شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب @fekaha Channel on Telegram

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب
https://t.me/fekaha
_

✒️ *مثَّل الله الإيمان بالله كالشجرة الطيبة*
*فما هي شجرة الإيمان؟*
*وما هي أوصافها؟*
*وما أسبابها؟*
*وماأصولها؟*
📚 *يجب علينا أن نتعرف على هذه الشجرة الطيبة حتى نجتهد على التحقق بهذه الأوصاف علمًا وعملاً*
https://t.me/fekaha
7,826 Subscribers
45 Photos
235 Videos
Last Updated 04.03.2025 22:58

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب: أهمية الإيمان والتقوى

يُعَدُّ الإيمان بالله من أبرز ما يتمحور حوله فكر المسلم وأخلاقه. وقد تم تصوير هذا الإيمان في العديد من النصوص الدينية كأنه شجرة طيبة تعطي ثمارها في كل حين. وهذا الوصف ليس مجرّد استعارة بل هو رؤية عميقة لطبيعة الإيمان وتأثيره على حياة الفرد والمجتمع. في كتاب 'أحاديث إصلاح القلوب' يتناول كاتبه أوصاف هذه الشجرة الطيبة، ويدعو القراء إلى التأمل في معاني الإيمان وأصوله. يُعتبر هذا الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم كيف يمكن للإيمان أن يساهم في إصلاح القلوب وتوجيه المسلم نحو سلوكيات إيجابية تُعزِّز من إيمانه وتجعل منه فردًا نافعا لمجتمعه. من خلال هذا المقال، سنناقش أوصاف شجرة الإيمان وأسبابها وأصولها، بالإضافة إلى مجموعة من الأسئلة الشائعة المرتبطة بهذا الموضوع.

ما هي شجرة الإيمان وما هي أوصافها؟

شجرة الإيمان تُعتبر رمزًا لمعاني الإيمان المتجذرة في القلب، فهي تتصف بالقوة والثبات، تماما مثل الشجرة التي تعطي ثمارا طيبة. هذه الأوصاف تشمل الصبر، اليقين، والطمأنينة. وكلما زاد إيمان الفرد، زادت قوة هذه الشجرة وازدهرت.

كما تمتاز شجرة الإيمان بقدرتها على مواجهة العواصف والأزمات، حيث تظل متجذرة في الأرض رغم التحديات. الأفراد الذين يتمتعون بإيمان قوي هم أولئك الذين يجدون القدرة على التكيف ومواجهة التحديات بثبات.

ما هي أسباب نمو شجرة الإيمان؟

تتعدد الأسباب التي تسهم في نمو شجرة الإيمان، بدءًا من المعرفة العميقة بالله وأسمائه وصفاته، إلى الالتزام بالعبادات والطاعات. يساهم العلم والدراسة في تعزيز الإيمان ويجعل الفرد أكثر وعياً بتعاليم دينه.

أيضًا، التأمل والتفكر في آيات الله ومناظره الخلابة، وكذلك الانخراط في المجتمعات التي تشجع على التقوى والإيمان، تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الإيمان وتنمية هذه الشجرة الطيبة.

كيف تؤثر شجرة الإيمان في إصلاح القلوب؟

شجرة الإيمان تؤثر بشكل مباشر على القلب؛ حيث إن قلب المؤمن ينمو ويزدهر بمدى إيمانه، مما يقود إلى مشاعر الخشوع والسكينة. كما أن الإيمان يملأ القلب بالمحبة والرحمة تجاه الآخرين.

عندما تكون شجرة الإيمان قوية، تتحقق العديد من القيم الأخلاقية مثل الصدق، الأمانة، والعطاء، مما يساهم في إصلاح القلب وتوجيهه نحو الخير.

ما هي أصول شجرة الإيمان؟

تتكون أصول شجرة الإيمان من عدة جوانب أساسية تشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. هذه الأصول تتربع على عرش العقيدة الإسلامية وتُعتبر العمود الفقري للروح الإيمانية.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأخلاق الحميدة والعمل الصالح من أصول هذه الشجرة، فهي تمنح الإيمان عمقًا وتنوعًا، مما يجعل من صاحبها شخصًا يُحتذى به في المجتمع.

كيف يمكن نشر مفهوم شجرة الإيمان بين الناس؟

يمكن نشر هذا المفهوم من خلال التعليم والتوجيه، حيث يجب على المعلمين والدعاة توضيح أهمية الإيمان وكيف أن له تأثيرًا عميقًا على حياة الإنسان وسلوكه.

أيضًا، يمكن استخدام وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل المتعلقة بإصلاح القلوب وأهمية الإيمان، مما يساعد في توسيع دائرة الوعي.

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب Telegram Channel

في قناة "شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب" على تطبيق تليجرام @fekaha، ستجد كل ما تحتاجه لتطوير قلبك وتحسين إيمانك. تعتبر القناة مصدرًا قيّمًا لفهم أسرار الإيمان بالله وكيفية تحقيق الإصلاح الداخلي. يتناول الشرح موضوعات مختلفة مثل شجرة الإيمان، أوصاف القلوب الطيبة، وأسباب تحقيق الإصلاح.

هل تساءلت يومًا عن معنى شجرة الإيمان؟ أو عن كيفية الوصول إلى قلب طيب ومستقر؟ إذا كنت من الباحثين عن الحقيقة والإصلاح الحقيقي، فقناة "شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب" هي المكان المناسب لك. انضم الآن لهذه القناة المميزة واستمتع بالدروس والمحاضرات التي ستساعدك على النمو الروحي والعقلي.

لا تدع الفرصة تفوتك لاكتساب المعرفة وفهم أسرار القلب الطيب. انضم اليوم لقناة @fekaha على تطبيق تليجرام وابدأ رحلتك نحو التحقق بأوصاف القلب الطيب وتحقيق الإصلاح الداخلي. اكتشف الجوانب الروحية للحياة واستمتع بتحقيق التوازن والسعادة الداخلية. وتذكر دائمًا: "يجب علينا أن نتعرف على شجرة الإيمان الطيبة حتى نجتهد على التحقق بهذه الأوصاف علمًا وعملاً".

شرح كتاب أحاديث إصلاح القلوب Latest Posts

Post image

_ ونسأل الله الكريم أن يزيننا أجمعين بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يصلح لنا أجمعين شأننا كله.

اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم ، وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة أمرنا وللمسلمين والمسلمات.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وسدده في أقواله وأعماله.
اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، ولما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين.

اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد ﷺ واجعلهم رحمة، ورأفة على رعاياهم.

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين.

اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وأعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم أنجِ المستضعفين من المسلمين، واحقن دماءهم يا رب العالمين، واحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين.

اللهم وعليك بأعداء الدين، فإنهم لا يعجزونك.
اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.

اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم يا حي يا قيوم أصلح لنا أجمعين النية والذرية والعمل.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرًا.

○--•°•✵✯✵•°•--○

12 Feb, 17:02
236
Post image

•كتاب أَحَادِيثُ إِصْلَاحِ الْقُلُوبِ
•صَلاحُ القُلُوبِ بِالْقُرْآنِ
•المُحَاضَرة السابعة عَشْرَة
~الجزء الثاني~

○--•°•✵✯✵•°•--○

🎀❁••══﷽══••❁🎀

_ فصل: عمارة القلب بالإيمان.

_ عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ:
(يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم، يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته).
•رواه أحمد وأبو داود.

_ هذا الفصل عمارة القلب بالإيمان.

فيه بيان أمر مهم جدًّا من خلال هذا الحديث، حديث أبي برزة الأسلمي.
وهو أن لعمارة القلب بالإيمان أثرًا عظيمًا على العبد في سلوكه وأعماله.

وعلى العكس من ذلك:
_ ضعف الإيمان في القلب، يثمر أيضاً أعمالًا سيئة، يثمر سلوكًا سيئًا، يثمر تصرفات لا تليق بالمؤمن، وإنما ذلك ناشئ عن ضعف الإيمان بالقلب.

فعمارة القلب بالإيمان صلاح.

تأملوا هذا الحديث: يذم النبي -عليه الصلاة والسلام- المغتابين والنمامين، ومن يجلسون مجالس السخرية، والوقوع في الأعراض.

_ يقول -عليه الصلاة والسلام- مخاطبًا هؤلاء:
(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه).
-يعني: لم يتمكن الإيمان من قلبه، بمعنى أنه لو تمكن الإيمان بالقلب لصار المرء سليم الصدر تجاه إخوانه، سليم اللسان.

_ مثل ما قال الله -عز وجل-:
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [سُورَةُ الحَشْرِ: ١٠].

فوصفهم بسلامتين:
١- سلامة اللسان:
ليس فيه شتم، ولا غيبة، ولا وقيعة، ولا طعن، ليس فيه إلا الدعاء:
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾.

٢- وسلامة القلب:
﴿وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا﴾.
قلوبهم نظيفة، ليس فيها تجاه إخوانه المسلمين إلا الصفاء، والمحبة، والخير.

قلب هذا شأنه، هل يتحرك غيبة لإخوانه، سخرية بهم، هتكًا لأعراضهم، استهزاء، وغير ذلك؟

هذه إذا وجدت علامة على ضعف الإيمان في القلب، لأن إذا قوي الإيمان في القلب، وتمكن من القلب ظهرت آثاره.
_ قال:
(يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عورتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته).

_ نقف الآن وقفة مهمة مع قوله:
(ولم يدخل الإيمان قلبه).
•نعم.

_ قوله ﷺ:
(ولم يدخل الإيمان قلبه)، هذا نظير:
_ قول الله تعالى:
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥)} [سُورَةُ الحُجُرَاتِ].

وقد نزلت في جماعة من الأعراب، ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان، ولم يحصل لهم بعد, ِّ، وأُعلِموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد.

_ فقيل لهم على وجه التأديب:
{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}.

-أي: لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد، ولم يتمكن الإيمان في قلوبكم.

-ولفظ: {وَلَمَّا} ، يُنفى به ما يقرب حصوله ويحصل غالبا، فهو يدل على أن دخول الإيمان في قلوبهم منتظَر منهم.

فإن الذي يدخل في الإسلام ابتداء، لا يكون قد حصل في قلبه الإيمان، لكنه يحصل فيما بعد، وكان كمن أسلم رغبة في الدنيا، فلم يمضِ وقت إلا والإسلام أحب إليه مما طلعت عليه الشمس.

وكمن دخل في العلم والدين لرغبة في مال أو جاه، فلما ذاق حلاوة العلم والإيمان، كان ذلك أحب إليه مما طلعت عليه الشمس.

ولهذا كان عامة الذين أسلموا رغبة ورهبة، دخل الإيمان في قلوبهم بعد ذلك.

وكثير من المسلمين ينشأ على القيام بأعمال الإسلام الظاهرة، فيصلي ويصوم ويحج ويتصدق، ولكن حقائق الإيمان الباطنة لا تكون متمكنة وراسخة في قلبه.

فهذا مسلم، ولكنه لم يصل إلى درجة الإيمان، فالإيمان درجة عالية، ومرتبة رفيعة، لا يصل إليها إلا من دخل الإيمان في قلبه ورسخ.

_ فعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال:
(أعطى رسول الله ﷺ رهطًا، وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله ﷺ منهم رجلا لم يعطه، وهو أعجبهم إليه، فقمت إلى رسول الله ﷺ فساررته فقلت ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنًا قال، أو مسلمًا، قال: فسكت قليلًا ثم غلبني ما أعلم فيه، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنًا، قال أو مسلمًا، قال: فسكت قليلًا، ثم غلبني ما أعلم فيه، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنًا قال:

12 Feb, 17:02
149
Post image

أو مسلمًا، يعني، فقال: إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يُكب في النار على وجهه).
•متفق عليه.

فنبهه النبي ﷺ بقوله، أو مسلما، إلى الحكم له برتبة الإسلام التي يحكم بها لكل من صلح ظاهره، ولا يحكم له بالإيمان، لأنه مبني على معرفة ما في باطن العبد.
إذ هو راجع إلى صلاح الباطن الذي به كمال صلاح الظاهر، وهذا شيء لا يطلع عليه الناس.

_ والله تعالى يقول :
{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [سُورَةُ النَّجْمِ: ٣٢].

والتزكية من العباد لأنفسهم المنهي عنها في الآية، هي إخبارهم عن أنفسهم بكونها زاكية، واعتقاد ذلك، بل المرجع في ذلك إلى الله -عز وجل- العالم بحقائق الأمور، وخفايا الصدور.

_ ولهذا قال -سبحانه-:
{هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.

_ كما قال تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٤٩].

ثم إن الإيمان إذا دخل في القلب، وتمكن فيه، حجز صاحبه عن المعاصي، ومنعه من الذنوب.

_ ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث المتقدم:
(يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم).

ففيه تنبيه على أن غيبة المسلمين، والتجسس عليهم، وتتبع عوراتهم، ومساوئهم، أمارة على نقص الإيمان القلبي وضعفه، لأنه لو كان قويًّا لحجز عن هذه الفعال.

_ عن أبي جعفر محمد بن علي -رحمهم الله- أنه سئل عن قول النبي ﷺ:
(لا يزني الزاني حين يزني، وهو مؤمن فقال أبو جعفر: هذا الإسلام ودَوَّرَ دارة واسعة، وهذا الإيمان ودَوَّرَ دارة صغيرة في وسط الكبيرة، فإذا زنى أو سرق خرج من الإيمان إلى الإسلام، ولا يُخرجه من الإسلام إلا الكفر بالله).
•انتهى كلامه.

فالإيمان القلبي الصادق أعظم حاجز للعبد، وأقوى رادع له، يكفه عن الذنوب ويحجزه عن الوقوع في المعاصي.
ولهذا فحاجة العبد ماسة وضرورته ملحة إلى تعلم أصول الإيمان، والعناية بها، واتخاذ الأسباب الميسرة لوصولها إلى قلبه.

وأن يجاهد نفسه في تعلم حقائق الإيمان الباطنة، مما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وما يتعلق بملائكته وأنبيائه ورسله وقدره، وغير ذلك من أصول الإيمان وبذل الجهد في اتخاذ الأسباب الجالبة لذلك.

_ قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-:
(والله تعالى قد جعل لكل مطلوب سببًا وطريقا يوصل إليه، والإيمان أعظم المطالب وأهمها وأعمها).

وقد جعل الله تعالى له مواد كبيرة تجلبه وتقويه، كما كان له أسباب تضعفه وتوهيه.

ومواده التي تجلبه وتقويه أمران:
١- مجمل
٢- ومفصل.

١- أما المجمل:
فهو التدبر لآيات الله المتلوة من الكتاب والسنة، والتأمل لآياته الكونية على اختلاف أنواعها، والحرص على معرفة الحق الذي خلق له العبد، والعمل بالحق، فجميع الأسباب مرجعها إلى هذا الأصل العظيم.

٢- وأما التفصيل:
فالإيمان يحصل، ويقوى بأمور كثيرة، منها بل أعظمها:

١)- معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة.
٢)- والحرص على فهم معانيها، والتعبد لله فيها.

_ فقد ثبت في الصحيحين عنه ﷺ أنه قال:
(إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مئة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة).

-أي: من حفظها، وفهم معانيها، واعتقدها، وتعبد لله بها دخل الجنة.
والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون.
•فعُلم أن ذلك أعظم ينبوع، ومادة لحصول الإيمان وقوته وثباته.
ومعرفة الأسماء الحسنى هي أصل الإيمان، والإيمان يرجع إليها،

ومنها:
٣)- تدبر القرآن على وجه العموم:
فإن المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه ما يزداد به إيمانًا.

_ كما قال تعالى:
{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [سُورَةُ الأَنفَالِ: ٢].

وكذلك إذا نظر إلى انتظامه وإحكامه، وأنه يصدق بعضه بعضًا، ويوافق بعضه بعضًا، ليس فيه تناقض ولا اختلاف، تيقن أنه:
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سُورَةُ فُصِّلَتْ: ٤٢].

وأنه لو كان من عند غير الله لَوُجِد فيه من التناقض والاختلاف أمور كبيرة.

_ قال تعالى:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٨٢].

وهذا من أعظم مقويات الإيمان.
فالتدبر للقرآن من أعظم الطرق والوسائل الجالبة للإيمان والمقوية له.

_ قال تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سُورَةُ صٓ: ٢٩].

فاستخراج بركة القرآن التي من أهمها حصول الإيمان سبيله وطريقه تدبر آياته وتأملها.

_ وكذلك معرفة أحاديث النبي ﷺ وما تدعو إليه من علوم الإيمان وأعماله، كلها من محصلات الإيمان ومقوياته.

فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ ازداد إيمانه ويقينه.

12 Feb, 17:02
158
Post image

{.. وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨)} [سُورَةُ الحُجُرَاتِ].

_ وقال تعالى:
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [سُورَةُ النُّورِ: ٢١].

فالأمر بيد الله، ولهذا يكثر المرء من الدعاء، وسؤال الله أن يزكي قلبه بالإيمان يسأل الله، ولا يخيب -سبحانه وتعالى- عبدًا دعاه، ولا مؤمن رجاه.

ثم يُتْبِع الدعاء والعناية بالتفويض، والالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- يُتْبِع ذلك ببذل الأسباب.

_ والشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- فصّل تفصيلًا جميلًا في كتاب، ينصح كل مسلم أن يقتنيه، وأن يعتني به، وهو كتاب: "التوضيح والبيان لشجرة الإيمان".

اعتنى عناية عظيمة جدًّا ببيان الأمور التي تجلب الإيمان إلى القلب.
-ما هي الأشياء التي تفعلها فيُجلَب الإيمان إلى قلبك. ذكر:
١- أن يكون عندك عناية خاصة بالفقه في أسماء الله الحسنى وصفاته العليا. تتعرف وتجاهد نفسك على المعرفة بالأسماء والصفات ومعانيها ومقتضياتها ومدلولاتها معرفة سليمة في ضوء ما دل عليه كتاب الله، وسنة نبيه ﷺ على جادة السلف وطريقتهم.

هذه المعرفة لها آثار قوية على القلب نفسه زكاء وصلاحًا وعمارة بالإيمان.

أصلًا القلب لا يُعمَر بالإيمان إلا بهذه المعرفة بالله.
لا تكون عمارته بالإيمان إلا بالمعرفة الصحيحة بالله -عز وجل-، فكلما قويت المعرفة القلبية بالله، قوي إيمان القلب، وزكى القلب وطاب.

٢- وكذلك العناية بالقرآن الكريم، القرآن الكريم يقوّي الإيمان في القلب ويزيده قراءة بتدبر وتفهم .

_ وقد قال الله -سبحانه وتعالى-:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [سُورَةُ الأَنفَالِ].

هذه الدرجة العالية: (الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) كان أهلها يعملون عملًا جادًّا في القراءة للقرآن، والتدبر لآياته، والاهتداء بهداياته.

_ قال تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سُورَةُ صٓ: ٢٩].

فيعتني بهذا الجانب، يستخرج بركة القرآن، القرآن فيه بركة عظيمة تصل إلى القلب إذا عمل العبد بالتدبر على استخراجها.

٣- أيضا مما يقوّي الإيمان في القلب:
دراسة السيرة النبوية والشمائل، شمائل النبي -عليه الصلاة والسلام-.

فإن هذا باب مهم، وخَلْق من الناس في زمانه وبعد حياته، كان إسلامهم ودخولهم في الدين هو وقوفهم على أخلاق النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وعلى شمائله العظيمة وأوصافه الجميلة -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه-.

_ في حياته كان يأتي الرجل إليه، وليس على وجه الأرض أبغض إليه منه، يبغض النبي -عليه الصلاة والسلام- البغض الشديد، فما أن يراه ويرى خُلُقه وشمائله ولطفه وحسن تعامله، إلا ويتحول من ساعته وليس على وجه الأرض أحب له منه.

وهذا كثير تقرؤه في السيرة، وأنت أيضا تجد ذلك في نفسك لما تقرأ السيرة النبوية بتمعن، وتفهُّم لهذه السيرة العظيمة سيرة نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- تجد لهذا أثر على قلبك.

ولهذا يعني المعرفة بالله والمعرفة بالرسول -عليه الصلاة والسلام- تعد صمام أمان من الهلاك.

{قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (٦٧) } [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ].

_ ثم ذكر تعالى أمرين:
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ: ٦٨].

_ ثم قال تعالى:
{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ} [سُورَةُ المُؤْمِنُونَ: ٦٩].

لأن هذا سلامة من النكوس، المعرفة بالرب، والمعرفة بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، وسيرته العطرة.

_ ولهذا يقول الشيخ: فهو أكبر داعٍ للإيمان في أوصافه الحميدة، وشمائله الجميلة، وأقواله الصادقة النافعة، وأفعاله الرشيدة، فهو الإمام الأعظم، والقدوة الأكمل.

٤- كذلك التفكر في هذا الكون:
الذي يدلك على عظمة خالقه وكمال مبدعه وموجده -سبحانه وتعالى-.

فهذا فيه أيضًا آثاره العظيمة على القلب، أن ينظر في هذا الكون نظر تفكر وتأمل، فإن هذا يهديه لعظمة من خلقه، ويهديه لكمال من أبدعه -سبحانه وتعالى-.

•الحاصل:
هناك أمور عديدة تجلب الإيمان للقلب، ولها أثرها العظيم على القلب في قوة الإيمان، وصلاح القلب.

ولعل يكون منا عناية بهذا الكتاب، كتاب "التوضيح والبيان لشجرة الإيمان " للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى-.

12 Feb, 17:02
185