غياب تونس عن أبرز المحافل الدولية أصبح واقعًا مؤلمًا ينعكس على سمعة البلاد وموقعها في العالم، بل يعكس أيضًا فشلًا واضحًا في استغلال الفرص الاقتصادية والسياسية التي تتيحها هذه القمم والمفاوضات العالمية.
ففي أكتوبر الماضي، كانت تونس غائبة عن قمة البريكس الخاصة بالاقتصاديات الناشئة، ثم جاء نوفمبر ليُثبت مرة أخرى غيابها التام عن قمة الـ20 للدول الكبرى اقتصاديًا، وهي قمة كانت فرصة ذهبية لتوسيع نفوذ تونس على المستوى العالمي. لم تتوقف الإخفاقات هنا، بل استمرت في غياب تونس عن قمة المناخ كوب-29 في باكو بأذربيجان، التي تُعتبر واحدة من أبرز الأحداث العالمية التي تمس مستقبل الإنسانية بأكملها، حيث تم الاتفاق على سياسات وحلول لمواجهة تغير المناخ. وكان التمثيل التونسي هناك ضعيفًا للغاية، حيث لم يكن سوى وزير البيئة في حضور هامشي متأخر، بينما غابت أي مواقف أو آراء تونسية عن المفاوضات الحاسمة.
قيس سعيد قرر منذ توليه الحكم وخاصة بعد انقلابه على السلطة أن يدمر تونس بطريقة بشعة.. في الوقت الذي كانت فيه تونس قادرة على التأثير والإسهام في قضايا عالمية حيوية مثل تغير المناخ، اختار قيس سعيد وحكومته البقاء في عزلة لا تبرير لها غير الفشل والعجز التام..
وبينما تتبارى الدول للحصول على نصيبها من الاستثمارات الدولية وتطوير شراكات استراتيجية مع القوى الكبرى، يجد الشعب التونسي نفسه خارج هذه المعادلة، في غياب كامل لقيادة تؤمن بالتأثير الدولي وتنظر بعيدًا عن المصالح الضيقة. قيس سعيد يثبت مرة أخرى أنه غير معني بمستقبل تونس في الساحة الدولية، وهو ما يُعتبر فشلًا ذريعا له ولحكومته.
الرسالة واضحة: من غاب عن هذه المحافل الهامة، فقد غاب عن مستقبله ونصيبه في التنمية والفرص الدولية. وإن كان هناك من يتحمل مسؤولية هذا الغياب المؤلم، فهو قيس سعيد الذي يواصل عزل البلاد عن العالم لجعلها مزرعة خاصة به.
#تونس
#قيس_سعيد
#انقلاب_تونس