أظن أن وضع الرأس على الوسادة فعل مقرون بتنحية العالم جانبًا، التخفف من عبء الوجود، ومن تخوم الذاكرة، فعل يقيم لك حيزًا من الدعة، حتى تستيقظ. لكن كلما وضعت رأسي أنا، طفا كل شيء على السطح، في مواجهة مباشرة بيني وبين ما تغافلت عنه عمدًا، أتذكر دومًا عبارة لكريستوف "أغمض عينيّ، فتقفز إلى وجهي كل الفظاعة التي هي حياتي"
مبارك عليكم الشهر الكريم وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير ❤️ الله يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، ويجعلنا ممن يصومه إيمانًا واحتسابًا ويكتبنا من عتقائه من النار
على ذكر الرضا.. والشيء بالشيء يذكر أكبر داعم لسعادة الإنسان وسروره وثبات نفسه وهي تتقلب فيما اختاره الله هو الرضا عبادة قلبية مستحبة، وهي أعلى درجة من الصبر. قال رجل للفضيل بن عياض: يا أبي علي علمني الرضا، فقال له الفضيل: "يا ابن أخي، ارض عن الله، فبرضاك عن الله يهب لك الرضا" وقال الأحنف بن قيس: "يغلب الأيام من يرضى بها" وأيضًا جبران خليل: "اختر الرضا؛ يهُن عليك العبور" اللهم إنا نسألك الرضا
ما أحلى الرضا، الشعور الذي يدفعك للإعتقاد بأن الحياة التي نقصها فطرة غالبة عليها مطلقة التمام الآن، عذبة، صافية، ناعمة، وكل شيء على ما يرام. يا رب رضّنا وارض عنا
عاجبني إستمرار عادة البحث عن النظارة والشعور بضرورة مواراة عيني خلف أي حجاب حتى بعد عملية التصحيح، كل تكرار يعطيني لحظة إدراك بإنتهاء المعاناة. رحلتي من أحتاج دمع الأنبياء لكي أرى إلى كللك نظررر
دائمًا أعزو ردود الفعل التي لا تجيء على قدر حرارة مشاركاتي مع من أحب إلى حقيقة الإختلاف، لكن تكرار مثل هذا يورثني الشعور بالغربة، مهما كان الحب والرفقة رائعين ودافئين، فجوة هائلة كهذه تجرده من إمتيازاته. أخشى أن يعقب هذه التصادمات عزلة وصمت طويل، أو أن أجلس كما يقول عباس بيضون: محاطًا بكل هؤلاء الذين جعلوني وحيدًا*
أعرف وجوه كثيرة للحنان، لكنها تظل قاصرة ومحدودة بجانب الحنان الذي تضفيه على حياتنا الأمهات. كتبت مرة بأني أعوّل في مواجهة الأيام السيئة على حنان أمي فقط، والحق أن كل ما اهتديت إليه من سبل لئلا أحزن وأضيق ذرعًا في هذه الحياة لم تكن شيئًا، لطالما اعتصمت بهذه العاطفة ونجوت. كبرت بما يكفي، ولم أُفطم بعد من حنان أمي.
تراجع ولعي وأملي ببعض الأمنيات التي كنت أظن الوصول إليها أثمن وأعظم ما في الحياة، هل تقادم الأيام على الرغبات المتضرمة سبب إخمادها؟ أو أدركت للتو بأن ما كنت أطمح إليه لم يكن أنا، وليس ذا قيمة؟
يقول عليه الصلاة والسلام: “ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” لا تنسون الدعاء لأخواننا في غزة، مهما عجزتم لا تعجزوا عن الدعاء، عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “ادعوا لإخوانكم، إنكم لا تنصرون بالعتاد والعدد، ولكن تنصرون بالدعاء” اللهم نصرك الذي وعدت به عبادك المؤمنين.