وكَيـف ألمِـس شَيـئًا لا يُنادِينـي؟
كَأن بَيني وبَين الوُجوُد جِدار صَمتٍ
لَا يَنفـكّ يَهوي بِي ويُشقينـي
أجُوب دَرب الأسى وحدِي دُون أملٍ
كأنما الكَون مِن حَولِي لَا يَحوِينـي
أنُوح بِصدرِي حِكاياتٍ دَفْنتُـها
فَصوتِـي شَرِيـد وحرفِـي ليس يُنجِينـي
حَتى طَلّـت على رُوحِي كَـنسمـةِ رَبِيـعٍ
بِدفءِ الأَمـال وشَـذا الورود تُحييـني
أَتت تُزِيح الدُجى عَن ليل القُيُـودِ
وتـعقُد الصُلْـح بَينـي وبين ما يُعادِينـي
عَمَّـرتُ لَها قَلبـي بَيـتًا ظَليـلًا
والتَمستُ لَها الكَون وحُدودِه لا تكفِينـي
نَويتُ مُصافَحتُها وحين مَدّدتُ يَدِي
حُرمِت مَوَدَّة القُلوبِ ورُدِعتُ بجُحُودٍ يُدمِيني
كُنـتُ قَـد ظَننـتُها حُلمًـا تَجسَّـد بالمُـنى
حَتى رَمتنِي بِسهمٍ مَزقّ الحُلم الذِي كَان هَوانـا
وكبَّلتْ بِالقهرِ جِناح طَيرٍ تَأهبَ لِيَجول فِي سمانـا
وإذ بِي أعُود جَارًا أذيال خَيْبَة الوُعُودِ التِـي عَهدنَاهـا
وسَمِعتُ قَلبِي يَنفَطِر لِروضَةٍ كُنّا لَها قَد بَنيناهـا.
- لِيـل.