lone wolf (@lonewolf8k) Kanalının Son Gönderileri | DiscoverTelegram.com

lone wolf Telegram Gönderileri

lone wolf
هُنا صديق،
يُقدر الفن
يُحب الأدب والمُوسيقىْ
يتأمل الكلِمات.
- للإعلانات : @h5shim

Smile, the world needs your smile🪐✨
23,353 Abone
999 Fotoğraf
246 Video
Son Güncelleme 25.02.2025 14:10

lone wolf tarafından Telegram'da paylaşılan en son içerikler


إن سر الوجود ليس في أن تعيش فقط، بل أن تجد شيئًا تعيش من أجله. نحن البشر نبحث عن الحب، عن العدل، عن المعنى وسط الفوضى، لكن كم منا يمتلك الشجاعة ليحمل هذا البحث حتى النهاية؟ إن أكبر مأساة ليست في أن تفقد من تحب، بل في أن تفقد نفسك وأنت تبحث عنهم. أن تمضي في الحياة وأنت تحمل جرحًا لا يلتئم، أن تتحدث مع الناس وأنت تشعر بأنك وحيد، أن تبتسم وفي داخلك حرب لا تهدأ. أخبرني، أيهما أشد قسوة أن تعيش دون حب، أم أن تفقد الحب بعد أن تذوقه؟

دوستويفسكي " الأخوة كارامازوف"

‏يجد البعض فتنة وسحراً في ثراء النص بالمفردات لذا يسعى بعض الكتّاب إلى زيادة مخزونهم من المفردات المعبرة غير المشتهرة، بينما أجد أن سحر اللغة وبلاغتها تكمن في القدرة على تركيب العبارات والنسج والتأليف بينها؛ فتجد الكاتب يستخدم كلمات يومية محكية لا فرادة فيها لكنه ينسج بينها ببراعة مذهلة حتى تفيض رقة وعذوبة وتلامس الأعماق بلا كلفة، وتجده يعبر بكلمات نعرفها عن أعمّق المشاعر والعواطف والمواقف وأخفاها تلك التي كنّا نظن أن لا أحد يمكن أن يصفها أو يخبر عنها.

في اللغة العربية مفرّدة لطيفة أيضاً تطلق على هذا المعنى وهي "السُدف"، السدف هو اختلاط الضوء والظلمة ومنه الضوء الذي يتسلل عبر أوراق الأشجار ويختلط بالظل، ومنها الأوقات كوقت الاسفار من الفجر، ولهذا ربما تطلق على الستارة أيضاً، وحين يحول شخص بينك وبين ضوء الشمس يمكنك أن تقول: "لاتسدف علي" بدل لا تحجب ضوء الشمس عني.

كل جمال ظاهري -مهما كان باهراً- يخف بريقه و تعتاده العين مع مرور الوقت و تردّد النظر، سواء كان مكاناً طبيعياً أو عملاً فنياً أو ملامح انسان فاتنة؛ إلا جمال الباطن! فإنه لا يُمل و لايقل تأثيره مع مرور الوقت وكثرة المخالطة، بل العكس؛ تزيدُ الدهشة ويتعمّق الأثر ومتعة التأمل.
هذا الإعتياد هو الانعكاس المعنوي في التجربة الانسانية على آلية الجهاز العصبي؛ "التكيف الحسي" وهي آلية طورتها الحواس وجهازنا العصبي للانسجام والتكيف مع المحيط وتحفيز الانتباه للمخاطر، فحاسة الشم مثلاً تكون أكثر تنبها للروائح المختلفة الجديدة لكن مع مرور الوقت يتكيف الجهاز العصبي مع وجودها ويبدأ بتجاهلها وعدم تحفيز المنبهات لها، وهذا مايحدث في حتى في الجانب المعنوي -الاعتياد- وهو ماحاول الفلاسفة تفسيره ومعالجة تأثيره، فالاعتياد على الجمال يجعل انعكاسه عليك يتلاشى مع الوقت لذا يجب اعادة تكثيفه وتأمله من جديد عبر وسائل وزوايا مختلفة.

‏اليس الشخص أو المكان الذي يجمع المتناقضات تنبعث منه الحياة أكثر؟ وكأنه صورة مصغرة لحيوية العالم وتنوع الحياة وتضاد عناصرها؛ اليست صورة الواحة التي تجمع بين وفرة الماء وكثرة النبات وتنوع الألوان في قلب صحراء قاحلة معدومة الحياة وبلون واحد تبعث داخلنا شعوراً عميقاً مهيباً، اليس منظر الكوخ الدافئ المضاء بوسائده الوثيرة وألوانها الدافئة وسط عاصفة ثلجية احالت ماحوله إلى بياض واحد يغمرنا بشعور لذيذ بالدفء والحنين والأمان؟
‏وكذلك الشخص الذي يجمع بين صفات قد لاتجتمع؛ بين القوة والصلابة وبين الرقة واللطف، بين العقل الدقيق والشعور المهيمن، بين الالتزام المفرط والكسل المفاجئ، بين التمهل المتردد وبين الاندفاع والمغامر؟
‏ربما هذا السبب في شعورنا أن بعض الأشخاص تتفجر منهم الحياة وتتوهج بهم اللحظات وتنزين بهم الأيام ونزهر بقربهم ونسعد بتأملهم حتى في لحظات صمتهم.

‏جميعاً ربما سمعنا الحكاية التي تقول: أنّ رجلاً رأى آخر يبحث على الرصيف وتحت عمود الإنارة عن قطعة نقدية سقطت منه؛ أراد الرجل مساعدته في البحث فسأله أين المكان الذي سقطت منك فيه؟ فقال: سقطت على الجانب الآخر من الرصيف!
‏رد الرجل باستغراب: ولماذا تبحث عنها هنا؟
‏فقال: هنا يوجد الضوء فابحث عنها في مكان استطيع فيه الرؤية!
‏وهذا مايحدث لدى الكثير حين يعلم جيداً ماهو المكان الذي يجب أن يبحث فيه لكنه يخشى منه لأنه جانب مظلم، وهذا مادفع العالم النفسي"كارل يونغ" لتشبيه هذه المرواغة برجل سمع صوتاً في قبو منزله لكنه اسرع الى الطابق العلوي لتقصي الأمر، لأنه لايملك الجرأة على اقتحام ظلمة القبو وكشف مصدر الخطر.
‏وهذا ماتدور حوله أغلب مواجهاتنا في الحياة -مع أنفسنا وذكرياتنا خاصة- نتحاشى دوماً التوغل في اقبية ذاكرتنا والزوايا المظلمة داخلنا، نهرب دوماً من كسر الأبواب المقفلة خوفاً من حقيقة تتكشف خلفها، لذلك كانت الجسارة في مواجهة مخاوفنا والشجاعة في خوض حوار متجرد مع ذواتنا.

‏ربما يكون إعجابنا بصفات شخص هو العتبة إلى الوقوع في حبه! لكنه ليس كافياً لعلاقة حب أبدية وحقيقية، الأمر يكمن في الشعور بالأمان والإطمئنان والسكون إليه، أن يأسرنا قلبه وجوهره قبل شخصيته ومظهره، أن تشعر بالقوة في مواجهة العالم لأنك تعلم أن قلبك في مأمن وأنك تمسك بيد لن تخذلك أبدا.

‏ما الذي يجعلك تشعر بنوع من الأمان والألفة تجاه الحي أو المدينة التي سكنتها طويلاً؟
‏جزءٌ من باعث هذا الشعور معرفتك بمخاطرها واجزاءها الحادة؛ انعطافات الطريق المفاجئة، ميلان الأرصفة، جذوع الأشجار الساقطة، نقاط الزحام الضيقة، تشعر بالأمان لأنه يمكنك التنقل مغمض العين دون الشعور بالقلق من المفاجآت؛ وهذا ينطبق على الأشخاص الذين نشعر بالألفة معهم، فلا نألفهم لصفاتهم الجيدة فحسب، بل لمعرفتنا بأسوأ مافيهم! نعلم جيداً أن نتوءات الطريق التي تزعجنا قليلاً لكنها تقودنا إلى مقهى نجد فيه البهجة والدفء، وأن اجزاء الرصيف المظلمة تتجاوز بنا إلى ركن مزهر من حديقة يمنحنا ملاذا من السكون والراحة، نشعر بالألفة والأمان مع الأشخاص لا لصفاتهم الجميلة فحسب بل كذلك بمعرفتنا بما يمكن أن تخبئه لنا الأيام معهم لأننا نتعرف على طريقنا داخلهم بأعين مغمضة وقلوب مفتوحة.

‏هناك مثل اغريقي رائع مرتبط بالحذاء والإسكافي ويمكن تعميمه، يقول المثل:
‏"No sutor ultra uterum" على الاسكافي أن لايتجاوز -أو يرتفع- فوق الحذاء، وقصة هذا المثل توضح معناه، ففي أحد الأيام كان احد الفنانين اليونان يعرض أعماله للعموم وكان مختفياً حتى يسمع رأي الناس في اعماله فدخل صانع أحذية ولفت نظره-بحكم تخصصه- خطأ في شريط الحذاء داخل العمل الفني واشار إليه واخبر عنه، وحين حضر صانع الأحذية في اليوم التالي وجد الفنان قد صحح هذا الخطأ فبدأ ينظر إلى الساق منبه إلى وجود خطأ -من وجة نظره- فقال حينها الفنان هذه العبارة والمثل، وكثر استعمالها لاحقاً، والمعنى أن على الشخص أن لايتجاوز قدراته ومحل خبرته لأنه حين يقوده غروره لفعل ذلك سيقع في الخطأ،.

هناك نقطة تثير اهتمامي في طبيعة الأحاديث ونمطها في العلاقات المعاصرة، وهي اختفاء هامش "الصمت" فيها ، أو بشكل أدق ( فقد الصمت حضوره داخل العلاقات وانحسر التأثير البالغ الذي كان يحدثه، تلاشت تلك اللغة الساحرة التي كان الصمت - كما الصوت والحرف - جزءاً منها ، اصبحت العلاقة متأثرة بالمحادثات الكتابية، تعتمد على عدد الحروف وكثافة التفاعل ولا تستمر إلا عبر استمرارها ، والتوقف عن الكتابة يعني الإستبعاد من العلاقة أو على الأقل تلاشيء الإهتمام وفقدان الأثر.

الصمت غياب (الكلام) لا غياب (المتكلم) بل قد يكون هو أشد لحظات الحضور وأكثرها قرباً، ومن وجهة نظري القدرة على فهم الصمت والإصغاء له، هو الذي يحتاجه المرء أكثر من فهم الكلام وسماعه، لأن الصمت قد يعني أن ما يشعر به أكبر من الكلام وأكثر، وأن ما يريد قوله يفيض عن معاني الكلمات وبلاغة الحروف خذلان اللغة مؤلم فكيف حين يضاف إليه خذلان المحب والصديق.