا أكتبُ عنكِ، بل أكتبُ بكِ، كأنكِ الحرفُ الذي لم يكن ليكتملَ المعنى دونَه، وكأنكِ السطرُ الذي لم يكن ليولدَ النصُّ إلا به. أنتِ لم تكوني عابرةً في العمر، بل كنتِ العمر، كنتِ البدايةَ التي لم أعرف لها نهاية، وكنتِ الحكايةَ التي لا يُقالُ بعدها شيء.
يا ناعمة العود، يا سيدةَ الحُسنِ والدّهشة، إن كانوا قد سمّوا القمرَ سيدَ السماءِ، فقد آنَ لهم أن يعلموا أن الأرضَ أيضًا لها قمرٌ، يمشي بيننا، لكنهُ لا يُشبهُ أحدًا.💙💙
💙للإشتراك💙