﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا ﴾
صلاة عثمان بن عفان بالليل
عن يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقرأ:
﴿ أمْ مَن هُوَ قانِتٌ آنَآءَ اللَّيْلِ ساجِدًا وقَآئِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ ويَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾
قالَ ابْنُ عُمَرَ:
« ذاكَ (عُثْمانُ بْنُ عَفّانَ) رضي الله عنه» (أخرجه ابن أبي حاتم)
وإنما قال ابن عمر رضي الله عنه ذلك،
لكثرة صلاة عثمان رضي الله عنه بِاللَّيْلِ وقِراءَتِهِ، حَتّى إنَّهُ رُبَّما قَرَأ القُرْآنَ في ركعة،
قال الشاعر:
«يقطّع الليل تسبيحًا وقرآنًا» (١)
بكى عبد لرحمن بن الأسود عند موته وقال:
« وا أسفاه على الصوم والصلاة. » ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.
وبكى يزيد الرقاشي عند موته وقال:
« أبكي على ما يفوتني من قيام الليل وصيام النهار. »
ثم بكى وقال: من يصلي لك يا يزيد بعدك ؟ ومن يصوم ؟
وجزع بعضهم عند موته وقال:
« إنما أبكي على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم،
ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكر الذاكرون ولست فيهم، فذلك الذي أبكاني. » (٢)
______________________
(١) تفسير ابن أبي حاتم : (٣٢٤٨/١٠)
(٢) لطائف المعارف: (٣٠١)