عودا مباركا تحفه الدعوات والأماني الخالصة ..
اللهم عودا فيه الجبر وثبات الأجر والعوض الأوفى ..
إن عودة أهل غزةًَ اليوم لأرضهم المنكوبة مشيا على أقدامهم، فرادى وجماعات، بالتكبير تارة والابتسامات الدامعة، والمشاعر المختلطة، رغم حجم الدمار الوحشي والمصائب التي تكبدتها أجسادهم وقلوبهم طيلة 15 شهرا من فصول الإبادة اليهودية بدعم أمريكي، والهولوكست الصهيوصليبي بحق الشعب المسلم، لهي عودة تاريخية، أحبطت أماني المحتل في التهجير وصناعة نكبة جديدة.
وأكدت أن أهل غزة لم تعجزهم الخطوب ولم توهن قلوبهم دوائر الخذلان، لأن صاحب الحق صاحب إباء وأنفة، صاحب الحق لا يهون وإن أثخنته الجراح!
نعم المصاب كبير بخسارة الأنفس والأموال والأملاك، ولكن الأنفس التي ارتقت شهيدة فازت واستراحت، وللآجال موعد لا يتخلف عنه أحد، وأما الأموال والأملاك التي هدمت، فرزق الله يعوضه ويضاعفه. وهو الرزاق الكريم. والباقي فصول تدافع لا تخرج عن قدر هذه الأمة في مواجهة أقذر الأعداء. فلتكن المرحلة التالية الثبات على مبدأ وغاية: "أشد حبا لله تعالى"!
لم يفتكم شيء من الدنيا يا أهل غزة، فما في الدنيا إلا كدر الهم والغم والغفلة والمغرم.
ولكن السبق تمام السبق في مقامات الصبر على الابتلاءات وابتغاء مرضاة الله وفضله العظيم مهما اشتد الكرب، ثم الاحتساب وحسن الظن بالله العظيم.
عظم الله أجركم، وشفى صدوركم وجبر قلوبكم وأيدكم بنصره وبالمؤمنين وسخر لكم الأرض وما فيها.
اللهم أمّنهم أمنا لا خوف بعده، واقهر عدوهم قهرا لا رجعة له بعدها لغزة.