شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب @fekaha Channel on Telegram

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

@fekaha


https://t.me/fekaha
_

✒️ *مثَّل الله الإيمان بالله كالشجرة الطيبة*
*فما هي شجرة الإيمان؟*
*وما هي أوصافها؟*
*وما أسبابها؟*
*وماأصولها؟*
📚 *يجب علينا أن نتعرف على هذه الشجرة الطيبة حتى نجتهد على التحقق بهذه الأوصاف علمًا وعملاً*
https://t.me/fekaha

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب (Arabic)

في قناة "شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب" على تطبيق تليجرام @fekaha، ستجد كل ما تحتاجه لتطوير قلبك وتحسين إيمانك. تعتبر القناة مصدرًا قيّمًا لفهم أسرار الإيمان بالله وكيفية تحقيق الإصلاح الداخلي. يتناول الشرح موضوعات مختلفة مثل شجرة الإيمان، أوصاف القلوب الطيبة، وأسباب تحقيق الإصلاح.

هل تساءلت يومًا عن معنى شجرة الإيمان؟ أو عن كيفية الوصول إلى قلب طيب ومستقر؟ إذا كنت من الباحثين عن الحقيقة والإصلاح الحقيقي، فقناة "شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب" هي المكان المناسب لك. انضم الآن لهذه القناة المميزة واستمتع بالدروس والمحاضرات التي ستساعدك على النمو الروحي والعقلي.

لا تدع الفرصة تفوتك لاكتساب المعرفة وفهم أسرار القلب الطيب. انضم اليوم لقناة @fekaha على تطبيق تليجرام وابدأ رحلتك نحو التحقق بأوصاف القلب الطيب وتحقيق الإصلاح الداخلي. اكتشف الجوانب الروحية للحياة واستمتع بتحقيق التوازن والسعادة الداخلية. وتذكر دائمًا: "يجب علينا أن نتعرف على شجرة الإيمان الطيبة حتى نجتهد على التحقق بهذه الأوصاف علمًا وعملاً".

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:46


‎⁨أحاديث إصلاح القلوب الدرس السادس ج2⁩.docx

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:45


‎⁨أحاديث إصلاح القلوب الدرس السادس ج2⁩.pdf

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:41


-أَيْ: أَلَمْ يَجِئِ الْوَقْتُ الَّذِي تَلِينُ بِهِ قُلُوبُهُمْ وَتَخْشَعُ لِذِكْرِ اللَّهِ؟!
وَتَخْشَعُ لِذِكْرِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ، وَتَنْقَادُ لِأَوَامِرِهِ وَزَوَاجِرِهِ، وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ﷺ وَهَذَا فِيهِ الْحَثُّ عَلَى الْاجْتِهَادِ عَلَى خُشُوعِ الْقَلْبِ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِمَا أَنزَلَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ، وَأَنْ يَتَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُونَ الْمَوَاعِظَ الْإِلَهِيَّةَ، وَالْأَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ كُلَّ وَقْتٍ، وَيُحَاسِبُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى ذَلِكَ.

﴿.. وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ ..﴾.

-أَيْ: وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أنزلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ الْمُوجِبَ لِخُشُوعِ الْقَلْبِ وَالْانْقِيَادِ التَّامِّ، ثُمَّ لَمْ يَدُومُوا عَلَيْهِ وَلَا ثَبَتُوا، بَلْ طَالَ عَلَيْهِمُ الزَّمَانُ، وَاسْتَمَرَّتْ بِهِمُ الْغَفْلَةُ، فَاضْمَحَلَّ إِيمَانُهُمْ، وَزَالَ إِيقانُهُمْ، فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ.
فَالْقُلُوبُ تَحْتَاجُ فِي كُلِّ وَقْتٍ إِلَى أَنْ تُذَكَّرَ بِمَا أَنزَلَه اللَّهُ، وَتُنَاطَقَ بِالْحِكْمَةِ، وَلَا يَنْبَغِي الْغَفْلَةُ عَنْ ذَلِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ لِقَسْوَةِ الْقَلْبِ وَجُمُودِ الْعَيْنِ.

﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴿١٧﴾.

فَإنَّ الآياتِ تَدُلُّ العُقولَ عَلَى العِلْمِ بِالمَطالِبِ الإلهِيَّةِ.

وَالَّذِي أَحْيَا الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الأَمْوَاتَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، فَيُجَازِيَهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ.
وَالَّذِي أَحْيَا الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا بِمَاءِ المَطَرِ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ القُلُوبَ المَيِّتَة، بما أنزلهُ منَ الحَقِّ على رسوله ﷺ.

وَهَذِهِ الآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا عَقْلَ لِمَنْ لَمْ يَهْتَدِ بِآيَاتِ اللهِ، وَلَمْ يَنْقَدْ لِشَرَائِعِ اللهِ.
•نَعَمْ.

_ يَعْنِي خَتْمَ الآيَةِ بِقَوْلِهِ:
﴿.. لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ..﴾.
هَذَا يَدُلُّ، كَمَا يَقُولُ الشَّيْخُ ابْنُ سَعْدِي رَحِمَهُ اللهُ، عَلَى أَنَّهُ لَا عَقْلَ لِمَنْ لَمْ يَهْتَدِ بِآيَاتِ اللهِ وَلَمْ يَنْقَدْ لِشَرْعِهِ.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكُمْ.

_ وَشَبَّهَ اللهُ مَا أَنْزَلَهُ عَلَى القُلُوبِ بِالمَاءِ الَّذِي يُنَزِّلُهُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ القُلُوبَ كَالأَوْدِيَةِ فِي حَظِّهَا وَنَصِيبِهَا مِنَ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ مَوْرِدٌ يَرِدُهُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ، وَكُلٌّ يَنَالُ مِنْهُ عَلَى مَقْدَارِ مَا قَسَمَ اللهُ لَهُ.

_ قَالَ تَعَالَى:
﴿أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَالَتۡ أَوۡدِيَةُۢ بِقَدَرِهَا فَٱحۡتَمَلَ ٱلسَّيۡلُ زَبَدٗا رَّابِيٗاۖ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيۡهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبۡتِغَآءَ حِلۡيَةٍ أَوۡ مَتَٰعٖ زَبَدٞ مِّثۡلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ وَٱلۡبَٰطِلَۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ ﴿١٧﴾ [الرعد].

_ قَوْلُهُ -جَلَّ وَعَلَا- فِي هَذِهِ الآيَةِ:
﴿فَسَالَتۡ أَوۡدِيَةُۢ بِقَدَرِهَا﴾.

-يَعْنِي: أَنْتَ لَمَّا تَنْظُرُ الأَوْدِيَةَ تَجِدُهَا مُتَفَاوِتَةً، أَوْدِيَةٌ وَاسِعَةٌ، تَسْتَوْعِبُ مَاءً كَثِيرًا جِدًّا، وَأَوْدِيَةٌ صَغِيرَةٌ، لَا تَسْتَوْعِبُ إِلَّا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ.
كَذَلِكَ الْقُلُوبُ مَثَلُهَا مَثلُ الأَوْدِيَةِ، فِي الاسْتِيعَابِ، هَذَا الْغَيْثُ الَّذِي يَنْزِلُ، الَّذِي هُوَ الْمَطَرُ، اسْتِيعَابُ الأَوْدِيَةِ لَهُ مُتَفَاوِتٌ بِحَسَبِ حَجْمِ هَذِهِ الأَوْدِيَةِ.

_ قَالَ: ﴿فَسَالَتۡ أَوۡدِيَةُۢ بِقَدَرِهَا﴾.

-يَعْنِي: كُلٌّ بِقَدْرِ مَا يَسْتَوْعِبُهُ.
فَمِنْهَا أَوْدِيَةٌ كَبِيرَةٌ، وَمِنْهَا أَوْدِيَةٌ صَغِيرَةٌ، وَهَكَذَا الشَّأْنُ بِالنِّسْبَةِ لِلْقُلُوبِ.
•نَعَمْ.

_ وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ -سُبْحَانَهُ- لَمَّا أَنزَلَ مِنَ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ، وَالْقُلُوبُ الَّتِي تَنَالُ ذَلِكَ، شَبَّهَ الْإِيمَانَ بِالْمَاءِ النَّازِلِ وَالْقُلُوبَ بِالْأَوْدِيَةِ، فَمِنْهَا كِبَارٌ وَمِنْهَا صِغَارٌ.
وَبَيَّنَ أَنَّ الْمَاءَ كَمَا يَخْتَلِطُ بِمَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ، كَذَلِكَ الْقُلُوبُ فِيهَا شُبُهَاتٌ وَشَهَوَاتٌ تُخَالِطُ الْإِنْسَانَ.
_ وَأَخْبَرَ أَنَّ ذَلِكَ الزَّبَدَ يَجْفَأُ جُفَاءً.

-يَعْنِي: يَذْهَبُ، فَيَذْهَبُ مِثْلَ مَا فِي الْآيَةِ: ﴿فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ ﴾.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:41


_ وَمَا يَنْفَعُ النَّاسَ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.
كَذَلِكَ الشُّبُهَاتُ، تَجفُوهَا الْقُلُوبُ، وَمَا يَنْفَعُ يَمْكُثُ فِيهَا.

_ وَلِهَذَا طَالِبُ الْعِلْمِ، يَنْبَغِي أَنْ يَعْظُمَ حِرْصَهُ عَلَى هَذَا الَّذِي يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ، مَا هُوَ؟
•الْعِلْمُ.
•كَلَامُ اللهِ، وَكَلَامُ رَسُولِهِ.
•الْآيَةُ وَمَعَانِيهَا.
•وَالْأَحَادِيثُ وَهدَايَاتُهَا.
يَشْتَغِلُ بِهَذَا، هَذَا هُوَ الَّذِي يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.
_ أَمَّا سَائِرُ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تَكُونُ، هَذِهِ كُلَّهَا تَجْفُو جُفَاءً، تَذْهَبُ.
الَّذِي يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ وَيَنْفَعُ النَّاسَ هُوَ الْعِلْمُ.
فَإِنْ شَغَلَ طَالِبُ الْعِلْمِ نَفْسَهُ بِهِ، انتِفَاعًا أَوَّلًا، ثُمَّ نَفْعًا ثَانِيًا، يَبْقَى عِلْمُهُ.
أَمَّا إِذَا اشتغل بَغَيْرِ ذَلِكَ، الْقيلُ وَالْقَالُ وَضِيَاعُ الْأَوْقَاتِ، هَذَا كُلُّهُ يَذْهَبُ جُفَاءً.
الَّذِي يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ نَفْعًا وَفَائِدَةً لِلنَّاسِ هُوَ هَذَا.
_ وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُوَفِّرَ طَالِبُ العلم وَقْتَهُ وَجُهْدَهُ، خَاصَّةً فِي مَرْحَلَةِ الطَّلَبِ، عَلَى ضَبْطِ الْعِلْمِ، يَحْفَظُ مَا يَسْتَطِيعُ مِنَ النُّصُوصِ وَيَعْتَنِي عِنَايَةً بِمَا يُيَسِّرُهُ اللهُ لَه مِّنْ فَهْمِ مَعَانِيهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ فَيَنْفَعَ، يَنْفَعُ النَّاسَ وَيَدُلُّهُمْ، خَاصَّةً مِنْ ذَوِي الْأَلْسُنِ غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ!
-يَعْنِي: هَذَا الْعِلْمُ الَّذِي فَهِمُوهُ لِلْقُرْآنِ يَنْقُلُونَهُ بِلُغَتِهِمْ لِأُنَاسٍ لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا أَصْلًا.
فيحْتَاجُ الطَّالِبُ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ، يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُقَوِّيَ نَفْسَهُ فِي هَذَا الْعِلْمِ الَّذِي يَمْكُثُ وَيَبْقَى، وَيَتْرُكُ الزَّبَدَ الَّذِي يَذْهَبُ جُفَاءً.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكُمْ.

•الْحَاصِلُ:
أَنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ:
•فَخَيْرُهَا: أَوْعَاها لِلْخَيْرِ وَالرَّشَادِ.
•وَشَرُّهَا: أَوْعَاها لِلْبَغْيِ وَالْفَسَادِ.

_ نَقَلَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ: “ذَمِّ الْهَوَى” عَنْ أَحْمَدَ بنِ خَضْرَوِيَّةَ، قَالَ: "الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، فَإِذَا امْتَلَأَتْ مِنَ الْحَقِّ أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ أَنْوَارِهَا عَلَى الْجَوَارِحِ، وَإِذَا امْتَلَأَتْ مِنَ الْبَاطِلِ أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ ظُلْمِهَا عَلَى الْجَوَارِحِ .."

_ لَعَلَّهَا أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ، أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكُمْ.
لأنّ فيها أَنْوَارًا زَائِدَةً كَثِيرَةً، فَإِذَا امْتَلَأَتْ مِنَ الْحَقِّ، أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ أَنْوَارِهَا عَلَى الْجَوَارِحِ، وَإِذَا امْتَلَأَتْ مِنَ الْبَاطِلِ أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ ظُلْمِهَا أَوْ ظُلَمِهَا عَلَى الْجَوَارِحِ.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكم.

وَالْعَبْدُ لَا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ مُجْتَهِدًا فِي إِصْلاحِ قَلْبِهِ وَطَهَارَتِهِ وَسَلَامَتِهِ مِنَ الْآفَاتِ، وَعِمَارَتِهِ بِحُبِّ اللهِ وَإِجْلَالِهِ وَتَعْظِيمِهِ سُبْحَانَهُ.

_ قَالَ الْحَافِظُ بنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ:
"وَلَمْ يَكُنْ أَكْثَرُ تَطَوُّعِ النَّبِيِّ ﷺ وَخَوَاصِّ أَصْحَابِهِ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ، بَلْ بِبَرِّ الْقُلُوبِ وَطَهَارَتِهَا، وَسَلَامَتِهَا وَقُوَّةِ تَعَلُّقِهَا بِاللَّهِ، خَشْيَةً لَهُ وَمَحَبَّةً وَإِجْلَالًا وَتَعْظِيمًا ورغبةً فِيمَا عِندَهُ، وَزُهْدًا فِيمَا يَفْنَى.

_ وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "إِنِّي أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا".

_ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لِأَصْحَابِهِ: أَنتُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ وَهُمْ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ. قَالُوا: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا أَزهَدَ مِنْكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ.
•نَعَمْ.

_ الزُّهْدُ وَالرَّغْبَةُ، هَذَا كُلُّهُ فِي الْقَلْبِ، يَعْنِي صَلَاحُ قُلُوبِهِمْ، وزكاؤها وَطَهَارَتُهَا وَنَقَاؤُهَا وَاسْتِقَامَتُهَا.
•نَعَمْ.

_ وَقَالَ بَكْرُ الْمُزَنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: مَا سَبَقَهُمْ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِكَثْرَةِ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ، وَلَكِنْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي صَدْرِهِ.
_ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِين:
"الَّذِي وَقَرَ فِي صَدْرِهِ" هُوَ: حُبُّ اللَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِخَلْقِهِ.

_ وَسُئِلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ زَوْجَةُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بَعْدَ وَفَاتِهِ عَنْ عَمَلِهِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَانَ بِأَكْثَرِ الناسِ صَلَاة وَلَا بِأَكْثَرِهِمْ صِيَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ عُمَرَ، لَقَدْ كَانَ

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:41


يَذْكُرُ اللَّهَ فِي فِرَاشِهِ فَيَنْتَفِضُ انتِفَاضَ الْعُصْفُورِ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ، حَتَّى نَقُولَ: لَيُصْبِحَنَّ النَّاسُ وَلَا خَلِيفَةَ لَهُمْ.

_ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا بَلَغَ مَنْ بَلَغَ عِندَنَا بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ، وَلَكِنْ بِسَخَاوَةِ النُّفُوسِ وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ وَالنُّصْح لِلْأُمَّةِ.
وَنَصَّ كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَى أَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ.
وكَذَلِكَ الِاشْتِغَالُ بِتَطْهِيرِ الْقُلُوبِ أَفْضَلُ مِنَ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الصوم وَالصَّلَاةِ مَعَ غشِّ الْقُلُوبِ وَدَغْلِهَا.
وَمَثَلُ مَنْ يَسْتَكْثِرُ مِنَ الصوم وَالصَّلَاةِ مَعَ دَغْلِ قَلْبِهِ وَغشِّهِ، كَمَثَلِ مَنْ بَذَرَ بَذْرًا فِي أَرْضٍ دَغْلَةٍ كَثِيرَةِ الشَّوْكِ، فَلَا يَزْكُو مَا يَنْبتُ فِيهَا مِنَ الزَّرْعِ، بَلْ يمْحَقُهُ دَغْلُ الْأَرْضِ وَيُفْسِدُهُ، فَإِذَا نَظفَتِ الْأَرْضُ مِنْ دَغْلِهَا، زَكا مَا ينْبَتُ فِيهَا.

رَزَقَنَا اللَّهُ أَجْمَعِينَ الْعِلْمَ النَّافِعَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ، وَأَصْلَحَ قُلُوبَنَا وَهَدَانَا إِلَيه صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا.

•نَعَمْ.
_ هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُهِمَّةٌ جِدًّا، يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَنِي بِهَا كُلُّ مُسْلِمٍ، وَأَنْ يَعْتَنِي بِهَا طَالِبُ الْعِلْمِ:
_ الِاشْتِغَالُ بِطَهَارَةِ الْقَلْبِ، تَزْكِيَتُهُ، وَذَلِكَ بِاتِّخَاذِ الْأَسْبَابِ وَالْوَسَائِلِ الَّتِي يَتَحَقَّقُ لَهُ مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يُزَكِّيَ قَلْبَهُ، مَعَ كَثْرَةِ الدُّعَاءِ، لِأَنَّ الْقُلُوبَ بِيَدِ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

_ وفي الدُّعاء: "اللّهُمَّ آتِ نُفوسَنا تَقواهَا، زكِّها أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أَنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلَاها".

وهنا لفتة، أنَّ بعض النَّاس قد يكون عندهُ اشتِغالٌ بِالعمل، العبادة، الصَّلاة، والأَعمال الظَّاهِرة.
اشتِغالٌ عظيمٌ بها، لكن قلبه فيه دغل، فيه غشّ، فيه صفات ذميمة من صفات القلوب، فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْتَنِيَ الْمُسْلِمُ بِتَطْهِيرِ قَلْبِهِ، وَتَنْقِيَتِهِ مِنْ آفاتِ الْقُلُوبِ، وَإِقَامَةِ قَلْبِهِ عَلَى حُسْنِ الطَّاعَةِ لِلَّهِ -سُبْحَانَهُ وتَعالَى-، أَعْظَمُ مِنْ عِنَايَتِهِ بِالْعَمَلِ الظَّاهِرِ، لِأَنَّ الْقَلْبَ هُوَ الْأَصْلُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ الْأَسَاسُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ دِينُ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
هَذَا يُفِيدُنَا أَنَّ الْقُلُوبَ لَهَا أَثَرٌ عَظِيمٌ، غَايَةٌ فِي التَّأْثِيرِ فِي الدَّرَجَاتِ وَرِفْعَةِ الْمَنَازِلِ، يَوْمَ لِقَاءِ اللَّهِ.

_ انْظُرْ إِلَى مَا تَقَدَّمَ: مَا سَبَقَهُمُ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صيَامِ وَلَا صَلَاةٍ!!!
وَلَكِنْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي الصَّدْرِ!!
•إِذًا:
الْقَلْبُ إِذَا صَلحَ وَحَسُنَ، حَتَّى مَعَ قِلَّةِ الْعَمَلِ يَسْبِقُ غَيْرَهُ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى وَإِنْ كَثُرَتْ أَعْمَالُهُمْ.
هَذِهِ مَسْأَلَةٌ مُهِمَّةٌ فِي صَلَاحِ الْقُلُوبِ.

_ جَاءَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعَاذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ:
“مَفَاوِزُ الدُّنْيَا”.
-أَيْ، الْمَفَاوِزُ: الْأَرَاضِي وَالْبَرَارِي وَقَطْعُهَا بِالْأَسْفَارِ.
•مَفَاوِزُ الدُّنْيَا تُقْطَعُ بِالْأَقْدَامِ.
•وَمَفَاوِزُ الْآخِرَةِ تُقْطَعُ بِالْقُلُوبِ.

•لمَّا تَرِيدُ أَنْ تُسَافِرَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، تَسْتَعْمِلُ قَدَمَيْكَ أَوْ وَسَائِلَ النَّقْلِ، تَسْتَعِينُ بِهَا.

•لَكِنَّ السَّفَرَ إِلَى الآخِرَة، الْأَسَاسِ الَّذِي يُبْنَى عَلَيْهِ السَّفَرُ إِلَى الْآخِرَةِ هُوَ مَاذَا؟!
الْقَلْبُ، الَّذِي هُوَ الْأَصْلُ.
لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ.

_ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ يَقُولُ فِيمَا نَقَلَهُ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ:
•أَنَّ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ الِاشْتِغَالَ بِتَطْهِيرِ الْقُلُوبِ، وَأَنَّ الِاشْتِغَالَ بِتَطْهِيرِ الْقُلُوبِ أَفْضَلُ مِنَ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الصوم وَالصَّلَاةِ، مَعَ غشِّ الْقُلُوبِ ودغلها.
-يَعْنِي: يحرص عَلَى أَنْ يُزِيلَ عَنْ قَلْبِهِ حَسَدًا أَوْ ضَغَائِنَ أَوْ حِقْدًا أَوْ غِلًّا أَوْ سَخَائِمَ، "وَاسْللْ سَخِيمَةَ صُدُورِنَا".
أَوْ بَغْضَاءَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا، يُبْغِضُ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ لِشَيْءٍ مِنْ حِطَامِ الدُّنْيَا، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ يُبْغِضُ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ لِشَيْءٍ مِنْ حطَامِ الدُّنْيَا، أَشَدَّ مِنْ بُغْضَائِهِ لِمَنْ يَسْتَحِقُّ الْبغْضَاءَ مِنَ النَّاسِ.

فَالِاشْتِغَالُ بِتَطْهِيرِ الْقُلُوبِ أَفْضَلُ مِنَ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الصوم وَالصَّلَاةِ مَعَ غشِّ الْقُلُوبِ وَدَغَلِهَا.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:41


_ وَمَثَلُ مَنْ يَسْتَكْثِرُ مِنَ الصوم وَالصَّلَاةِ مَعَ دَغلِ الْقَلْبِ وَغشِّهِ، كَمَثَلِ مَنْ بَذَرَ بذْرًا فِي أَرْضٍ دَغِلَةٍ، كَثِيرَةِ الشَّوْكِ.
الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا الدَّغْلُ: وَهِيَ النَّوَابِتُ الَّتِي لَا تَنْفَعُ وَتضرُّ الزُّرُوعَ.
الْآنَ لَمَّا تَزْرَعُ مَثَلًا شَيْئًا مِنَ النَّافِعِ زَرْعهُ لِتَجْنِيَهُ، إِذَا نَبَتَ مَعَهُ الدَّغْلُ، هَذَا الَّذِي لَا يَنْفَعُ، وَرُبَّمَا أَيْضًا يُضِرُّ، يُؤْذِيكَ غَايَةَ الْأَذَى فِي هَذَا النَّافِعِ.

فَمَثَلُ الَّذِي يَشْتَغِلُ بِالْعِبَادَةِ وَقَلْبُهُ فِيهِ الدَّغْلُ، فِيهِ الْغِلُّ، فِيهِ الْحِقْدُ، شَبِيهٌ بِهَذَا.
شَبِيهٌ بِمَنْ يَزْرَعُ فِي أَرْضٍ كَثِيرَةِ الدَّغْلِ وَالْأَشْوَاكِ.

فَإِذَا كَانَتْ كَثِيرَةَ الدَّغْلِ وَالْأَشْوَاكِ، هَلْ يَتَيَسَّرُ لَهُ مَعَ وُجُودِ الشَّوْكِ أَنْ يَجْنِيَ مِنْهَا؟
رُبَّمَا لَا يَجْنِي مِنْهَا إِلَّا بِعُسْرٍ، وَمَشَقَّةٍ وَعَنتٍ.
"مَثَلُ مَنْ يَسْتَكْثِرُ مِنَ الصوم وَالصَّلَاةِ مَعَ دَغْلِ الْقَلْبِ وَغشِّهِ كَمَثَلِ مَنْ بَذَرَ بِذْرًا فِي أَرْضٍ دَغِلَةٍ كَثِيرَةِ الشوك، فَلَا ينْبتُ فِيهَا مِنَ الزَّرْعِ بَلْ يمْحَقُهُ دَغْلُ الْأَرْضِ وَيُفْسِدُهُ.
فإِذَا نُظِّفَتِ الْأَرْضُ مِنْ دَغْلِهَا زَكَى مَا ينْبتُ فِيهَا، وَإِذَا طُهِّر الْقَلْبُ أَيْضًا مِنَ السَّخَائِمِ الَّتِي فِيهِ وَالْأَسْقَامِ وَالْأَمْرَاضِ وَالْأَدْوَاءِ زَكَى وَطَابَ.
•نَعَمْ.
—————
_ فَصْلٌ: اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ.

_ رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
“لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ”.

فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ صَلَاحَ الْقَلْبِ بِالْإِيمَانِ مُسْتَلْزِمٌ لِصَلَاحِ الْجَسَدِ.
فَأَسَاسُ الاسْتِقَامَةِ وَمَدَارُهَا عَلَى الْقَلْبِ، وَالْقَلْبُ هُوَ أَسَاسُ الصَّلاحِ وَمَعْدِنُهُ وَمَنْبَعُهُ.

قَالَ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَالْمُرَادُ بِاسْتِقَامَةِ إِيمَانِهِ، اسْتِقَامَةُ أَعْمَالِ جَوَارِحِهِ.
فَإِنَّ أَعْمَالَ الْجَوَارِحِ لَا تَسْتَقِيمُ إِلَّا بِاسْتِقَامَةِ الْقَلْبِ.

-وَمَعْنَى اسْتِقَامَةِ الْقَلْبِ: أَنْ يَكُونَ مُمْتَلِئًا مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَمَحَبَّةِ طَاعَتِهِ وَكَرَاهَةِ مَعْصِيَتِهِ.

_ قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾ [فصلت].

_ وقال تعالى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴿١٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴿١٤﴾ [الأحقاف].
•نعم.

_ نَفَعَنَا الله أَجْمَعِينَ بِمَا عَلَّمَنَا، وَزَادَنَا عِلْمًا وَتَوْفِيقًا، وَأَصْلَحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ، وَهَدَانَا إِلَيهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا.
_ اللّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا، زَكِّهَا أَنتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا.
اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعِفَّةَ وَالْغِنَى.
اللّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زيادةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِأَحسَنِ الأخْلاقِ، لا يَهْدِي لِأَحْسَنِها إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِف عَنَّا سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ.
اللَّهُمَّ إنَّا نَعوذُ بك من مُنكرات الأخلاق والأهواء والأدواء.
اللَّهُمَّ أعنَّا ولا تُعِن عَلَيْنَا، وانصُرنَا ولا تَنْصُر عَلَيْنَا، واهْدِنَا ويَسِّر الهُدَى لَنَا، وانصُرنَا على من بَغى عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ ذَاكِرِين، لَكَ شَاكِرين، إِلَيْكَ أوَّاهِين مُنِيبين، لَكَ مُخبتِين، لَكَ مطيعين.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:41


اللَّهُمَّ تَقَبَّل تَوبَتَنَا، واغْسِل حَوْبَتَنَا، وثَبِّت حُجَّتَنَا، واهْدِ قُلُوبَنَا، وسَدِّد أَلسِنَتنَا، واسْلُل سَخيمَةَ صُدورنا.
اللَّهمَّ إِنَّا نَسألُكَ الثَّباتَ في الأمرِ، والعَزيمةَ عَلَى الرُّشدِ، وَنَسألُكَ مُوجباتِ رَحمتك، وعَزائمَ مغفرتك، وَنَسألُكَ شُكرَ نِعمَتك، وحُسنَ عبادَتك.
وَنَسألُكَ قَلبًا سَليمًا، ولِسانًا صادِقًا.
وَنَسألُكَ من خَيرِ ما تَعلم، وَنعوذُ بكَ من شَرِّ ما تعلَم، ونستَغفِرك لِما تَعلم، إنَّك أَنْتَ عَلَّام الغُيوب.
اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذنبنا كلَّه، دِقَّهُ وجُلَّه، أَوَّله وآخِره، عَلانِيتَه وسِرَّه.
اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِيهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ، وَلِمَشَايِخِنَا وَلِوُلَاةِ أَمْرِنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.
اللّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، وَسَدِّدْهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ.
اللّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا فِيهِ صَلَاحُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، وَلِمَا فِيهِ عِزُّ الْإِسْلَام وَصَلَاحُ الْمُسْلِمِينَ.
اللّهُمَّ فَرِّج هَمّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنْ الْمُدِينِينَ، وَاشْفِ مَرَضَانَا وَمَرَضَى الْمُسْلِمِينَ، وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى الْمُسْلِمِينَ.
اللّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَأعِذْنَا وَالْمُسْلِمِينَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
اللّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْقِنْ دِمَاءَهُمْ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَاحْفَظْهُمْ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
اللّهُمَّ وَعَلَيْكَ بِأَعْدَاءِ الدِّينِ فَإِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَكَ.
اللّهُمَّ إِنَّا نجعلك فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ اللّهُمَّ مِن شُرُّورِهِمْ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِك.
اللّهُمَّ اقسِم لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا.
اللّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهَا الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثأرنا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مَصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تَسَلَّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا.
اللّهُمَّ يا حَيُّ يَا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رب العالمين، أَصْلِحْ لَنَا أَجْمَعِينَ النِّيَّةَ وَالذُّرِّيَّةَ وَالْعَمَلَ.

_ سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
_ اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا.

○--•°•✵✯✵•°•--○

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:41


كتاب أَحَادِيثُ إِصْلَاحِ الْقُلُوبِ
المُحاضَرَة: السَّادِسَة ج -٢-

○--•°•✵✯✵•°•--○

_ فَقَدِ اشْتَمَلَ هَذَا الْحَدِيثُ الشَّرِيفُ الْعَظِيمُ عَلَى التَّنْبِيهِ عَلَى شَرَفِ الْعِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ، وَعِظَمِ مَوْقِعِهُ، وَشَقَاءِ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ.
وَذَكَرَ أَقْسَامَ بَنِي آدَمَ بِالنِّسْبَةِ فِيه إِلَى شَقِيِّهِمْ وَسَعِيدِهِمْ، وَتَقْسِيمِ سَعِيدِهِمْ إِلَى سَابِقٍ مُقَرَّبٍ، وَصَاحِبِ يَمِينٍ مُقَتَصِدٍ.
وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ حَاجَةَ الْعِبَادِ إِلَى الْعِلْمِ كَحَاجَتِهِمْ إِلَى الْمَطَرِ، بَلْ أَعْظَمُ، وَأَنَّهُمْ إِذَا فَقَدُوا الْعِلْمَ فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ الَّتِي فَقَدَتِ الْغَيْثَ.

_ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ:
“النَّاسُ مُحْتَاجُونَ إِلَى الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِهِمْ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ”.
لِأَنَّ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، وَالْعِلْمَ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ بَعَدَدِ الْأَنْفَاسِ.
•نَعَمْ.

_ يَعْنِي فِي كُلِّ عَمَلٍ، كُلِّ أَمْرٍ يُحْتَاجُ إِلَى الْعِلْمِ، فَبِحَيثُ يَكُونُ كُلُّ خُطْوَةٍ، كُلُّ عَمَلٍ يَخْطُوهُ، يَخْطُوهُ بِعِلْمٍ.
فَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى الْعِلْمِ فِي كُلِّ أُمُورِهِ، فِي جَمِيعِ مَصَالِحِهِ.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.

_ وَالرَّبُّ تَعَالَى لَهُ الْكَمَالُ الَّذِي لَا يُقَدِّرُ الْعِبَادُ قَدْرَهُ، فِي أَنْوَاعِ عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَمَحَبَّتِهِ وَفَرَحِهِ وَبَهْجَتِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَتْ بِهِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ الدَّلَائِلُ الْإِلَهِيَّةُ، وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِكَ غَنِيٌّ عَنْ كُلِّ مَنْ سِوَاهُ، فَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَغْذِيَةِ، وَالْأَقْوَاتِ وَالْمَسَارِّ وَالْفَرَحِ وَالْبَهْجَةِ، مَا لَا يَجْعَلُهُ غَيْرُهُ.

_ وَهُوَ إِذَا فَرِحَ بِتَوْبَةِ التَّائِبِ، فَهُوَ الَّذِي جَعَلَهُ تَائِبًا حَتَّى فَرِحَ بِتَوْبَتِهِ لَمْ يَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إِلَى أَحَدٍ سِوَاهُ.
وَالتَّعْبِيرُ بِلَفْظِ الْقُوتِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَنَحْوِ ذَلِكَ عَمَّا يُقِيتُ الْقُلُوبَ وَيُغَذِّيَهَا كَثِيرٌ جِدًّا.
وَكَثِيرًا مَا تُوَصَفُ الْقُلُوبُ بِالْعَطَشِ وَالْجُوعِ، وَتُوَصَفُ بِالرِّيِّ وَالشَّبَعِ.

_ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: “رَأَيْتُ كَأَنِّي أُوتِيتُ بِقَدَحٍ فَشَرِبْتُ، حَتَّى إنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظفارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ فَضْلي عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَه يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْعِلْمُ، فَجَعَلَ الْعِلْمَ بِمَنْزِلَةِ الشَّرَابِ الَّذِي يُشْرَبُ.
•نَعَمْ.

_ يَعْنِي لاحِظْ فِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ الرِّيِّ وَذَكَرَ الشَّرَابِ!
-الرِّيُّ: الَّذِي هُوَ ذَهَابُ الْعَطَشِ.
ذَكَرَ الرِّيُّ: حَتَّى إنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظفارِي.
لَمَّا سَأَلُوهُ قَالُوا: مَاذَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: “الْعِلْمُ”
فَجَعَلَ الْعِلْمَ بِمَنْزِلَةِ الشَّرَابِ الَّذِي يُشْرَبُ.
•نعم.

_ وَلِهَذَا شُبِّهَتْ حَيَاةُ الْقُلُوبِ بَعْدَ مَوْتِهَا بِحَيَاةِ الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا، وَذَلِكَ بِمَا يُنَزِّلُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَيَسْقِيهَا وَتَحْيَا بِهِ.

_ قَالَ تَعَالَى:
﴿۞ أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴿١٦﴾ ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴿١٧﴾ [الحديد].

﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ..﴾.
هَذَا ذَكَرَهُ عَقِبَ قَوْلِهِ فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا:
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾.

-يَعْنِي: كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِهَذَا الْوَحْيِ أَثَرٌ عَلَى قُلُوبِهِمْ لِتَحْيَا بِهِ.
_ ثُمَّ ذَكَرَ عَقِبَهَا هَذَا الْمَثَلَ:
﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ..﴾.

-أَيْ بِمَاذَا؟ بِالْمَطَرِ.
﴿.. يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ..﴾.
-أَيْ: بِالْمَطَرِ.
-أَيْ: فَكَذَلِكَ الْقُلُوبُ، يُحْيِيهَا بَعْدَ مَوْتِهَا بِالْغَيْبِ، الَّذِي هُوَ الْوَحْيُ.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:40


🤍 التعليق على أحاديث إصلاح القلوب
للشيخ/ عبد الرزاق البدر حفظه الله

📍المحاضرة السادسة
الجزء الثاني

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

02 Nov, 14:29


‎⁨أحاديث إصلاح القلوب الدرس السادس ج1⁩.docx

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:30


‎⁨أحاديث إصلاح القلوب الدرس الخامس ج2⁩.pdf

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:30


‎⁨أحاديث إصلاح القلوب الدرس الخامس ج2⁩.pdf

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:28


_ قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي دُورِهِمِ الثَّلاثَةِ: فِي الدُّنْيَا وَالْبَرْزَخِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ.

_ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلَا تَتِمُّ لَهُ سَلَامَتُهُ مُطْلَقًا حَتَّى يَسْلَمَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ:
١- مِنْ شِرْكٍ يُنَاقِضُ التَّوْحِيدِ
٢- وَبِدْعَةٍ تُخَالِفُ السُّنَّةَ
٣- وَشَهْوَةٍ تُخَالِفُ الْأَمْرَ
٤- وَغَفْلَةٍ تُنَاقِضُ الذِّكْرَ
٥- وَهَوًى نَاقِضٍ التَّجْرِيدِ وَالِاخْلَاصِ.
انْتَهَى كَلَامُهُ.

_ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿.. إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ ..﴾ [الحجرات: ١٣].

_ قَالَ الْحَافِظُ بنُ رَجَبٍ فِي "جَامِعِ الْعُلُومِ": كَرَمُ الْخَلْقِ عِندَ اللَّهِ بِالتَّقْوَى، فَرُبَّ مَنْ يَحْقِرُهُ النَّاسُ لِضَعْفِهِ وَقِلَّةِ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَهُوَ أَعْظَمُ قَدْرًا عِندَ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّنْ لَهُ قَدْرٌ فِي الدُّنْيَا!!!
فَإِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا يَتَفَاوَتُونَ بِحَسَبِ التَّقْوَى.

_ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾.
•نَعَمْ.

_ مَرَّ مَعَنَا فِي أَحَدِ الدُّروسِ، الْحَدِيثُ الثَّابِتُ:
كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: ((مَا تَعُدُّونَ هَذَا فِيكُمْ؟ قَالُوا: هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَلَّا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَلَّا يُشَفَّعَ، وَإِنْ تَكَلَّمَ أَلَّا يُسْمَعَ لَهُ. فَسَكَتَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، فَمَرَّ شَخْصٍ آخَرَ، لَهُ هَيْئَةٌ، لَهُ مَكَانَةٌ، فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ هَذَا فِيكُمْ؟ قَالُوا: هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ تَكَلَّمَ أَنْ يُسْمَعَ. فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: ذَاكَ خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِنْ هَذَا)).

فَالْمِقْيَاسُ لَيْسَ فِي مَا يَرَاهُ النَّاسُ فِي ظَاهِرِهِمْ، فِي هَيْئَاتِ النَّاسِ وصورتهم وَحَدِيثِهِمْ أَوْ غَيْرِ ذَٰلِكَ، وَإِنَّمَا مَرَدُّ ذَٰلِكَ إِلَى تَقْوَى الْقُلُوبِ.

_ وَلِهَذَا قَالَ فِي بَابِ التَّزْكِيَةِ:
﴿.. فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ﴾ [النجم: ٣٢].

_ وَفِي بَابٍ أَيْضًا الِاحْتِقَارِ وَالِانْتِقَاصِ، قَالَ: ((التَّقْوَى هَا هُنَا)).

نَبَّهَ فِي الْمَقَامَيْنِ عَلَى الْانْتِبَاهِ:
•إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُزَكِّي أَحَدًا، انتَبِهْ!! ظَاهِرُ الْعَمَلِ لَا يَكْفِي لِلْتَّزْكِيَةِ الْمُطْلَقَةِ، قَيِّدْ إِذَا كَانَ وَلَا بُدَّ، قُل: "نَحْسَبُهُ كَذَٰلِكَ، وَلَا نُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا".
لِأَنَّكَ تَتَحَدَّثُ عَمَّا يَظْهَرُ لَكَ، لَكِنَّ الْقَلْبَ مَا تَدْرِي عَنْهُ.

•وَأَيْضًا فِي بَابِ الْازْدِرَاءِ وَالِاحْتِقَارِ وَالِانْتِقَاصِ الَّذِي يَقَعُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ، يَنْتَبِهُ إِلَى أَنَّ التَّقْوَى أَيْنَ؟
فِي الْقَلْبِ.
قَدْ يَحْقِرُ شَخْصًا وَيُنْتَقَصُهُ وَيَزدريهِ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ مِئَاتِ الْأَشْخَاصِ مِنْ هَذَا الْمُحْتَقرِ لَهُ.
•نَعَمْ.

_ قَالَ الْحَافِظُ بنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي "جَامِعِ الْعُلُومِ": كَرَمُ الْخَلْقِ عِندَ اللَّهِ بِالتَّقْوَى، فَرُبَّ مَنْ يَحْقِرُهُ النَّاسُ لِضَعْفِهِ، وَقِلَّةِ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَهُوَ أَعْظَمُ قَدْرًا عِندَ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّنْ لَهُ قَدْرٌ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا يَتَفَاوَتُونَ بِحَسَبِ التَّقْوَى.

_ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾.

_ وَسُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: ((مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-)).

_ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ((الْكَرْمُ التَّقْوَى)).

_ وَالتَّقْوَى: أَصْلُهَا فِي الْقَلْبِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾.
•انْتَهَى كَلَامُهُ.

_ وَاللَّهُ -تَعَالَى- لَا يَنْظُرُ إِلَى الصُّوَرِ وَالْأَمْوَالِ، وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى الْقُلُوبِ وَالْأَعْمَالِ.
_ كما فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُورِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)).

_ وَفِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ آيَاتٌ عَدِيدَةٌ فِي الْحَثِّ عَلَى التَّقْوَى وَبَيَانِ ثمَارِهَا وَثَوَابِ الْمُتَّقِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿.. وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا﴾ [الطلاق: ٤].

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:28


_ الآن لمَّا يَحْقِرُ الإِنْسَانُ شَخْصًا لِشَيْءٍ فِي ظَاهِرِهِ، طَرِيقَة حَدِيثه، أَوْ مَشْيه أَوْ لِبَاسه أَوْ لَوْنِ بَشَرَتِهِ أَوْ غَيْرِ ذَٰلِكَ، يُقَالُ لِمَنْ يَحْقِرُهُ:
-أَتَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِهِ؟
-أَتَعْلَمُ حَالَ قَلْبِهِ؟
قَدْ يَكُونُ هَذَا الَّذِي تَحْقِرُهُ خَيْرًا مِنْ مَلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَكَ، بِمَا فِي قَلْبِهِ مِنْ صَلَاحٍ، وَهَذَا فِيهِ إَيْقَاظٌ لِقَلْبِ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَحْتَقِرَ الْآخَرِينَ.
-تَحْتَقِرُه عَلَى مَاذَا؟
-يَعْنِي: إِذَا كُنتَ تَرَى فِيهِ عَيْبًا خَلْقِيًّا قَدْ تُبْتَلَى بِهِ أَوْ بِأَشَدَّ مِنْهُ، أَوْ آفَةٍ، أَوْ نَحْوَ ذَٰلِكَ، لَا يَحْقِرُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، إِنْ كَانَ يَحْقِرُهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا، قِلَّةَ ذَاتِ يَدٍ، أَوْ فِي أَعْضَائِهِ، أَوْ فِي طَرِيقَةِ حَدِيثِهِ، أَوْ غَيْرِ ذَٰلِكَ، قَدْ يُبْتَلَى بِذَٰلِكَ.

•لَكِنَّ الْمَعْنَى الْمُهِمَّ الْقَلْبُ مَا تَدْرِي عَنْ حَالِ قَلْبِهِ، قَدْ يَكُونُ قَلْبُهُ أَزْكَى مِنْ قَلْبِكَ بِمِئَاتِ الْمَرَّاتِ، وَأَنْتَ تَحْقِرُهُ وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ، وَلَهُ مَكَانَةٌ عِندَ رَبِّ الْعَالَمِينَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.

_ أَفَادَ هَذَا الْحَدِيثُ: أَنَّ مَحَلَّ التَّقْوَى وَمَنْبَعَهَا هُوَ الْقَلْبُ، فَمَتَى عُمِرَ الْقَلْبُ بِهَا خَضَعَتِ الْجَوَارِحُ وَانْقَادَتْ لِأَنَّهَا تَبَعٌ لَهُ.

_ وَقَدْ أَضَافَ اللَّهُ تَعَالَى التَّقْوَى إِلَى الْقُلُوبِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾.

وإنمَا أَضَافَ التَّقْوَى إِلَى الْقُلُوبِ، لِأَنَّ حَقِيقَةَ التَّقْوَى تَقْوَى الْقُلُوبِ!!

_ وَتَقْيِيدُ التَّقْوَى بِالْقُلُوبِ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ التَّقْوَى قِسْمَانِ:
١- تَقْوَى الْقُلُوبِ:
وَالْمُرَادُ بِهَا التَّقْوَى الْحَقِيقِيَّةُ الصَّادِقَةُ الَّتِي يَتَّصِفُ بِهَا الْمُؤْمِنُ الصَّادِقُ.
٢⁃ وَتَقْوَى الْأَعْضَاءِ:
وَالْمُرَادُ بِهَا التَّقْوَى الصُّورِيَّةُ الْكَاذِبَةُ الَّتِي يَتَّصِفُ بِهَا الْمُنَافِقُ الَّذِي كَثِيرًا مَا تَخْشَعُ أَعْضَاؤُهُ وَقَلْبُهُ سَاهٍ لَاهٍ.

_ وَقَالَ تَعَالَى:
﴿.. فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ﴾ [النجم: ٣٢].

لِأَنَّ التَّقْوَى مَحَلُّهَا الْقَلْبُ، وَاللَّهُ هُوَ الْمُطَّلِعُ عَلَيْهِ الْمُجَازِيُ عَلَى مَا فيه مِنْ بَرٍّ وَتَقْوَى.
_ وَقَالَ تَعَالَى:
﴿إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: ٦].

_ فَخَصَّ الْمُتَّقِينَ بِالِانتِفَاعِ لِأَنَّ التَّقْوَى الْقَائِمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ تُحْدِثُ فِيهَا الرَّغْبَةَ فِي الْخَيْرِ، وَالرَّهْبَةَ مِنَ الشَّرِّ، النَّاشِئَتَيْنِ عَنْ الْأَدِلَّةِ وَالْبَرَاهِينِ، وَعَنْ الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ.

_ وَقَالَ تَعَالَى:
﴿يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا﴾ [الأحزاب: ٣٢].

-أَيْ: مَرَضُ شَهْوَةِ الزِّنَا، فَإِنَّهُ مُفْتُونٌ يُحَرِّكُهُ إِلَى الْمَعْصِيَةِ أَدْنَى شَهْوَةٍ، لِأَنَّ قَلْبَهُ غَيْرُ صَحِيحٍ، فَأَقَلُّ سَبَبٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْحَرَامِ، يُجِيبُ دَعْوَتَهُ، وَلَا يَتَعَاصى عَلَيْهِ.
•بِخِلَافِ الْقَلْبِ الصَّحِيحِ، الْمُتَّقِي لِلَّهِ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ لَيْسَ فِيهِ شَهْوَةٌ لِمَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّهُ لَا تَكَادُ تَمِيلُهُ وَلَا تُحَرِّكُهُ الْأَسْبَابُ، لِصِحَّةِ قَلْبِهِ، وَسَلَامَتِهِ مِنَ الْمَرَضِ.

_ وَقَالَ تَعَالَى:
﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ﴿٨٩﴾ [الشعراء].

_ قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-:وَالْقَلْبُ السَّلِيمُ هُوَ الَّذِي سَلِمَ مِنَ الشِّرْكِ، وَالْغِلِّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالشُّحِّ وَالْكِبْرِ، وَحُبِّ الدُّنْيَا وَالرَّئَاسَةِ، فَسَلِمَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ تُبْعِدُهُ عَنْ اللَّهِ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ، وَمِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ تُعَارِضُ أَمْرَهُ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ إِرَادَةٍ تُزَاحِمُ مِرَادَهُ، وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُ عَنْ اللَّهِ، فَهَذَا الْقَلْبُ السَّلِيمُ فِي جَنَّةٍ مُعَجَّلَةٍ فِي الدُّنْيَا، وَفِي جَنَّةٍ فِي الْبَرْزَخِ، وَفِي جَنَّةٍ يَوْمَ الْمعَادِ.

_ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ﴾ [الانفطار: ١٣].

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:28


ثُمَّ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَبْلَغَتْ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. قَالَ: لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)).

وَلْيَحْذَرِ الْمَرْءُ مِنْ أَنْ يُخِلَّ بِهَذَا الْمِعيار وَأَنْ تَنْقَلِبَ عِندَهُ الْمَوَازِينُ، فَإِنَّ أَسَاسَ الرِّفْعَةِ وَأَسَاسَ الشَّرَفِ وَعُلُوِّ الْفَضِيلَةِ وَالْمَنْقَبَةِ إِنَّمَا هُوَ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى.

_ جَاءَ فِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ أَذْهَبَ عَنكُم عُبِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمَ مِنْ تُرَابٍ)).

_ جَعَلَنَا اللَّهَ أَجْمَعِينَ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ وَأَوْلِيَائِهِ الْمُقَرَّبِينَ.
اللَّهُمَّ آمِينَ.

_ نَفَعَنَا الله أَجْمَعِينَ بِمَا عَلَّمَنَا، وَزَادَنَا عِلْمًا وَتَوْفِيقًا، واصلح لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ، وَهَدَانَا إِلَيهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا.

اللّهُمَّ آتِ نَفْسَنَا تَقْوَاهَا، زَكِّهَا أَنتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا.
اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى.
اللّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زيادةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِيهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ، وَلِمَشَايِخِنَا وَلِوُلَاةِ أَمْرِنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.

اللّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، وَسَدِّدْهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ.
اللّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا فِيهِ صَلَاحُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، وَلِمَا فِيهِ عِزُّ الْإِسْلَامِ وَصَلَاحُ الْمُسْلِمِينَ.

اللّهُمَّ فَرِّج هَمّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنْ الْمُدِينِينَ، وَاشْفِ مَرَضَانَا وَمَرَضَى الْمُسْلِمِينَ، وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى الْمُسْلِمِينَ.
اللّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَأعِذْنَا وَالْمُسْلِمِينَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
اللّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْقِنْ دِمَاءَهُمْ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَاحْفَظْهُمْ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
اللّهُمَّ وَعَلَيْكَ بِأَعْدَاءِ الدِّينِ فَإِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَكَ.
اللّهُمَّ إِنَّا نجعلك فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ اللّهُمَّ مِن شَرُّورِهِمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِك.
اللّهُمَّ اقسِم لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا.

اللّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهَا الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثأرنا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مَصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تَسَلَّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا.
اللّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا أَجْمَعِينَ النِّيَّةَ وَالذُّرِّيَّةَ وَالْعَمَلَ.
سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
_ اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
_ جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا.

○--•°•✵✯✵•°•--○

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:28


_ وَقَالَ تَعَالَى:
﴿.. وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا﴾ [الطلاق: ٥].

_ وَقَالَ تَعَالَى:
﴿.. وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ﴿٢﴾ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ .. ﴿٣﴾ [الطلاق].

_ فَتَقْوَى اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا- لَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ وَلَهَا آثَارٌ مُبَارَكَةٌ، وَكُلَّمَا جَاهَدَ الْعَبْدُ نَفْسَهُ عَلَى تَحْقِيقِهَا، وَجَدَ التَّيْسِيرَ فِي أُمُورِهِ، وَالرِّزْقَ الطَّيِّبَ، وَالْمَخْرَجَ الْمُلَائِمَ لِكُلِّ مَا يَعْرِضُ لَهُ مِنْ مَشَاكِلَ، وَنَالَ بِذَلِكَ تَكْفِيرَ السَّيِّئَاتِ، وَغُفْرَانَ الذُّنُوبِ، وَرَفْعَةَ الدَّرَجَاتِ.
وَالتَّقْوَى لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَةٍ تُقَالُ، أَوْ دَعْوَةٍ تُدَّعَى، لِأَنَّ مِنَ السَّهْلِ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ! وَلَيْسَتِ الْعِبْرَةُ بِهَذَا، وَإِنَّمَا الْعِبْرَةُ بِتَحْقِيقِ التَّقْوَى، وَقِيَامِهَا حَقِيقَةً فِي قَلْبِ الْعَبْدِ.

-وَمَعْنَى التَّقْوَى: أَنْ يَجْعَلَ الْعَبْدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يَخَافُهُ وَقَايَةً، وَتَقْوَى الْعَبْدِ لِرَبِّهِ: أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يَخْشَاهُ مِنْ غَضَبِهِ وَسَخَطِهِ وَعِقَابِهِ وَقَايَةً تَقِيهِ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِفِعْلِ طَاعَتِهِ، وَاجْتِنَابِ مَعَصِيَتِهِ.
_ فَاللَّهُ تَعَالَى:
⁃ تَارَةً يَأْمُرُ بِتَقْوَاهُ، فَهُوَ الَّذِي يُخْشَى وَيُرْجَى، وَكُلُّ خَيْرٍ يَحْصُلُ لِلْعِبَادِ فَهُوَ مِنْهُ.

⁃ وَتَارَةً يَأْمُرُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِاتِّقَاءِ النَّارِ.
_ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
﴿.. فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ ..﴾ [البقرة: ٢٤].

⁃ وَتَارَةً يَأْمُرُ بِاتِّقَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
_ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٨١].

وَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ جَاءَ فِيهِ آيَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ شَارِحَة مَعْنَى التَّقْوَىٰ، مُفَسِّرَة مَدْلُولَهَا، مُبَيِّنَةٌ صِفَاتِ أَهْلِهَا.
_ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ:
﴿.. هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢].

_ ثُمَّ ذَكَرَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- صِفَاتِهِمْ، قَالَ:
﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴿٥﴾ [البقرة].

_ وَقَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-:
﴿۞ وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣].

_ ثُمَّ ذَكَرَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- صِفَاتِهِمْ فَقَالَ:
﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴿١٣٤﴾ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴿١٣٥﴾ [آل عمران].

•فَذَكَرَ مِنْ صِفَاتِهِمْ: مُلاَزَمَةَ الاستغفار، وَعَدَمَ الإصرار عَلَى الذُّنُوبِ.

_ وَمِنَ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ الْجَامِعَةِ لِمَعْنَى التَّقْوَى، وَبَيَانِ صِفَاتِ أَهْلِهَا، قَوْلُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الْآيَةِ الَّتِي تُعَرَفُ عِندَ أَهْلِ الْعِلْمِ بَآيَةِ الْبِرِّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿۞ لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧].

فَذَكَرَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّ مِنْ صِفَاتِ الْمُتَّقِينَ صَلَاحَ عَقِيدَتِهِمْ وَصَلَاحَ أَعْمَالِهِمْ.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:28


_ صَلَاحَ عَقِيدَتِهِمْ فِي قَوْلِهِ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ:
﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ..﴾.
•هَذَا صَلَاحُ الْعَقِيدَةِ.

_ وَصَلَاحُ الْأَعْمَالِ:
﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾.
إِلَى تَمَامِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْأَعْمَالِ.
•نَعَمْ.

_ وَجَاءَ عَنْ السَّلَفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ عِبَارَاتٌ عَدِيدَةٌ فِي تَوْضِيحِ التَّقْوَى وَهِيَ مُتَقَارِبَةٌ:
_ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "الْمُتَّقُونَ الَّذِينَ يَحْذَرُونَ مِنَ اللَّهِ عُقُوبَتَهُ".

_ وَقَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "الْمُتَّقُونَ اتَّقَوا مَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ وَأَدَّوْا مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِمْ".

_ وَقَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "لَيْسَ تَقْوَى اللَّهِ بِصِيَامٍ وَلَا بِقِيَامِ اللَّيْلِ وَالتَّخْلِيطِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ تَقْوَى اللَّهِ: تَرْكُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَأَدَاءُ مَا افْتُرِضَ اللَّهُ".

_ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
﴿.. ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ ..﴾ [آل عمران: ١٠٢].
_ قَالَ: أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى، وَيُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى، وَأَنْ يُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرَ.

_ قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَأَمَّا التَّقْوَى فَحَقِيقَتُهَا الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، أَمْرًا وَنَهْيًا، فَيَفْعَلُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، إِيمَانًا بِالْأَمْرِ، وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، وَيَتْرُكُ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ إِيمَانًا بِنَهْيِهِ، وَخَوْفًا مِنْ وَعِيدِهِ.

_ كَمَا قَالَ طَلقُ بْنُ حَبِيبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ فَاطْفِئُوهَا بِالتَّقْوَى. قَالُوا: وَمَا التَّقْوَى؟
قَالَ:
•أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، عَلَى نُورٍ مِّنَ اللَّهِ، تَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ.
•وَأَنْ تَتْرُكَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ، عَلَى نُورٍ مِّنَ اللَّهِ، تَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ.

وَهَذَا أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي حَدِّ التقوى، فَإِنَّ كُلَّ عَمَلٍ لَا بد لَهُ مِنْ مَبْدَأٍ وَغَايَةٍ، فَلَا يَكُونُ الْعَمَلُ طَاعَةً وَقُرْبَةً حَتَّى يَكُونَ مَصْدَرُهُ عَنْ الْإِيمَانِ، فَيَكُونُ الْبَاعِثُ عَلَيْهِ هُوَ الْإِيمَانُ الْمَحْضُ، لَا الْعَادَةُ وَلَا الْهَوَى، وَلَا طَلَبُ الْمَحْمَدَةِ وَالْجَاهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَبْدَأُهُ مَحْضَ الْإِيمَانِ، وَغَايَتُهُ ثَوَابُ اللَّهِ وَابْتِغَاءُ مَرْضَاتِهِ وَهُوَ الْاحْتِسَابُ.

وَلِهَذَا كَثِيرًا مَا يُقرَنُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ فِي مِثْلِ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ..)).
((وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ..)).
وَنَظَائِره

_ فَقَوْلُهُ: "عَلَى نُورٍ مِّنَ اللَّهِ"
إِشَارَةٌ إِلَى الْأَصْلِ الأوَّلِ وَهُوَ الْإِيمَانُ الَّذِي هُوَ مَصْدَرُ الْعَمَلِ، وَالسَّبَبُ الْبَاعِثُ عَلَيْهِ.

_ وَقَوْلُهُ: "تَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ".
إِشَارَةٌ إِلَى الْأَصْلِ الثَّانِي، وَهُوَ الْاحْتِسَابُ، وَهُوَ الْغَايَةُ الَّتِي لِأَجْلِهَا يُوَقِعُ الْعَمَلُ وَلَهَا يقْصدُ بِهِ.
•انْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ.

_ إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا- هِيَ الْأَسَاسُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ سَعَادَةُ الْعَبْدِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبِهَا يُنَالُ شَرِيف الْمَوَاهِبِ، وَرَفِيع الْمَقَامَاتِ، وَجَلِيل الْمَنَازِلِ، وَخَيْر الْمَناقبِ.

_ جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ((قِيلَ لِلرَّسُولِ ﷺ: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ)).

_ وَهَذَا مَعْنًى مُقَرَّرٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا-، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾ [الحجرات: ١٣].

_ وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي نَظْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَأَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِأَعْجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى. أَبْلَغَتْ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. ثُمَّ قَالَ ﷺ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:28


كتاب أَحَادِيثُ إِصْلَاحِ الْقُلُوبِ
الدّرس الخامس ج-٢-

○--•°•✵✯✵•°•--○

<المُحَاضَرة الخَامِسَة>
~الجزء الثَّاني~

عُبُودِيَّةُ الفَقْرِ، فَقْرُ القَلْبِ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- هَذِهِ مِنَ العُبُودِيَّاتِ العَظِيمَةِ لِلْقُلُوبِ.

_ وَهُوَ كَمَا بَيَّنَ أَهْلُ العِلْمِ نَوْعَانِ، يَعْنِي عُبُودِيَّةَ الفَقْرِ:
١⁃ مِنْ جِهَةِ التَّعَبُّدِ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
٢⁃ وَمِنْ جِهَةِ الاستعَانَةِ بِاللَّهِ.

وَلِهَذَا فِي عُمُومِ الطَّاعَاتِ، مِنْ صَلَاةٍ أَوْ صِيَامٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ غَيْرِ ذَٰلِكَ، يَسْتَشْعِرُ العَبْدُ فِي هَذِهِ الطَّاعَاتِ فَقْرَهُ إِلَى اللَّهِ، وَحَاجَتَهُ إِلَى اللَّهِ، وَهُوَ يُكْمِلُ عُبُودِيَّاتِهِ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، مُفْتَقِرًا إِلَى اللَّهِ، لِرَحْمَتِهِ، ثَوَابِهِ، إِنْعَامِهِ، إِكْرَامِهِ، نَجَاتِهِ مِنْ سَخَطِ رَبِّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
وَكُلَّمَا قَوِيَ هَذَا الْمَعْنَى فِي القَلْبِ كَانَ أَكْمَلَ فِي العِبَادَةِ.

وَالْجَانِبُ الآخَرُ:
•جَانِبُ العُبُودِيَّةِ مِنْ جِهَةِ الاستعَانَة بِاللَّهِ، بِحَيْثُ يَسْتَشْعِرُ فِي كُلِّ أُمُورِهِ أَنَّهُ لَا غِنَى عَنْ رَبِّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُومَ بِعِبَادَةٍ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُحَصِّلَ رِزْقًا، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْجُوَ مِنْ مُشْكِلَةٍ، إِلَّا إِذَا كَانَ اللَّهُ مَعَهُ حَافِظًا وَمُعِينًا وَمُؤَيِّدًا، فَيَسْتَشْعِرُ فَقْرَهُ إِلَى اللَّهِ، كَمَا أَنَّهُ يَسْتَشْعِرُ فَقْرَهُ إِلَى اللَّهِ فِي العِبَادَةِ، أَيْضًا يَسْتَشْعِرُ فَقْرَهُ إِلَى اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي الاستعَانَةِ.
•نَعَمْ.
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.

فَصْلُ: //تَقْوَى الْقُلُوبِ//

_ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
((لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ-، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)).
•رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

_ هَذَا الْفَصْلُ حَدِيثٌ عَنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ لِلَّهِ -سُبْحَانَه-، وَهَذِهِ التَّقْوَى الَّتِي فِي الْقُلُوبِ هِيَ الْأَسَاسُ، أَسَاسُ صَلاحِ الْقُلُوبِ أَنْ تَكُونَ الْقُلُوبُ عَامِرَةً بِتَقْوَى اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
التَّقْوَى مَحَلُّهَا الْقَلْبُ، مِثْلَ مَا فِي الْحَدِيثِ هُنَا أَشَارَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ يَقُولُ: ((التَّقْوَى هَا هُنَا، التَّقْوَى هَا هُنَا، التَّقْوَى هَا هُنَا)).
ثَلاثَ مَرَّاتٍ يُعِيدُهَا تَأْكِيدًا، يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ.
-أَيْ: أَنَّ التَّقْوَى فِي الْقَلْبِ.
﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: ٣٢]

_ هَذِهِ مِنْ صِفَاتِ الْقُلُوبِ الْعَظِيمَةِ، الَّتِي بِهَا الصَّلاحُ الْعَامُّ لِلْعَبْدِ، لَأَنَّ إِذَا اتَّقَى الْقَلْبُ الرَّبَّ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، صَلُحَ الْعَمَلُ كُلُّهُ.

_ مِثْلَ مَا تَقَدَّمَ فِي الحديث الْأَوَّلِ: ((أَلا أَنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ ..)).
-أَيْ: بِتَقْوَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَحُسْنِ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِ.

((.. صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ)).

_ لَاحِظْ فِي الْحَدِيثِ: ((التَّقْوَى هَا هُنَا)).
جَاءَتْ مُتَوَسِّطَةً بَيْنَ تَحْذِيرٍ مِن احْتِقَارِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ.

_ قَالَ: ((لَا يَحْقِرُهُ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)).

•جَاءَتْ مُتَوَسِّطَةً بَيْنَ هَذَيْنِ:
_ بَيْنَ قَوْلِهِ:
((لَا يُحَقِّرْهُ)).
_ وَقَوْلِهِ:
((بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)).

_ قَوْلُهُ: ((بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ)).

-أَلَيْسَ هَذَا تَكْمِيل لِقَوْلِهِ: "لَا يَحْقِرُهُ"؟
-أَلَيْسَ هُوَ تَكْمِيلٌ لَهُ؟
هَذَا تَكْمِيلٌ لَهُ: لَا يَحْقِرُهُ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ، لَكِنْ وَسَّطَ ماذا؟ بَيْنَهُمَا مَاذَا؟
((التَّقْوَى هَا هُنَا)).

هَذَا فِيهِ سِرٌّ عَظِيمٌ جِدًّا، نَبَّهَ عَلَيْهِ أَهْلُ العِلْمِ، هَذَا فِيهِ سِرٌّ عَظِيمٌ جِدًّا.
-يَعْنِي: لِمَاذَا وُسِّطَتْ التَّقْوَى؟؟

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:25


🤍 التعليق على أحاديث إصلاح القلوب
للشيخ/ عبد الرزاق البدر حفظه الله

📍المحاضرة الخامسة
الجزء الثاني

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

22 Oct, 18:13


‎⁨أحاديث إصلاح القلوب الدرس الخامس ج1⁩.docx

7,704

subscribers

45

photos

213

videos