بسم الله الرحمن الرحيم
دَوَاءُ الْقَبَلِيَّةِ الْقَاتِلَةِ
قال الشيخ المحدث وصي الله عباس في درسه في شرح صحيح مسلم في المسجد الحرام :
" قولها رضي الله عنها : "ما تقاولت به الانصار يوم بعاث" .
إن قيل : لِمَ سمح لهم بذلك وقد يكون سبباً في تهييج الشر واثارة الأحقاد؟
أجاب العلماء بأن الصحابة قد تمكن الإسلام من قلوبهم فلا يُخشى ذلك عليهم بل يذكرون بذلك نعمة الله عليهم بالتآلف والمحبة ، قال تعالى : { وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا}"
قال أبو محمد : هذه الفائدة النفيسة قيّدتها من درس أول أمس للشيخ حفظه الله والحديث بتمامه هو ما رواه مسلم بإسناده عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ، يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا».
قال الإمام النووي :
" أما بعاث فبضم الباء الموحدة وبالعين المهملة ويجوز صرفه وترك صرفه وهو الأشهر ، وهو يوم جرت فيه بين قبيلتي الأنصار : الأوس والخزرج في الجاهلية حرب ، وكان الظهور فيه للأوس ."
قولها رضي الله عنها : (بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ) أي: قال بعضهم لبعض من فخر أو هجاء.
بيّن الشيخ وصي الله حفظه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع من تناشد الأشعار التي قيلت في معارك العرب الكبرى مع أنها قد تُثير الحمية وتُوقظ العصبية القبلية وتُنتج الشر وتُفرِّق الكلمة لأن الصحابة لما خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان وترسخت بينهم الأخوة الإيمانية والعصبية الإسلامية وكان لسان حالهم
أبي الإسلام لا أب لي سواه*إذا افتخروا بقيس أو تميم
كانت تلك الأشعار سبباً في تذكيرهم بنعمة الإسلام التي حقنت دماؤهم ووحدت كلمتهم وانتجت عزهم ووجهت أسيافهم لتضرب حيث يحب الله .
فما أحوجنا الى دعوة الاسلام الحق التي كان عليها السلف لتُقوِّمَ أعوجاجنا وتُوحد كلمتنا وتدرأ الفتنة عنا ، وما أحوجنا إلى إعداد الدعاة العالِمين لينتشروا بين أهلنا ويبثوا فيهم نور التوحيد والسنة وبصيرة الكتاب والسنة الكفيلة بسعادة الدارين .
أبو محمد حسن بن حامد
٨ شعبان ١٤٤٦ هـ
دَوَاءُ الْقَبَلِيَّةِ الْقَاتِلَةِ
قال الشيخ المحدث وصي الله عباس في درسه في شرح صحيح مسلم في المسجد الحرام :
" قولها رضي الله عنها : "ما تقاولت به الانصار يوم بعاث" .
إن قيل : لِمَ سمح لهم بذلك وقد يكون سبباً في تهييج الشر واثارة الأحقاد؟
أجاب العلماء بأن الصحابة قد تمكن الإسلام من قلوبهم فلا يُخشى ذلك عليهم بل يذكرون بذلك نعمة الله عليهم بالتآلف والمحبة ، قال تعالى : { وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا}"
قال أبو محمد : هذه الفائدة النفيسة قيّدتها من درس أول أمس للشيخ حفظه الله والحديث بتمامه هو ما رواه مسلم بإسناده عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ، يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا».
قال الإمام النووي :
" أما بعاث فبضم الباء الموحدة وبالعين المهملة ويجوز صرفه وترك صرفه وهو الأشهر ، وهو يوم جرت فيه بين قبيلتي الأنصار : الأوس والخزرج في الجاهلية حرب ، وكان الظهور فيه للأوس ."
قولها رضي الله عنها : (بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ) أي: قال بعضهم لبعض من فخر أو هجاء.
بيّن الشيخ وصي الله حفظه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع من تناشد الأشعار التي قيلت في معارك العرب الكبرى مع أنها قد تُثير الحمية وتُوقظ العصبية القبلية وتُنتج الشر وتُفرِّق الكلمة لأن الصحابة لما خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان وترسخت بينهم الأخوة الإيمانية والعصبية الإسلامية وكان لسان حالهم
أبي الإسلام لا أب لي سواه*إذا افتخروا بقيس أو تميم
كانت تلك الأشعار سبباً في تذكيرهم بنعمة الإسلام التي حقنت دماؤهم ووحدت كلمتهم وانتجت عزهم ووجهت أسيافهم لتضرب حيث يحب الله .
فما أحوجنا الى دعوة الاسلام الحق التي كان عليها السلف لتُقوِّمَ أعوجاجنا وتُوحد كلمتنا وتدرأ الفتنة عنا ، وما أحوجنا إلى إعداد الدعاة العالِمين لينتشروا بين أهلنا ويبثوا فيهم نور التوحيد والسنة وبصيرة الكتاب والسنة الكفيلة بسعادة الدارين .
أبو محمد حسن بن حامد
٨ شعبان ١٤٤٦ هـ