لما بالاقيه بيتكلم عنهم بطريقة فيها اعتراف بفضلهم أثناء ما يكون بيحكي الإساءات نفسها.. لما يكون واضح عليه الرضا بالقضاء وعدم السخط بقضاء الله.. لما يحكي محاولاته في ازاي بيضغط على نفسه عشان يبرهم على قد ما يقدر.. لما يدمع أو يبكي من القهر.. لما يكون بيدعي ربنا انه يهديه هو ويهديهم ويقول لي بالله عليك ادعي لي وادعي لهم..
السبب في الدرجة العالية دي من وجهة نظري ان فيه حاجتين اجتمعوا مع بعض:
الأول ان الابتلاء ده الشخص نفسه مش بيكون له يد فيه.. بمعنى انه ما أخدش قرار انه يتولد للأب وللأم دول.. فهو مجبر على الوضع ده من الناحية دي.. ما ينفعش يغيرهم.. ما ينفعش يتبرا منهم..
التاني ان ربنا سبحانه وتعالى أمر أمر واضح مافيهوش لبس ولا فيه استثناءات بالبر بالوالدين.. أب وأم خلفوا عيل فالعيل ده مأمور ببرهم والإحسان إليهم طول عمرهم.. بس كده..
تجمع الحاجتين دول مع بعض يظهر لك الابتلاء وقد ايه هو فعلا صعب.. وقد ايه النجاح فيه يتطلب استسلام كامل لله وطاعة حقيقية وأصيلة لأوامره.. قد ايه الواحد لازم يكون بيحب ربنا أكتر من حبه لنفسه.. بكتييييييييير..
وشوف رحمة ربنا بينا في الآية دي بعد آيات وصانا فيها بالإحسان بالوالدين ونهانا عن الإساءة لهم وأمرنا بالتذلل لهم شوف قال ايه:
"ربكم أعلم بما في نفوسكم
إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا"
الأمر لصعوبته -في الحالة اللي باتكلم عنها- ما بيخلاش من شعور بعدم البر تجاههم أحيانا.. من إساءة غير متعمدة.. من انتصار للنفس على اتباع مراد الله ساعات.. وربنا بيتوب على اللي بيستغفره ويتوب إليه من الذنوب دي لما يشوف فيه خير ونية صادقة للبر ويشوف منه مجهود بيبذل في الاتجاه ده..
اللهم لا تقبضنا إلا وأهلونا راضون عنا..
ولا تقبضهم إلا وهم راضون عنا..
آمين..
لو وجدت قيمة في المنشور فانشره.. جزاكم الله خيرا.