بت أفهم بالدقة شكل المعركة على التأويل،
وأنها أكثر ضراوة من إنزال الأصنام عن سطح الكعبة،
لأن الأصنام التي تعود فتستتر بكسوة الكعبة هي الأصنام الأخطر على الفكرة والروح والثورة.
منتمٍ لك، على بعد [٤٦] عاما من القيام،
منتمٍ للشباب الذين شمّوا وردة الجنة في ظلال عباءتك السوداء، فتركوا الدنيا، وقاموا،
رأيت بعضهم، وقد ذبل شبابهم في حبك حتى الآن،
يسيرون في الطريق، صدورهم ملآى بالجراح، وظهورهم بالسكاكين، ويباع ماء وجوههم في سوق السطوة السوداء،
غير أنهم لم يتركوا وجهك القدسي، يحفظون القافلة والمسير.
بعضهم، كأبي ذر في الربذة،
وعمار يقتله حملة المصاحف،
وبعضهم كمالك وما أدراك ما مالك،
وبعضهم كذو الشهادتين، وابن التيهان، ومحمد بن أبي بكر،
وبعضهم كعلي: ولو كان وحده.
أفهم جيدا، كيف يستتر حملة الرماح بالمصاحف، ويملأون وجهك بأصابع الاتهام..
هذا الدرب طويل طويل طويل،
لا يشتهي لذته إلا من يبصر جيدا تلك القشرة الرفيعة بين التنزيل والتأويل، ويتتبع بدقة أين اندست تلك الأصنام التي أنزلها علي عن سطح الكعبة ثم تلبست بالثورة.
هذا الانتماء لمدرستك يحتاج إلى روح عبقرية في الثورة،
وبصيرة عالية أمام كافة الأعداء الذين ينبتون أمامك، بعضهم كالشوك، وبعضهم كالعفن، وبعضهم كالماء حين يتسمم.
الحمد لله أن باب الشهادة يُفتح لنا كل حين.
.
#ب_كجك
#أنار