أثناء خَلوتي مع اللّٰه بدأتُ بإخبارِه عَنك
هَمست في دُعائي وأنا أُحادِثَه كَيف أنّكَ سَحبتَ مَشاعِري جَميعها نَحوك دُونَ وَعيٌ مِنّي
وكيفَ تَعلَّقَ قَلبي بِك بِطُرق أَعجزُ عَن فِهمِهَا
أخبَرتَهُ كَيف أنّكَ أصبحتَ النَبض الذي يُحييني والآمان الذي ألوذُ إليه في خَبايا الروح
حَدثَتهُ عَن تِلكَ اللحَظات التَي تُراوِدُني فيها فِكرة أنَّ الحياة لا حُلوُ فيها إلا وُجودَك
وأيضًا أخبرَتهُ بأنَّ كُل ما أُريدُه هو أن أعيش بَقية أيامَ عُمري إلى جانِبَك
أثناء خَلوتي فَرّت دعوة مِن بَين شِفاهي بأن يَجمعني اللّٰه بِك
تمنيتُ أن يَجعَلني بَقية عُمري حَولِك وأن أُقاسِمُكَ سِنينُك حتى تُفنى هَذهِ الرُوح
فـ أنا لا أُريد مِن هذهِ الدُنيا سِواك
أردتُ فَقط أن أُشارِكُك لحظات الصَمتِ والسُكون
أن أكون إلى جانبك في اللحظات التي تَهرع فيها أنت مِن نَفسك
أن أحمل عَنك عِبئ أيامك وأُقاسِمُك أتعابِك
وأن أرى تجاعيد الرياح وهي تُلامِس وَجهَينا مَعًا
وأن أرى ملامِحَنا ونحنُ نَكبر بِجِوار بَعضنا
أرغبُ في أن تكون أنتَ الشخص الوحيد الذي أُسند رأسي على كَتفه حينَ تُضعفني الحياة
وأرغب أن أكون أنا فَقط ملجأُك حينما تُنهك روحك أقدارَك
أودُّ أن تَمضي هذهِ الأيام التي تفصِلُنا بِسرُعه وأن تأتي نِهايةٌ جَميلة تَجمعُنا سويًا للأبد..
أرغبُ أن أعيش تِلكَ اللحظات التي نُصبح فيها معًا.. أنا وأنت.. نُكمِل شَيخوخَتُنا سَويًا بِهدوءٍ وسلام بَعيدًا عن البَشر التي تُؤذي قَلبك
دَعوتَ اللّٰهِ بأن تَكونَ أنتَ الوَجه الأول الذي أراهُ مع أول شُروق و الأخير الذي أراهُ مع آخر الغُروب كُلَّ يَوم وأنْ لا أرى وَجهٌ سِواك...
وأن تَبقى مَعي لِآخر لَحظاتِ العُمر..