أحدهم يُحبّك رغم سوئك الداخلي يهتم لتفاصيلك التي لا تعلم عنها حتى يحبك بانطفائك وتوهجك، بعيوبك وأخطائك يتقبلها كلّها بل ويُقبلها بكل حب وحنية أحدهم مستعد ليخرج من نافذة بيته ويصرخ باسمك حتى إن كان مضطرًا أن يقفز من النافذة سيقفز من أجلك أحدهم مجنونا بك دائمًا مستعد لتلقي اللوم عنك، مستعد لتحمل البرد من أجل دفتك، يجعل سعادتك فوق سعادته وراحتك أولويته، نجاحك يغمره نشوة أكثر من نجاحه أحدهم يحبك أكثر من نفسه.
بيني وبينه ما هو أعظم من الحب ، بيننا ألفة وكأنه بجواري منذ مئة عام ، أعرفه كباطن يدي ، خوفه ، قلقه ، خجله ، وضحكاته ، حتى أفكاره أتنبأ بها معه .. أعرفه كأنه مني" ..
أحيانًا أتمنى لو كانت الذكريات شيئًا أستطيع أن أخلعه وأطويه بهدوء، وأدسه في حقيبة، أو أضعه في صندوق أنيق أخبئه، تحت الفراش ثم أرجع إليه إن احتجته فأجده.
أشد ما يُختَبر فيه المرء .. هو الرّضا في مواضع الحرمان ، وفي الأقدار التي خالفت كل توقعاته ، في كل موقفٍ أُجبر عليه ، وكل ما يعيشه ويخالف هواه .. فيهتز داخله ، ويحاول مجاهدة قلبه ، وترويضه ، حتى يلين ويهدأ ويقنَع ، مهما أغرقهُ الغضب ، فيصبح على يقين أن ما قُضِي هو الخير.
وقل للنفسِ إنْ فقدَتْ رجاها وصارَ اليأسُ يُوهِنُها قُواها ثقي باللهِ، كم خافتْ نفوسٌ مِن الدنيا وخالقُها كفاها وألبسها لباسًا من سرورٍ كأنّ السّعد لم يعرف سواها ستغمُرُنا السحائِب عن قريبٍ بِبُشرى لا يُحاطُ بمنتهاها.
"أحب إني مُراعية جدًا، أداري خواطر وظروف من حولي بشكل كبير، وأتحرى اللفظ وأتخير الكلمة قبل أنطقها، أحب ليني وقدرتي في وضع الحدود وإلزام الآخرين بها وإلزام نفسي بحدودي."