«أيُّها القارئ؛ يَجب أن تَنتقي ما تقرأ، وتُجهد عقلك في التفكيرِ فيما قرأت، فإنَّ القراءة دون إعمال الفِكر لغو فارِغ. ونظم لقراءتك وقتا مُعينا تتذوق فيهِ ما عَصره لك المُفكِرون، وحاسِب عقلك فيما وعى، ولا تُشغله بالقشورِ وهوَ أسمى ما وهبكَ الله إذ جعله طريقكَ إلى معرفتِه. كوِّن لنفسكَ فِكرة خَاصة مُستقلة، تُناضل من أجلها وتُدافِع عنها، لكيلا يَذوب رأيكَ فيما تطّلع عليهِ من آراء. وكُن حُرًّا في التفكير، ولكن في الحدودِ التي تَتطلبها الأخلاق القويمة، والعَقيدة السَّامية، والرأي السَّديد. واحْذر أن تؤمِّن على كُل ما تَقرأ، فإنَّ مَن تقرأ لهم عرضة للأهواء، والمشارب والأخطاء، واعْلَم أنَّ لكَ عقلاً كعقولهم تستطيع به -على الأقل- أن تَستبين وجه الحقّ فيما يقولون!»
- فهد الدويري (ابن العاقول).
💢💢💢