خاطِرِيَّات حسين بافقيه @hubafagih Channel on Telegram

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

@hubafagih


خاطِرِيَّات حسين بافقيه (Arabic)

يسرنا أن نقدم لكم قناة تليجرام مميزة ومثيرة تحتوي على محتوى ثقافي وفلسفي هادف يجذب القلوب ويثري العقول. إنها قناة "خاطِرِيَّات حسين بافقيه"، التي تعتبر مكانًا مثاليًا للتفكير العميق والتأمل في أسرار الحياة والوجود

هذه القناة تديرها وتديرها حسين بافقي، وهو فلسفي وكاتب متميز يشارك تفكيره ونظرياته من خلال منشوراته ومقالاته التي تثير الفكر وتحفز على التأمل. يعتبر بافقيه شخصية مثيرة للاهتمام تحمل الكثير من الحكمة والتأمل في رؤية العالم

ما يميز قناة "خاطِرِيَّات حسين بافقيه" هو تنوع المواضيع التي تطرحها، بدءًا من الفلسفة وصولًا إلى الأدب والثقافة. ستجد في هذه القناة مقالات ملهمة ونصوص فلسفية تدفعك للتفكير بشكل عميق وتحفزك على التعلم والنمو الشخصي

إذا كنت تبحث عن مصدر للإلهام والتأمل والتفكير العميق، فإن "خاطِرِيَّات حسين بافقيه" هي القناة المثالية بالنسبة لك. انضم إلينا اليوم واستمتع بالمحتوى الثري والملهم الذي سيغير تفكيرك ويثري حياتك.

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

21 Nov, 01:10


🔸 العَلَّامةُ الدُّكتور حَسَن حَبَشِيّ (١٣٣٣-١٤٢٦هـ = ١٩١٥-٢٠٠٥م) 🔹

لمْ يَغِبْ عنْ ذاكرتي، وعنْ عقلي ووجداني، اسْمُ الدُّكتور حَسَن حَبَشِيّ - رحمه الله - وقدْ طالما استعدْتُّ اسْمَهُ كُلَّما عاوَدَني الحنينُ إلى سنواتِ النَّشأةِ؛ تلك التي تَلَقَّيْتُ فيها ألوانًا مِنَ التَّثقيفِ، مِنْها الكِتابُ والصَّحيفةُ والمجلَّةُ، ومِنها الإذاعةُ والتِّلفازُ.

وعَلَى أنَّ الظَّفَرَ بكِتابٍ يُثْرِي العقلَ ويُلْهِبُ الوجدانَ محفوفٌ بالمُصادفاتِ، فإذا فُزْتُ بكِتابٍ معدودٍ في الكُتُبِ القيِّمةِ، فأغلبُ الظَّنِّ أنْ سيَشُقُّ عَلَيَّ فَهْمُ مَقاصِدِهِ، وأنا حديثُ عهدٍ بالكِتابِ والمعرفةِ والثَّقافةِ، فكانَ العِوَضُ مِنْ تعاصِي الكِتابِ لا يُكَلِّفُني إلَّا أنْ أرفعَ سمعي إلى برامجَ في الإذاعةِ، أوْ أنْ أترقَّبَ هذا البرنامجَ أوْ ذاك في التِّلفازِ، فأُحِسَّ أَثَرَ الثَّقافةِ، وأذوقَ طَعْمَ المعرفةِ، ويُصِيبَني ما يُشْبِهُ العَدْوَى، وأَظْفَرَ - دُونَ أنْ أتكلَّفَ مَشقَّةً - بمقدارٍ طيِّبٍ مِنَ التَّاريخِ، والأدبِ، والأخبارِ، والنَّوادِرِ، مِمَّا رأيتُهُ وسَمِعْتُهُ مِنْ أشياخِ الأدبِ والثَّقافةِ في الإذاعةِ والتِّلفازِ السُّعُوديِّيْنِ، وأقربُهُمْ إلَيَّ الشَّيخانِ الجليلانِ عَلِيّ الطَّنطاويّ ومحمَّد حسين زيدان - رحمهما الله -

وأنا لا أَرُدُّ تنشئتي الثَّقافيَّةَ إلى الكِتابِ وَحْدَهُ؛ فالتِّلفازُ مُكَوِّنٌ والإذاعةُ مُكَوِّنٌ، بلْ لعلَّهما يَفُوقانِ أَثَرَ الكِتابِ؛ لِلَّذي مَرَّ مِنْ حداثةِ التَّجربةِ، وتَعَاصِي مَقاصِدِهِ عَلَى تلميذٍ في الابتدائيَّةِ وطالِبٍ في المتوسِّطةِ والثَّانويَّةِ، وإنَّني لَأَرُدُّ إلى برنامجِ "مُسابقةِ رمضان" في القناةِ السُّعُوديَّةِ الأُولَى = فضلَ تعريفي بالسِّيرةِ النَّبويَّةِ الشَّريفةِ وسِيَرِ الصَّحابةِ الكرامِ - رضوانُ اللهِ عليهم - ومَهْما تَثَقَّفْتُ، بعدَ ذلكَ، ومَهْما تَعَلَّمْتُ، فليس شيءٌ يُدَانِي ذلك البرنامجَ الحبيبَ القريبَ، ويُضارِعُهُ في التَّأثيرِ أنَّ وزارةَ المعارِفِ كانتْ قَدْ قَرَّرَتْ عَلَى طَلَبَةِ المرحلةِ المتوسِّطةِ كِتابَ (صُوَر مِنْ حياةِ الصَّحابةِ)، وشقيقَهُ (صُوَر مِنْ حياةِ التَّابعينَ) كِلاهُما للدُّكتور عبد الرَّحمن رأفت الباشا - رحمه الله - وكانَ البرنامجُ وكانَ الكِتابُ عالَمًا بديعًا يَضُوعُ نُورًا، وصِلَةً مُباركةً لي أنا الطَّالبَ في التَّعليمِ العامِّ = بتاريخي وحضارتي وتُراثي، فإذا بالمَعاني الحميدةِ الَّتي انطوَيَا عليها يتسرَّبانِ إلَيَّ، ويَصنعانِ مِنِّي إنسانًا آخَرَ.

وأذكُرُ، مِنْ ذلك الزَّمنِ الوَضِيءِ، برنامجًا تَبَثُّهُ "إذاعةُ نِداءِ الإسلامِ" مِنْ مكَّةَ المكرَّمةِ، أَلِفْتُ أنْ أستمِعَ إليهِ. كانَ اسمُهُ "قِصَّة إسلام صَحابِيٍّ"، يُعِدُّهُ ويُقَدِّمُهُ الدُّكتور حَسَن حَبَشِيّ، وشَدَّني إليهِ أنَّ البرنامجَ القصيرَ جَمَعَ فأَوْعَى، وأنَّ صَوْتَ الأستاذِ القديرِ الَّذي ما كُنْتُ أَعرِفُهُ مِنْ قَبْلُ؛ كانَ صوتًا مُختلِفًا ذا نَبْرةٍ خاصَّةٍ، وكأنَّما كانَ يُحَدِّثُ مَن يستمِعُ إليهِ، بِلُغةٍ عَذْبةٍ بليغةٍ فصيحةٍ مُعْرَبةٍ، يَبْلُغُني أثرُها وفائدتُها، ويستولِي عَلَيَّ موضوعُها الَّذي اختِيرَ اختيارًا ذكيًّا، غايتُهُ التَّأثيرُ والتَّربيةُ، وإنَّني، بعدَ ذلك العهدِ البعيدِ، أُعِيدُ إلى الدُّكتور حَسَن حَبَشِيّ، وإلى برنامجِهِ الحبيبِ القريبِ أنَّهُ صاغَنِي لِأَكُونَ قريبًا مِنْ ذلك العصرِ النَّبوِيِّ المُبارَكِ، وكأنَّما كانَ هذا البرنامجُ القصيرُ، وبرامجُ أُخرَى تُشْبِهُهُ في السَّمْتِ والغايةِ = حِصْنًا يَحُولُ دُونَ أنْ تَصُدَّني أفكارٌ عَرَفتُها، بعدَ حِينٍ، عنْ تاريخٍ هو تاريخي، وتُراثٍ هو تُراثي، مَهْما تَعَمَّقْتُ تلك الأفكارَ والتَّيَّاراتِ، وما زادتْني القراءةُ لتاريخِ الصَّدرِ الأوَّلِ شيئًا ذا بالٍ يَفُوقُ ما سَمِعَتُهُ في ذلك البرنامجِ الحبيبِ القريبِ، وبَلَغَ مِنْ تَعَلُّقي بهِ أنَّني لَمَّا اختلفْتُ إلى الجامِعةِ = أَظْهَرْتُ لصديقي عايض الزَّهرانيّ [الدُّكتور في التَّاريخِ فيما بعدُ] ما أُكِنُّهُ للبرنامجِ وصاحِبِهِ الدُّكتور حَسَن حَبَشِيّ، وسَرْعانَ ما قالَ لي: إنَّهُ كانَ أَحَدَ أساتذتِهِ أيَّامَ اختلافِهِ إلى قِسمِ التَّاريخِ بجامِعةِ الملِكِ عبدِ الديزِ بجُدَّةَ، وسَرَّني ما سَمِعْتُ وغَبطتُ صديقي عَلَى تلمذتِهِ للأستاذِ القديرِ!

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

21 Nov, 01:10


لمْ يَغِبِ الدُّكتور حَسَن حَبَشِيّ عنْ ذاكرتي، وكُنْتُ، مَهْما تَقَدَّمْتُ في العُمْرِ، ومَهْما تَغَيَّرَتِ الأفكارُ = أَدِينُ لبرنامجِهِ ذلك الحبيبِ القريبِ بالفضلِ، وأَعْزُو إليهِ تثقيفَ العقلِ، وتهذيبَ الوجدانِ، عَلَى أنَّني بِتُّ أُطالِعُ اسْمَهُ، حينًا بعد حينٍ، في جمهرةٍ مِنْ كُتُبِ التَّاريخِ، وراعَني أنَّ ذلك الأستاذَ المُعَلِّمَ المُهَذِّبَ المُرَبِّيَ معدودٌ في الأساتذةِ الأعلامِ في التَّأريخِ للحُرُوبِ الصَّليبيَّةِ، وأنَّ هذا الأستاذَ الَّذي بَثَّ في وجداني حُبَّ الجيلِ الأوَّلِ للإسلامِ إنَّما هو مُؤرِّخٌ عَلَّامةٌ في تاريخِ بيزنطةَ! يُؤلِّفُ في تاريخِها، ويُتَرْجِمُ، فلمَّا وَقَعَ بَيْنَ يَدَيَّ مَعْلَمةُ (إنباءِ الغُمْر بأبناءِ العُمْر) للعَلَّامةِ ابنِ حَجَر العسقلانيِّ، وتحقيقِ صاحِبِ برنامجي الحبيبِ القريبِ = إذا بي أَقِفُ عَلَى ضَرْبٍ مِنَ التَّحقيقِ، هو إلى الشَّرحِ والإضافةِ والتَّحشيَةِ أدنَى مِنْهُ إلى المألوفِ في تحقيقِ التُّراثِ ونَشْرِهِ، وشارَفْتُ شيئًا مِنْ تَعَبِ العَلَّامةِ الجليلِ في ضبطِ المَتْنِ، حتَّى إذا تَمَّ لهُ ذلك عادَ فأشبعَ الحاشيةَ بالجليلِ والمُفيدِ مِنَ التَّعليقاتِ، وكُنْتُ، كُلَّما مَضَيْتُ في قراءةِ هذا الأثرِ العظيمِ، أَعُودُ إلى ذلك الزَّمنِ البعيدِ، وأستذكِرُ برنامجَ "قِصَّةِ إسلامِ صحابيٍّ"، ومُؤلِّفَهُ العَلَّامةَ الجليلَ الدُّكتور حَسَن حَبَشيّ 😍😍😍

#حسين_بافقيه

#القاهرة في ١٩ جمادَى الأُولَى ١٤٤٦هـ

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

18 Nov, 21:01


#عصر_النَّهضة

لمْ يَكُنْ كِتابُ (دور العمائم في تاريخ مِصْر الحديث) للرَّائدِ النَّهضويّ فتحي رضوان - رحمه الله - = كِتابًا قُرِئَ ثُمَّ نُسِيَ، ولكنَّهُ كانَ أوَّلَ مَن نَّبَهَني وأَخَذَ بيدي إلى عصرِ النَّهضةِ العربيَّةِ في مِصْرَ، وإذا بهذا الكِتابِ الصَّغيرِ اللَّطيفِ يُزَيِّنُ لي قراءةَ ما انتهَى إليَّ مِن نبأِ ذلك العصرِ، وإذا بي أسعَى - وأنا حديثُ عهدٍ بالإجازةِ الجامعيَّةِ (١٤٠٩هـ = ١٩٨٩م) - إلى كُتُبٍ أُخرَى لهذا الأستاذِ القديرِ، حتَّى تَيَسَّرَ لي، بعدَ مُكابَدةٍ، أنْ أَظْفَرَ بكِتابِهِ الفخمِ (عَصْر ورِجال).

اختصَرَ كِتابُ (دور العمائمِ..) عُهُودًا مختلفةً، وتيَّاراتٍ متبايِنةً، وأنشأتُ، بسببِهِ، أطلبُ المزيدَ، فوجدتُّ ضالَّتي في كُتُبِ أنيسِ الخوريّ المقدسيّ، وألبرت الحورانيّ، ومجيد خدُّوريّ، ومحمَّد محمَّد حسين، ومحمَّد الكتَّانيّ، وأنور الجنديّ، وجورج أنطونيوس، ويوسف عِزّ الدِّين السَّامرَّائيّ، ومحمَّد كامل الخطيب…

إنَّني أَدِينُ لهؤلاء المؤلِّفينَ - بعد الله - في مُشارَفتي لعصرِ النَّهضةِ العربيَّةِ، والوُقُوفِ عَلَى ما اضطرَبَ فيهِ مِنْ تيَّاراتٍ 🙏🏼🌺🌺🌺

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

12 Nov, 15:29


🔹 أشرف سالِم الَّذي غادَرَ دُنيانا الفانِيَةَ! 🔸

لا أَعْرِفُ أَحَدًا تَعَلَّقَ قلبُهُ بأنديةِ الأدبِ، ودواوينِ الثَّقافةِ تَعَلُّقَ الدُّكتور أشرف سالم - رحمه الله - بها، وأستطيعُ أنْ أَرْقَى بذلكِ إلى زمنٍ ضارِبٍ في القِدَمِ، أَلِفْتُ أنْ ألقاهُ في مُحاضراتِ نادي جُدَّةَ الأدبيِّ، لا تَنِدُّ عنهُ مُحاضرةٌ أوْ أُمسيَّةٌ، مهما يَكُنِ الضَّيْفُ، فإذا أقامَ النَّادي ندوتَهُ السَّنويَّةَ "قِراءةَ النَّصِّ" لمْ يتخلَّفِ الدُّكتور أشرف عنْ واحدةٍ مِنْ جلساتِها، يستوي في ذلك تلك الَّتي تُعْقَدُ في الصَّباحِ الباكِرِ، أوْ تلك الَّتي كُنَّا نَغْشاها مُتثاقِلينَ، بين صلاتَيِ العصرِ والمغربِ، فلمَّا بَثَّ النَّادي في أروقتِهِ ندواتٍ أسبوعيَّةً وشهريَّةً كانَ الرَّاحِلُ الكريمُ مِنْ أبرزِ شُهُودِها، وهكذا كانَ دأْبُهُ في مُنتدياتِ جُدَّةَ على اختلافِ ما بينها، وهو دائمُ الحُضُورِ في "اثنينيَّةِ" عبد المقصود خوجه، وفي منتدياتٍ أُخرى سبتيَّةٍ وأَحَديَّةٍ ورَبُوعيَّةٍ وخميسيَّةٍ.

وكان الدُّكتور أشرف سالِم سَمْحًا، طَيِّبَ القلبِ، أنيقًا، جريئًا مِقدامًا، يتعشَّقُ الأدبَ والثَّقافةَ، ويَنْظِمُ الشِّعْرَ، وهو فيهِ مِنَ المُكْثِرِينَ، لا تَفُوتُهُ حادِثةٌ مِنْ حوادثِ الأُمَّةِ - وما أكثرَها - إلَّا ولهُ فيها قصيدةٌ، فإن لَمْ تَكُنْ قصيدةٌ فمقالةٌ، واختصَّ المملكةَ العربيَّةَ السُّعُوديَّةَ الَّتي أَحَبَّها كأبنائِها بفَيْضِ قريحتِهِ، لا تَمُرُّ بِنا وبِهِ مُناسبةٌ وطنيَّةٌ إلَّا كانَ فارسًا مِنْ فُرْسانِ الشِّعْرِ، فإذا كُرِّمَ بعضُ الصَّديقِ حَيَّاهُ بمُطَوَّلةٍ مِنْ مُطَوَّلاتِهِ، وإنِ اختطفَ الموتُ أَخًا أوْ رفيقًا رثاهُ وبكاهُ، حتِّى لَتَكادُ أيَّامُهُ وليالِيهِ، وهو المُوَظَّفُ رَبُّ الأُسرةِ المُغترِبُ عنْ وطنِهِ مِصْرَ = تَخْلُصُ للثَّقافةِ والأدبِ ومَحَبَّةِ النَّاسِ، خالَطَ الأدباءَ والمُثَقَّفينَ السُّعُوديِّينَ، وأساتذةَ الجامِعاتِ، والصَّحفيِّينَ، واتَّصَلَ بطبقاتِ المُجتمَعِ كافَّةً، الأعيانِ والعامَّةِ، ويلقَى الجميعَ بِوَجْهٍ طَليقٍ وكلامٍ لَيِّنٍ.

تَوَثَّقَتْ بيني وبينَ الدُّكتور أشرف سالِم عُرَى الأُخُوَّةِ والمَحَبَّةِ في اللهِ؛ إذْ مَرَّ عَلَيَّ زمنٌ كُلَّما اختلفْتُ فيهِ إلى منتدَى أستاذِنا الدُّكتور عبد المحسن القحطانيِّ = أَلْفَيْتُ الدُّكتور أشرف مِنْ فُرسانِ ذلك المُنتدَى وأعلامِهِ، فإذا تَغَيَّبْتُ عنِ المُنتدَى، وطالما تَغَيَّبْتُ! = تَمَنَّى عَلَيَّ أن لَّوْ حَضَرْتُ؛ فالمُهِمُّ عِندَهُ لُقيا الأحبَّةِ والأصحابِ - وقدْ صَدَقَ! -

وكان مِنْ عادتِهِ أن يَصِلَ إلى منتدَى عبد المحسن القحطانيِّ مُبكِّرًا، فإذا أَتَمَّ المُحاضِرُ حديثَهُ قامَ فعَلَّقَ تعليقًا مبسوطًا مُرَتَّبًا، بلسانٍ فصيحٍ، وصوتٍ واضِحٍ، وحماسةٍ لا تَخفَى، ثُمَّ يُرْسِلُ إلى الصِّحافةِ إيجازًا نافعًا مُصَوَّرًا عنِ الأُمسيَّةِ، وعساهُ يفعلُ ذلك في منتدياتٍ أُخرَى، تَطَوُّعًا مِنْهُ ومَحبَّةً، وحَسْبُهُ أنَّهُ يهوَى الثَّقافةَ ويتعشَّقَ الأدبَ ويلتقي الأصحابَ والأحبابَ، وهكذا خَلَصَتْ حياتُهُ، أوْ أوشكَتْ، للأدبِ والثَّقافةِ. عَلَى أنَّهُ، في كُلِّ أحوالِهِ، كانَ يكفيهِ مِقعدُ المستمِعِ والمُعَلِّقِ، لا يَعنيهِ أن يَستبدِلَ بمِقعدِهِ مِقعدَ المُحاضِرِ - وهو مُستطيعٌ لوْ أرادَ - كما يفعلُ آخرونَ هُمْ دُونَهُ ثقافةً، ولا يَبْلُغُونَ شأْوَهُ في التَّضَلُّعِ مِنَ اللُّغةِ، ولا يمتلِكُونَ بعضَ موهبتِهِ في الخطابةِ واعتلاءِ المَنابِرِ!

#حسين_بافقيه

#القاهرة في ٩ جُمادَى الأُولَى ١٤٤٦هـ

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

09 Nov, 12:49


هذا كِتابٌ قَيِّمٌ.. قَيِّمٌ جِدًّا 😍😍😍

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

08 Nov, 16:58


أقرأُ هذا الكِتابَ الكبيرَ جِدًّا وأُحِبُّ السَّاعةَ التي أخلُو فيها إليهِ، وكُلَّما مَضَيْتُ فيهِ تَعَلَّمْتُ جديدًا لمْ أَكُنْ لِأَعلَمَهُ مِنْ قَبْلُ، وأَكْسَبَني صاحِبُهُ نَظَرًا في النَّقدِ والبحثِ والتَّأليفِ، وبَصَرًا في الوُقُوفِ عَلَى مَضَايِقِ الشِّعرِ..

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

04 Nov, 12:07


🔸 الأثرُ الذي تركه فِيَّ الأديبُ الكبيرُ حجاب الحازميّ 🔹

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

03 Nov, 17:11


🔸 كيف انتقلتِ الكُتُبُ مِنْ مكَّة المكرَّمة إلى المغرب والأندلس؟ 🔹

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

02 Nov, 14:01


رجاء النَّقَّاش وموقفٌ نبيلٌ لا أنساه 😍😍😍

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

30 Oct, 17:21


https://x.com/maqamatsa/status/1851659524861550626

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

30 Oct, 17:21


اللِّقاء كاملًا: 🔶 في مكتبة حسين بافقيه 🔷

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

28 Oct, 14:31


قريبًا - بمشيئة الله - في #مقامات

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

26 Aug, 01:25


كانَ "المذهبُ الرُّومنسيُّ" الَّذي دَرَسْتُهُ، أَوَّلَ عَهْدي بِالْجامِعةِ، غَيْرَ الَّذي عَرَفْتُهُ مِنْ أحاديثِ الْحُبِّ! إنَّهُ شيءٌ مُتَجَهِّمٌ، جافٌّ، شاحِبٌ، وإنْ أَفْلَحَ أُستاذُنا السَّعيدُ الورقيُّ في تخفيفِ ما فيهِ مِنْ مَرَارَةٍ، فأَسَغْناهُ، أوْ أوشكْنا أن نُسِيغَهُ!

#حسين_بافقيه

جُدَّة في ٢٢ صَفَر ١٤٤٦هـ

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

26 Aug, 01:25


#سنوات_الطَّلَب

🔹 المذهبُ الرُّومنسيُّ 🔸

كانَ "المذهبُ الرُّومنسيُّ" أوَّلَ مادَّةٍ أَتَلَقَّاها مِنْ مَوَادِّ قِسْمِ اللُّغةِ العربيَّةِ وآدابِها، قَبْلَ أنْ يُقَيَّدَ اسْمِي في طُلَّابِهِ.

وكُنْتُ، لَمَّا أَتْمَمْتُ دراستي الثَّانويَّةِ عامَ ١٤٠٤هـ = ١٩٨٤م في الثَّانويَّةِ التِّجاريَّةِ بِجُدَّةَ، قدْ أَجْمَعْتُ عَزْمِي عَلَى دِراسةِ اللُّغةِ والأدبِ، لا الاقتصادِ والإدارةِ، كما تُمْلِيهِ طبيعةُ دراستي، لكنَّني لمْ أستطِعْ صَبْرًا، فاخترْتُ "المذهبَ الرُّومنسيَّ" مادَّةً اختياريَّةً، فعسَى أنْ أكونَ، في يومٍ قريبٍ، واحِدًا مِنْ طُلَّابِ الخليلِ بْنِ أحمدَ وسيبويهِ!

والَّذي حَدَانِي إلى دَرْسِ هذهِ المادَّةِ دُونَ غيرِها مِنْ مَوَادِّ قِسْمِ اللُّغةِ العربيَّةِ = أنَّها اختياريَّةٌ، وأنَّني قَرَأْتُ، قَبْلَ زمنٍ يسيرٍ، كِتابًا لهُ تَعَلُّقٌ بالرُّومنسيَّةِ [أو الرُّومنطيقيَّةِ كما صِرْتُ أقولُ]؛ ذلكُمُ الكِتابُ هُوَ (الشِّعرُ المُعاصِرُ عَلَى ضَوْءِ النَّقدِ الحديثِ) للنَّاقدِ المصريِّ [الَّذي كانَ شهيرًا!] مصطفَى عبد اللَّطيف السَّحرتيِّ، وكانَ الكِتابُ قدْ أَصْدَرَتْ دارُ مَجَلَّةِ المُقْتَطَفِ طَبْعتَهُ الأُولَى سَنَةَ ١٣٦٧هـ = ١٩٤٨م، أمَّا الطَّبعةُ الَّتي قَرَأْتُها، فهي تلك الَّتي أصدرَتْها مطبوعاتُ تِهامةَ في جُدَّةَ سَنَةَ ١٤٠٤هـ = ١٩٨٤م، ووَطَّأَ لها النَّاقدُ السُّعُوديُّ الكبيرُ عبدُ الله عبد الجبَّار بدراسةٍ مُطَوَّلَةٍ، تُوْشِكُ أنْ تَكُونَ، لِسَعَتِها وتَبَسُّطِها، كِتابًا قائمًا برأْسِهِ، وفيها ما شِئْتَ مِنْ تاريخٍ كادَ أن يَغُورَ لَوْلا أنِ استنقَذَهُ عبدُ الله عبد الْجبَّار مِنَ الضَّيَاعِ، أمَّا مَوْضِعُ السَّحرتيِّ مِنْ حركةِ النَّقدِ الأدبيِّ في مِصْرَ، ومَقامُهُ في الحياةِ الأدبيَّةِ، وسَهْمُهُ في الشِّعْرِ، ورئاستُهُ لِـ "رابطةِ الأدبِ الحديثِ" = فأغلبُ الظَّنِّ أنَّ القارئَ اللَّبيبَ سيَظْهَرُ عَلَى حديثٍ لا مثيلَ لهُ، أَدَّاهُ عبدُ الْجبَّار في حَقِّ أستاذِهِ وصديقِهِ ورفيقِ دَرْبِهِ في مِصْرَ، لَمَّا اتَّخَذَها دارًا وسَكَنًا، يَحْسُنُ بدارِسي السَّحَرْتِيِّ الرُّجُوعُ إليهِ.

حتَّى إذا أَقْبَلْتُ عَلَى الكِتابِ لَقِيتُني – وأنا طالبٌ في الثَّانويَّةِ التِّجاريَّةِ – ينتهي إلَيَّ مِنْ أمرِ الشِّعْرِ العربيِّ الحديثِ مِقْدارٌ طيِّبٌ، ولَقِيتُني أَفْهَمُ عِبارةَ النَّاقدِ الْجليلِ، ولا أَصُدُّ عنها، فلمَّا وَقَفْتُ عَلَى مادَّةٍ اسْمُها "المذهبُ الرُّومنسيُّ"، وأنا أتخيَّرُ الموادَّ، طابَ لي أنْ أَدْرُسَها! أَلَمْ أقرأْ، قَبْلَ حِينٍ، كِتابَ السَّحرتيِّ، ومُعْظَمُ الشِّعْرِ الَّذي عالَجَهُ وِجْدانيٌّ رومنطيقيٌّ؟ أَوَلَمْ يَكُنْ عبد الله الفيصل، وإبراهيم ناجي، ومحمود حسن إسماعيل، وغازي القصيبيُّ شُعَرائي الَّذينَ أُوْثِرُ شِعْرَهُمْ، وأستظْهِرُ مِقْدارًا صالِحًا مِنْهُ؟ إذنْ ليسَ غريبًا أنْ أَعْرِفَ دخائلَ هذهِ "الرُّومنسيَّةِ"، وأذوقَ حلاوتَها!

أَقْبَلْتُ في صباحٍ رومنطيقيٍّ عَلَى مبنى ١٩، حيثُ الأستاذُ والدَّرْسُ والطُّلَّابُ. كانَتْ حُجْرةُ الدَّرْسِ واسِعةً شيئًا مَّا، والطُّلَّابُ ينتسبونَ إلى أقسامٍ مختلفةٍ مِنْ كُلِّيَّةِ الآدابِ، وأَقْبَلَ أستاذُ المادَّةِ الدُّكتور السَّعيد بيُّومي الورقيّ، وحَيَّانا، بِوَجْهٍ سَمْحٍ بَشُوشٍ، ثُمَّ شَرَعَ يُعَرِّفُنا مُفْرداتِ الدَّرْسِ وطبيعتَهُ.

والدُّكتور السَّعيدُ الورقيُّ أَقْرَبُ إلى القِصَرُ مِنْهُ إلى الطُّولِ، وكانَ، عَلَى طيبتِهِ ودماثةِ أخلاقِهِ، يَتَحَدَّثُ بِنَبْرَةٍ أرستقراطيَّةٍ، وكأنَّهُ مُمَثِّلٌ بارِعٌ مِنْ مُمَثِّلي السِّينما المِصريَّةِ، في زمنِها الحُلْوِ القديمِ، وطالما رأيْتُهُ في أَرْوِقةِ القِسْمِ، وفي فَمِهِ غليونٌ، فيزدادُ تَعْجُّبي وأنا أُحاوِلُ أنْ أُلائِمَ بَيْنَ قامتِهِ وحديثِهِ وغليونِهِ! ثُمَّ إنَّني رأيْتُ في واحِدةٍ مِنْ مكتباتِ جُدَّةَ كِتابَهُ (لُغَةَ الشِّعْرِ العربيِّ الحديثِ)، في طبعةٍ بيروتيَّةٍ قشيبةٍ، فابتعتُهُ، وجَعَلْتُ أَنْظُرُ فيهِ وأَمُرُّ ببعضِ فُصُولِهِ.

والْحَقُّ أنَّ رأيي في الدُّكتور الورقيِّ، في ذلكَ العَهْدِ، كانَ طيِّبًا، وما رَسَبَ في ذاكرتي مِنْ دَرْسِهِ كانَ حَسَنًا، ويَكْفي أنَّ الدَّرْسَ عَرَّفَنِي أنَّ "الرُّومنسيَّةَ" – تِلْكَ الَّتي كُنْتُ أَتَغَنَّى بقصائدِ شُعرائِها، فأُحِسُّ لَسْعَ الْحُبِّ – إنَّما تَقُومُ عَلَى فلسفاتٍ ونظريَّاتٍ، وأنَّ أُستاذَنا أَخَذَنا، في حديثٍ ذِي شُعَبٍ، إلى أهْلِها مِنَ الغربيِّينَ، وبِتْنا نأْلَفُ، شيئًا ما، أسماءَ الفيلسوفِ كانْط، والأَخَوَينِ شليغل، ومدام دِي ستايل، وآخرينَ يَعْسُرُ عَلَيْنا تَهَجِّي أسمائِهِمْ!

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

08 Aug, 10:59


🔹 الدُّكتور محمَّد زكريَّا عنانيّ 🔸

كُنْتُ في مجلسِ الوزيرِ الشَّاعرِ الدُّكتور عبد العزيز خوجه - حفظه الله - وخُضْنا، وهذه عادتُهُ، في أحاديثِ الأدبِ والثَّقافةِ والشِّعرِ.

حَدَّثَني طويلًا عن العلماءِ الأعلامِ الذينَ عَرَفَهُمْ عندما كانَ سفيرًا في المملكةِ المغربيَّةِ: عبد الهادي التَّازيّ، ومحمَّد المنُّونيّ، ومحمَّد بن شريفة، والعلَّامةِ السُّودانيّ الجليلِ عبد الله الطَّيِّب.

وحَدَّثَني، وأطالَ الحديثَ، عنِ الأديبِ النَّاقدِ المُتَرجِمِ الفنَّانِ الدُّكتور محمَّد زكريَّا عنانيّ (السِّكندريّ)، وقُلْتُ لهُ: عَرَفْتُ كُتُبَهُ قديمًا، ولقيتُهُ في #جُدَّة، منذُ ثلاثينَ عامًا، وعَدَدْتُّهُ مِنْ الأساتذةِ الأعلامِ في الأدبِ الأندلسيِّ، فهُوَ حُجَّةٌ فيهِ، وكِتابُهُ (المُوَشَّحاتُ) - الذي نَشَرَتْهُ عالَمُ المعرفةِ الكويتيَّةُ في بُداءَتِها - مِنْ الكُتُبِ العَلَاماتِ في بابِهِ، ثُمَّ بَدَا لي أنْ أُحَدِّثَ الوزيرَ الشَّاعِرَ عنْ سَمِيِّهِ الأديبِ الشَّاعِرِ المُتَرجِمِ النَّاقدِ الفنَّانِ الدُّكتور محمَّد محمَّد عِنانيّ (الرَّشِيديّ)، وعنْ مَقامِهِ السَّنِيِّ في ثقافتِنا العربيَّةِ الحديثةِ.

خاطِرِيَّات حسين بافقيه

06 Aug, 23:05


#الخاطِرِيَّات

🔸 فُضُولٌ عِلْمِيٌّ 🔹

أَعْرِفُ في نفسي حُبَّ التَّعَلُّمِ، ولا أُفَرِّطُ في فُرْصةٍ أُتِيحَتْ لي، ولَوْ عَرَضًا، للتَّثَقُّفِ والإقبالِ عَلَى القراءةِ والاستزادةِ مِنَ المعرفةِ.

ولَمَّا كُنْتُ رئيسًا لتحريرِ مجلَّةِ (الْحَجِّ والعُمْرةِ) - وكان بَدْءُ اتِّصالي بها سَنَةَ ١٤٢٣هـ = ٢٠٠٢م) = دَعَوْتُ إلى الكِتابةِ فيها نَفَرًا مِنْ أهلِ القَلَمِ، وكانَ صديقي الدُّكتور عبد الله المُنيف - حفظه الله - مِنْ أوائلِ مَنْ دَعَوْتُهُمْ.

حَدَّثَني عبدُ الله عن موضوعٍ طريفٍ لَمْ أَكُنْ لأعرفَ عنهُ شيئًا مِنْ قَبْلُ!

قالَ: ألا تَعْلَمُ يا أبا هاشم أنَّ جِلَّةً مِنَ العُلَماءِ، مِمَّنْ حَجَّ البيتَ العتيقَ، وجاوَرَ فيهِ مُدَدًا تَطُولُ وتَقْصُرُ = صَنَّفُوا كُتُبَهُمْ بمكَّةَ المُكرَّمةِ، تُجَاهَ الكعبةِ المُشَرَّفةِ 😍😍😍 وما كانوا آحادًا، بلْ عَشَرَاتٍ، بَلْ مِئاتٍ!

وكأيِّ رئيسِ تحريرٍ يرجو للمَجَلَّةِ الَّتي يُحَرِّرُها النُّجْحَ والتَّجديدَ = رَجَوْتُهُ أن يَخُصَّ (الحَجَّ والعُمْرةَ) بمقالٍ، موضوعُهُ "العُلَماءُ الَّذينَ أَلَّفُوا كُتُبَهُمْ تُجَاهَ الكعبةِ المُشَرَّفةِ"!

لكنَّ عبدَ الله المُنيفَ اعتذَرَ؛ لاشتغالِهِ بأُطروحتِهِ الجامِعيَّةِ العالِيَةِ؛ فألْحَحْتُ عليهِ، وقُلْتُ لهُ: أنتَ صاحِبُ هذهِ الفكرةِ الطَّريفةِ البديعةِ، ومِنَ الظُّلْمِ لكَ أنْ أقترِحَ عَلَى سِوَاكَ الكِتابةَ فيها، فقَبِلَ، وأنشأَ مقالًا رائعًا في موضوعٍ قليلٍ عارِفُوهُ!

شُغِلَ عبدُ الله - بعد ذلك - بِـ (مكتبةِ الملِكِ فهدٍ الوطنيَّةِ)، حيثُ يَعْمَلُ - آنَئِذٍ - وبأُطرُوحَتِهِ العالِيَةِ، لَكِنَّهُ بَذَرَ في نَفْسِي فُضُولًا عِلْمِيًّا، مِنْ صُوَرِهِ شَغَفِي الَّذي لا حُدُودَ لَهُ، بِتَتَبُّعِ الكُتُبِ الَّتي صَنَّفَها أصحابُها في مكَّةَ المُكَرَّمةِ، تُجَاهَ الكعبةِ المُشَرَّفةِ 🕋 ويَدْخُلُ في مَعناها الكُتُبُ الَّتي أُلِّفَتْ في المسجدِ النَّبَوِيِّ الشَّريفِ، بينَ قَبْرِ النَّبِيِّ الأعظَمِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - ومِنْبَرِهِ الأَشْرَفِ 😍😍😍

1,515

subscribers

366

photos

9

videos