اليوم وأثناء مناوبتي في إسعاف مشفى المواساة في دمشق ضمن غرفة الإيكوغرافي، حصل معي موقف سأشارككم إياه
ولكن لابد من المرور على المقدمة التالية ..
بحكم عملنا في الإيكو الإسعافي ف نحن نواجه
1⃣ حالات طارئة
والتي ندعوها الإيكو فاست فيما يتعلق بتحري سائل حر في جوف البطن مثل (الحوادث - الطلق الناري - السقوط) والتي لا تتقبل الانتظار ولها الأولوية القصوى في التعامل
2⃣ حالات باردة
والتي من الممكن أن تنتظر ساعات دون أي خطورة على حياة المريض ( ألم بطن .. ألم بالخاصرة .. مغص .. فحص مفصل متوذم ..)
وهنا نقوم بوضع دور للحالات الطارئة ودور آخر للحالات الباردة
تكمن المغامرة الحقيقة بشكل يومي 🤕
بمواجهة غضب مرضى الحالات الباردة وهم ينتظرون ساعة أو ساعتين حتى ونحن نقوم بتمشاية دور الحالات الطارئة أمامهم (خاصة مع وجود عدد إصابات كبير)
وهذا شيء لا يمكننا التراخي فيه خصوصاً مع خطورة الإصابات
أما اليوم ..
وبينما كنا نواجه غضب المرضى أخذت من إمرأة طلب لأجل فحص إيكو كليتين لوالدتها التي تعاني من نوبة هبوط سكر عابرة فهي مريضة داء سكري وحالتها ليست بالطارئة
فقلت لها أنها تحتاج بعض الوقت حتى يصل دورها الذي قد يتجاوز الساعة وأغلقت الباب ووضعتها على الدور الذي يحوي ما يقارب 10 مرضى حالات باردة
لأتفاجأ بعد حوالي عشر دقائق بنفس الامرأة تطلب مني إدخال والدتها، وضحت لها الأمر وطلبت منها الانتظار فيوجد غيرها من حالته أخطر بكثير وهو أحق بهذا الوقت
بعد مرور عشر دقائق أخرى فتحت زميلتنا الطبيبة الباب لتقوم بتسليم تقرير الإيكو لأحد المرضى وإذ بها تتفاجأ بذات الامرأة التي أصبحت أكثر عنفاً بالكلام و وعدائية، أنا كنت أسمع كلامها الغير مقبول من داخل الغرفة وهي تقول (الله أعلم كيف عم ترتبوا الدور جوا على كيفكم ..)
هنا أدركت أن الموضوع ما هو إلا إعاقة لنا في إكمال عملنا بتركيز، فقمت وأخرجت طلبها من الدور وذهبت إلى باب الغرفة لأجدها ومعها رجلين من خلفها فقلت لها يا أختي الدور طويل و أمامك حلان إما الانتظار أو إيجاد جهاز إيكو شاغر بمشفى آخر يقوم بفحصك فوراً (بحكم أنه لا يوجد سوى جهاز إيكو واحد في مشفانا)
وهنا الطامة الكبرى عندما بدأ التهجم اللفظي المضحك حقاً 😂
إليكم بعض هذه الجمل اضحكوا قليلاً:
- بس تصير المشفى الك احكي
- سقط بشار والنظام (ما بعرف شو دخل بشار الساقط بالإيكو حدا يلاقيلنا الرابط العجيب)
- زمن التشبيح راح
- بدكم تفحصوا غصباً عنكم
ولو انتظرنا قليلاً لكان بدأ التهجم الجسدي لا سمح الله
قمت بإغلاق الباب وأنا أسمع سيلاً من المسبات التي تنهال على الباب وذهبت للهاتف وطلبت مفرزة أمن المشفى بكل بساطة ليتدخلوا ويصبح الجميع ملتزم بالقانون وبالضوابط التي تحكم المشفى
وللعلم: قام الطبيب بفحص والدتها على أكمل وجه وفي غير دورها ولكن من مبدأ اتقاء الشر وكانت حالتها جداً باردة و بإمكانها الانتظار يوم كامل دون أي خطورة (نوبة هبوط سكر فالأطباء أرسلوها كي يطمئنوا على الكلى باعتبارها مريضة داء سكري ‼️)
⭐️ الدروس التي أريد إيصالها من هذه الحادثة:
📍 سقوط النظام لا يعنى سقوط القانون وانتشار الفوضى
📍 سقوط النظام لا يمنحنا سلطة التعدي على الآخرين بغير حق
📍 سقوط النظام ليس شماعة نعلق عليها قلة احترامنا وأدبنا
📍 سقوط النظام يمنحنا مسؤولية أكبر لنشر الوعي
📍 سقوط النظام يمنحنا مسؤولية أكبر للالتزام بالأخلاق و الآداب العامة
💚 سقط النظام .. ولم تسقط أخلاقنا 💚
بتاريخ 18.01.2025
#make_A_Difference
#AbbasKatti