💫إشراقة الجزء (١٩)💫
💫الثلاثاء ١٩ / ٤ / ١٤٤٦هـ💫
▪️قوله تعالى : {{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ }} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٤].
" الضمير في قوله وإنه، يعود إلى القرآن الكريم، وهذه الجملة مؤكدة بإن واللام، إن، واللام لتنزيل، {{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }} فإنه منزل من عند الله عز وجل، إذا هو كلام الله، أنزله إلينا، هذا القرآن الكريم نزل من عند من؟ من عند الله {{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ }}, نزل من عند الله، {{ نزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }}, وهو جبريل، وسماه الله روحا لأنه ينزل بالروح، {{ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا }}, يعني القرآن، فهو ينزل بالوحي الذي هو حياة القلوب، وروح القلوب {{ نزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }} وأي أمين؟ نعم، أمانة عظيمة، {{ نزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ }} وهنا قال على قلبك، وفي آيات أخرى يقول عليك، لماذا قال على قلبك؟ لأن القلب محل الوعي، فالرسول صلى الله عليه وسلم وعى هذا القرآن، ولم يسقط منه حرفا ولا كلمة ولا آية، كان عليه الصلاة والسلام إذا نزل عليه الوحي يتعجل، يقرأ يتابع جبريل، فقيل له {{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ }} يعني قرأه جبريل الذي هو رسولنا إليك {{ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }}, من تكفل بيانه؟ الله عز وجل، ونعم الكفيل، تكفل بأن يبين هذا القرآن لعباده، لفظا ومعنى، ولهذا لا يوجد في القرآن كلمة لا يفهم أحد معناها، بمعنى أن الأمة كلها تطبق على عدم معرفتها هذا لا يمكن، صحيح أن من القرآن ما يخفى على بعض الناس دون بعض وهذا واضح، لكن لا يمكن أن يوجد في القرآن شيء لا تفهمه الأمة كلها، أبدا، {{ ثم إن علينا بيانه }}, فتكفل الله عز وجل أن يبين للناس هذا القرآن لفظا ومعنى، وهذا الواقع والحمد لله، فكتاب الله منذ نزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى يومنا هذا وهو محفوظ ولله الحمد بحفظ الله، القرآن تلقاه الرسول من جبريل، وأبلغه الصحابة ونعم الصحابة الأمناء، وألقوه إلى التابعين، ثم بقي يأخذه الصغير عن الكبير إلى يومنا هذا ولله الحمد، {{ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ }} وقد كان عليه الصلاة والسلام من المنذرين، وكان أفضل المنذرين، وأصبر المنذرين، وأعلم المنذرين، وأخشى المنذرين لله "
(تفسير ابن عثيمين)