لا تبهرني مثل هذه القصص، تلك التي أُضيفَ لها الكثير من البهارات، وأنا لا أحب البهارات والتوابل والصوصات جميعها.. أنا أحب الأشياء كما هي. وهذه القصة لم تُروى كما كانت بالفعل.. لكن لها أرضية من الحقيقة.
يقولون أن كل شائعة لها أصل من الحقيقة، لكن تمت الزيادة في حدة الأحداث.. وهذا شيء أميلُ إلى تصديقه.
ماسك شخصية نادرة، على المستوى العقلي والاجتماعي والنفسي.. والمادي كما هو واضح بالفعل. قدمه ترامب أثناء إحدى خطبه قبل أسبوعين بأنه أعظم رأسمالي في التاريخ الأمريكي، رغم أنه ليس أمريكي المولد، بل جنوب أفريقي ثم كندي. لكن كل ما هو غني.. أمريكي.
تمت مكافئته بوزارة الكفاءة الحكومية.. تبدو وزارة هزلية، تعتني بتقليل البيروقراطية، وتقليل إهدار الانفاق الحكومي والكثير من هذا الكلام المرصوص رصاً في كتب طلاب كليات السياسة والاقتصاد.
ولقد كان الهدف أن تبدو هذه الصورة بمثل تلك اللقطة التي نعتقدها الان، مع ان الحقيقة ليست كذلك.. هذه الوزارة المستحدثة الجديدة هي أخطر وأهم وزارة في حكومة ترامب الجديدة.. يديرها رجل لا يفهم إلا في الأموال.. وزيادة الأموال.
تأملتُ في معنى الكفاءة الحكومية، وتقليل الإنفاق، ومضادات البيروقراطية، أليس هذا يعني أن لهذه الوزارة الحق الكامل في الاطلاع على ماليات الحكومة بأسرها، بما فيها ميزانيات وإنفاق البنتاجون ووزارة الدفاع والخارجية، وناسا ( والتي هي مؤسسة حكومية تعمل في نفس مجال شركتي ايلون ماسك الفضائيتين space x و starlink ) ؟؟
لم يختر ترامب وزارة مضحكة لإيلون، بل صنع إيلون عين كبيرة للمراقبة فوق أميركا كلها.. "الدولة التي تقع تحت حكم المؤسسات، والشيـطان، والـنزوات الإنسانية" وماسك رجل مؤسسة ..أو بالأحرى هو رجل مؤسسات..
يمتلك إيلون ماسك داتا عملاقة، من تسلل وستارلينك وسبيس x وتويتر والذي هو x الآن.. لكنه كان يفقد القرار الحكومي.. الآن، يمتلك الداتا، المال، القرار الحكومي.
#كريم_العش