-معلش يا امي انا اسف بس ظروفي كانت كده ....
ضحك والده بتهكم و فرحه خفيه ليردف....
-سيبيه يا حاجه ياخد نفسه اللاول وبعدين وجت العتاب هياجي !! ....
ضحك الجميع الا ان فهد تأكد من عزم والده علي معاتبته فهو لا يرمي بكلمات في الارض ....
توجه فهد يقبل يد والده بحب واحترام ليربت والده علي رأسه بحب ابوي نادرا ما يظهره ليتجه اليهم عمر بمشاغبة قائلا ....
-ايه الجو القديم ده ادخل في صدر ابوك علي طول كده اهوه ......
قالها وهو يدفع فهد الي والده ليتناسي فهد غضب و لوم من قرار قد اتخذه والده ليغير حياته بالكامل و يكون سبب في عذابه و شقائه تلك السنوات !!
جالت عيناه حوله عن فتاة كانت المصدر الاساسي لهذا الشقاء والبعاد هربا منها ومن عيونها التي تلومه براءتها .....
وكأنها سمعته يناجيها هبطت بكامل زينتها وهي مرتديه تلك العباءة التي اوصتها ام فهد بارتدائها ووجهها مزين برقه املا في ارضاء والدته.....
هربت انفاسه للحظه لرؤيته تلك العيون !! لن ينساها ابدا او يخطئ بها انها حياة ولكن ليست حياة التي باغتت وعاشت في افكاره !!
فمن تطل امامه الان هي امرأه يافعة ذات قوام ممشوق يفرض نفسه عنوه بالرغم من عباءتها الواسعه كالفراشه....
وقف مشدوها انها طفلته بالفعل الا انها لم تعد طفله علي الاطلاق !!!
###########
فلاش بااااك.......
منذ ست سنوات مضت .....
وقفت والدته تعدل له عمامته بسعادة و قلب يرفرف بزواج ابنها الوسط الحبيب فقد زوجت اخيه الاكبر عثمان و الان فهد ولا ينقص سوي عمر الصغير وقريبا ستفرح به هو الاخر ....
قبلته واحتضنته بحنان وفرحه فابتسم لها حتي لا يكسر بخاطرها اذا اكتشفت ما يخفيه بداخله ....
لا يصدق ان والده اجبره بالفعل علي الزواج من طفله !!!
نعم طفله لم تتم الرابعه عشر من عمرها اي فرق 6سنوات بينهم صحيح ليس بالكبير ولكنها تظل طفله !!!
اردفت والدت فهد بسعادة ...
-جوم يا جلبي اعروستك افجودتك فوج ، ربنا يوفجكم ويرزجكم يالذرية الصالحه ... يلااا همل ياولدي ...
-الله يخليكي يا امي ....
ربت اخيه عثمان بتهنئه علي كتفه ومر امامه يصعد الي غرفته ...
كم يحسده في هذا الوقت فالفرق بينه وبين زوجته لا يتعدي ال3 سنوات وقد وصله من اخيه الصغير المتطفل عن وجود علاقه حب مستتره بينهم قبلها ، قبل ان يوبخه فهد بانه سيقطع له ذلك اللسان الطليق اذا تحدث عن اخيه الاكبر و زوجته لايا كان ....
صعد بقلب يدق و ضمير يشتاق الي اختفائه للحظات طويله حتي تمر ليلته بسلام .....
فتح باب غرفته فوجد فتاه يانعه البنيه قصيرة بضفائر منسدلة تنتظره كالهدية علي فراشه ..
و ما ان دلف حتي انتفضت من عليه وتراجعت الي احد المقاعد في احدي الزوايا ...
جزء كبير داخله متأكد ان ما حدث كان عفويا وانها لم تقصده الظهور كالقط المذعور ، الامر الذي جعل قلبه يعتصر بحنق علي براءتها وطفولتها ....
تنحنح و توجه ببطء الي الأريكة بجوار مائده خشبيه موضوع عليها طعام العرائس ....
وعقله يحارب للعثور علي حل سريع لهذا المأزق الذي فرض عليه وتم في خلال يومين من معرفته بامر وعد والده وزواجه منها !!!
خلع عمامته وجلس يتفحصها من بعيد ،
جلست تفرك كفيها الصغيران و تبلل شفتيها المزينه بأحمر شفاه قاتم لا يلائمها ....
مرر انظاره علي باقي وجهها الطفولي بطريقه تتمرد علي الزينه واحمر الشفاه....
لتصبح اقرب الي عروسة المولد من انثي مقبله علي الزواج هذا وان صح اطلاق مردف انثي عليها !!!...
رفعت عيونها السوداء والتي لا ينكر جاذبيتهم الخلابة والمريبة بالنسبة له فبها رونق جذاب فريد من نوعه... امسك بتلك العيون الصريحه وكأنه يسمعها تتحدث بالفعل و يسمع مناجاتها لروحه وتوسلها له بأن يبقي بعيدا ....
تاه في افكاره حول زفافهم و مرض والدها المفاجئ والذي كان سببا في زواجهم السريع ، والزامه لوالده بان يوفي بكلمته بتزويجها الي ابنه رغبا في الاطمئنان عليها قبل ان يداهمه الموت وقد اشتد به المرض ....
ضاقت عينيه بغيظ فحدث مثل ذلك قد يكلفه حلمه ومستقبله فمن الممنوع عليه كطالب في كلية الشرطه الزواج حتي التخرج ....
وها هو يخالف القوانين ويرمي بحلمه في التهلكة وكل ذلك لإرضاء والده وتنفيذ وعد قطعه علي نفسه منذ سنوات ليكون هو وهي ضحيتها...
صحيح تحجج والده بان زواجهم سيكون بالعرف في البلد وان امره لن يفضح فالفتاه رسميا لم تتعد ال 18 عشر وكأن ذلك يطمئنه ،
اجل هو معتاد علي ذلك وهو ما يحدث بالفعل بين كثير من العائلات و تلك عاداتهم وتعتمد علي الاشهار اكثر تنهد ينظر اليها ،
(حياة ) هو اسم يلائم عنفوانها وبريق عينيها ، لطالما رأها تركض و تلعب مع الاطفال امام منزلهم و كثيرا ما وبخهم علي ازعاجهم له، خاصا عندما تجتمع مع اخيه الاصغر الشيطاني.....