- مافيش حاجة اسمها مسلسل بينقل الواقع؛ هي مش الجزيرة الوثائقية ... المسلسل هدفه يغير الواقع وفقا للأجندة اللي فارضها المؤلف والسيناريست والمخرج. مافيش حاجة اسمها هو دا مجتمعك وهي دي حياتك؛ كل ده كلام فارغ وانت بالفعل بيتمرر ليك فكرة ورا كل حاجة بتتفرج عليها طالما المسلسل مش مجرد كوميديا تفضي بيها دماغك وخلاص. فحاول متخليش دماغك صفيحة زبالة بتستقبل كل شيء مقرف وتحتفظ بيه؛ اتعود تفلتر الدنيا أول بأول وتخليك ناصح كفاية إنك تشوف الفكرة الوسخة وتشتبك معاها بإنك تنكرها وترفضها. خليك لمّاح واعرف تاريخ صنّاع المسلسل اللي بتتفرج عليه وتوجهاتهم الفكرية لأن كل ده بيكون سايب لك أثره في الشغل وانت اللي بتستقبل دا كله وبتتأثر بيه.
- مافيش حاجة برضه اسمها لو مش عاجبك متتفرجش؛ دا مجرد عبط مالوش تطبيق حقيقي على أرض الواقع ... الحقيقة إنك عمرك ما هتعمل ده لوحدك في الوقت اللي طوب الأرض من حواليك عمال يتفرج ويعلّق ويتفاعل كل شوية، وزي أي إنسان طبيعي هتبقى محتاج تتابع عشان تفهم إيه اللي بيحصل. فيه حاجة اسمها لو مش عاجبك قول انه مش عاجبك، اتفرج واطلع قول إيه القرف دا عادي، دا حقك زي ماهو حق اللي بيطبّل للدور الفلاني والممثل العلاني. حدوتة إنك يا تتفرج وانت مبسوط يا متتفرجش خالص دي محض عبط.
- خليك فاكر كويس إنك بتعيش في أسوء حقبة في تاريخ مصر، وفي أسوء ظروف سياسية واقتصادية عدّت على مصر، وفي أكتر وقت بيتحارب فيه الدين وأعراف الناس وكل أصل مستقرين عليه في تاريخ مصر، وكل أدوات القوة الناعمة من تمثيل وفن وخلافه متسيطر عليها بأجهزة مخابرات أمنية ... لو كل ده أدركته كويس= هتعرف إن مافيش مسلسل ممكن تطلع منه بحاجة نضيفة تعود عليك بفكرة سليمة تأثر فيك. انسى حواديت مسلسلات أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ ومحمد جلال عبدالقوي والكلام بتاع زمان ده. انت حاليا مع أبشع مادة فنية بتتقدم لك عشان تهندس طريقة تفكيرك وفقا للمنظومة "الفاسدة" اللي بتحكم حياتك. فياريت تخليك عارف ده وحريص تلاحظه وتنقده طول الوقت وانت بتتفرج، بالذات لو أهلك غلابة وأي دجل فني بيشتروه عادي؛ ارغي معاهم وورّيهم القرف اللي معشش في التفاصيل وكبّر الموضوع لأنه فعلا يستحق.
- المسلسل الصوفي الليبرالي والمسلسل النسوي الراديكالي بقوا جزء أساسي من الدراما الرمضانية حاليا، حاول تحط دا في اعتبارك كويس. سيناريوهات عبدالرحيم كمال وإبراهيم عيسى واللي زيهم مفروضة عليك بالأمر المباشر عشان تتلقاها وتقبل بيها. حاول لو سمحت تشتبك مع الخرا اللي بيتقدم فيها وتلفظه وتعرّف بيه غيرك وتكرر ده كل شوية ومتزهقش. من كام سنة مسلسل فاتن أمل حربي ومسلسل جزيرة غمام اتمسح بيهم البلاط والكل كان مدرك كمية السموم اللي بتتمرر فيهم بفضل الناس اللي كانت مركزة مع القرف ده وحريصة تنقده. اعمل ده تاني السنة دي عشان هو بيتكرر بالمللي مع مشاهد وحودايت مختلفة لا أكثر.
- منى زكي مش بتلبس لك الحجاب عشان تعمل دور عادي، لأ خالص؛ التانية دي بتبقى عبلة كامل أو عفاف شعيب .. إنما منى زكي وإلهام شاهين وهند صبري ومنة شلبي ونيللي كريم لما بيلبسوا الحجاب في دور= فبيكون عشان حدوتة هتلمّس مع الدين وترمي زبالة عالناس لتمرير أجندات نسوية علمانية بشكل أو بآخر. هما عارفين دا كويس وقبلوا بورق المسلسل بناء عالتصور ده كويس، وعشان كده بيلبسوا الحجاب او بيطلعوا في أي دور متدين محسوب عالطبقة المتوسطة. لو سمحت خليك متوقع القرف دا طول الوقت لان دا الطبيعي بتاعهم. الفنانة العلمانية عمرها ما هتختار دور مرتبط بدين أو طبقة متوسطة غير عشان تمرر تصوراتها العلمانية والنسوية (اللي عايشة حياتها وفقا ليها) لعموم الناس. وياريت ترغي في ده كتير مع مامتك وأختك لو مدمنين مسلسلات. حاول تبقى عارف دا كويس وتأكد إن رغيك عالسوشيال ميديا بيفرق مع الناس اللي حواليك وبيحافظ على سلامة نفوسهم من الأجندات الرخيصة اللي بتطرش سمّها دي. الأسامي دي بقت مرتبطة بتوجهات أيديولوجية خلاص ومش هينفصلوا عنها ومكملين في اللي بيعملوه ده لآخر عمرهم او لغاية ما الضابط اللي مدوّرهم يقولهم كفاية. مش كل الدنيا مسلسل الكبير أوي والله، حاول تفهم دا كويس.
- مرة تانية: حاول متخليش دماغك صفيحة زبالة بتستقبل كل شيء مقرف وتحتفظ بيه، اتعود تفلتر الدنيا أول بأول وتخليك ناصح كفاية إنك تشوف الفكرة الوسخة وتشتبك معاها بإنك تنكرها وترفضها. الله المستعان
مقال بقلم أحمد محمود .