يا الله! أريد أن أصل إلي قمة الحركة وقمة التربية، وشدة الانشغال وعمق التأمل، وحزم عمر ورقة أبي بكر. أريد عقلا لا ينقطع عن التفكير، وقلبا خاشعا بك موصول.
أريدني جنديا لك قد تأكدت جنديته، وانسانا قد اكتملت انسانيته!
ربما لم تصطدم تلك العصا بدبابةٍ ولم تشجّ رأس عدوٍّ، ربما بدت رميتها ضعيفةً وهي صادرةٌ عن يدٍ تكاد الروح تغادرها..
لكنّها اليوم توقظ شباباً ورجالاً وكهولاً، إنها تبعث الحياء في قلوب الغافلين وتعلّم الأمة أننا نستطيع أن نشبه الصحابة والفاتحين والأبطال الذين كنا نقرأ عنهم فقط.. لقد بارك الله في تلك الرمية التي رماها رجلٌ وحده قبل أن تُقبَض روحه، رميةٌ لم تطل هدفها لكن طالت كلّ أرجاء الأرض وعسى الله يرفع بها صاحبها لأعلى عليين، رميةٌ ستكون درساً محفوراً في القوة والإقبال والرجولة، وشعلةً تضيء بعد الطوفان ألف طوفان..
فلا تستقل بسعيك وعملك وثباتك وصبرك، لا تستهن بجهادك وحدك وبتقديم "القليل" لأمتك، اثبت، اعمل، قدّم ما تستطيعه ولو كانت النتيجة بعدك بأجيال..
عليك السعي، عليك رميتك، وعسى الله يتقبل ويبارك في الأثر في الحياة وبعد الممات..
الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله عبادة عظيمة، فإذا لزِمتَها أنارَ الله بصيرتك، وألهمَك رُشدك، وثبَّت قلبك، وسدَّد رأيك، وقوّى عزيمتك، وأعزَّ نفسك، وجمع أمرك، وفرّج همّك، وسدَّ فاقتك، وشرَح صدرك، وفتَحَ لك وأعانَك..
أعيذُك باللّٰه أن يشغلك الحزن عن العمل، وأن يعلُو صوت الألَم، وأن يُفقدَ البكاءُ عينَك النَّظر!
أعيذُك باللّٰه أن لا ترى في القرآن نجاة فتهجرُه، وأن تتناسى الذِّكر فتترُكه، وأن تغفل عن الدُّعاء فتُهمله.. فلا عاد لك مَوْرِد للخير، ولا عُدت ترى للخير مَوْرِدًا!
أعيذُك باللّٰه من التعلُّق بالدنيا؛ يُنسيك، يّدميك، يُبكيك، عن الجنة يُقصيك، ومن النار يُدنيك!