Latest Posts from الكاتبة مروة جمال (@marwagamalnovels) on Telegram

الكاتبة مروة جمال Telegram Posts

الكاتبة مروة جمال
4,438 Subscribers
89 Photos
22 Videos
Last Updated 26.02.2025 12:09

The latest content shared by الكاتبة مروة جمال on Telegram


لم تكن جميلة، لا تعرف هل حقاً هي هكذا أم أنها أرادت رؤيتها بتلك الصورة. لم تتوقع أبداً أن يدها ستبقى مرتجفة بعدها لمدة خمس دقائق كاملة وأن الهاتف سيسقط من يدها وأن دموعها ستتساقط رغماً عنها لمدة ساعة كاملة.
بعدها بدأت المأساة الحقيقة
رنين الهاتف الذي لم يتوقف والكلمات القادمة المتأرجحة بين المواساة والشماتة. لم يكن بها طاقة لاستقبال أي نوع من أنواع النقاش أو الدعم حتى..
ثم دعم ماذا!
هي من تركته
استقامت تعد قهوة وشاي وعصير أخضر
خصلاتها كانت لوحة فوضى، جزء تمسك به بنسة شعر واحدة والباقي قصيدة نثر عنوانها المنكوشة!
عقدت حاجبيها في غضب وحزن
مجدداً بكت
تجمد بصرها حين وجدت رسالة من ابنتها الكبرى تخبرها أنها أبداً لم تكن تعلم أما الصغرى فعلى استحياء قالت أنها علمت منذ يومين ولم تشأ أن تضايقها.

وكان من المفترض ألا تغضب كما تدعي
ولكنها غضبت
وشعرت بنفسها تعيسة وحيدة بلا قيمة

وفي جنون كامل قبل أن تفقد ثباتها النفسي ارتدت ملابسها وغادرت المنزل.
بنصف ثبات نفسي فقد نسيت أن تأخذ هاتفها ونقودها ومفتاح الشقة!

..

متى أدركت الكارثة؟
بعد ساعتين

بعد أن قادتها قدماها بلا قرار للتجول شاردة، مراقبة الشوارع القديمة التي كانت تحفظها مثل غريبة، لم تدرك كيف مر الوقت ولكنها ظلت تمشي وتمشي حتى آلمتها قدماها وحين استقلت سيارة أجرة بلا تركيز أيقنت بعدما وصل أنها لا تمتلك النقود ولا الهاتف ولا مفتاح الشقة.
كان هذا فقط قبل دقيقة من زمجرة السائق وتحوله لـ حيوان شرس أحمر وبعدها خرج من السيارة بنية التعارك معها.
" أنتِ لا تجيدين تلك الأمور"
من الفراغ، من لاشيء، ظهر لها صوت سامي من الماضي كعملاق. عباراته التي كان دوماً ما يكررها فوق اذنيها.
هي لا تجيد تلك الأشياء، لا تصمد في عراك، لا تمتلك القوة الكافية لأخذ حقها.
فاشلة
مجرد فاشلة كانت تناسبه

لا تعلم متى بدأ الدمع في الانهمار من عينيها، لا تفهم كيف تجمدت، تراجعت في خوف أمام لسان السائق السليط والذي فجأة تحول لشيء غريب، رجل عصبي المزاج لم يحترم امرأة مرة في حياته، قفز السائق مثل ديك شركسي فأصبح نصفه فوق مقدمة السيارة وهو يسب ويلعن مطالباً بنقوده وإلا تخلع الخاتم الذهبي الذي ترتديه. حتى للحظة وسط بهوتها مد يده لينتزع الخاتم. وهنا في لحظة واحدة لم تشعر سوى بيد صلبة صارمة ظهرت من خلفها فجأة لتجذب السائق من تلابيبه.

نهاية الفصل

الفصل الثاني

ضربات قلب متسارعة.. غضب.. رغبة منقسمة بين الالتفات ورؤية ملامح هذا المزعج الدرامي أو ترك المكان كله.
حتى فعلتها
استدارت ببطء محسوب وهي عاقدة حاجبيها في سلوك يناسب تجعد يقول أنها امرأة غاضبة.. غاضبة جداً.
كيانه الصلب كان في انتظارها، ملامحه الثابتة، وجه أسمر نحيل وخصلات ناعمة قصيرة بينما كان جسده يستقر في قميص كلاسيكي وبنطال تحت معطف ثقيل.
عيناه لم ترمقها سوى بنظرة مستهجنة خاطفة استفزتها أكثر وهو يوجه حديثه للضابط الصغير:
هل قمت باللازم يا حضرة الضابط؟
شعرت بنفسها تكاد تنفجر غيظاً بسبب هذا المتسلط المغرور وفي نفس الوقت تفكر بقلق في شكل هذا المحضر الذي ينوي تحريره لها بينما فرك الضابط الشاب خصلاته وهو يتبادل معه نظرة لم تفهمها:
أرى أن الأمر ممكن حله ودياً
هي لم تتوقف عن إزعاجي من وقت ما قطنت في البناية
ماذا! أنا لا أعرفك من الأساس
ثلاث عبارات تلاحقت بشكل سريع على ألسنة الثلاثة استدار لها هو بعدها بنظرة حادة فقطع الضابط الصراع مضطراً وهو يكتم ابتسامته.
ربما كان شخصاً آخر غير السيدة بالفعل، فهي تبدو لطيفة جداً على افتعال المشاكل
كانت هَنا في دوامتها غير منتبهة للنظرات المستترة بينهم مع الخبث المناوش من الضابط الشاب لهذا العابس بالفطرة على ما يبدو. نظر نحوها باستهجان ثم قال وهو يعود ينظراته للضابط الشاب:
يجب أن تخبرها بأن تتوقف عن إزعاجي
لماذا لا يوجه الحديث لها!، لماذا يتعامل معها كـ مقعد قام بإزعاجه أو طاولة! كادت تستدير نحوه مستدعية طاقتها الكاملة من الحنق إلا أنها تراجعت. آخر ما ينقصها أن يتطور الأمر وتجد نفسها مُقادة لقسم الشرطة بسبب هذا النزق المتعالي. رفعت ذقنها رغم كل شيء في شموخ ونظرت للضابط فابتسم لها الشاب بعذوبة تناقض السمعة القاسية للعاملين في هذا المجال:
أرجو منك الوعد يا سيدتي بعدم إزعاجه مجدداً
ظلت تنظر نحو الضابط الشاب لدقيقة ونصف تقريباً، يداها مختبئتان في معطفها، تعد داخلها لـ عشرة وتقرر بحسم المواجهة. لن تصبح سلبية بعد الآن، لن تقول حاضر ونعم لتنجو من عواصف الأزمات. لن يحدث مجدداً أبداً.. وهنا خرجت حروفها قوية واضحة مدمجة بلون بشرتها الفاتح المدمج بقانون البرودة فوق وجنتيها بينما لسانها يقرر الردّ:
لا
ارتفع حاجبي الضابط الشاب باستمتاع وحينها استدار هو بكل بنظرة مشكلة من سكون منزعج وبقيت عيناه ثابتة عليها لـ ثوانٍ قبل أن تتركهم وترحل مع حاشية غاضبة ذيلت حروفها كي لا يزعجها هو مجدداً:
لأنني ببساطة لا أترك شيئاً أمام باب شقتك


**

انتهى المشهد وكانت لها الكلمة الأخيرة، لم تستدر نحوهم وأخفت بمهارة ارتعاش ركبتيها من أن يستدعيها الضابط لعمل محضر مع هذا العنيد. لولا نظرته المستهجنة الخاطفة لقالت أنه عابث يختار طريقة تواصل مستهلكة للتعارف بالنساء.
إلا أن مظهره لم يكن عابثاً، كان جذاباً بشكل هاديء، ملامحه سمراء فوق وجه نحيل بعض الشيء، هيئته مرتبة راقية وعيناه تبدوان وكأنما غارقتان في عالمه الخاص وهي الدخيلة التي تطعم على عتبته القطط.
لست أنا..
زمجرت بها مع نفسها وهي تتمنى لو استقر فوق عتبته فأر كي يعتذر لها وللقطط التي لم تطعمها.
ساعة ونصف تفكر في الأمر
لم تفكر في وحدتها ولا حزنها ولا في خذلان سامي. حين تفكر فيما فعله معها يصيبها المغص، تفتك متلازمة القولون العصبي بمعدتها. للغرابة لا تستطيع تذكر شيئاً جميلاً ولا تعلم هل هذا جحود المرأة حين ينبذها الرجل أم أنها الحقيقة التي كانت هي عمياء عنها.
في الشهر الأول بعد الطلاق كانت تتابع أخبار سامي بتركيز، دقات القلب تؤلمها وتخترع في عقلها اهتمام وهمي منه إليها. إلا أن هذا لم يحدث. كان يمارس حياته بشكل اعتيادي، يشارك أخبار عمله أو صورة من مؤتمر يحضره ويدلل نفسه بسفرة ساحلية كل أسبوع كما كانت تتمنى لو فعل من أجلها يوماً.
فترة لم تؤذي سواها فتوقفت عنها، استغلت الشهر الثاني في بحث عشوائي عن العمل جعل نفسيتها في الحضيض أما الشهر الثالث فأخذتها خالتها من يدها كي تقدم الأوراق المطلوبة بأنها لا تعمل حتى تستطيع الإستفادة من معاش أبيها. لم تكن امرأة خبث وقوانين وتجاهلت النصائح المعتادة بالبحث عن محامي كي تأخذ منه ما تستحقه وليس المرواغة التي افتعلها بشأن راتبه كي يخفف مبلغ نفقة المتعة.
لم تكن من هذا النوع من النساء
فقط اعتزلت في قوقعتها وحاولت التكيف. يمر اليوم مملاً عادياً، ترتاح مع فكرة استقرار ابنتيها في دراستهم ثم تبكي بصوت مرتفع في المساء لأنها وحيدة وبعدها تمسح عبراتها في حنق كي لا يراسلها الرجل المجنون بالطابق السفلي بخطابات عن صوتها الباكي البشع.



وفي صباح وليس مكرراً
بل لحظة جنون
سامي أعلن عن خطبته!

لم تدرك كم من الوقت جلست ذاهلة أمام الخبر، أمام صورة مريعة تحوي هيئته الكلاسيكية المستفزة جوار فتاة تبدو في أوائل الثلاثينات تبتسم لعدسة الكاميرا في سعادة منمقة.

برومو العشاء على مائدة فهمي 🔥🔥

Edited by Basma Farag
Voice over omaima

Marwa gamal and tashkeel publishing
Dinner on Fahmy’s Table 🍽️

اللي حابب يعلق على الحبكة
في جروب الجياد

https://www.facebook.com/share/g/19tg8QyNd9/?mibextid=wwXIfr

مواعيدنا سبت وثلاثاء إن شاء الله

إلى السيدة التي تقطن في الدور الثالث

المقدمة والفصل الأول

المقدمة

إلى السيدة التي تقطن في الدور الثالث.. توقفي عن إلقاء حب الرمان أمام شقتي!

إنه اليوم الخامس عشر. استيقظت بأنف يحمل لون حبة قرنفل، دور أنفلونزا شنيع. أسوء شيء بعد الطلاق أن تصاب بالأنفلونزا ثم تصبح أنفك بحجم ليمونة ولونها مثل القرنفل. وكأن المشهد ينقصه استقرار ملامحها في صورة مهرج حزين.
أغلقت الأبواب النوافذ الهاتف نفسه كي لا يرى أنفها. ابتسمت ساخرة وهي تتذكر أنها ظلت لمدة خمسة عشر يوماً تفكر في شيء ينسيها أحزانها لدقائق ولم تكن الأنفلوانزا في قائمتها.

زفرت بيأس ثم رفعت جسدها بصعوبة عن الفراش، ابتلعت على الفور حبتي مسكن ثم أعدت لنفسها قدح قهوة وعادت لتتدفأ معه على الفراش مجدداً مانحة التلفاز حضوره الروتيني على فيلم غربي قديم لم تكن منتبهة لأي من تفاصيله.
إنه اليوم الخامس عشر، بدأ سكان البناية في معرفتها، برطمت عنها زوجة حارس العقار بأنها عجوز عصبية. عجوز!
هي ما زالت في عامها الحادي لأربعون.
مطلقة في عامها الحادي والأربعون

أكثر الحكايات بؤساً هي التي تخرج منها بلا ثمن، تكتشف أن قصة الحب كانت مجرد وهم فاسد، أن الحياة التي كان يراها البعض مثالية كانت مثالية فقط لأنها امرأة مناسبة، وسادة، آلة، شريك اقتصادي مناسب للاستعمال الآمن!

إنه اليوم الخامس عشر
الآن تشعر أنها عادت أكثر من عشرون عاماً للوراء، لحياتها قبله، منزل عائلتها القديم الذي من رحمة الله بها وجوده، الحي الهاديء الذي لم تزره في آخر عشر سنوات ولا مرة. كانت امرأته في حياته في دوامته في أفكاره وشكواه ومتطلباته ولم يكن هو في حياتها أبداً.

بعد ساعة كانت تقف في المطبخ، تضع فوق المقود رغيف خبز بائت تمنحه النيران لذة شبه طازجة قبل أن تدس فيه قطعة جبن وتعد كوب شاي. تتجاهل مجدداً رنين الهاتف فآخر ما قد تستطيع منحه تكرار الحكاية ومنح اللوم المبطن والنصح العبقري الذي كي تنفذه عليها أن تعود بالزمن.
لو عادت بالزمن كانت ستبحث عن وظيفة
تؤمن مستقبلها المالي
تنشيء حياة دونه
ربما طلبت الطلاق أو لم تتزوجه من الأساس.

كانت تتجاهل الهاتف لا تجيب فقط سوى رسالة ابنتها الكبرى التي تدرس في بريطانيا أما الصغرى فاختارت القارة الأمريكية. حياة مستقرة لمدة عشرون عاماً أنجبت فيهما فتاتين ومرت الأيام تشبه بشكل كبير بعضها البعض. حياة عادية خاضتها بلا خبرة لتدرك بعد مرور عشرون عاماً أنها لم تكن أكثر من امرأة هامش في عالمه.
أنه لم يعد يحبها وربما لم يحبها أبداً
أنه ثار وماج واتهمها بالجحود لأن طلب الطلاق لم تكن له أسباب جوهرية مبررة
تطلب الطلاق لأنها هامش!
ما هذا العبث!
ولكنها كانت حقاً هكذا
اتخذ منها الأمر سنوات لتدرك..
تتذكر تفاصيل مزعجة كانت تمررها كي تمرر بشكل عام الحياة
أنه لم يستمع لمشكلة تخصها ولا مرة واحدة، وحين يضطر كان ينزعج، يتأفف من المحادثة بعد خمس دقائق أو يطالبها بالاختصار لأن لديه أعمالاً هامة. بينما دوماً كان لديه وقتاً لأي شخص سواها حتى أنه كان يمسك بالهاتف لساعات أحياناً ليتلقى شكوى أرملة تعجبه أو صديق يمنحه تجربته الحياتية

كانت دوماً الأخيرة في قائمة اهتمامته، الواجب الاضطراري لأنها أم بناته، لم تشعر ولا مرة بأنه يفعل شيئاً من أجلها هي. يختار طعام تحبه أو يفكر في منحها ساعتين من وقته كعاشقين. حتى لقاءه الروتيني في الفراش بات يفعله بتململ وكأنها حتى كامرأة لم تعد تمثل له شيئاً يريده

حين واجهته حين سألته لماذا قد أبقى أجاب بجمود من أجل بناتك وحينها طلبت الطلاق.

إنه اليوم الخامس عشر
هي امرأة جبانة وشجاعة
بطيئة الفهم أدركت متأخراً قدرها لديه
وكأنما في شهر واحد بدأت الرسائل تتوالى فجأة

لقد نجت طوال حياتها معه بالمراوغة، ادعاء أن الأمور بخير حتى مع اكتشاف الخيانات الصغيرة أو عيد مولدها الذي يتجاهله أو الانفجار على هفواتها الصغيرة بينما يغفر للعالم كله ما يوازي جبالاً. رجلٌ لديه استعداد أن يهجرها لأشهر دون اشتياق وبارع في منحها شعور العبء حتى حين تمرض.

إنه اليوم الخامس عشر
وها هي تدرك أنها دوماً ما كانت في حياته الطرف المباح الاستغناء عنه، تقضم رغيف الخبز وعبراتها تتساقط وتبتسم وهي تستعب أنه اليوم الخامس عشر بعد انقضاء العدة وفي سذاجة أحلامها التي كانت تنتظره لم يندم
تخلص أخيراً من عبئه

إنه اليوم الخامس عشر وها هي طرقات الباب تعود كما العادة كل عدة أيام وكأن آخر ما ينقصها نزق مجنون يقطن في الدور السفلي

إلى السيدة التي تقطن في الدور الثالث.. توقفي عن رفع صوت التلفاز!

الفصل الأول

هي امرأة دون مخالب، كان سلاحها البكاء ويجدي فقط مع من يحب.

" إلى السيدة التي تقطن في الدور الثالث توقفي عن وضع طعام القطط أمام شقتي!"

آخر ما ينقصها عجوز نزق!
فكرت في النزول له في لحظتها، طرق الباب بعنف وافتعال عراك يوضح للبناية كلها أنها امرأة ذات مخلب.

قالتها بحدة مرتبكة جعلت الضابط الشاب يبتسم خاصة حين انهار تعبير حاجبيها في قلق من أن تجد نفسها في النهاية مذنبة في قسم شرطة. هي لم تدخل قسم شرطة من قبل ماذا ستفعل. أخوها الأصغر يعيش في البرازيل وأبناء عمها نادراً ما يتواصلون معها وبالتأكيد لن تحادث سامي. ما تلك الورطة التي وقعت فيها. ووسط يأس أفكارها جاءها صوت الضابط وهو يتنهد في ارتياح
- ها قد وصل السيد عاصم أرى أننا نستطيع حل الأمر ودياً

نهاية الفصل

قراءة ممتعة ❤️

عن أي طعام قطط يتحدث ولماذا هي دوماً المتهمة؟!. إلا أنها تراجعت، هي لم تخوض عراكاً في حياتها قط. حتى مع سامي لم تكن تتعارك. حين كان يحدث كانت في النهاية تنهزم باكية منكمشة مثل قطة بلا طعام. أين تلك القطط في البناية هي تحبهم، لو وجدتها ستطعمها.

زمجرت في غضب وقررت إشغال يومها بهمة تنظيف المنزل، البيت قديم الأثاث بعض الشيء ولا توجد إمكانية مادية لتجديده. نصحتها خالتها بعدم تبذير مبلغ النفقة الذي منحه لها سامي والذي في الأساس لم يكن شيئاً كثيراً. كان نص الخالة قاتماً واقعياً، العجائز دوماً ما تكون كلماتهم واقعية قاسية تشبه نهجهم في شكل توديع الحياة.
" احتفظي بالنقود للزمن سيكبر جسدك وتهاجمك الأمراض"

لم يكن مؤهلها في عمر أربعيني يسمح بعمل لائق، لا تتصور نفسها موظفة صغيرة في مكتب وكل من يعملون في وظيفتها في عمر عشريني أو سكرتيرة لطبيب أو محامي. حتى التدريس يتطلب شهادات ومهارات لا تمتلكها. هي الرائعة التي درست إدارة الأعمال بتفوق وكان سامي يقول أنها امرأة فاشلة حتى في إدارة منزلها. مبذرة عشوائية ليست اقتصادية مثل اخته نجوى.
تهاتفها نجوى، تنثر كلمات اطمئنان شامتة وعلمت من ابنتها أنها رشحت لسامي عروس، صديقة لها في منتصف الثلاثينات ولم تتزوج بعد.
تقول سلمى أن والدهم رفض وأنها تظن أنهما سيعودا معاً في النهاية بعد أن يهدأ.
وكانت تلك أسوء كلمة سمعتها بعد الطلاق ومن ابنتها الكبرى.
بعد هذا كله عليها هي من ينتظره ليهدأ، ينزل من فوق عرشه العاجي ليغفر لها مع وعود بعدم الخطأ مجدداً. لم تفكر في حالها من قبل امرأة مقهورة. كانت امرأة تعيش بشكل جيد، مستقرة بشكل جيد. لم تدرك سوى في ذيل الحكاية أنها امرأة بلا قرار. حتى ديباجات شراء قطعة أثاث في المنزل أو تجديد أحد الغرف لم يكن لها حق اختيارها. بل كانت هي قطعة الأثاث.

نفضت عنها أفكارها ونادت لبنى زوجة البواب كي تساعدها في تنظيف رفوف المطبخ العالية. كانت لبنى امرأة قوية ذات همة تبدو أكبر منها ولكنها تناديها يا أبلة في طبيعة العاملات المعتادة.
تثرثر لبنى، تنثر أخبار البناية وهي تفرك التراب الملتصق بالرفوف بهمة. عن العجوز التي تقطن في الدور الأول، أبناءها تزوجوا جميعاً ولكن أحفادها معها على الدوام حتى أنها في أحيان كثيرة تطردهم. السيد مختار في الدور الثاني والذي يعمل في منصب هام في الشرطة وزوجته وبناته الثلاث. وعن ساكن الدور الثاني. هنا تجعد جبينها في انتباه، ثرثرة لبنى لم تمنح سوى نزق متوسط حيث هو رجل عصبي المزاج ولكنه يدفع بسخاء. يعيش وحده ولم تذكر لبنى السبب ولكنها وجدت نفسها بفضول تسألها كم عمره. توقعته ستينياً ناقماً على المعاش ماتت زوجته بسبب خطاباته واستغربت عيناها وجبينها حين قالت لبنى أنه أربعيني أعزب سكن في البناية منذ عام واحد فقط.
- لا نعرف ما عمله ولكنه يمتلك النقود
ثرثرت بها لبنى مجدداً وهي تنهي بفخر ما عجزت هي عن تنظيفه، أربعيني حانق المزاج يقضي وقتاً مطولاً في المنزل منتبهاً على ما يبدو لما تتناوله القطط. ومثل زوجها السابق يظن أنها سبب كل مشكلة في العالم.
لم تنتبه لتلميح لبنى الخبيث بأنه يعيش وحيداً مثلها وكل ما فكرت فيه أن الطقس غائم بارد وهذا شيء تحبه. سترتدي معطفاً ثقيلاً وتحتسي القهوة في المقهى القريب وهي تراقب حركة السيارات. كان الحي قديم ولكنه كان ما زال محافظاً على أصالته حال عدة أحياء نادرة في منطقة الزمالك. تلك الشقة مع معاش أبيها كل ما تبقى لها وقد عرض عليها ساميّ قديماً عدة مرات أن يشتريها وغضب حين رفضت.

ارتدت ملابسها ورتبت حجابها وتنفست بطاقة بحث عن السلام وهي تترك المنزل قبل أن تعقد حاجبيها في لا تصديق وهي تجد ورقة آخرى من تلك الأوراق المربعة المرتبة التي يتركها أمام شقتها:
- إلى السيدة التي تقطن في الدور الثالث... لقد أبلغت الشرطة.

**

ابتسم لها الضابط الشاب وعيناه ترمقانها بإعجاب لم تفهمه، لم تكن تدرك أنها امرأة جميلة. ساميّ كان بارعاً في نفي هذا ليس هو فقط بل عائلته كلها. الحديث عن ابنة خالته الرائعة الجمال التي غضبت خالته حين تزوج في صدمة لأنه تزوج من خارج العائلة امرأة أقل جمالاً! كلمته هو تحديدا أن الجمال ليس كل شيء! كانت خمرية بلون فاتح وجهها بيضاء لها خصلات سوداء ناعمة ترتبها بحرص تحت الحجاب. حاجبان هلاليان ثقيلان بعض الشيء وشفتان امتلاءها لطيف مزمومتان في صدمة لا تصدق أن الرجل طلب لها الشرطة بالفعل!
- مدام هنا.. مدام هنا!
شرودها الذاهل عاد للضابط مرة آخرى في صدمة وهي تقول بلا تصديق:
- بلاغ ضدي أنا!
- نعم يا سيدتي مكتوب هنا لانك تتطعمين القطط والحمام وتلقين بحب الرمان أمام منزله
كانت لا تصدق حقاً ما يحدث، حتى أن كلماتها تشكلت في نفس فوري قاطعه الضابط بهدوء ديناميكي:
- هو يقول أن تلك الأشياء بدأت تحدث فقط حين سكنتي في الطابق العلوي
- هذا ليس دليل

فكرة
جنون هادي

حالة اقتحمتني من حوالي كام شهر ونثر القلم الحكاية وفرض سطوته

ستتوفر فصول
على منصتي التيليجرام
وجروب سلسلة الجياد

إحساس خاص

#إلى_السيدة_التي_تقطن_في_الدور_الثالث
🧡🧡

إلى السيدة التي تقطن في الدور الثالث.. توقفي عن إلقاء حب الرمان أمام شقتي!

Cover Basma Farag
Telegram channel

https://t.me/marwagamalnovels
جروب سلسلة الجياد 💙.. للكاتبة مروة جمال

انتظر مقابلتكم 💙