فكِّر قليلاً: أليس المهم أن تكون آخرتك بخير؟ أن تسير إلى لقاء الله بقلبٍ نقيٍّ وصحائف بيضاء؟ قد يظن المرء أن البلاء خسارة، لكنه في الحقيقة ربحٌ لمن احتسب. هذه الأحزان التي تُثقل كاهلك، ربما هي نعمةٌ تهديك إلى الصبر، تعلمك الرضا، وتفتح عينيك على معانٍ أعمق للحياة.
انظر إلى ما تغيَّر فيك: ألم يزدك الألم قربًا من ربك؟ ألم يجعلك أكثر حنوًا على من حولك، أكثر رقةً في مشاعرك، وأصدق في تعاطفك؟ ألم تُصبح ترى ما كنت تغفل عنه: وجوه الجيران المنهكة، أيدي العمال المتعبة، أحلام الصغار البسيطة؟
هذه المحن يا صديقي، ليست نهاية الطريق، بل بدايته نحو حياةٍ أرقى، قلبٍ أنقى، ونفسٍ أوعى. فالعبرة ليست في حال الدنيا، بل في حال روحك، في سلامها مع ربها، وفي وعد الغد الذي يحمل الخير لمن صبر واحتسب.