NAY.

‏" فإن جلّ هذا الأمر فاللهُ فوقهُ
‏ و إن عظم المطلوب فاللهُ أعظمُ "

١٧ يناير ٢٠٢٥

بدايةً .. " انا لم أكُن أدري بأن بداية الدنيا لديك .. وبأن آخرها اليك" كما لم ادر باشياءٍ كُثر .. في التخلي تخفف، رغم ثقل وطئته على النفس، الا ان فكرة التمسك بشيء يدفعك بكل قواه الى الناحية الاخرى تبدو اكثر إرهاقاً!
يقول فاروق جويدة " لا تسأل الطير الشريد .. لأي أسبابٍ رحل" و من هذا المنطلق، و نيابةً عن الطير الشريد في قصيدة لو اننا لم نفترق، اكتب هذا النّص ..
يقال ان بداية الوصول تكون باتخاذ خطوة مسبقة للرحيل .. هذا صحيح، لكنه قول عام و مختصر جداً .. لم تُحدد الوجهة فيه، ولا مُنطلق شد الرحال، و متى اصبحت فكرة الرحيل منطقيةً اكثر من سواها! حتى انني اتساءل عما يتعدى حدود هذا الى شيء اكثر، متى نشأت أصلاً؟

تبدأ هذه الفكرة كبذرة صغيرة في ارضٍ رواء، تنشأ بفعل ما يجول حولها، و تنمو في ظل مالا يجب ان يحدث، تتغذى على ماء الشعور المُهدر، و تأخذ نصيبها من ضوء الافكار التي لا تجد من شواهِد الحال ما يُسكتها، تثمر بفعل ما سبق من عوامل، اضافةً الى اشتداد الرياح و التي بدورها تحرك كل ساكنٍ في طريقها .. و تمضي!
يحين وقت القطاف الذي لم يكن في الحسبان في اي وقت مضى، فلا تجد ما يملأ يديك من ثمار.. ولو كانت فاسدة، قد تكفي فكرة الوجود احياناً عمّا سواها، وقد يكون استجداء الثمار لتظهر خياراً مطروحاً في حالاتٍ استثنائيةٍ جدًا، انما ليس لك! فتختار المضي بدورك، لا لشيء، انما لانعدام ما يحثك على فعل العكس .. و قد تكون هذه اهم مرحلة لك -للطير الشريد-، الذي لم يدرك منذ وقت مضى ان الرحيل قادم لا محالة ..

في القرب تسبغ الطمأنينة ظلها على كل شيء حتى يبدو التخلي فكرةً شبه مستحيلة، و غير واردة أصلاً، مما يجعل فكرة المضي مفاجِئة ودخيلة عندما تسطع شمسها معلنةً بدئ فصل جديد، فصل يتوجب فيه على الطير الشريد ان يغادر، دون شرح اي أسباب.

اعتقد ان الدنيا تغالبك و قد تغلبك احياناً اكثر، حتى تغلبها مرة .. فيتغير كل شيء !

My Beautiful Life, 1993–1995 by Wang Xingwei

لا تحقق الذات تكاملها و وحدتها الا من خِلال حرية الاختيار، لان امكانية الاختيار تقتضي الحرية، و هو الغِنى الخالص الذي يجعل المرء غير مدينٍ لغيره، و يجعله أغنى من العالم بأسره، أن يكون نفسه .. يختار نفسه .. يسترد نفسه.

-مدخل الى العلاج النفسي الوجودي/ بتصرف

صحيح جداً ان كل شيء في هذا الوجود مرحلي و متغير وهذه فكرة حتمية تطال كل شيء، بمافيه نحن، و لكلٍّ منا نصيب من الآخر، ينقضي بإنتهاء الفترة المقدرةِ لنا في حياة بعضنا .. و هذه سنة الحياة كما يُقال، ولكن قلبي يجد صعوبةً في فكرة أني اراك و أرى نفسي على الجانب الآخر ، كلٌّ منا و قد وصل الى حيث حلُمنا سوياً، دون ان نكون قادرين على مشاركة بعضنا فرحة الوصول والإهتداء بعد الشتات و لذّة بلوغ المُنى، اليس هذا ابسط شيءٍ تقدمه لنا الحياة بعد ان ترقبنا سوياً؟

انا اضم صوتي لسلطان السبهان في قوله

"سيقالُ مات ولم يصلْ لمرادِهِ
سأقولُ يا ربّيْ -لقد حاولْتُ- "

لم يخبرني احد ان كل سنة قد تجر وراءها الكثير مما قد يطاق ولا يطاق، كما لم يخبرني احد ان سنة قد تحمل في طياتها مالا قد تحمله لك الأعوام كاملةً، و ايضاً لم يخبرني احد بأن الوقت يهتم بكل شيء و انه الحل للكثير من الاشياء و هو المشكلة الكُبرى لأخرى، كما لم يخبرني احدٌ بانني املك الكثير ولو لم أرى ذلك .. و لم يعلمني والدي الذي علمني كل شيء تقريباً في هذه الحياة ان هناك اموراً يجب علينا اختبارها اولاً لتلقي الفكرة كاملة، و لم يخبرني اي احدٍ ان اسوأ الايام تصنع اجمل مافينا و ان هذه هي مقايضة الحياة العادلة، و لم يقل لي اي احدٍ ان الصداقة هي السبيل الوحيد الآمن تقريباً لوحشة هذا القلب و ان الأيام لا تسير بلا غفران في المقام الأول، و لم يخبرني احد ان اليقين قد يصل الى حد العمى احياناً و قد يُكسر نور الشمس بستار انا من وضعته، و اعتقد ان جوهر كل ما ادركته يكمن في انه لم يخبرني بذلك احدٌ من قبل، لذلك لن اخبر احداً انا بدوري.

"يا حناناً كيدِ الآسي الرؤومِ
وشُعاعاً يُشتَهى بعد الغُيومِ"

اتمنى ان نصل في نهاية هذا العام الى كلّ ما قد حلُمنا به في بدايته، بالشكل الصحيح و في وجود من نُحب، لأن الفرح يكون يتيمًا إن لم تشاركك يدٌ تربت على كتفك او تُمسك بيدك او تصفق لك بمناسبته، و اتمنى من كل قلبي ان لا تأخذنا الخُطى إلى دروبٍ نجهلها او نخشاها، يا رب

“الكل من حولي هَتف
بردٌ مخيفٌ وارتجف
وأنا عن الكل اختلف
في داخلي دفء خفي”♥️

https://on.soundcloud.com/hDwmwxUWdHGVGE3N6

"و لَعلّ ما ترجوه سَوف يكون"

"و أنا احب ان أمضي في الدّرب فاستكشف ما قد يُفضي اليه، لا أن اتوقّى شيئًا فيه، أو أنتظر وصولي إليه، ما جدوى ان أعرف ما لن يمكنني تغييره، و فوق ذلك فإن معرفته قد تغيّرني؟"

صباح الخير
في إلتقاء الواقع و المأمول شيء كبير من الرَفاه♥️
الحمدلله

♥️

صباح الخير

يقال " على المرء ان يعتاد" حتى على فكرة الاعتياد و انا بصراحة لا اريد ان اعتاد و لو تماهى كل ما فيّ مع الوضع الراهن، لأن الاعتياد يعني الموت على رأي ممدوح عدوان " نحن لا نعتاد الا اذا مات فينا شيء، تصور حجم ما مات فينا حتّى تعودنا على كل ما يجري حولنا"! و انا لا اريد ان يموت فيّ شيء في سبيل الاعتياد و العادة و لو غالبتني الدنيا، اجدها فكرة تنافي المنطق و رغبة خارجة عن "العادة" الا انني متمسكة بها مالم تغلبني الدنيا فيها او تغالبني حتى اعتاد!

تبدو مبالغة في التخيل ولكني أرغب في ان تكون مني نسخة ثانية، ليس الأمر انني احب ان اكون موجودةً بوفرة و كثرة بالحياة، إنما لأني بحاجة لأن اسهر معي، نجلس طوال الليل نتحدث في الاشياء التي طالما كنت أقولها بيني و بين نفسي و صار من الضروري ان اسمعها من أحد يخصني، نتشارك الافكار نفسها و تذكّرني مجدداً بأسبابِ ما اخترته و ما تنازلت عنه، تُمسك يدي في اللحظة التي انوي فيها ان اقول لاحدهم تعال، تضع يدها على فمي إذا فكرت ان اقول لأحدهم لا تذهب في إشارة الى انهُ من العيب تأجيل المغادرة، تساعدني في مواصلة الأعتماد على حدسي في حال شعرت بالحاجة إلى تجربة نصائح غيري، تعيدني إلي في اوقاتٍ أسهو فيها عن نفسي، تفهمني .. لأنني احياناً اكون جيدةً في فهم الآخرين للحد الذي أنسى فيه ذاتي، تلهمني في مرات كثيرة بضرورة التوقف عن تقديم رغبات كل احد الى درجةٍ تتلاشى فيها رغباتي، تكتب لي لأنني مهما قرأت فما مِن شيء يلمسني مثل الذي اكتبه، تدفعني من على الحافة لان المسافة ليست بعيدة كما ظننت أول مرة، تخبرني اذا ادرت ظهري انه ما من شيء يفوتني مادمت قد ادرت ظهري له، تأخذني من كل شيء و نجلس معاً مع اللذين احبهم و سأحبهم و لن اتوقف عن حب البقاء معهم و لن اكتفي منه، تعلمني انه لا مُشكلة في ان يتم خداعي لأنه مؤذٍ أن أعيش و انا اربي قرون استشعار الخطر مثل حشرة، تربط شعري لاني اتثاقل فعلاً صغيراً كهذا، تجبرني على شرب الماء لأن ارتواء شعوري لا يكفي حاجة جسدي، توافقني اذا قررت الركض، تعارضني اذا مشيت الى درجة انسى فيها الراحة، اقاسمها كل ما ظننت انه لن يكتمل إلا بوجود المشاركة، تمسح معي كل ما كنت قد ترددت يوماً في الاستغناء عنه، و اخيراً تجلس معي وانا أفكر في اشياء جنونية مثل ان يكون منّا نسخة ثالثة و رابعة تعيش الحياة بطريقة مكررة و نتراجع في النهاية عن هذا الهدر.


-النّص للكاتب محمد حامد، لكنّي حورته قليلاً و أنثت المحتوى بما يتماشى معي.

لأنك انت، دائماً .. ولأنك تنظر لي بطريقةٍ ادفئ من اي شيءٍ في هذا الوجود ولأن صدري في معيتك يتسع ليشمل العالم! ولأن كف يدي لا يتوقف عن الارتعاش الا حين تلتقطه يدك ولأنك اعذب من أن تؤلم الدنيا قلبًا انت فيه، ولأنك تعلم احيانًا و تجهل احيانًا اكثر، ولأني اشعر معك اننا في سباقٍ للعذوبة انت الغالب فيه دائماً .. ولأنك تجعل من عادياتِ الاشياء تجربةً فريدة .. ولأنه من الحظ الجميل مصادفتك و رؤية الدنيا بزاويتك، و لأني أحب الانسان فيك، والملهم في كلماتك و المدهش في وجودك، ولأني بطبيعة الحال لا املك الا ان اقول، و لانك تقرأ و ستقرأ دائما .. اكتب!

تتحرّك الحياة بتدافع اللحظات الصغيرة، كذلك فؤادي❤️

و طبعاً صباح الخير في كل الأحوال

اتضح ان العيش في ظِل المجاز مرهق اكثر من الانتظار ..و بطريقة ما، قد يُفضي بك الى ما كنت تخشى لا إلى ما تتوق، اسلي النفس بالآمال الا ان الامل مرهق وثقيل، و مر!

"‏وأعرف أنني رغم كل بأسٍ سأصون ميلي لليسر، وقابليّتي للمحبة، ورغبتي بأن أكون أفضل. لا أقف عند الأذى الجاهز، وأختار موضعًا يليق بي. وأنني أتعلّم من التخبّط معنىً، ويزيدني الصدّ حِلمًا، وأُقبِل على القُبح بالتعامي، وعلى الماضي بالتخطّي. تلك مكاسبي التي لا ينازعني فيها أحد."

لقد أوسَعتُ أرضَ الله ضَرْبا
‏يريدون الوصولَ.. أريدُ درْبا

‏قريبٌ أنتَ ياقلبي بعيدٌ
‏أزيدُ ترحُّلاً .. فتزيدُ قُربا

‏تمرُّ الأمنياتُ بنا فُرادى
‏ولكنّ الهمومَ تمرُّ سِربا

‏وما قصّرتُ.. قصّرَ بعضُ حظي
‏أسير مُشرّقاً ويسيرُ غَربا !

‏وما استسلمتُ من يأسٍ ولكن
‏يحنّ لراحةٍ مَن خاض حرْبا

- سلطان السبهان

كل مرة استمع لها اعرف السبب وراء قول محمد عبدالوهاب "إن لم يكن لمحمد عبده الا لحن صوتك يناديني لكفاه"، قادرة على شد انتباهي و اذهالي في كل مرة ♥️ و لو كُنت لحناً لوددت ان اكون هذا و هذا فقط

لم أفهم يومًا معنى التوقيت المناسب، إنني أجرب باستمرار لأنه من المفترض أن الوقت كله مناسب.

"صَفو الليالي"

"عندما تكون الأماني كبيرة يعني ذلك أن الإنسان ما زال في مرحلة طفولة العقل، يحسب أن الدنيا كلها ستُسَخر له حتى يحققها، ويظن أن الشغف الذي يكون مدفوعاً به ليصل إليها هو جُلُّ ما يحتاجه حتى تبقى هذه الأماني متقدة في نفسه. ولكنه يكبر .. ليس في العمر فقط بل ويكبر في الشعور... وتصغر أمانيه حتى لا تتعدى أن يكون لديه فسحة صغيرة في هذه الدنيا يأوي إليها ويأنس بها، مع قليل من الوعي والتفكير يكفيه ليمضي يومه بسلام وكفى، ويتمنى لو أن الوهم الذي كان يطيب له العيش به لم ينقطع فهو ضرورة كالماء و الهواء. أو كما يقول المنفلوطي: إنما نحن أحياء بالآمال و إن كانت باطلة وسعداء بالأماني وإن كانت كاذبة"

-زهراء

♥️

تبدو لي كالذي قطع شوطاً طويلاً في هذه الحياة و ابدو خلفك مثل من يبلغها حبواً، كلاهما يتقدم انما في مراحل مختلفة و بينهما تفاوت اطول من ان يتم اختصاره و أقصر من ان يقطع ببطئ او بخطوة واحدة مثلاً!
تتباطئ لتبلغني و اهرول مسرعة لأصل اليك دون ان ندنو من بعضنا قدر انملة واحدة او اقل!

غالباً ما الجأ للكتابة كحل سحري لجميع مشاكلي و مشاعري و غالباً ما ينجح الموضوع بنسبةٍ كبيرة، الا انه اصبح دون جدوى الى حدٍ ما في الآونة الاخيرة .. لجأت الى حلولٍ اخرى بطبيعة الحال واستمعت الى افكار غيري في برنامج صوتي قبل فترة قصيرة، ولا اذكر صدقاً ما جاء فيه طيلة اربعين دقيقة عدا جملة واحدة قيلت و قد ترسخت فيّ منذ ذلك اليوم،
"التعمق في الآخر يوصلك الى ذاتك في النهاية" في بداية الامر لفتتني الفكرة و استنكرتها جداً، كيف لي ان اصل لذاتي عن طريق التعمق في الآخر! و من يكون الاخر ليوصلني اليّ! برأيي ان لم اعرف ذاتي بشكل جيد مسبقاً و ان لم يكنُ منطلق معرفتي بالاخرين هو معرفة جيدة او كافية لنفسي فلن توصلني هذه المعرفة لوجهة شعورية/ فكرية محددة! و عليه بُنيت دهشتي الكبيرة جداً بهذه الفكرة اللتي رماها المتحدث و أخذ يكمل حديثه الممل قليلاً بطبيعة الحال، الا انها راحت تتراقص في مخيلتي محاولةً اثبات منطقيتها بشكل ملح جداً لم املك من الأمر الا ان اجاريه، "التعمق في الآخر يوصلك الى ذاتك في النهاية"
"التعمق في الآخر يوصلك الى ذاتك .. في النهاية "
"التعمق في الآخر يوصلك الى ذاتك" "في النهايـــة"
صحيح! خطوة مؤجلة و اخر محطة في قطار الشعور السريع جداً ، وصولك لذاتك! هل تستحق الغاية هذه الرحلة باهظة التكاليف! أخذت اتساءل كثيراً، ولا يعني السؤال وجود اجابة دائماً الا انه يفتح أفقاً جديداً وبعيداً في كل مرة، هل يستحق؟

عزاء النّفس دائماً ان كل حال مؤقت، ولو طال.

"إنني أحب هذه الحياة حباً لا تكلف فيه وأريد ان اتكلم عنها بحرّية: إنها تمنحني كبريائي لكوني إنساناً. ومع ذلك، أكثر ماقيل لي: لا شيء يدعو للفخر .. بَلى! ثمّة مايدعو إلى ذلك، هذه الشمس، هذا البحر، قلبي المتوثّب بالشباب، جسدي بِما فيه من طعم الملح، والمدى اللامحدود الذي يلتقي فيه الحنان والمجد في الصفرة والزرقة. فلأقف قوتي وطاقتي على تحقيق ذلك، كل شيءٍ هنا يتركني بكراً، فأنا لا أتخلى عن شيء من ذاتي ولا اتحجب بأي قِناع، يكفيني أن أتعلم بصبر علم الحياة الصعب الذي يفوق كل فنون الحياة"

-البير كامو، و أنا

"ﺃﻣﺎ ﻛﻔﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﺃﻟﻘﺎﻩُ ﻣﻦ ﺯﻣﻨﻲ
ﺣﺘﻰ ﺃﻏﺎﻟﺐَ ﻓﻴﻚَ ﺍﻟﺸﻮﻕَ ﻭﺍﻟﺰﻣﻨﺎ

ﺇﻧﻲ ﻭﺇﻳﺎﻙَ ﻛﺎﻟﻤﻨﻔﻲِّ ﻋﻦ ﻭﻃﻦٍ
ﺃﻱُّ ﺍﻟﺒﻼﺩِ ﺭﺃﻯ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻪِ الوطنَا"

اللهم حبك و شواهد حبّك و معيتك ♥️

يغدقني والدي بمحبةٍ و لين تجعلني افكر احياناً، "هل من الممكن ان اكون محبوبةً اكثر؟" اعتقد ان الجواب لا! ولو احبتني جموع البشر كاملة، و ليس بالكمّ إنما بالكيف، انا على يقين بانني و ان تلقيت حبّ الكون كاملاً لن يوازي شيئاً مقابل كفة محبته الخالصة التي استحالت الى شيء ارى من خلاله كل شيء ، أفكر أيضاً، هل سأكون قادرة على تقديم محبة مشابهة لأبنائي؟ و تعجزني هذه الفكرة جداً لاني اعي انه والدٌ لا يأتي الزمان بمثله و ان اجتهدت، هذا الشعور يجعل التعبير احياناً شيئاً عصياً جداً، الا انني احاول، اليست الحياة عبارةً عن محاولات اصلاً؟

" شال الكشمير على كتفيكِ" ♥️

يحدث ان ادرك مدى روعتك و يحدث ان تدرك مدى سِعة قلبي ليشملك، دون ان يقدر الواحد مِنّا على البوح بما يدور في خلده، نتصادف، ترمي سلاماً ، ارد السلام ، نمضي .. كل منا في اتجاه معاكس لما تشير اليه بوصلة قلبينا، انت هناك و انا هنا و بطريقة ما نحن مع بعضنا البعض، وبشكلٍ ما تطرأ علينا تغييرات و ندركها ولا ندركها في ذات الوقت، استقي الفكرة من شواهد حالك و تستقيها من شرود عيني في كل اتجاه عداك .. نعيش متمسكين بحبلٍ اغلظ من ان يُقطع و اقصر من ان يصل بيننا و إن حاولنا، تمضي الايام من عمرك.. في عمري.. و من فكرك .. في ذهني، دون ان نجد نهايةً لهذا المشهد الهزلي الذي وجدنا انفسنا ادواتٍ فيه بإدراك منا و بغير ادراكٍ في ذات الوقت.

استشعر هذه الفترة قول القائل " و قد تُدرك الحاجات و هي بعيد" و الأهم من ذلك " وقد تلتقي الاشتاتُ بعد تفرقٍ" و اه كم تحمل قد هذه من آمالٍ وراءها !

♥️

https://youtu.be/tHMy25J4B1s?si=v-EtHbopxCQX32bM

تُعرف مفردة "انغمار" في اللغة كإسم بمعنى الغوص و الانغماس و تعود كِصفة للدلالة على كثافة الموصوف، و قد تُغمر بالسعادة و اللين و المحبة وشواهد الالفة، كما هو حالي♥️،كانت الرياض كريمة جداً معي في هذه المرة و لعلي شهدتُ وجهاً جديداً منها و من نفسي، بداية من سوق الزّل في اقصى الجنوب و نهاية بصالة المطار في الشمال، و مابينهما مِمَّا يصعب تصويره بالمفردات، شددت الرحال الى حيث تشير بوصلتي اللتي ظننتها قد توقفت عن العمل لمدة لا بأس بها، و اهتديت إلى نفسي من خلال من احب و ما أُحب ♥️

صباح الخير
اعجب من حالي احياناً
لكن هذه المرة مختلفة جداً، و موطن الاختلاف انني لا احسن وضع نفسي في خانة شعورية معينة اطلق عليها اسماً مبتذلاً يريحني من لوم ذاتي اللوامة و سطوة الافكار، الا يبدو حلاً بالغ السهولة؟ جداً ولكني اعجز عنه بكل بساطة ، وقد يتفوق العجز على ما سِواه غالباً، يكفي ان تستسلم لفكرة وجوده حتى يسيطر على جميع شؤونك، تلوح الفكرة كِظلال خلف كل ما تحقق او كان طَور التحقيق- "عاجز" -و العجز بالمناسبة فكرة و الفكرة تموت احياناً، و تعيش احياناً اكثر!

"وسؤال المُحبّ، مُتكلّماً أو صامتاً، تكرار لِرَغْبة وحيدة: مَنْ أكونُ في عينيك؟ وإصغاء المُحبّ تكرار لتوق وحيد : أن يأتي الجواب ولو غامضاً. فالجواب هو الذي يُمسكُ يَدَ المُحبِّ ويَدلّه إلى المرآة، حيث صورته ويقول له: هذا أنت، في عيني، وما تكونه في عيني هو الحقيقة. والحقيقة تامة إذ تُقال مرة واحدة، ولو مؤقتاً، وما يُقال يُعلم ولا لبس فيه أو حيرة"

لا تحتاج الرغبة لوجود مبرر لتنشأ، و هذا اكثر ما يثير اهتمامي بخصوصها، ما يترتب عليها شيئين اثنين فقط باعتقادي ..
إما ان تُلبى بافضل شكلٍ ممكن او ان تُقمع بشكلٍ كامل دون اي وسطية، احزن ما يمكن فعله بالرغبة هو تلبيتها بشكلٍ جزئي، وقِس على ذلك طبعاً.

"من اثنتين فلا تبخل بواحدةٍ
إمَّا النوالُ وإمّا راحةُ اليأس".

"هذا القلب هو سِرّ الجمال الإنساني لأن فيه برَكة النّفس و زينتها و سكَنها، فالبركة تنبُت من الخلق الطيب و الزينة تخرج من الفِكر الجميل والسَكن يثبتُ بالإيمان واليقين، و ما جمالُ النفس الإنسانية الا خُلق و فكرة و فضيلة"

«ما يُطمئن الفؤاد ويهوِّنُ عليه أمره؛ أن كل ما يرادُ لكَ في هذه الدنيا هو من تصريفه سبحانه، ومن اختيارِه جلَّ وعلا، مع علمك أن ما قدّرهُ الله هو كلّ الخير، وما كتبُه لك هو عين الحِكمة وإن حُجِبت عنك»
يا رب