العالمانيون العرب لم يَرُق لهم هذا المشهد فبعيداً عن سَبِّهم وشَتمهم للرجل قاموا بتلفيق التهم والأكاذيب له وللدولة الجديدة مستخدمين عناوين رنانة ومنها:
•متطرف يدعو الناس إلى اعتناق الفكر الوهابي!
•جهادي مسلح يأمر الناس بالعودة إلى الله!
•سوريا الجديدة تتحول إلى أفغانستان!
وهَلُم جراً من دجلٍ وافتراءٍ على هذا الرجل.
مصدر خاص في مشفى المواساة الجامعي أكّد لإذاعة أرابيسك أن هذا الرجل راجع شعبة الطب النفسي بالمواساة صباح يوم الأربعاء وبالاستجواب تبين أنه يعاني منذ سنوات من اضطراب ذهاني وإهلاسات سمعية وأوهام أنه يحمل رسالة من الله وذلك بعد خروجه من معتقلات النظام المجرم.
بالصدفة لي وبقدر الله أوّل أمس كنت جالساً مع صديقي والساعة اقتربت من منتصف الليل، مرَّ من أمامي رجل مُسبل الثياب مُطلِق اللحية حاف الشارب، ألقى السلام من عدة أمتار وأكمل مسيره شعرتُ أنه يريد الاقتراب مِنّا لكنه بدا متردداً وبصراحة كنتُ أريد دعوته إلى مجلسنا لكنني ترددت، بعد خمس دقائق فوجئنا بالرجل يدخل مجلسنا ويمد يده لمصافحتنا
-السلام عليكم
_وعليكم السلام ورحمة الله
-من وين الشباب؟
_دوما، درعا
-أنتو بينجلس معكم
_أهلا وسهلا تفضل
التفت إلى صديقي وكان بيده سيجارة وقال له بكل لطف وود "أريد أن أنهاك عن هذه العادة" استغربت من صديقي كيف تقبل كلامه بصدر رحب ولم ينزعج منه كما هو متوقع عادةً من أي شخص وربما السبب يعود لأسلوب الرجل الجميل ومن هنا بدأنا نتبادل الأحدايث مع الرجل ونشرب الشاي لما يقارب الساعة ثم قطع علينا أنسنا وأراد الانصراف رغم إصرارنا على جلوسه معنا، ما رأيته في الرجل أنه كان طيباً جداً وأحببناه من أول دقيقة ولاحظت أنه لا يقترب من أي مجلس قد يزعج أصحابه بالإضافة لكرهه الشديد للمجرم بشار، الجدير بذكره أنه كان يحدثنا في أمور الفقه وينتقل من باب لآخر في أبواب الفقه بطريقة سريعة مستشهداً بآيات من القرآن الكريم ينسى تتمة الشاهد أو يخطئ به، لست طبيباً لأشخص حالته لكنه بدا لي وكأن لديه خلفية علمية غزيرة لا بأس بها إلّا أنه يعاني من مشكلة ما وهذا ما يؤكد عندي خبر مشفى المواساة أنه كان معتقلا في سجون المجرم.
لم أرَ أن الرجل تكفيري أو مختل عقلي أو يستعمل أسلوب تنفيري عن الإسلام كما يدعي العالمانيون ولم يُبرز على صديقي السلاح لأنه يُدخن ولم يأمره برمي سيجارته والصراخ عليه وإنما ناصحهُ بذلك، لكن العالمانيون دائما يسارعون بانتهاز الفرص وفبركة الحقائق والوقائع وتسخيرها في عداء الإسلام والمسلمين وأعقل الناس أعذرهم للناس فلا أحد يعلم ما مر به هذا الرجل حتى وصل به الحال إلى هنا، ونسأل الله له الأجر والعافية.
@Mothakhafoon