"كلما استطاع المسلم التخلص من الضباب الكثيف الذي يصنعه الانهماك في الدنيا، ومنح نفسه ساعةَ تأمل في لحظة صفاء، وتذكر قرب لقاء الله، فإنه سيتفاجأ بحيوية جديدة تَدُبُّ في نفسه، سيشعر كأنما قام قلبه باستحمام إيماني يزيل عنه العوالق والأوضار، ستتغير نظرته لكثير من الأمور..
ومن أهم ما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الزهد في الفضول؛ فضول النظر، وفضول السماع، وفضول الكلام، وفضول الخُلطَة، وفضول النوم، وفضول تصفح الإنترنت، ونحوها، فيصبح المرء لا ينفق نظره وسمعه ووقته إلا بحسب الحاجة فقط..
ومما يصنعه استحضار لقاء الله في النفوس الإقبال على القرآن، فيعيد المثقف المسلم صياغة شخصيته الفكرية على ضوء القرآن، لأنَّ الله في هذا اللقاء العصيب القادم سيحاسبنا على ضوء هذا القرآن، وإنّه والله لغايةِ الخسارة؛ أن يبني المثقف المسلم شخصيته من كتب فكرية منحرفة، هل رأيتَ أخسر ممن يترك النَّبَعَ ويترشَّف المستنقعات؟!"