تمرّ الليلةُ الليلاءُ لكنْ
بها وفيتْ إلى الناس الوعودُ
وسال الماءُ في الأرض سيولا
ترافقُه البروق والرعودُ
وهزّ الريحُ في شجرٍ غصونا
كما هُزت مع الريح الورودُ
وقال الغيث للأرضِ الجديبِ
أريد ودادَكم إني ودودُ
وكاشفَها كمحبوب محبٍّ
كما كُشفتْ مع البرقِ النجودُ
يكاشفُها كما قرئتْ سطورُ
وفيها خُطَّ ودِّ أوعهودُ
وأبدى البرق مكنونا خبيئا
وعند الغيثِ يبتسمُ الوجودُ
وإن الغيث كان به الحياةُ
ولولاه لما رُويت كبودُ
فما احلى الوصالَ بعد نأيٍ
فذاك اليومُ قد حاكاه عيدُ
وأعطى الغيثُ للتربِ وعودا
ستخصبُ بعدُ يأتيها السعودُ
حوارّ دار بينهما ولكنْ
يحولُ دون اسماعٍ سدودُ
حوارُ الغيث والأرضين سرُّ
كما يخلو بأحبابٍ عميدُ(١)
يزيل الوصلُ آلاماً وحزنا
ويأتي بعده العيشُ السعيدُ
(١) رجلٌ مَعْمودٌ وعَميدٌ، أي هدَّه العشق.
نظم . د. أسيدة شهبندر
----------------------
قناة ملخصات الكتب…. عالم العلم والأدب
@minibookpd