✳️ [من نصيحته للحسن عليهما السلام]
🔸ومن نصيحته للحسن عليهما السلام: (أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَتَوِّرُهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلَّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصْرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا، وَحَذَّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالأَيَّام):
🔹تأمل في قوله عليه السلام: (أحي قلبك بالموعظة) صدق سلام الله عليه الموعظة تحيي القلوب وتغسلها من أوساخ الذنوب لمن أصغى بسمعه ووعى بقلبه وهي عند العاقل أحلى من العسل الشهد كما قال لقمان الحكيم لولده، وهي على السفيه أشق من صعود الدرج على الشيخ الكبير، فالقلوب كالزرع والزرع يسقى بالماء وإلا مات والقلوب تسقى بالمواعظ وإلا حجرت ويبست ولو لم يكن من الأدلة إلا قول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥}[الذاريات]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}[النساء]، يقول صانع القلوب والمدبر لها: {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥} فلا بد من المواعظ والإيمان.
🔸ثم أردف عليه السلام هذه الجملة بجملة أخرى: (وأمته بالزهادة) هناك يقول عليه السلام: (أحي قلبك) وهنا يقول: (أمته بالزهادة) أراد عليه السلام أحيه كي يتشوق لما يوصله إلى رغد العيش ولا يوصله إلا الطاعة الخالصة من العلم والعمل،
🔸وقوله عليه السلام: (أمته بالزهادة) أراد أن يميته عن الشهوات وحب اللذات التي قتلت العباد وألقت بهم إلى مكان سحيق بذكر الموت فذكر الموت يزهد الإنسان في كل مطلوب لأهل الدنيا ومرغوب، فعلى الراغب في نعيم الجنة أن يستعمل علاج الزهد وهو الإكثار من ذكر الموت.
🔸قوله عليه السلام: (وقوه باليقين) ومعنى ذلك أنك لا تبني أمورك على الظن والشك والوهم حتى تكون مضطرباً في شأنك وما أنت عليه قادم، فالقلب يضعف مع الاضطراب ويقوى مع اليقين، وأعظم ما يرسخ اليقين حسن المعرفة العالمين، فمع المعرفة بالله يكون قلب الإنسان على حمل التكليف قوي لا تزعزعه العواصف ولا يأبه بالقواصف.
🔸ثم قال عليه السلام: (ونوره بالحكمة) ومع عدم العلم يكون القلب مظلماً بقدر جهل صاحبه؛ لذلك قيل: العلم نور والجهل ظلام.
🔸ثم قال عليه السلام: (وذلله بذكر الموت) أراد عليه السلام أن يدرب الإنسان قلبه على فعل الطاعات وتحمل الضيم وترك المحرمات بذكر الموت فلا تدريب للقلب على تحمل المشاق مثل ذكر الموت لأن من أكثر من ذكره سهلت عليه المتاعب وهانت عليه كل المصائب.
🔸وقوله عليه السلام: (وقرره بالفناء) القرار للقلب هو ضد
الاضطراب فإذا أردت أن تكون قار القلب فتذكر فناءك وفناء الأشياء من هذه الحياة وسوف تستريح من متاعب الدنيا وتهون عليك مصائبها.
🔸قوله عليه السلام: (وبصره فجائع الدنيا) من الخوف والبلاء والموت والضعف والهم والغم واستيلاء الأعداء والفقر وغير ذلك من موت الزوجة والولد ومفارقة ما تعبت في جمعه وبنائه وإلى آخره.
🔸ثم قال عليه السلام: (وحذره صولة الدهر، وفحش تقلب الليالي والأيام) صور الدهر بسبع مفترس والسبع كل يأخذ منه حذره غير أنه لا بد من صولة الدهر على كل حي كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من بيت فيها فرحة إلا تبعتها ترحة».
وختمها بقوله عليه السلام: (وفحش تقلب الليالي والأيام) قد تقدم شرح هذه الجملة في قوله: (رب مستقبل يوم ليس بمستدبره ومغبوط في أول ليل قامت عليه بواكيه في آخره).
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، اللهم اختم لنا بالحسنى يا أرحم الراحمين آمين رب العالمين.
# المصدر: كتاب جواهر من كنوز الوصي، تأليف العلامة عبدالله القذان حفظه الله وأبقاه.
════📖️══📖️═════╔
لاتنسَّ الدال على الخير كفاعله
ـ╝════📚️══📚️═════╚
#قناة فوائد دينية في رحاب الزيدية
#تلجرام: https://t.me/azziadi
#واتساب_على_الرابط:
https://chat.whatsapp.com/89JDYIbT1ZC2hcpYje0ino
المجموعة رقم(2) :
https://chat.whatsapp.com/D01Z9pjT6K7Eamfb56Ho6N
#تابعونا_على_اليوتيوب:
https://youtube.com/channel/UC6Cp8c_5l3ydog6FaW1L80A