شيءٌ من ملامح وجهك،
رأيتُ عينيكِ على وجه امرأةٍ كانت
تجلس وحيدةً في البار لا تنتظر أحدًا،
كنتُ وحدي أيضًا، ولم أجرؤ على الإقتراب.
رأيتُ ابتسامتكِ على شفاهِ امرأةٍ أُخرى،
كنتُ أعرف أنّها تكبركِ سِنًّا، ومع ذلك
مشيتُ خلفها ساعةً كاملة، حتّى
دخلت منزلًا لا يُشبه منزلك،
تطمأنتُ أنّها لستِ أنتِ فَرَجِعت.
شعركِ المصبوغ رأيتُ امرأةً ثالثةً تقتنيه
على رأسها، كِدتُ من فرط الحنين أن أبكي،
لولا أنّها التفتت إليّ وشاهدتُ وجهًا
لا يُشبه وجهك.
ضِحكتكِ العالية التي أُحبّها،
سمعتُ نسوةٌ كُثر يضحكونها،
في الطرقات والبارات والمطاعم والمقاهي،
حتّى تلكَ الأزقّة التي لم يكُن فيها أحدٌ سواي
سمعت ضحكاتكِ تتراقص في زواياها الخاوية!
خدُّكِ المتبّل بالفلفل الأسود، وأنفكِ المُكرّز،
رأيتهما في يدِ سيّدةٍ عجوز
تضعهما وسط وجهها لإغواء أحدهم.
الموسيقى التي أهديتني إيّاها مرّةً،
سمعتُ رجُلًا يسمعها وحبيبتهُ
على الطريق العام في عربتهما.
هل سَرَقنا وملامحنا العالم ؟
أم أنّنا نحن الذين سرقناه!
موسيقى:
"مسكتيلي إيدي ووعدتيني بشي ثورة
كيف نسيتي كيف نسيتيني"!