مُحمّد الوحيشي.

- فمن تعلّق بشيءٍ غيرِ الله عُذّب بهِ ولاَ بدّ.

- إنّ العلم لاَ يتمّ إلاّ بالعملِ، وإنّ العلم كالشّجرةِ والعملُ بهِ كالثّمرةِ.

• الحديثُ الخامسُ.

عن عمرُو بن عوفِ المزنِي قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم: "تركتُ فيكم أمرينِ لن تضلّوا إن تمسكتم بهما: كتابُ الله وسنّةُ نبيّهِ." رواهُ مالك.

المعنى الإجماليّ: الهدايةُ التّامةُ في التّمسكِ بكتابِ الله وسنّةِ رسولهِ صلّى الله عليهِ وسلّم، والاعتصامُ بهما، وفي تركهما والتّفريطِ فيهما الضّلالُ والغوايةُ.

- المختارُ من الأحاديثِ القِصارِ.

• الصلاةُ فضائلُ وثمرات.

6- الصّلاةُ براءةٌ من النّفاقِ، وعنوانُ للصّدقِ والوفاقِ، قال صلّى الله عليهِ وسلّم: "من صلّى لله أربعين يومًا فِي جماعةٍ، يُدرك التكبيرة الأولى، كُتب لهُ براءتانِ: براءةٌ من النّارِ، وبراءةٌ من النّفاقِ." رواهُ أحمد وصحّحهُ الألبانيّ.

7- الصّلاةُ خيرُ موضعٍ، وأربحُ مشروعٍ، وأجلبُ الطّاعاتِ للخضوعِ والخشوعِ، قال صلّى الله عليهِ وسلّم: "الصّلاةُ خيرُ موضوعٍ، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر." رواهُ أحمد وحسّنهُ الألبانيّ.

8- الصّلاةُ أمرٌ من الكريم الرّحمن، ووصيّةُ النّبيّ العدنان، وشعارُ أهلِ الإسلامِ والإيمان، قال تعالى: "حافظُوا على الصّلواتِ والصّلاةِ والوسطى وقُومُوا لله قـٰنتِينَ." وقال تعالى: "وأقمِ الصّلاة لذكرِي."

9- والصّلاةُ رافعةُ الدّرجاتِ، ومُذهبةُ السّيئاتِ، ومُكفّرةُ الذنوبِ والخطيئاتِ، قال صلّى الله عليهِ وسلّم: "أرأيتم لو أنّ نهرًا ببابِ أحدكم، يغتسلُ منهُ كلّ يومٍ خمس مرّاتٍ، هل يبقى من درنهِ شيء؟ قالوا: لاَ يبقى من درنهِ شيءٌ، قال: فذلك مثلُ الصّلواتِ الخمسِ يمحو الله بهنّ الخطايا." متفقٌ عليهِ. وقال صلّى الله عليهِ وسلّم: "ما من امرئ مسلمٍ تحضرهُ صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحسنُ وضوءها، وخشوعها، وركوعهَا، إلاّ كانت كفّارةً لما قبلها من الذّنوبِ ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدّهر كلّهُ." رواهُ مسلم.

10- الصّلاةُ أمانٌ من النّارِ، ووقايةٌ من الأخطارِ، ونجاةٌ من الجبّارِ، وفوزٌ بالجنّةِ مع الأبرارِ، قال صلّى الله عليهِ وسلّم: "لن يلج النّار أحدٌ صلّى قبل طلوعِ الشّمسِ وقبل غروبها." رواهُ مسلم. وقال صلّى الله عليهِ وسلّم: "من صلّى الصّبح فهو فِي ذمّةِ الله، فانظر يا ابن آدم، لاَ يطلبنّك الله من ذمّتهِ بشيءٍ." رواهُ مسلم.

بالأدبِ تفهمُ العلم، وبالعلمِ يصحّ لك العملُ، وبالعملِ تنالُ الحكمة، وبالحكمةِ تفهمُ الزّهد وتوفّقُ لهُ، وبالزّهدِ تتركُ الدّنيا، وبتركِ الدّنيا ترغبُ في الآخرةِ، وبالرّغبةِ في الآخرةِ تنالُ رضى الله عزّ وجلّ.

- يُوسف بن الحسين || سيرُ أعلامِ النّبلاء.

- لا فصاحةٌ ولاَ لغةٌ إلاّ بالحرصِ على القرآنِ والحديثِ وكُتبِ السّلف وآدابهِم.

{شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنزَلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى للنَّاسِ وَبَيّنَـٰتٍ مِنَ الهُدَى والفُرقَانِ}.

• الصّلاةُ فضائلٌ وثمراتٌ.

1- الصّلاةُ فرضها الله عزّ وجلّ على نبيّهِ صلّى الله عليهِ وسلّم وهو فِي السّماءِ ليلة المعراجِ، أمّا سائرُ العباداتِ فقد نزل الأمرُ بها ورسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم فِي الأرضِ، ممّا يدلُّ على أهميّتها وحرمتها وشرفها.

2- الصّلاة هي الرّكنُ الوحيدُ الذي يتكرّر كلّ يومٍ خمس مرّاتٍ، ولاَ يسقطُ بحالٍ من الأحوالِ إلاّ على الحائضِ والنّفساء.

3- الصّلاةُ أفضلُ الأعمالِ وأحسنُ الأفعال، وأقربُ الطّاعاتِ من ذي الجلالِ، قال صلّى الله عليهِ وسلّم: "أفضلُ الأعمالِ الصّلاةُ على وقتها." متفقٌ عليهِ. وقال: "استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاةُ، ولن يُحافظ على الوضوءِ إلاّ مؤمنٌ." رواهُ أحمدُ والحاكمُ وصحّحهُ الألبانيّ.

4- الصّلاةُ عمادُ الدّينِ، وأسّ اليقينِ وقرّةُ عيونِ الموحّدين، قال صلّى الله عليهِ وسلّم: "رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودهُ الصّلاةُ، وذروةُ سنامهِ الجهادُ في سبيلِ الله." رواهُ أحمدُ والترمذيّ وصحّحهُ الألبانيّ.

5- الصّلاةُ دليلُ الإسلامِ، وعلامةُ الإيمانِ، وعصمةُ دمِ الإنسانِ، قال الله تعالى: "فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وءاتوا الزّكاة فإخوانكم فِي الدّينِ."

- حُبّ الشّريعةِ ليس يعروهُ الذّبولُ، قد طاب حبٌّ يُجتنى منهُ الثّمر.

الحديثُ الرّابع.

عن أبِي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنهُ، عن النّبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم قال: "لاَ تسبّوا أصحابِي، فلو أنفق أحدكم مثل أُحدٍ ذهبًا مَا بلغ مُدّ أحدهم ولاَ نصيفهُ." رواهُ البخاريّ ومسلم.

المعنى الإجماليّ: نهى النّبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم عن سبّ أيّ أحدٍ من الصّحابةِ، وبيّن أنّ أحد النّاسِ لو أعطى صدقةً من الذّهبِ بمقدار جبل أحدٍ مَا وصل ثوابُ ما أنفقهُ إلى قدر ثوابِ صدقةِ أحدِ الصّحابةِ بملئ كفّيهِ طعامًا ولاَ نصف ذلك، لأنّ فضيلة الصّحبةِ لاَ يُساويها عملٌ، وذلك فضلُ الله يُؤتيهِ من يشاءُ.

- المختارُ من الأحاديثِ القصارِ.

من فقهِ السّعي في الدّروب أن تُدرك أنّ الغايات، لاَ يُتوصّلُ لها بمحضِ الرّجاءِ أو التّمنّي، وإنّما طريقها شاقٌّ يحتاجُ إلى قوّة وصبرٍ وعثاءِ الطّريقِ، والغُنمُ بالغُرمِ، أمّا من لم يُقدّم ويبذل فكيف يصلُ إلى مُبتغاه، ويُعانقُ مشتهاهُ!

العُلا فقط يُحالفُ من ينطلقُ إلى غاياتهِ فِي غيرِ توانٍ، فالتّراخِي رخاءٌ خدّاع، والتّعبُ شدّةٌ يعقبها هناءٌ ولذّةُ لسان حالهُا: قد كنتُ ولاَ زلتُ أهلاً لما اشتهيتُ..

- إنّما تُدرك الغاياتُ بالتّوكل وحسن الظّنّ والسّعي ولاَ تدركُ بالنّوم والتمنّي والرّجاء.

الخواتيمُ ميراثُ السّوابقِ، والعمرُ زرعٌ: أولهُ غرسٌ وآخرهُ ثمرةٌ، والموتُ حصادهُ، فمن طاب غرسًا طاب ثمرًا، ومن خبث غرسًا، خبث ثمرًا.

وعينُ الرّضا عن كلّ عيبٍ كليلةٌ
ولكنّ عين السّخط تُبدي المساويا.

• الحديثُ الثّالث.

عن عُمر بن الخطّابِ رضي الله عنهُ عن النّبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم قال: "لاَ تطرونِي كما أطرتِ النّصارى ابن مريم، إنّما أنا عبدٌ فقولوا عبدُ الله ورسولهُ." رواهُ البخاريّ.

المعنى الأجماليّ: لاَ تمدحونِي بالباطلِ، ولاَ تُبالغُوا فِي مدحِي، وتغلوا فِي وصفِي حتّى تُجاوزوا الحدّ، فترفعوا مرتبتِي فوق مرتبةِ العبوديةِ، كما فعلتِ النّصارى مع نبيّهم عيسى ابن مريم من المبالغةِ فيهِ، حتّى ادّعُوا لهُ الأولوهيةَ، وإنّما صفونِي بما وصفنِي بهِ ربّي: عبدُ الله، ورسولُ اللهِ.

- المختارُ من الأحاديثِ القصارِ.

• اللهمّ إنّا نبرأ إليك ممّا حدث في الرّياض.

السّعودية ليست قطعةً من الجنّة، وأهلها ليسوا ملائكة، فهيا بلادٌ كما باقي البلدان فيها الصّالحون وفيها ما دُون ذلك، فإن رأى النّاس موسمًا للشّيطانِ مرّةً فِي العامِ، فإنّنا نرى حلقاتِ العلم يومًا بعد يومٍ على مدارِ العام.. ثُمّ إنّهُ "موسمُ الرّياضِ" لاَ هو بطيبة ولا بمكة المكرّمةِ، والمعصيةُ في الرّياضِ هي نفسها المعصيةُ فِي غيرها من الدّول والأمصارِ، خلا الحرمينِ فإنّ المعصية فيهما أعظمُ بعظمِ قدرهما وحرمتهمَا.. وما حدث ويحدثُ فِي الرّياضِ من فجورٍ ومجونٍ ومعاصٍ منكرٌ لاَ نرضاه، بل يُحزننا ويؤلمنا أن نرى مثل هذه الأفعالِ في بلادِ الإسلام، كما أنّنى نشهدُ الله أنّنا بريئون من ذلك المنكر، ولكن ينبغِي على المسلمِ أن يُنكر المنكر ليس لأنّ بلدًا أقامتهُ، بل لأنّهُ منكرٌ لاَ يرضاهُ الله تعالى، وأمّا أن تتشفّى فِي بلدٍ وقع فيها المنكرُ وتغتبط لذلك فقط لأنّك تبغضُ حكّامها وعلماءها فهنا يكمنُ النّفاقُ، فالأحرى بك الشّفقة على المسلمين وحالهم في الانتكاسةِ والدّعاء لهم بالهدايةِ لا التشفِي منهُم والسخريةِ، وأعظمُ نفاقًا من هذا أن تُنكر المنكر فِي هذه البلد ولاَ تُنكرهُ في بلادٍ أخرى وقد انتشرت المعاصي والمنكرات في أغلب البلدان، وأعظمُ وأعجبُ من هذا أنّهُ هنالك من لاَ يستطيعُ أن يُنكر المنكر فِي بيتهِ بين ولدهِ وزوجهِ، ويخرجُ على النّاس ويقولُ: أرأيتم مَا صنع النّاس وعملوا؟

إن كرهك لطائفةٍ من المسلمين لا يُحلّل لك شتمهم وانتهاك أعراضهِم، بل احمد الله أنّهُ عافاك مما ابتلاهُم به..

يقولون لماذا علماؤها لاَ ينكرون ولا ينصحون!! من قال لكم أنّهم لاَ ينصحون! ولو أنّ كلّ من نُصح عمل بالنّصيحة لما كان هذا حالنا، أما مسألة الانكار فالعلماء ساروا على نهج سلفهم الصّالح فينصحون وينكرون سرًّا حتّى لاَ يقوم النّاس على الحكّام فيعمّ الفسادُ البلاد ويحدثُ سفكٌ للدماء ودمار ولكم مثالٌ بما حدث في بلدان الإسلام عندما حدثت ثورةُ الرّبيع العربيّ..

قالوا عُلماء سلاطين بدون أن يُدركوا معنى كلامهم نالوا من لحوم العلماء بغيرِ وجه حقّ ظلمًا وزورًا، عُلماء السلطان همُ الذين يُبدّلون شرع الله من أجل الحاكم فمن فعل هذا منهم؟ أمّا طاعةُ ولي الأمرِ في غيرِ معصيةٍ ونصحهُ سرًّا وعدمُ التحريض عليهِ فهذا ما أمرنا به رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلّم…

والله ليس دفاعًا على السعودية وإنّ هذا المنكر المقام فيها لشرٌّ عظيمٌ فلله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.. ولكن سهامُ الأعداء وجهت لها متناسين فضل عُلماءها فِي نشر الدين والتّوحيد… وعجبتُ لهؤلاء يُسمونها قرن الشّيطان طوال العام فإن حدث فيها منكرٌ صار اسمها بلاد الحرمين!

فنسأل الله العظيم ربّ العرشِ العظيم أن يردّنا إليه ردًّا جميلاً وأن يُثبّت قلوبنا على دين الإسلام ما حيّينا.. انكروا المنكر فِي كلّ مكان ونيتكم إنكارهُ لأنّه منكر لا لأنه مقامٌ فِي مكانٍ أو بلاد لاَ تُحبّونها.