والحق أن التأسف على هذه الصور ليس سببه أننا نفترض أن الصورة بمفردها دليل على أننا شعب ماجن. الخطورة أن هذه مجرد صورة لحفل واحد لجمهور مطرب واحد. ومثلها عشرات الصور لعشرات المطربين وهو ما يعني أن ملايين الشباب يحضرون هذه الحفلات أو يدفعون ثمنها لأبنائهم.
أضف إلى ذلك الملايين من مشاهدي مقاطع هذه الحفلات على يوتيوب.
أضف إلى ذلك ملايين المصريين المنشغلين بالتحفيل والتحليل والسب في مباريات الكرة وسط هذه الكارثة التي يعيشها إخوانهم على بعد كيلومترات، وفيهم للأسف إسلاميون ملتحون.
أضف إلى ذلك ملايين الشباب والكبار المتابعين للمسلسلات والأفلام والمنشغلين بتحليل وتقييم وترشيح هذه الأعمال.
نعم لا يزعم عاقل أن الشعب كله يفعل هذه التفاهات. لكن المؤكد هو أن ملايين المصريين غارقون فيها. وهذا ما نريد قوله: الخبث كثير.
تكمن الخطورة في كثرة الخبث. لا يشترط أن يكون الشعب كله خبيثا لتنزل العقوبة بل يهلك المفسدون ويهلك الصالحون معهم إذا كثر الخبث.
هذا ما نخشاه وهذا ما نتأسف عليه عندما ننشر هذه الصور لاسيما إذا كان حالنا لا يسر كما ترى. يستحي الشاب المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لكي لا يُسخر منه وتداهن الفتاة المختمرة - وأحيانًا المنتقبة - المتبرجات فتصفق في الأفراح خلف العروس الراقصة وتجامل المتبرجات بكلمات معلومة ك "كنتِ قمر" وما شاء الله عليكِ ربنا يسعدك"، ويريح الآباء والأمهات ضمائرهم بعبارة "مش قادرين عليه" وهم يدفعون إليه ثمن حفلة المطرب ويعطونها ثمن لباس التبرج مع أنهم يبذلون جهدا أسطوريا لينجح أبناؤهم في التعليم الدنيوي.
نعم في الأمة أخيار لكن هذا لا يكفي لنطمئن ونضع في بطوننا بطيخة صيفي. كثر الخبث وهذا هو المرعب وهذا ما تخبرنا به الصور والواقع. وإلا فلماذا نعيش هذا الذل والهوان؟!
.
.
د. حسام عبد العزيز.