ثم هاهم يجلسون على طاولة المفاوضات، للخروج بصفقةٍ تناقض كل الأهداف التي أكدوا بأنهم لن يتنازلوا عنها.
نعم، الألم شديد، والجراح غائرة، والمصاب عظيم،
ولكنّ المشهد المرتقب لخروج العدو متراجعا عن كل تلك التهديدات التي ملأ بها الدنيا ضجيجا، وانسحابه خاضعا لشروط لا يريدها ولا يرضى بها مع امتلاكه كل أدوات القوة والقهر والجبروت، مع بقاء ضربات المقاومة تلاحقه إلى آخر يوم في غزة = مشهدٌ شريف عزيز يقرأ الإنسان فيه خذلان الله للطاغية المجرم، وتثبيته لقلوب المؤمنين، ويبشر بفأل قادم تتحقق فيه سنة النصر على تمامها ثم التمكين إن شاء الله، بعد أن مضت شدة البلاء والامتحان والتمحيص، إذا أُخِذ لما بقي بما يجب من التكليف وتحقق التمييز بين الطيب والخبيث.
والله يجبر المصاب، ويعظم الثواب، ويحيق بالظالمين سوء العذاب.