رواية "ولنا في الحلال لقاء"
تعلمت منها إنه لا مستحيل مع الدعاء، وأن الشخص الصالح والحقيقي لا يمل من المحاولة حتى الوصول إلى المبتغى، وأن الصحبة الصالحة تصلحك، ورزق لا يعوض، وأن الله إذا أراد لقلبين أن يجتمعا وإن كانت كُل الأمور تسير عكس التيار وإن كان بينهما مداد السماوات والأرض فسيجمع بينهما باليقين والدعاء، وأن ما تطلبه بالحلال سيأتيك وإن تأخر، رأيت فيها معنى الحُب العفيف الطاهر والزواج الناجح المبني على المودة والرحمة، وأن الله غفور رحيم بعبادة مهما تفاقمت الذنوب فالتوبة تمحيها، عرفت كيف للدعاء القدرة على تغيير الأقدار، وأن الله لا يخيب أمل الصابرين، وأن من ترك لله شيء عوضه الله خيرًا منه، وأن لا يأس من رحمة الله، وأن حُسن الظن بالله يأتيك بخير وألطف أقداره ويسوق إليك ما تتمنى في وقته المناسب...
ثم قال لها
" أعدك أن أكُون لكِ السند والرفيق والحبيب... ولكن إياكِ أن يمتلئ قلبكِ بي.. فأنا وغيري إلى زوال، وإعلمي يا أميرتي أن الله يغار على قلوب عباده ويحق له أن يغار.. فإذا شعرتِ بأن حبًا دُنيويًا ملأ قلبكِ وفاض!
فإهربي إلى الله مني ومن الدنيا بأسرها، فهو الباقي الذي لا يغيب وهو الصاحب في سفر الحياة وهو الكريم الذي لا يرد قلبًا سهى عن حبه وذكره.
ولا تنسي بأن كُل حُب غير الله إلى زوال"
ولنا في الحلال لقاء
هذيّان.