أحدث المنشورات من الزّفرَات (@n_shi8) على Telegram

منشورات الزّفرَات على Telegram

الزّفرَات
‏«ولِي زَفراتٌ لو يَدُمنَ قتَلننِي»

https://t.me/+xmztUdXJiFFmODg8
1,583 مشترك
10 صورة
آخر تحديث 10.03.2025 09:30

أحدث المحتوى الذي تم مشاركته بواسطة الزّفرَات على Telegram

الزّفرَات

14 May, 00:22

5,182

غبشٌ..


لم يكُن أمراً بسيطاً، أقصد في ذلك المكان، لم يكن أمراً بسيطاً أن أخادع الوقت، كُنت متأكداً أنَّه لم يكن يمر، يستحيل ذلك؟ نعم، عند الذين يرون الشمس، القمر، النجوم، يشعرون بتغير الجو، بدخول الشتاء والصيف، عند الذين يملكون ساعاتٍ في أيديهم، يمرُّ الوقت..
أمَّا هناك لا يوجد ساعات، بل لم يكن هُناك وقت، ولا زمن، توقف الزمن منذ اللحظة الأولى، وتوقفت أيضاً عن الشعور، آه.. ليتني توقفت، ليتني لم أكن أشعر بشيء، ليتني لم أكن أحنُّ كثيراً، وليتني لم أبكي بين الحِين والآخر، لم أكن أقوى على العيش مُحمَّلاً بعبء من أُحِب، ومحمِّلاً إياه عبء الغِياب، لشدَّ ما أوهنني الغيابُ والبُعد، أحرقَا قلبي وفتتا كبدِي، كُنت أُجابهُ الفراغ، بدّد روحي، لاشاها ومزقها، غيَّبها، جعلها رُكاماً، كيف يمكن لشخص واحد أن يعيش تحت وطأة الفراغ، كيف يقوى على العيش في غبش الوحدة، أعيانِي الغبشُ الذي أرى فيهِ طيفاً على الدَّوام، طيفٌ لا تمسُّه يدي ولا تحتوُي تفاصيلهُ روحي، أبصرهُ حينما أبصر، وأبصرهُ حينما لا أبصر، طيفٌ كمثلِ الغياب، لا أراهُ كاملاً فأشتفي، ولا يتركني لوحدتي فأكتفي، طيفٌ ليسَ كالحُلم، لأن الحلمَ هناك وهمٌ يزول، مثلمَا أنني كُنتُ أزول .


- نوّاف
الزّفرَات

08 May, 00:30

4,887

النافذة..

أعرِفُ جيِّداً كم هو مُؤلمٌ أن تقف خلف النَّافذة كما يفعلُ من ينتظرُ شيئاً، أمراً، أحداً ما، تُقعدك الوحدة والخوف والحنين مشدوهاً أمام النافذة، كأنَّك تُشاهد فلماً ما، كأنَّك تستعرض سجل ذكرياتك القديمة سعيدةً كانت أم حزينة، تدفعك الوحشة -رغماً عنك- إلى دوامة الفضول من أن الأشياء في الخارج ما زالت كما هي، الناس هم الناس، الحياة لم تتوقف، أنت فقط خرجت من دائرة الزمن، تتلقفُك الوساوس، وتنتابك الحسرات، تشتاق لمشرق الأنوار، لعليل الهواء، لتغريد الطيور، لصوت الأطفال، للتفاهات التي تُفسد عليك يومك، تشتاق لكل شيءٍ، تشتاق لئلا تشتاق، لكنّك - مع الأسف - لا تملك قلباً صلباً جلداً يحتمل هذه المشاعر ليُقاوم الدموع من الانهمار، لا تملك شيئاً غير هذه النافذة، تجلس مقابلها لا تعرف ماذا تفعلُ بيديك، ولا إلى أي اتجاه تنظر، ولا إلى أي بقعة تحدِّق، ولا إلى أي شيءٍ تنتظر.. آسف، كُنت أعرف جيداً ماذا أنتظر وماذا أرجو، كان الانتظارُ مُتعباً، شاقّاً، مؤلماً، ولكنَّ المؤلم أكثر أنِّني لم أكن أعرف إلى متى سيطول الانتظار، يوماً، شهراً، عاماً، أبداً.. يا إلهي كم كان الانتظار كئيباً.


- نوّاف
الزّفرَات

18 Feb, 18:35

4,218

لم أعد أعلم..

التذكّر هو الموت، لم أستغرق وقتاً طويلاً حتى أدركت أن التذكر هُو العدو، فمن يستسلم لذكرياته ينكسر، ما أدركت قبلاً كم هو مؤلمٌ الشعور بالحنين، أكان سُمّاً أتجرّعه رغم أنفي، أم خِنجراً مغروساً في قلبي، أم كانت ناراً تلتهب في كبدي.. أم ثلاثتها ..!
كُنت أنشد الأبيات التي كان الشعراء يتمنون فيها زيارة طيف محبوبهم؛ ولكني لم أكن أريد لذلك الطيفِ أن يزورني، إلّا أنّه كان ضيفاً ثقيلاً لا يُفارقني، كنت أسمع صوته جيّداً وأرى محياه مُتمثّلاً أمامي، حينها أدركت أن النسيان هو الحل أردتُ حقاً أن أنسى كل شيء؛ إلّا أنني فشلت..
"إذا رمتُ عنه سلوةً قال شافعٌ
من الحب ميعادُ السلوِّ المقابرُ.."
في الواقع كُنت أخاف أيضاً أن أنسَى، أردت لروحي أن تطير غير آبهة لطول المسافات، أردت لها أن تذهب حيث تشاء، حيث كان لها أن تكون، أغلقت عينيّ وأخذت أتذكر كل شيء، كل تلك التفاصيل الصغيرة، كانت تجربة مغرية أن أستسلم لحلمِ يقظةٍ ينثرُ فيه الماضي صوراً مجمَلةً في الغالب، مغبّشةً أحياناً، وواضحة في أحيانٍ أُخَر، لم أكن أريد أن أفتح عينيّ؛ ففتْحُها يبعثُ شبح الرجوع إلى الحياة..
يا إلهي كم كُنت متناقضاً، كنت ضحية لذلك الصراع، حتى أنني لم أعد أعلم ماذا أريد.. أنا حقاً لم أعد أعلم

—-
نوّاف
الزّفرَات

18 Feb, 10:16

3,546

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مسّاكم الله بالخير يا أحبة، شاكر لكل من سأل أو دعا، وأعتذر لمن لم أُجبه، فضلكم عليّ كبير والله..أحسن الله إليكم ورضي عنكم
أبشركم أني بخير والحمد لله
الزّفرَات

13 Dec, 18:24

6,233

فِتيةُ العراء..

بطيئاً وقاتماً يُكمل الشتاءُ عملَه الثقِيل في الوجُوه والأصابع، في أجساد الكبار والصّغار، كانَ يعرفُ طريقه لقلوبهم الفارغة، يسير على حوافِ الطّرقات الضيقة، بين الأشجار والأتربة، هناك في إدلب الليالي طويلةٌ داكنة، الأعين كانت تتقلّب في السماء بانتظارِ الأمل.. شُعاعُ الشمس كانَ كُلُّ رجائِهِم!
لك أن تتصوّر حالَ البشر ومنظرهم في هذه الظروف، بعد أن هدّهم البردُ وأعجزهم، ثمّ أقعدهم الخوفُ وقلّة الحيلة، فجلسوا مُحبطين على جانبي الطريق، متكوّمين ومتلفعين بقماشات رثّة غطّت الرأس والجسم، لم تظهر منه سوى وجوه يائسة مغبرة، وأعين زائغة تتابع المارّة وتتطلع إلى المجهول..
فِي أحد الخرائب القريبة التي باتت مساكنَ الآن؛ كان يجلسُ محتضناً ساقيه، واضعاً ذِقنهُ على رُكبتيه، يتأمل اللهب الذِي انعكسَ على عينَيه، كانت النار أرحمَ بهِ من قومه، من الذين خذلوه وضنّوا عليه بكل شيء.. حتى الدّعاء!
"صباح البردِ .. إنَّ النار أرحم بي
‏وأرأفُ رغمَ قسوتها منَ العَرَبِ.."
يبسطُ يديهِ للنّار ثم يعود يفركهُما، ثم يبسطها من جديد حتّى تلين، كان يعاود الكرّة وهو يتأمّل، هل في هذا الكوكب قلبٌ يلين لنا كما تلينُ يديَّ
كانَ البردُ شديداً يُمزّق جسدهُ الصغير، آتياً من قِمم الجبال محمّلاً بنسماتٍ باردة، صوتها كان أشبَه بصوت آنّات الأطفال الخائفين..
ماذا كان يدُور بين هؤلاء الصغار، عن ماذا كانوا يتحدّثون؟ أما أنا فأستطيع أن أخمّن .. كان أحدهم يتذكر يوم قُصف بيتهم، والآخر يتذكّر ليلةَ زُجّ بأخيه السجن، وكان الثالث يحاول ألّا يتذكر يومَ اغتُصبت أخته، لم يكونوا صِغاراً، حمّلتهم الحرب أعماراً فوق أعمارِهم، وأكل البرد والخوف والجوع من صحّة أجسادهم.. فيا للفتية الغرباء .. فتية العراء والبعد والألم حين يعتصرهم الحُزن.. فتية الله الذين أخرجهم الضَيم، وشردهم الظلم..

—-
نوّاف
الزّفرَات

19 Sep, 16:00

4,960

بينَ النّور والدّيجُور

——

كانت خُيول الظّلام تكتسح بحوافرها كل السّاحات، تملأ المُدن والقرى.. تقتحم الصحاري والقِفار والفيافي والبحار، كان الظّلام يتهادى من رؤوس الجبال، لا بصيصَ لنورٍ ينتشل النّاس من ظلماتٍ بعضها فوق بعض، صوتُ الريح كان يُلقي رداء الشر المتردد في كل مكان، اليأس ينهش من أرواح المستضعفين، حفيف الأشجار يترجم أصوات الخائفين، لم يكن أحد يجرؤ على إيقاد الشّموع، كل أصوات الحق خرست وكل منارات الهُدى انطفَأت.. ولا أحد ممّن كان يملأ الأرض نوراً قبل غروب الشمس موجود فوق الأرض.

تِلك العُتمة كانت إيذاناً أن يبتعث الله ذلك الفارس.. يوزّع الشموع وينير الطّرقات ويبدّدُ بسيفه أمواج الظّلمات، ويبثُ الروح في الأجساد كي تتلقى قبس الحياةِ من جديد؛ عسى أن تُبصر النُور بعدما أهلكها الديجُور، ولكن أنّى لعين اعتادت الظلَام أن تستأنس بالنور.
بدَأ الفارس رحلة النّور من مكّة ثمّ المدينة فالشّامُ والعراقُ واليمن.. حتى طافَ خراسان والمغرب الأقصى، كانَ تنقّله في أطرافِ الأرض عجيباً، كأنّما كان يمتطي صهوةَ برقٍ أو براق، ولا يسلُك وادياً ولا شِعباً حتى يضع فيه قبساً من نور الله.

ظلّ الفارسُ على هذا الحال يخطو ويتعثّر ثم يُواصل مسيرة النّور، فكانَ كالطّود الأشم يواجه بعزّة طعناتِ العِدا، يحملُ بين جنباتهِ مشاعل الهُدى، يُوزّع القناديل الصغيرة على النّاجين من تحتِ الرّكام على الذين ابتلعتهُم شياطين الظلام، وحدهُ كان يمتطي صهوةَ المَوت، ويأخذ بعنانِ الحقّ يأطرُ النّاس عليه أطراً!
أربعةَ عشر قرناً تواصَلت فيها مسيرةُ النّور.. ولكنّ الصفعات كَانت أكبر من أن تُطاق، اتّسعَ الخرق على الرّاقع وانكسَر البابُ إلّا قليلاً، اشتدّ عليهِ الوثاق وضاقَ عليه الخناق، حُصون الشام صارت كالمقابر، بلادُ النيل أرهقها التآمُر، مجدهُ الموؤود مبحُوح الحناجر..
عندما تجتمعُ نسائمُ الماضي مع سموم الحاضر تتحوّل الأشجان إلى عاصفة تضرب مواجيد القلب ببوارِق من نورٍ ونار، وتُورث النّفس شوقاً لأطياف عابرة وحنِين الهجرة نحو الماضي، فلا ترتبط بشيءٍ من معالمِ الحاضر، لكنّها تظل تحتفظُ بقناديلَ صغيرة.. كلّما وصل بها السير نحو الغُروب أوقدَت فتيلهُ من جمرِ الحنِين فعبَرت به الظُلمات ضرباً نحو شروقٍ جديد

إنّما هي صولةٌ وجولة وإقبالٌ وإدبار وكرّ وفر.. فها هوَ صامدٌ والسيفُ فوق رأسهِ مصلت يأبى الخضُوع أو التنحّي وما كانَ للفارِس إذا امتطى صهوةَ جوادهِ أن يترجّل.. قبلَ أن يُدرك الغَاية..
فيا خيلَ الله اركبِي ويا سُيوفَ الحق التهِبي..


نوّاف
الزّفرَات

24 May, 20:12

4,821

في الغياهبِ..

تتحرّك الكلمات في الصدر، فتُصدر أزيزاً مؤلماً..حارقاً، يصل صداه إلى أعماق النّفس، لم يعد الصّدر يحتمل الكتمان أكثر.. السرّ دُخانٌ يتأجج في الصدور، لا مجال لأن يهدأ الصدر إلّا إذا نُفث ذلك الدّخان ليودَعُ في أسماع الآخرين، إن الدخانَ ليضيقُ في صدرٍ واحد، وإذا انتشر في صدورٍ عدّة خفف من وطأته
في الغياهِب؛ أشدّ ما يلاقيه السجِين أن يواجه كرامته، لأنّها تقف مثل الرمح في وجهه، إما أن يحملها ويقاتل بها ومن أجلها، أو ينحني أمامها لتدوسه أقدام الآثمين، مذبوح هو في الحالين؛ فأيّهما يختار، وهل الخِيارُ في السجنِ إرادة؟ أم أنّ الإرادة انذبحَت على عتبات السّجن!
فِي الغياهِب؛ ينسى السجين كيفَ يمرّ الوقت، فالثواني هناك ليست كالثواني فهي تبدو أطول بكثير، ثمّة علاقة عكسيّة بين المساحة والزّمن، تضيقُ الجُدران فيطُول الزّمن، كأن الظّلام والوحدة والذكريات تعيق الوقت من المرور!
في الغياهِب؛ تنقطعُ أصوات الطّبيعة، فلا حفيف الأشجار، ولا عجيجُ الأنهار، ولا تغارِيد الطيور، ولا هِتاف الأطفال.. كل تلك الأصوات تبدو من وحي الخيال، فلا يُسمع هُناك إلّا نشِيد الموت.. الفَقد.. الظلام.. النسيان، هنَاك حيث تتحدث فتسمعُ همساً، تصغي له مع أنك تعلم ألّا أحد هُناك سوى بقايا الذكريات، تقترب من الصوت فلا تجده سوى صدى صوتك الّذي يطوف باحثاً عن أذنٍ تُصغي؛ فيعود خائبَ الأمل وقد ارتطم في الجدران السوداء والقُضبان الجوفاء.. خشخشات ثقيلة تسيرُ بين الجدران قادمةٍ من فجّ عميق، تمتمات عاشت هنا منذ زمن بدأت كأنها تسير عبر أزقّة الطريق، والصمت يقطعه رنينُ سلاسلٍ عبثت بهنّ أصابعُ السجانِ!
في الغَياهِب؛ لن تكون حيّاً! فالأحياء يملكون الإرادة، وبالطّبع لست ميتاً، فالأموت لا يملكون الحنين، أنت حالٌ بين الحالين، تتحرّك في العدم وتعيشُ في الفراغ، ينهشُ الزمن من عمرِك، وتمُوت الأحلام على شرفةِ النّافذة، هُناك لابُد أن تتحلّى بالموت لتخرُج مرفوعاً على الأكتاف..!

———-
نوّاف
الزّفرَات

12 May, 07:50

5,033

لطالَما يا غزّة..
——-
وكان نهارُ غزّة مُثقلاً بالأرامل الثّكالى، والأطفال اليَتامى، وزفَرات الجرحى وأنّات المحتضِرين، والدخان والعجِيج، والأصوات والضجيج، وأرواح المُتعبين؛ التِي أثقلها الوَجع، وطال عليها الأنين، يا غزّة لطَالما كنتِ الحرّة رغم الحِصار، والفائزة رغم الانكسار، لطالَما ألقيتي مرساةَ العزّة على شاطئ الذّل، لطالَما كنتِ الأذن التِي تسمَع واليدَ التي تنصُر، والعينَ التِي تُبصر، لطالَما كنتِ عنواناً للصبر، لطالَما نبضتِ بالعزّة، وأي أنباض الإنسانيّة أعزّ وأشرف وأنبل وأسمى من تِلك التي تنبض محمّلة بالعقيدة التِي من أجلها تموت الآساد وتحيا الأشهاد، تلك النّبضات المتفرّقة كانت تبعث الحياة في شرايين الأمّة من شرقها إلى غربها ومن سهولها حتى جِبالها، ومن صحرائها حتّى بحارها، إنّي أناشدك الله يا غزّة؛ لا تنقطع تلك النبضات، ولا تخفت تِلك الأصوات.. لِتصل رسالتك للعالم كافّة، رسالة القوّة المؤمنة بالحق، المسلّمة بأمر الله.
يا أمّة الإسلام ليت شعري هل يصل كلامي، أم أن حول أذنيك اليوم ضجيج الدّنيا، وفحيح الشّهوات السّود، وصوت الوهن المزعج..
ولسوف تسمعين ولو بعدَ حين
———
نوّاف