قناة الشيخ مصطفى سيد الصرماني

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

ذكر العلامة ابن القيم جملة من الفوائد وقال في أخرها:
"فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها، ومن لم يصادف من قلبه حياة؛ فهي:
خود تزف إلى ضرير مقعد "

ومراده رحمه الله: أن المعاني والحكم الناتجة عن تدبر كلام الله عز وجل هي كالحياة للقلب إذا وجدت منه تصديقا وإيمانا، فالقلب الحي الخالص من الشوائب هو من ينتفع بها، ومن مات قلبه فلا ينتفع بذلك فهو كالأعمى المقعد الذي تزف إليه عروس جميلة، فلا هو انتفع بجمالها وحسنها، ولا هي صادفت من يعرف قدرها، فاللهم علمنا انفعنا.

لا تغبط اللي صار زوده بدنياه
يتبع هوى نفسه وغيّر طبوعه

اغبط تقي صار زوده بتقواه
عبد لصوت الحق يرخي سموعه

يفرح بصوت منادي الحق ناداه
عجل إلى المسجد بطي ركوعه

قصة دورة الأسماء الحسنى.

كنت أتصفح كتابا وحدثني من أعرف عنه الخير وما رأيت منه إلا الخير، فوصلنا بالحديث عن بعض فقه الأسماء الحسنى، فقال لي: لم لا تبدأ دورة في الأسماء الحسنى ؟
فقلت: نعم الرأي ونعتمد ما ثبت ونعطي قواعد قبل البدء، وتنبيهات بعد الانتهاء.

وبدأنا الدورة وقررت أكثر من مرة في الدورات بفضل ربي، وكان الشرح قبل ما يقرب من عشر سنوات.

وكان في بدايتها:
١- بعض القواعد الخاصة بهذا الباب والفرق بين الاسم والصفة وغير ذلك

٢- ثم ذكر الاسم وما اشتق منه من الصفات

٣- ثم كيفية التعبد به

٤- وختمت بتنبيهات وتوضيحات هامة.

ثم بعد مدة، اقترح عليّ أخ آخر من بلاد المغرب على أن تكون الدورة في مجالس مباشرة، فكان الشرح موسعا والحمدلله.

ولعل الله جعل ذلك في ميزانهما كل هذا ولا أعلم إن كان كتب لي منه شيء أم لا، ونسأل الله الأجر وأن يوفقنا ويجعلنا من المخلصين.

وكان هذا الرفيق الصالح يعرف علاجي، فكلما ألم بي شيء أو حدث معي شيء، قال: قم فاعط درسا، أو اشرح متنا، فهذا علاجك.

فيا أيها الأحبة مروا بالمعروف ولا تستحقروا أقله، وانصحوا وبينوا، فإنكم لا تعلمون أي عمل يكتب، أو أي أثر يبقى، فلربما تجد بميزانك حسنات ما كلفتك غير كلمة، أو إشارة.
واحرصوا على التمسك بالرفيق الصالح فهو غنيمة، ولو لم يكن له إلا أنه يشفع يوم القيامة لكان ذلك كافيا.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح

وبسبب هذا تبدأ الفتن، ويطلق الصغار ألسنتهم في الأكابر

الحمدلله أكرمنا الله ببعض الأفاضل وأرشدونا لتوفر نسخة للشراء من الكتاب الثاني والثالث.

ونسأل الله أن يتوفر الأول والرابع قريبا، ومن وجد شيئا فلا يحرمنا

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

قال شيخنا الموفق عبدالسلام الشويعر:
من أذل نفسه في طلب العلم، وأنقص قدرها عند أهل العلم، وبذلها البذل التام، ولم يتكبر، أنه هو الذي يُوفق

قلت: وفق الله شيخنا الموفق، وعلى النقيض فمن لم يفعل ذلك فإنه لا يوفق، وقد نظرت فوجدت أن المتكبر دائما جاهل، فمن تكبر وُضع، ومن تواضع رُفع، وفي هذا قال رسولنا:
(( وما تواضعَ أحدٌ للَّهِ إلَّا رفعَهُ اللَّهُ ))

‏قال عبدُ الله بن المبارك:
(اعلَم يا أخِي أن الموت اليومَ كرامة لكل مسلم لقي الله علَى السنة، فإنَا لله وإِنَا إليه راجعون؛ فإلى الله نَشكُو وحشتنا، وذهاب الإِخوان، وقلة الأَعوَان، وظهور البدع، وإلى الله نَشكُو عظيم مَا حل بهذه الأمة مِن ذهاب العلماء، وأهلِ السنة، وظهور البِدع)

روي أن عبدالله بن المبارك قال: ما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخا في الله عز وجل.

قيل:
ليس غنى أغنى من سكون القلب

{ولا تقتلوا أنفسكم}

قال الفضيل: لا تغفلوها عن ذكر الله؛ فإن من أغفلها عن ذكر الله تبارك وتعالى فقد قتلها.

وذكر ابن الجوزي وجها آخر عن أهل العلم: لا تقتلوها بارتكاب المعاصي.

ومن وجوه تفسيرها:
١- لا يقتل بعضكم بعضا

٢- النهي عن قتل النفس

٣- النهي عن تكليف النفس عملا يؤدي إلى إتلافها

من أسباب الإفراط في التكفير:

اتباع الظن وما تهوى الأنفس

من عنده علم فليراسل الأخ المشرف
@moshref1

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

أبحث عن نسخة من هذه الكتب بثمنها:

١- لباب الفقه على مذهب الإمام أحمد
[ لم أجده مع شدة البحث ويوم بحثت بالمعرض كان قد نفد ]

٢- شرح المحرر ٧ مجلدات لشيخنا الخضير [ نفد ولم أجده ]

٣- المؤرخ الممتاز [ لم أجده ]

٤- المنهج الأصولي عند شيخ الإسلام في رد البدع [ نفد ولم أجده ]

فمن يعرف اين تباع كلها أو بعضها بارك الله فيكم فليخبرني، ومن علم توفرها فليراسلني بارك الله فيكم.

يا ميتا في كل يوم بعضه
سدّد، فيوشك أن تموت جميعا

إنا لله وإنا إليه راجعون
توفي الرجل الصالح الطيب عم أبو محمود اليمني.

هذا الرجل والله كان من خيرة من عرفت وأنا في ينبع، جاورني وعشت معه ما يقارب الخمس سنوات، فما وجدت إلا الألفة والوجه البشوش والقلب السليم، ولا ينطق إلا بالخير، ولا تجد منه إلا خيرا، لا تفوته صلاة، وهو إما مؤذن لها أو إمام، كان يبكي وقت تركت ينبع، ويقول: أنت ولدي.

تقاسمنا الطعام والشراب، وجلسنا وخرجنا بصحبة أهل ينبع الطيبين، فكان لا يفارقني إلا في وقت العمل، وكان راضيا بالقليل ساعيا للقمة العيش ليعيل أهله ويزوج أولاده، وخلفني في إمامة المسجد، وكان لا ينسى الجميل فهو حافظ للمعروف صاحب بر ولو تحدثت عنه وذكرت ما لقيناه لأطلت، فوالله ولا أزكيه على الله أنني أشهد بذلك عند الله، فما وجدته إلا مصليا ذاكرا، رحمك الله ياعم أبو محمود رحمك الله وغفر لك وأسكنك الجنة، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره، واختم لنا بخير.

دعواتكم لهذا الرجل الطيب، ولنا وللمسلمين بحسن ختام وميتة طيبة.

تمت بفضل الله وحده، دورة دراسة كتب العقيدة المختصرة التأصيلية من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكان فيها:
١- شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
٢- شرح العقيدة الحموية لشيخنا صالح آل الشيخ حفظه الله.
٣- شرح العقيدة التدمرية لشيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله.

والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، وقد تم الحمدلله إجازة من حضر الدورة برواية هذه الكتب وشهادة تثبت إتمامه الدورة دراية، ونسأل الله أن ينفعهم بهذا ويرزقنا وإياهم العلم النافع والعمل الصالح.


وإن شاء الله تبدأ دورة جديدة في هذه الكتب بهذا الترتيب خلال أيام إن شاء الله تعالى.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

مناظرة المبتدعة قد تكون جناية لا يفطن المناظر لها

فطالما أنه لا توجد حاجة وضرورة فالمناظرة حينئذ تخالف هدي السلف، ومن الهدي الذي غفل عنه الناس -إلا من رحم ربك- تكون عند من يعقل ويعلم ومن تصلح أمامهم المناظرة لا أمام العامة الذين إذا خالطت قلوبهم الشبهات أهلكتها.

وفي هذا يقول الإمام اللالكائي:
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة، يموتون من الغيظ كمدا ودردا، ولا يجدون إلى أظهار بدعتهم سبيلا، حتى جاء المغررون ففتحوا لهم إليها طريقا، وصاروا إلى هلاك الإسلام دليلا، حتى كثرت بينهم المشاجرات، وظهرت دعوتهم بالمناظرة، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا وأخدانا، وعلى المداهنة خلانا وأخوانا، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا، ويلعنونهم جهارا، وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين .

ويقول الإمام الآجري:
سكوتك عنهم، وهجرتك لما تكلموا به أشد من مناظرتك لهم
ثم ذكر قول أيوب السختياني: ليس براد عليهم أشد من السكوت.

فإن دعتك حاجة لمناظرة أهل البدع فلحاجة وضرورة وبشروط بينها العلماء، وأمام من يصلح لهم ذلك، لكن أن ينشر الباطل ويظهر بسببك فهذه جناية، نسأل الله السلامة، ومن الذي ينجي العامي إن مرت على قلبه شبهات في مناظرة واستقرت فأهلكته !

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا وارفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، واجعله حجة لنا لا علينا.

الفطن من عرف ما يضر الناس فاجتنبه ولو كان فيه محقا.

فذكر ما يقوله المبتدعة وبيان بطلانه حق، لكن التكلم به أمام من لا يفهم أو أمام من لا يصلح لهذا فيه خطر عظيم، وهو أن الشبهات قد تعلق في قلب العامي أو قليل العلم فيهلك

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

[ البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة؛ إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلا، ولا تكون باطلا محضا لا حق فيها؛ إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس؛ ولكن تشتمل على حق وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل؛ إما مخطئا غالطا، وإما متعمدا لنفاق فيه وإلحاد.]

ذكر الحافظ ابن حجر عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان ينشد هذه الأبيات:

تموت النفوس بأوصابها
ولم تدر عوادها ما بها

وما أنصفت مهجة تشتكي
أذاها إلى غير أحبابها

لمن يفطن

وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء؛ بل يكونون مثل الإخوة المتعاوبين على البر والتقوى، كما قال تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه؛ بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله، الذين يجعلون من وافقهم صديقا مواليا، ومن خالفهم عدوا باغيا؛ بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله، ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله.
ومن مال مع صاحبه سواء كان الحق له أو عليه فقد حكم بحكم الجاهلية، وخرج عن حكم الله ورسوله، والواجب على جميعهم أن يكونوا يدا واحدة مع المحق على المبطل، فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله، والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله، والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله، والمهان عندهم من أهانه الله ورسوله، بحسب ما يرضي الله ورسولة لا بحسب الأهواء.

[ شيخ الإسلام ابن تيمية ]

من أخطر الانحرافات عند الحدادية أنهم يجعلون كلام العالم من السلف بمثابة النص من الكتاب والسنة ويعاملونه كمعاملة الكتاب والسنة، بحيث أن المخالف يُبدع ويُفسق بل ويُكفر، وحتى يتضح الأمر سنذكر أمثلة:

يوردون أثرا: أن الله يقعد النبي على العرش
ويذكرون أثرا: أن الله يجلس على العرش

فالمشكلة ليست في إثبات صفة لله عز وجل، فلو صح الدليل لقلنا به ونفينا عن ذلك الكيفية وأنه ليس كمثله شيء، لكن الإشكال هو في أن المخالف لهم في هذا يتم تكفيره وتبديعه، ولو كان مخالفا لأجل أنه يضعف الأثر ويقول بعدم ثبوته أصلا وليس إنكارا للصفات أو تأويلا بل لعدم ثبوت الدليل.

- معلوم أن السلف قبلوا كلام مجاهد في إقعاد النبي على العرش، لكن لمسألة الإقعاد فقط ؟، لأن هناك نقطة يغفل عنها هؤلاء، وهي لماذا قبله السلف، ولم قالوا به، وهل قيل به لمعناه أم لبعض اللوازم الأخرى ؟
وهل هناك من السلف من لم يقل به، أو قال به للازم آخر ؟
والجواب:
أن السلف يرون أن المقام المحمود هو الشفاعة، وهو الذي ثبت في الصحيحين ولا يدافعه دليل آخر، فكيف يدفع بأثر عن مجاهد في ثبوته نظر عند بعض أهل العلم ؟
وبعض السلف يرون أنه الشفاعة مع إجلاسه على العرش، ولما تكلم الطبري عن هذا قال:
وأولى القولين في ذلك بالصواب ما صحّ به الخبر عن رسول الله [ القول بأن المقام المحمود هو الشفاعة ]

نعم قول مجاهد ليس محالا، لكن هو محل خلاف، فهل يُجعل دينا يمتحن به الناس ؟

إذن لماذا قبله السلف ؟
والجواب عند أبي داود تلميذ الإمام أحمد، فهو حين تكلم عنه وعن حكم من ينكره قال:
إلا إنا علمنا أن الجهمية تنكره من جهة إثبات العرش.

وهذا صنيع السلف في كثير من الآثار أنهم يثبتون هذا لإثبات العلو، أو الاستواء، فالذي ينكر ذلك إنما ينكر العلو أو الاستواء، لكن هل يكون نفس الحكم لمن لم يثبت عنده الخبر، أو أخذ بما في الصحيحين، وترك ما سواه، ونجد أن الذهبي تكلم في روايات الحديث وحكم ببطلانها، وكذلك الألباني من بعده، وغيرهما، مع كونهما يثبان الاستواء، ويثبتان العلو، إذن فهما لم ينكرا الأثر لأجل إنكار العلو أو الاستواء بل لأنه لم يثبت، فهل لو قلد رجل مثلا الطبري والذهبي والألباني وغيرهم يكون كافرا، بل هل لو قلد ما صح في الصحيحين عن رسول الله يكون كافرا جهميا ؟!

- نأتي لمسألة أن الله جالس على العرش.
فتفسير السلف للاستواء معروف مشهور بأنه: العلو والارتفاع.

وقال بعض السلف بالجلوس، لكن نقول ماذا لو قلد رجل السلف بقوله: العلو والارتفاع
ولم يأخذ بقول الجلوس مع إثباته لعلو الله واستوائه على عرشه، أيكون كافرا ؟!
وماذا عن ابن خزيمة الذي رد حديث عمر في الجلوس وأثبت أنه لا يثبت، مع كونه إمام الأئمة، فهل يكون بذلك جهميا ؟!

بل هناك نقطة أشار إليها ابن عثيمين، قال: كيفية الاستواء مجهول، ومن جملة الجهل ألا ندري أهو جالس أو غير جالس، ولكن نقول: معنى الاستواء العلو، هذا أمر لا شك فيه، استوى على العرش يعني: علا علواً خاصاً، غير العلو العام الذي على جميع المخلوقات.
وهذا نكتة لطيفة من الإمام ابن عثيمين رحمه الله إذ أن الجلوس داخل في الكيفية ولذلك قال عن الجلوس [ محل نظر ]

ولذلك لما عقب العلماء على من ينكر أثر الجلوس قالوا: يكون جهميا.
ليس لأنه ينكر الجلوس، بل لأنه ينكر الاستواء على العرش، وهو كالمثال الأول، وهو بالقطع لا يكون مثل من لم يثبت عنده الأثر، أو رده آخذا بما ثبت وصح.

الخلاصة: أن كلام العالم لا ينبغي أن يكون دينا يمتحن به الناس، ويكفر به المخالف، وطالما أن في المسألة خلاف والمخالف داخل في دائرة الإثبات ورده إنما كان من جهة ثبوت الخبر لا من جهة نفي الصفات فلا يُكفر ولا يُبدع

وطالما أن في المسألة خلاف وهو داخل دائرة الإثبات فلا ينبغي تضليل الآخذ بقول هو صحيح ثابت، فأنت تريد مني قبول أن الله يقعد النبي على العرش، ولا تريد أن تقبل مني أخذي بما ثبت في الصحيحين!
وتريد مني أن أقبل أخذك بآثار لا تصح ولا تثبت، ولا تريد أن تقبل مني أخذي بالصحيح الثابت ؟

وتزعم أنك متبع، وأنا كذلك متبع، والمسألة تسع، لأنه قد ورد ما أخذته انت وما أخذته أنا، فكيف تضيقها ومن جهة الصحة أنا أخذت بالأصح، ومع ذلك لم أنكر عليك لوجود الخلاف، فكيف تنكر عليّ والصواب من حيث الثبوت معي لا معك !

فنحن لا نضلل من قال بإجلاس النبي على العرش مع الشفاعة، ولا نضلل من قال بأن الله جالس على العرش، لكننا أخذنا بما ثبت وصح وقلدنا في ذلك السلف أيضا، فمن الأولى أن تعوا أنه لا يحق لكم تضليل وتكفير المخالف، ولو ثبتت لله صفة أثبتناها بمعناها وفوضنا كيفيتها، على القاعدة المعلومة عند أهل السنة.

ولهذا كان هذا المنهج خطيرا، نسأل الله لنا السلامة والعافية، والعلم النافع والعمل الصالح.

https://t.me/elsarmani_official

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

مفاتح العلم بيد العالم لا بوجود الكتب

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا.))

فانظر لقوله صلوات ربي وسلامه عليه، فإنه لم يقل: يقبض العلم برفع الكتب، وإنما قال: (( يقبض العلم بقبض العلماء ))

فالعلم ليس في وجود الكتب، ولا كونها مبثوثة منتشرة، بل العلم أن يوجد من بيده مفاتحها، وأهل العلم وإن حوت الكتب علما فهي بدونهم لا قيمة لها، فأهل العلم الذين يفتحون ما أغلق، ويحلون ما أُشكل، ولذا كان ذهابهم ذهاب العلم، ولو قرأ الإنسان ولم يأخذ العلم عن أهله وفتح الأقفال بفهمهم هلك، وانظر رحمك الله لقول الشاطبي رحمه الله:
"وإذا ثبت أنه لابد من أخذ العلم عن أهله فلذلك طريقان:
أحدهما: المشافهة، وهي أنفع الطريقين وأسلمهما
الطريق الثاني: مطالعة كتب المصنفين، ومدوني الدواوين.
وهو أيضاً نافع في بابه بشرطين:
ـ الشرط الأول: أن يحصل له من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ومعرفة اصطلاحات أهله ما يتم له به النظر في الكتب، وذلك يحصل بالطريق الأول من مشافهة العلماء، أو مما هو راجع إِليه؛ وهو معنى قول من قال: " كان العلم في صدور الرجال، ثم انتقل إلى الكتب، ومفاتحه بأيدي الرجال".
والكتب وحدها لا تفيد الطالب منها شيئاً، دون فتح العلماء، وهو مشاهد معتاد.

وقد يكون القبض معنويا، فتخرج طائفة شيخها كتابها، لا يحكمون مسائل العلوم، ولا يفتحون المغاليق بفهم أهل العلم، فيطالعون الكتب بلا فهم صحيح، أو مرشد ناصح أمين، فيتبعون ما يظنونه محكما، ويقتحمون أبوابا يظنون فيها نجاتهم، فيضلون ويضلون، وهم الجهال الذين أخبر النبي عنهم، فيتصدرون بتعجل، ويتحدثون بجهل، فيطعنون في كل عالم، ويسقطون كل مجتهد، فيحقرون العلم في أعين الطالبين، ويحطون من قدر أهل الفضل في اعين المسلمين.

ولذا كان أثر هؤلاء في الأمة كالطاعون الذي يقبض الأرواح، فإن الموت يغيب العالم، وبفقده يفقد علم كثير، فكذلك اسقاطهم العالم والطعن فيه هو كقتله وفقده، فالنتيجة في الحالتين واحدة: ذهاب العالم وذهاب علمه.

نعوذ بالله من حال هؤلاء ونسأل الله ان يسلمنا وإياكم.

https://t.me/elsarmani_official

قال الحدادي بمقالة الجهمية، ثم خرج يكذب شرقا وغربا ويدلس ويكذب ليثبت أن قوله ليس قول الجهمية، فنقول له: قد قلت: من معاني الجبار أنه يجبر العباد على طاعته.

وبما أنه لا يعرف الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية، فنجيبه بهذا الأثر:
جاء رجل للإمام أحمد بن حنبل فقال: إن رجلا قال: إن الله يجبر العباد على طاعته.
فقال الإمام أحمد: بئس ما قاله

وهنا نسأل الحدادي وأتباعه: هل ستأخذون بقول الإمام أحمد أم بقول رأسكم الضال ؟!

ما أحسب إلا أنكم فُتنتم به، وأبلغ دليل أن الرجل وصف ابن حزم بأنه جهمي، ولما كذب على أحمد بن حنبل وأنكر بعض أسماء الله الحسنى، وبان للناس كذبه، ذهب ليقول: ممن لم يثبت هذه الأسماء بعض أهل العلم مثل ابن حزم.

فنريد أن نعلم هل ابن حزم الذي جهمتموه، قد خرج من قبره وتاب فصار من أهل العلم ؟!، أم أنكم تكفرون حسب ثم ترجعون في التكفير حسب الهوى والمصلحة ؟!
ثم هل يصح استدلالكم بجهمي -حسب قولكم- مقابل قول الإمام أحمد ؟!
تقولون نتبع أحمدا ثم تتركون قوله وتأخذون بقول من ترونه جهميا، ألستم قد بدعتم من أخذ بقول عالم سلفي وترك قول أحمد أو وجهه توجيها آخر، فما حكمكم على من أخذ بقول جهمي وترك قول الإمام أحمد ؟!

أنا ألتمس لاتباعه العذر فهم أطفال صغار، لا علم لهم ولا شيخ، لعب بهم الهوى وغيبتهم عواصف الفتن، وتسلط عليهم رأس لا يخاف العاقبة ولا يعرف لتقوى الله سبيلا، فحسبنا الله.

[ صاحب الصدق مع الله لا تضره الفتن…] وأن الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيباً وزيادة لهم في الثواب.

[ الحافظ ابن حجر رحمه الله ]

ما اقبح الجفاء والكبر عند طالب العلم.

يحكي لنا شيخنا: كنت أتفقد إخواني وطلابي كل مدة بالسؤال والسلام والاطمئنان، فبعضهم وهم أهل العلم من مشايخي يفرح بذلك، لعلمه بمنزلة البر، وكذا بعض الإخوان، أما الطلاب فكثير منهم يقرأ رسالتي أو يرى اتصالي ولا يجيب، يظن بعضهم -كما صرح لي- أنه يخشى أن يكون ذلك لمصلحة، فكنت أتالم، أنا الذي ذكرتك وأردت السلامة لك، وما قصدتك لأمر وإنما أردت الاطمئنان كأنك ولدي ألست شيخك والشيخ أب في العلم ؟
ألم تكن وقت حاجتك تقصدني، ووقت جهلك تأوي إلي، فلم الجفاء والكبر ؟، هل بلغت أنا وبلغ مشايخي إلا بهذه الأخلاق وحفظ المعروف وبر أهل العلم، أليس العلم رحما بين أهله، فأين الأخلاق التي أوصى الله بها ورسوله ؟!
ثم تريدون بركة العلم وأنتم تجفون وتستكبرون على أهله ؟؟
تريدون عند موتنا تباهون بنا وبما تعلمتم منا، أما في حياتنا فأنتم أهضم الناس لحقنا
إلى الله شكوانا وهو يجازينا.

وصدق من قال:
إذا قرأ الحديث على شخص
وأخلى موضعاً لوفاة مثلي

فما جازى بإحسان لأني
أريد حياته ويريد قتلي

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

الرجاء من الإخوة الكرام الاشتراك في قناة اليوتيوب ليصل العدد ألف
ليتسنى بث دروس الشيخ عليها

https://youtube.com/channel/UCD2dRXtUZIyJ22xYvHjlrNw?si=bbe9ji9ltLwPEYWI

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

كان يقال: ما أحسن الإيمان بزينة العلم، وما أحسن العلم بزينة العمل، وما أحسن العمل بزينة الرفق، وما أضيف شيء إلى شيء مثل حلم إلى علم

تحدث الإمام ابن عقيل الحنبلي عن شيخين حنبليين من تلاميذ القاضي أبي يعلى فقال عنهما:

(ولهما حلقتان بجامع الرصافة، يقصَّان الفقه شرحا للمذهب على وجه ينتفع به العوام).

وهذا المطلوب فليس القصد من طلب العلم وإيصاله التعقيد والتعمق وجعله عسيرا، بل المراد نفع الناس ابتغاء وجه الله، وهذا ما دلت عليه الشريعة وفعله سلفنا.
وهل نتعلم العلم ونعلمه إلا لنفع النفس والناس ابتغاء وجه الله ؟

فتبصروا غفر الله لي ولكم.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

قد يعاقبك الله بكلامك في أهل العلم لسوء نيتك، لا لأنهم قد وقع منهم الخطأ، لكن لأنك خبيث النية وسيء القصد ولم ترد بيان الحق بل أردت تتبع زلاتهم واسقاط هيبة العلم باسقاط أهله، نعوذ بالله من الضلال.

ما بعد الثقة في الذكاء الاصطناعي

أخشى من انتشار الذكاء الاصطناعي بين المسلمين فيما يتعلق بتوجيه الأسئلة له حول قواعد الشريعة وأصول الدين، وهذه نقاط رأيت أن الحديث حولها أمر هام والله الموفق والمستعان:

١- أشعر وكأن هناك محاولات جادة لجعل الناس تثق بهذه التطبيقات والوسائل، فقد رأيت توجيه أسئلة عن حقيقة الدين، وعن أي دين يمكن للعقل قبوله، وأي دين ترشح، وأمور أخرى عن أصول الدين ومدى موافقة الإسلام للعقل، وتجد أن المقاطع المصورة كثيرة جدا وتجد فيها ما يوافق اعتقاد المسلمين، وكثير من المسلمين تشعر وكأنه كان محتاجا لوسيلة تبث فيه الثقة في دينه، وكما كنا نضرب مثالا بقول الله: { اقتربت الساعة وانشق القمر } أننا نؤمن بانشقاقه ولو لم يثبت العلم ذلك، بخلاف من يرتاب ويشك ولا يتيقن إلا إذا أثبت العلم ذلك.
فصار الناس يفرحون بأجوبة هذه التطبيقات وكأنهم كانوا في شك من أمرهم، أو أن مثل هذه الأجوبة هي ما تمثل عظمة الدين.
لكن الذي أخشاه هو أن تصبح هذه الوسائل مصدر ثقة للناس ويجعلونها بدائلا عن كتاب الله وسنة نبيه وأهل العلم، فقد يقال يوما: وهل كان البخاري ومسلم أعلم من chatGPT ؟
وهل ما حازه العالم أكثر مما هو عند الذكاء الاصطناعي ؟

٢- أخاف أن تكون هذه بداية دس السم في العسل، بحيث يمر الوقت وتزرع الثقة في قلوب الناس تجاه هذي التطبيقات، ثم يبدأ التوجه في دس الرسائل الخبيثة عبره، ولا يستبعد ذلك فهذه برمجيات يمكن لمؤسسها أن يغير فيها -حسب علمي- ، فقد تجد مستقبلا تزيين الباطل وتحليل الحرام، وطالما أن هناك ثقة مسبقة فستمرر وتجد لهذه الأقوال أتباعا ومؤيدين، وهذا موجود حتى في الأشخاص فيبدأ المتسلق بالظهور والرد على فلان والتحذير من المخالفات ويزين نفسه للناس ليقبلوه ويثقوا به، ثم تجده قد تحول وأظهر وجهه الحقيقي الضال.

٣- أن تكون هذه المصادر مستقبلا هي الأصل وغيرها فروع، وتكون معلوماتها مسلمات لا تقبل المعارضة، والله المستعان، وقد وجدت بعض المقاطع تظهر بعض الناس يقبل بما ينشر فيها متجاهلين الأصل، أو موافقين له جملة وتفصيلا إما لجهل عندهم أو لهوى في أنفسهم، نسأل الله السلامة.

ربما أكون مخطئا، ولربما يكون خوفي قد غلبني، لأنني لا أملك غير ديني، وأخشى من كل ما قد يمس حماه أو يعكر صفوه، وأسأل الله ألا يفتني وأن يجنبني وإياكم شر كل ذي شر، والله يرزقنا وإياكم بصيرة وعلما.


https://t.me/elsarmani_official

اللهم إني أعوذ بك من الحَور بعد الكَور، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
كان بالأمس يدعي انه سلفي يدافع عن السلف وعن الصفات والأسماء واليوم يتبرأ ويخالف.
https://youtu.be/398ptUXAWs8?si=ciJfyheXDo-NIRO8

ووالله لقد بلغ بأتباع هذا الدجال أنهم يبروون له كل شيء، فلو قلت لهم: لقد كذب على الله وعلى رسول الله، وكذب على الأئمة: أحمد وسفيان وغيرهم، لقد استدل بمن وصفهم بالتجهم وخالف لأجل تبرير كذبه بهم، بل وقال بقول الجهمية، فأين غيرتكم على دين الله وعلى أسماء الله وصفاته ؟
لما وجدت منهم جوابا.
لكن جرب أن تتجاوز بحق رأسهم هذا، أو تصفه بأنه خارجي جاهل، أو أي وصف كان، ستجد هجوما عنيفا، وغضبا لا يوصف، لأن ذات شيخهم قد عظمت عندهم حتى أنهم سيقبلون منه كل قول، ويبررون له حتى قوله بقول الجهمية.

وسبحان من لا يظلم قد كان من هذا الرجل أن وصف العلماء بقوله كذبا: تدافعون عن النووي أكثر من صفات الله، وتعظمون النووي أكثر من تعظيم الله.
فابتلاه الله بنفس كلها كبر وباتباع يعظمونه حقا بما وصف به الناس كذبا، ويدافعون عن كذبه وضلاله أكثر من دفاعهم عن دين الله وأسماء الله وصفاته.

والجزاء عند الله من جنس العمل

ترى الطفلَ مِنْ تحت الجدارِ منادياً
أبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ..

وَوَالِدُهُ رُعْبَاً يُشِيرُ بَكَفِّهِ
وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ..

عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍ
نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ..

لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِّ لَيْلَةٍ
لسبعين عَامَاً مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ..

اللهم كن لإخواننا، اللهم عليك بعدوك وعدوهم.

شكواك شكواك يا من تكتوي ألما
ما سال دمع على الخدين سال دم

ومنْ سوى اللهِ نأوي تحتَ سدرَتهِ
ونستغيثُ بهِ عوناً ونعتصمُ

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

بعض ضوابط الإمامة في الدين:

١- أن يكون ثقة
٢- معروفا بالعلم وبطلبه وعامل به
٣- صادق أمين
٤- متبعا للنبي ثم من بعده صحابته، ويصح أن يقتدى به ويؤخذ عنه
٥- وألا يكون مبتدعا، ولا صاحب خلاف ولا تخليط

قال حرب الكرماني:
كأنوا أئمة معروفين، ثقات، أهل صدق وأمانة، يقتدى بهم، ويؤخذ عنهم، ولم يكونوا أصحاب بدع، ولا خلاف، ولا تخليط.

قال إبراهيم الخواص: إنما العلم لمن اتبع العلم واستعمله، واقتدى بالسنن وإن كان كان قليل العلم

وكلام السلف في هذا كثير.

قال الإمام الذهبي: "ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن."

وقال أيضا: " ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقلَّ من يسلم من الأئمة."

وقال أيضا: " إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يُغفر زلله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة في ذلك "

وقال الإمام ابن القيم: "من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره "

وقال أيضا: " ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدمٌ صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن هدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين "

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب: " فإذا تحققتم الخطأ بينتموه، ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن، فإنني لا أدعي العصمة "

وقال الإمام سفيان الثوري: " عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ومن لم يحفظ من أخبارهم إلا ما بدر من بعضهم في بعض على الحسد والهفوات والتعصب والشهوات دون أن يعي بفضائلهم حرم التوفيق، ودخل في الغيبة، وحاد عن الطريق "

وقال الإمام أبو حاتم: " حادثت أحمد بن حنبل فيمن شرب النبيذ من محدثي أهل الكوفة وسميت له عددا منهم . فقال : هذه زلات لهم، لا نسقط بزلاتهم عدالتهم "

هكذا تعامل السلف مع الأئمة ومن علم عنه كثرة حسناته، وليس من فعل السلف تتبع زلات أهل الفضل، أو هدم جبال حسناتهم بقليل سيئاتهم، كما يفعل أهل الضلال اليوم.
وهذا الكلام لمن يطلق لسانه في العلماء ويجعل حديثه كله في تتبع ما وقعوا فيه من خطأ، بحجة أنه يبين السنة وهو الله أبعد الناس عن السنة، ثم إذا رُد عليه قال: هذا قاله فلان.
فهل تأخذ بعضا من كلام فلان في موضع وتضرب به كلامه في موضع أخر، أم أنك تضرب كلام السلف بعضه ببعض فتؤمن ببعض وتكفر ببعض ؟

وقد أغتر صغار بهؤلاء فدخلوا العلم من باب تتتبع الزلات وسوء الأدب مع أهل العلم، فهؤلاء لن يحصلوا علما ولا أدبا، ومن كان هذا منهجه فلا يوفق، إذ لا يرزق العلم من كان هذا منهجه وإن رزق بعضه لم يُقدم به، بل يفتضح أمره وتسقط هيبته.
ولو نظرت في حالهم لعلمت أنهم أقرب لفكر الخوارج فهم يسقطون العالم بخطأ واحد ولا عبرة عندهم بحسناته أو اجتهاده، ولا بكلام الأئمة في تقديمه والتجاوز عن سيئاته، فلم يسلم منهم أحد، بل تكاد تقول: ما على الأرض من هو مسلم إلا هم.
ومن علامات هؤلاء: الطعن في السلف والخلف بالخطأ الواحد، وتتبع أي خطأ ولو صغر، الاهتمام بكثرة الردود والانتصار للنفس مع الكبر والتعالم، وكثرة وصف الناس بأوصاف من اختراعهم، تقسيمهم التوحيد بأقسام لم يقل بها من السلف أحد والهدف منها استسهال تكفير الناس، كثرة تناقضاتهم وكذبهم، تعصبهم في الرد على البعض بالدعاء عليهم، ووالله إن من نظر في حالهم بإنصاف وعلم لعلم ضلالهم وغيهم.
سلمنا الله وإياكم فإن السلامة لا يعدلها شيء.

كتبه:
مصطفى سيد الصرماني.

في صحيح البخاري من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم وهو حديث طويل، وفيه:

وسار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس : حل حل. فألحت ، فقالوا : خلأت القصواء ، خلأت القصواء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل))


فانظر رحمك الله كيف عذر النبي الناقة وهي غير مكلفة، ولم يهدم حسناتها وعظيم طباعها بخطأ واحد، بل قال صلوات ربي وسلامه عليه: ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل))
فذكر أنه ليس من عادتها ذلك، ولا هو لها خلق، وإنما السبب ما ذكر، وهذه دابة لا تعقل فإعذار البشر المكلف من باب أولى.

قال ابن حجر: قال ابن بطال وغيره: وفيه جواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته وإن جاز أن يطرأ عليه غيره.

فلو علمنا من بشر خيرا، وكان من عادته وطبعه الخير فيحكم بما فيه من خير وبمحاسنه مع جواز أن يقع منه الخطأ والشر، ولكن العبرة بالمحاسن الكثيرة.
وإن كان هذا يجوز في حق الدواب وعوام البشر فهو في حق العلماء من باب أولى.

قال الصنعاني رحمه الله: وليس أحد من أفراد العلماء إلا وله نادرة ينبغي أن تغمر في جنب فضله وتجتنب.

فالعالم إن عرف عنه صدقه وصلاحه وتحريه الحق وسعيه لتحصيله ووجد منه الحسنات الكثيرة يغفر له زلله، ويحفظ له قدره، ولا نقتدي به فيما وقع فيه من خطأ.

وعن الذهبي مختصرا من بعض كلامه: ولو أن كل إمام أخطأ في اجتهاده قمنا عليه فبدعناه وهجرناه لم يسلم لنا إمام

فهنا مع إقراره وقوع الخطأ من البعض لم يتوقف فى تسميتهم أئمة، فالخطأ الواحد مع الاجتهاد وتحري الحق مغفور بإذن الله.
قال رحمه الله: والكمال عزيز وإنما يمدح العالم بكثرة ما له من الفضائل، فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها، وقد يغفر له في استفراغه الوسع في طلب الحق.

فانظر وفقك الله لتعامل السلف مع خطأ أئمة المسلمين الذين عرف عنهم تحري الحق وبذل الوسع في تحصيله، فلم يقدح في إمامتهم وقوع الخطأ منهم، ومن ذا يسلم من الخطأ ؟
قال ابن رجب: والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.

وختاما تذكر هذه القاعدة جيدا:
فليس من طلب الحق فأخطأه كمن تحرى الباطل فأصابه.
ومن ساوى بينهما فقد ظلم ولم ينصف، وإنما الفطن الموفق من تعامل بعلم وعدل.

نسأل الله لنا ولكم السلامة.

وكتبه:
مصطفى سيد الصرماني

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

مفاتح العلم بيد العالم لا بوجود الكتب

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا.))

فانظر لقوله صلوات ربي وسلامه عليه، فإنه لم يقل: يقبض العلم برفع الكتب، وإنما قال: (( يقبض العلم بقبض العلماء ))

فالعلم ليس في وجود الكتب، ولا كونها مبثوثة منتشرة، بل العلم أن يوجد من بيده مفاتحها، وأهل العلم وإن حوت الكتب علما فهي بدونهم لا قيمة لها، فأهل العلم الذين يفتحون ما أغلق، ويحلون ما أُشكل، ولذا كان ذهابهم ذهاب العلم، ولو قرأ الإنسان ولم يأخذ العلم عن أهله وفتح الأقفال بفهمهم هلك، وانظر رحمك الله لقول الشاطبي رحمه الله:
"وإذا ثبت أنه لابد من أخذ العلم عن أهله فلذلك طريقان:
أحدهما: المشافهة، وهي أنفع الطريقين وأسلمهما
الطريق الثاني: مطالعة كتب المصنفين، ومدوني الدواوين.
وهو أيضاً نافع في بابه بشرطين:
ـ الشرط الأول: أن يحصل له من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ومعرفة اصطلاحات أهله ما يتم له به النظر في الكتب، وذلك يحصل بالطريق الأول من مشافهة العلماء، أو مما هو راجع إِليه؛ وهو معنى قول من قال: " كان العلم في صدور الرجال، ثم انتقل إلى الكتب، ومفاتحه بأيدي الرجال".
والكتب وحدها لا تفيد الطالب منها شيئاً، دون فتح العلماء، وهو مشاهد معتاد.

وقد يكون القبض معنويا، فتخرج طائفة شيخها كتابها، لا يحكمون مسائل العلوم، ولا يفتحون المغاليق بفهم أهل العلم، فيطالعون الكتب بلا فهم صحيح، أو مرشد ناصح أمين، فيتبعون ما يظنونه محكما، ويقتحمون أبوابا يظنون فيها نجاتهم، فيضلون ويضلون، وهم الجهال الذين أخبر النبي عنهم، فيتصدرون بتعجل، ويتحدثون بجهل، فيطعنون في كل عالم، ويسقطون كل مجتهد، فيحقرون العلم في أعين الطالبين، ويحطون من قدر أهل الفضل في اعين المسلمين.

ولذا كان أثر هؤلاء في الأمة كالطاعون الذي يقبض الأرواح، فإن الموت يغيب العالم، وبفقده يفقد علم كثير، فكذلك اسقاطهم العالم والطعن فيه هو كقتله وفقده، فالنتيجة في الحالتين واحدة: ذهاب العالم وذهاب علمه.

نعوذ بالله من حال هؤلاء ونسأل الله ان يسلمنا وإياكم.

https://t.me/elsarmani_official

وقفت على مقطع فيديو لفضيلة الشيخ أمين، وهذا الشيخ متمكن في أبواب العقيدة وخاصة الأسماء والصفات وفيه توضيحات هامة بأسلوب طيب وتعقيب بعلم على ما أنكره الخارجي من أسماء الله، وهذا رابطه:
https://youtu.be/Gr2wtVAd6lU?si=m37NQ96YsGNPQLK7

فكان ماذا ؟
كان من الخارجي أن تجاوز بحق الشيخ ووصفه بالتكفيري، ونعته بالجهل، ثم زعم الخارجي أنه يوافق الإمام أحمد في إثبات أسماء الله، وكذب حتى على الإمام أحمد، ولا عجب فقد كذب على الله ورسوله على يتورع عن الكذب على العلماء ؟

قال الخارجي: الإمام أحمد لم يثبت اسم الله الحفيظ، والوكيل، والغفور وغيرها
ونشر هو بنفسه مستندا فيه ما أثبته الإمام أحمد أسفل المقطع الذي أنكر فيه أسماء الله، فوجدنا في الملف أن الإمام أحمد أثبت هذه الأسماء بجمعه واعترافه هو، ثم ينفيها هو ويكذب على الإمام أحمد بكل جهل وكذب وتبجح.

وهذا مقطع فيه بيان كذب الخارجي ابن شمس على أحمد بن حنبل بكل وقاحة، وهذا رابطه:
https://youtu.be/X-ozRSTWeBU?si=TaQ7OFaT5v1FKrFq

والجبار عند السلف له ثلاثة معان، جمعها ابن القيم فقال:
وَكَذَلِكَ الجبار مِن أَوْصَافِهِ
وَالْجَبْرُ فِي أوصافه نوعان

جَبْرُ الضَّعِيفِ وكُلُّ قَلْبٍ قَدْ غَدَا
ذَا كَسْرَةٍ فَالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ

والثَّانِ جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذِي
لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ

وَلَهُ مُسَمًّى ثَالِثٌ وَهْوَ العُلُــوُّ
فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إنسان.

فتأمل يا طالب الحق حال هذا الرجل واتق الله في نفسك ودع عنك الاغترار به وبمن معه، فوالله لهم أشد خطرا من كثير من الناس، لأنهم ينسبون أنفسهم كذبا للسلف ويدّعون أن منهجهم هذا هو منهج السلف، ولو تتبعت كلامهم لوجدت أنهم قد أخذوا من كل فرقة ضالة صفة، نعوذ بالله من الضلال.

نسأل الله العافية والسلامة.
https://t.me/elsarmani_official

١- ومما يؤيد جهله بصفات الله التي يدعي كذبا دفاعه عنها أنه نسب [ الرُوح ] لله عز وجل، فهذا رجل يجهل أنواع المضافات، ولا يفرق بين الروح -بفتح الراء- والروح -بضم الراء-، ثم ينصبه صبيانه أنه إمام يدافع عن صفات الله ؟

من سلفك يا محمد بن شمس الدين [ وهو والله شمس ضلالة ] في نسبة الرُوح لله ؟
إذا حاكمناهم بكلام السلف شرقوا وغربوا، وإذا حاكمناهم بكتاب الله وسنة نبيه راوغوا، نسأل الله السلامة.

يقول ابن القيم عن الروح:
هذه مسألة زل فيها عالَمٌ، وضل فيها طوائف من بنى آدم، وهدى الله أتباع رسوله فيها للحق المبين، والصواب المستبين، فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبَّرة، هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العالم حادث، وأن معاد الأبدان واقع، وأن الله وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق له " ثم نقل عن الحافظ محمد بن نصر المروزي قوله : " ولا خلاف بين المسلمين أن الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بنى آدم كلها مخلوقة لله، خلقها وأنشأها وكونها واخترعها ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى: ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ )

ثم أنه لم يكتف بذلك، بل أنكر بجهله وضلاله -هذا الخارجي مدعي العلم- بعض الأسماء الحسنى، فتارة يقول: ليس عليه دليل صحيح مع أن الاسم قد ورد صراحة في كتاب الله، وتارة يقول: السياق [ حسب فهمه الفاسد ]

٢- أنكر هذا الخارجي اسم الله [ الحفيظ ] وينكر وجود دليل عليه.

٣- أنكر بجهله اسم الله [ اللطيف ]

٤- أنكر بجهله اسم الله [ الوكيل ]

٥- أنكر اسم الله [ الشكور ]

٦- أنكر اسم الله [ الهادي ] وقال: فيه خلاف

٧- أنكر اسم الله [ القريب ] وقال كذبا: لم يأت بدليل صريح !

٨- قال بجهله وكذبه: من معاني اسم الله الجبار: أن الله يجبر العباد على طاعته

وهذا والله كذب وجهل وضلال، ألم يقرأ كلام السلف الذي يزعم أنه يتبعهم ؟ ألم يقرأ هذا الخارجي نونية ابن القيم ؟
فسبحان الملك الذي يسلط لسان الجاهل عليه فيظهر جهله وضلاله، ثم ليخبرنا هذا الخارجي أليس القول بأن العباد مجبورون على طاعة الله هو قول الجهمية ؟، فسبحانك ربي أنت القدير سبحانك، هذا الرجل ظل يرمي الناس بالتجهم ظلما وعدوانا حتى قال هو بقول الجهمية، ولكننا نعذره بجهله.


والأن باختصار سأذكر الأدلة على هذه الأسماء التي أنكرها، وادعى كذبا أنه لا توجد عليه ادلة صريحة - نعوذ بالله من الضلال-

١- اسم الله الحفيظ وكذلك الحافظ وردا في أكثر من آية في كتاب الله ومنها: { وربك على كل شيء حفيظ } و { فالله خير حافظا }
ودلت عليهما السنة

٢- اسم الله اللطيف ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله، قال ربنا: { وهو اللطيف الخبير }
وقال رسولنا: (( أو ليخبرني اللطيف الخبير ))

٣- اسم الله الوكيل ورد كذلك في الكتاب والسنة، قال ربنا: { حسبنا الله ونعم الوكيل } وقال: { وهو على كل شيء وكيل }
وفي حديث ابن عباس عند البخاري ورد كذلك.

٤- اسم الله الشكور، ورد في الكتاب والسنة، قال ربنا: { والله شكور حليم }
و { إن ربنا لغفور شكور }، وكذلك في السنة عند الشيخين.
وكذلك اسم الله الشاكر.

٥- اسم الله الهادي، قال ربنا: { وكفى بربك هاديا ونصيرا }
وورد بمعناه في حديثين عن الإمام مسلم

٦- اسم الله القريب، قال ربنا: { إن ربي قريب مجيب } و { فإني قريب }
وورد في السنة في كثير من الأحاديث منها قول رسولنا: (( تدعون سميعا قريبا ))

٧- الإشكال أنه لا يذكر القواعد التي اعتمدها في إنكاره، ولو كان يعلمها أصلا لذكرها ولربما لو ذكرها لقلنا هو قول قاله وأخطأ، أو قاله عن علم فإما أن يصيب وإما أن يخطيء، لكنه تارة يثبت الاسم بقوله: لأن فيه [ ال ] وتارة ينكره ولا يثبته لأنه فيه [ ال ] وكذلك تارة يثبته لعدم وجود [ ال ] وتارة ينفيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أجزم أنه لا يعرف القواعد التي بها يثبت الاسم، ولا عجب، فرجل لا يعرف الفرق بين المضافات كيف سيعرف قواعد إثبات الأسماء ؟

٨- وهذه هي الطامة الكبرى وهي ادعاء أن من معاني الجبار: أن الله يجبر العباد على طاعته.
وهذا والله قول الجبرية [ أتباع جهم ] !
بل والله إن الذين يكفرهم ابن ظلام هذا ويبدعهم أصح فهما وأحسن قولا منه في فهم معنى الجبار، فالغزالي والنووي وغيرهم لم يقولوا بهكذا قول، بل إن النووي قال نصا بعد أن بين ضلال القدرية والجبرية: [ كما قدمنا حكايته عن مذهبهم الباطل، وهذا القول قول غلاتهم، وليس قول جميع القدريَّة، وكذَب قائله وضلَّ وافترى، عافانا الله وسائر المسلمين ]
فمن يوصف بالضلال الأن يا خارجي؛ أنت أم النووي ؟!
سبحان من عراك وكشف للناس جهلك وضلالك، وأنا والله وغيري نعذرك في هذا لأنك جاهل، لكن مع الإصرار لا ينفع العذر هداك الله وإن لم يكن قد كتب هدايتك فليسلط عليك جنده ويحفظ المسلمين من شرك ويهلكك ومن معك.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

ثم تحدث رحمه الله عن الظلمة التي تبعت هذا النور، وكيف استولت هذه الظلمة على بلاد المشرق حتى قيل: استولت الظلمة على بلاد الشرق وطفي نور النبوة.

فكان من أهل الضلال عدو الملة الطوسي، وأعقبه من وافق قوله ممن يعارض الوحي بالعقل، قال الشهرستاني: والناس اليوم في شرور هذه المعارضة وشؤم عاقبتها، فإلى الله المشتكى.


وانتشرت علوم الكلام وتقديم العقول على الوحي ولا حول ولا قوة إلا بالله.

حتى جاء القرن الذي سطعت فيه نور السنة وانتصر جند الله لدين الله، فأقام الله لدينه شيخ الإسلام وقدوة الأنام شمس الملة ناصر السنة ابن تيمية رحمه الله، فجاهدهم باليد والقلب واللسان، قال ابن القيم:
[ فأقام على غزوهم مدة حياته، باليد والقلب واللسان، وكشف للناس باطلهم، وبين تلبيسهم، وقابلهم بصريح المعقول وصحيح المنقول، وشفى واشتفى، وبين مناقضتهم ومفارقتهم لحكم العقل الذي به يدلون وإليه يدعون، وأنهم أترك الناس لأحكامه وقضاياه، فلا وحي ولا عقل، فأرداهم في حفرهم ورشقهم بسهامهم.]

ثم قال رحمه الله:
والمقصود أن كل بلية طرقت العالم عامة أو خاصة فأصلها من معارضة الوحي بالعقل، وتقديم الهوى على الأمر، والمعصوم من عصمه الله.

لما تمكن اهل الضلال من الملاحدة والزنادقة ومنهم العبيديون من نشر دعوتهم في بلاد المغرب ثم في مصر وسموا كذبا بالفاطميين تمكن أهل الكفر في عهدهم من أخذ بلاد الإسلام حتى كاد أن ينهد ركنه لولا أن الله قيض لدينه من ينصر الدين ويحمي حماه.

قال ابن القيم:
في زمانهم صنفت المصنفات البطالة المضلة كرسائل [ إخوان الصفا ] و [ الإشارات ] والشفا وكتب ابن سينا، وعطلت السنن وكان أهل السنة في زمانهم كأهل الذمة في بين المسلمين.
بل كان لغير المسلم عندهم جاه وعز، فكم أغمدت سيوف في أعناق العلماء وكم مات في سجونهم من ورثة الأنبياء، وكم ماتت بهم سنة، وقامت بهم بدعة.

[ حتى استنقذ الله الأمة والملة من أيديهم في أيام نور الدين وابن أخيه صلاح الدين فأبل الإسلام من علته بعدما وطن المسلمون أنفسهم على العزاء، وانتعش بعد طول خمول حتى استبشر أهل الأرض والسماء، وأبدر هلاله بعد أن دخل في المحاق ]

واستنقذ الله سبحانه بعبده وجنوده بيت المقدس من عبادة الصليب وأخذ كل من أنصار الله ورسوله من نصرة دينه بنصيب، وعلت كلمة الإسلام والسنة، وأذن بها على رؤوس الأشهاد

فعاش الناس في ذلك النور مدة.

حينما ذكر السفاريني سنده عن طريق شيخه التغلبي

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

ومن كلامه رحمه الله:
يحصل العلم بثلاثة أشياء:
١- العمل به
٢- تعليمه
٣- التصنيف

قلت: فمن قفز إلى التصنيف بعد علم بلا عمل وتمكن ورسوخ في الفن الذي يصنف فيه فقد أهلك نفسه، فكيف بمن يصنف بلا علم أصلا !؟
ومن عمل بعلمه رزق الورع وتمكن فإذا علّم الناس كان أبلغ في تعليمهم وأثبت له، وإذا رزق التصنيف كان عن تمكن وبصيرة ورُزق ما ينفع الناس إن شاء الله.
لكن البعض اليوم يفقز للتصنيف - إن جاز أصلا أن يسمى تصنيفا وإنما هو مجرد جمع- بغية التصدر والظهور والله المستعان، وغالبا ما يموت مصنفه ويعاقب بنقيض قصده، أو تجده لم يتعلم أصلا وإذا هو ينصب نفسه حامل راية الجرح والتعديل فيبدع هذا ويفسق هذا ويكفر هذا، نسأل الله السلامة

وكان يقول رحمه الله:
الأيام قد ذهبت، والأعمار قد نهبت، والنفوس باتباع الهوى قد التهبت، وما يطلب منها شيء من الخير إلا أبت، وبيوت التقوى من القلوب قد خربت.


يارب سلم سلم.

قال الوزير ابن هبيرة السلفي الحنبلي:
من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن؛ لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعا.

ومنها: أن يخرج جوالب الفتن مخرج التشدد في الدين

ومنها: أن يقيم أوثانا في المعنى تعبد من دون الله، مثل أن يبين الحق، فيقول: ليس هذا مذهبنا؛ تقليدا للمعظم عنده، قد قدمه على الحق

وكان يقول رحمه الله:
لا يحل والله أن تحسن الظن بمن يرفض، ولا يمن يخالف الشرع في حال

﴿وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا • ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما﴾. فهؤلاء المبطئون لم يحبوا لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم بل إن أصابتهم مصيبة فرحوا باختصاصهم، وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها؛ بل أحبوا أن يكون لهم منها حظ؛ فهم لا يفرحون إلا بدنيا تحصل لهم أو شر دنيوي ينصرف عنهم؛ إذا كانوا لا يحبون الله ورسوله والدار الآخرة ولو كانوا كذلك لأحبوا إخوانهم وأحبوا ما وصل إليهم من فضله وتألموا بما يصيبهم من المصيبة.
ومن لم يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم. ففي الصحيحين عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يخطب ويقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه).

[ شيخ الإسلام ابن تيمية ]

من أجمل ما قرأت:

إنّ أهلَ الهوى وبا، ودعاة إلى لظى، فاحذرنْهم على المدى.

لا ترتعْ في روضِهم، ولا تَكرْعْ من حوضهم، وذرهم في خوضِهم
ممتثلًا قول الله (( فلا تقعدوا معهم )).

فديانةً لله أيها الجيل: كفَّ عينَك وأذنَك ويدَك عن مواقعِهم وحساباتِهم وقنواتِهم ومنتدياتِهم، وقدَمَك عن ديوانياتهم، وصُن لسانَك عن ترديد شبهاتِهم، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك من نتن كنفهم.

[ ١٤٣٩]

👆

توفي والد فضيلة الشيخ حميد العقرة، نسأل الله للشيخ الصبر والأجر وأن يحسن الله عزاءه ويعظم أجره.
وأن يرحم والده ويغفر له ويسكنه الجنة
إنا لله وإنا إليه راجعون

تم تغيير الساعة بالأمس في مصر حرسها الله، فلم يعد موافقا لتوقيت المملكة حفظها الله

فالساعة التاسعة بتوقيت مكة المكرمة
يوافق الساعة الثامنة بتوقيت مصر، حفظ الله جميع بلاد المسلمين.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

حديث وعبرة وواقع أليم

لما أسلم عبدالله بن سلام قال يا رسول الله: إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني، قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟
قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام
قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا: مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه
قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله

وفي رواية:
قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأخيرنا وابن أخيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟
قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
فقالوا: شرنا وابن شرنا، ووقعوا فيه.

فتأمل غفر الله لك وأصلحك كيف نراه واقعا اليوم، فبعض الناس تجد منهم مدحا وثناء على عالم جليل أو شيخ فاضل ثم إن رد عليهم أو عارضهم سبوه وانتقصوه وحطوا من قدره، فكم أثنى الخوارج على علماء أجلاء ثم بعد ان خرج العلماء ليبينوا للناس فسادهم وجهلهم ثارت ثورتهم فبدعوا وفسقوا وجهلوا من كانوا بالأمس عندهم من الراسخين في العلم وما أشبه فعلهم بفعل اليهود مع ابن سلام والله الهادي !

ثم ألم يتأمل الأتباع فساد منهج رؤوسهم ؟ ونسالهم لما نصحتم وأثنيتم على الشيخ فلان والشيخ فلان هل كان ذلك عن علم أم عن جهل ؟
فإن كان عن علم فما الذي تغير حين عارضكم فالأمر إذن لا يتعلق بالعلم بل بشخصكم ولأنه رد عليكم فالعداوة للهوى لا للعلم.
وإن كان ثناؤكم عن جهل فهذه خيانة للأمانة إذ كيف تدل على شيخ وتنصح به وتثق بمنهجه وأنت جاهل بحاله ولا تعرفه طريقته !
وفي كل ذلك دليل على فساد الطريقة وقبح المنهج والجهل المهلك ونعوذ بالله من خصومة تسد باب الإنصاف.

سئل إبراهيم الخوّاص عن العافية فقال: العافية: أربعة أشياء:.دين بلا بدعة، وعمل بلا آفة، وقلب بلا شغل، ونفس بلا شهوة.

قلت معلقا:
صدق رحمه الله، فإنه قد جمع الأربع التي بها تتحقق عافية البدن والقلب وتتحقق بها النجاة وبلوغ المنزلة.
١-وأما قوله: أول العافيه دين بلا بدعة.
وذلك أن البدعة طغيان كما وصفها الله وفسرها ابن عباس فقال: (ولا تطغوا) أي البدع ، فإنها مفسده للعمل ومحبطة له،
والمبتدع اشد من العاصي فإن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها، والمبتدع يرى بدعته دينا، ولذا أمرنا الله بالاستقامة والاتباع.
وقد ورد: (استقيموا ولن تحصوا) أي أن سبل الاستقامة أكبر من أن نحصيها حتى يبتدع البعض في دين الله ما ليس فيه، فيُضلوا ويَضلوا، فاستقم ولن تحصي سبلها.
وأيضا فإن البدعة إخلال بالشرط الثاني من شروط قبول العمل، فشروط قبول العمل أن يكون خالصا صوابا أي يكون لله خالصا، وان يكون موافقا لهدي النبي، والمبتدع خالف هذا، ولم يوافق فعله فعل النبي.


٢-ثم قال: عمل بلا آفة.
وآفة العمل بل اشد الأفات: الرياء، والقيام بالعمل كأنه ثقل وأزيل وليس احتسابا يبتغى منه الأجر والوصول.
ولذا فقد يجتهد العامل ولا ينتفع ومثال ذلك القارئ والمجاهد والمنفق إن لم يكن لغير الله فإنه يُلقى في النار بسبب مصيبة الرياء كما في الحديث، ففي الرياء إفساد للقلب بجانب إحباط العمل.
وكذلك شغل الجوارح فيما لا يجدي من معاصي وغيبة ونميمة، وآفات العمل كثيرة لكني أردت التنبيه على أخطرها.
وأما من يصرف عمله لغير الله فهذا حبط عمله وهو في الأخرة من الخاسرين نعوذ بالله من الشرك.

ثم قال: وقلب بلا شغل.
فشغل القلب في غير ما ينفع هو أكبر اسباب الانتكاسة، فاذا انشغل القلب بالدنيا والشهوات والملذات هلك وضل
ولذا أوصانا رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه أن يكون شغل القلب وهمه الأول الآخرة، فإنه إن انشغل بالآخرة انقطع عن شهوات الدنيا وكفاه ذلك همه منها، وأصبح متعلقا بمولاه.
ولذا كان المقصد الأكبر أن يكون القلب سليما خاليا من الشرك والرياء، والملذات والشهوات، فلا تشوبه شبهة ولا تخالطه شهوة، فذاك الذي يبلغ وهذا معنى القلب السليم أي الخالي من الشبهات والشهوات.


ثم قال: ونفس بلا شهوة
والشهوة باب المعاصي، فالبدع تحت الجهل والمعاصي تحت الشهوات، والذنوب إما بجهل أو بشهوة لا تخرج عن ذلك
وعلاج الشبهات في العلم، وعلاج الشهوات في الصبر.
فمن ترك الشهوات طاعة لله وخوفا منه وصبر فذلك التقي النقي الذي يخشى الله حقا، فإن الشهوة إذا غلبت على النفس جعلت صاحبها كالبهيمة يركض ليرضيها، واذا غلبت الشهوة لم يكن للإنسان من نفسه رادع، ومن غلب عقله ودينه على شهوته فقد علا في المنزلة وسما بنفسه وأدرك لها طريق النجاة.
ونفس بلا شهوة أي نفس لا تميل لمحرم، تنكر المنكر وتجتنبه وتعرف المعروف وتأمر به، فإن حدث ومالت عادت وامتنعت خوفا وطمعا، فتلك عافيتها.
والشهوة تفسد الطبع وتغير النفس وتحقر صاحبها إن تملكت منه، وتمرض القلب فيعمى فلا ينكر منكرا ولا يعرف معروفا وفي هذا هلاكه.
ولذا تجد العاقل الحكيم صاحب القلب السليم من غلب عقله شهوته، والسافل الوضيع من صار كالأنعام تغلب شهوته عقله ودينه.

أسأل الله لي ولكم العافية وأن يرزقنا عافية في كل أمر، وأن يجعل عملنا خالصا صوابا وأن يجنبنا الشبهات والشهوات، وأن يجعل قلوبنا سليمة من المرض.


(هذه كانت تغريدات كتبتها في شهر رجب عام ١٤٣٧ هـ)
أسأل الله أن يجعلها نافعة لي ولكم
وكتبها: مصطفى سيد الصرماني.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

ذكر العلامة ابن القيم جملة من الفوائد وقال في أخرها:
"فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها، ومن لم يصادف من قلبه حياة؛ فهي:
خود تزف إلى ضرير مقعد "

ومراده رحمه الله: أن المعاني والحكم الناتجة عن تدبر كلام الله عز وجل هي كالحياة للقلب إذا وجدت منه تصديقا وإيمانا، فالقلب الحي الخالص من الشوائب هو من ينتفع بها، ومن مات قلبه فلا ينتفع بذلك فهو كالأعمى المقعد الذي تزف إليه عروس جميلة، فلا هو انتفع بجمالها وحسنها، ولا هي صادفت من يعرف قدرها، فاللهم علمنا انفعنا.

‏قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - :

" من استحوذ عليه الهوى واتباعُ الشهوات ؛ انقطعت عنهُ موارِدُ التوفيق ".

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

ما بعد الثقة في الذكاء الاصطناعي

أخشى من انتشار الذكاء الاصطناعي بين المسلمين فيما يتعلق بتوجيه الأسئلة له حول قواعد الشريعة وأصول الدين، وهذه نقاط رأيت أن الحديث حولها أمر هام والله الموفق والمستعان:

١- أشعر وكأن هناك محاولات جادة لجعل الناس تثق بهذه التطبيقات والوسائل، فقد رأيت توجيه أسئلة عن حقيقة الدين، وعن أي دين يمكن للعقل قبوله، وأي دين ترشح، وأمور أخرى عن أصول الدين ومدى موافقة الإسلام للعقل، وتجد أن المقاطع المصورة كثيرة جدا وتجد فيها ما يوافق اعتقاد المسلمين، وكثير من المسلمين تشعر وكأنه كان محتاجا لوسيلة تبث فيه الثقة في دينه، وكما كنا نضرب مثالا بقول الله: { اقتربت الساعة وانشق القمر } أننا نؤمن بانشقاقه ولو لم يثبت العلم ذلك، بخلاف من يرتاب ويشك ولا يتيقن إلا إذا أثبت العلم ذلك.
فصار الناس يفرحون بأجوبة هذه التطبيقات وكأنهم كانوا في شك من أمرهم، أو أن مثل هذه الأجوبة هي ما تمثل عظمة الدين.
لكن الذي أخشاه هو أن تصبح هذه الوسائل مصدر ثقة للناس ويجعلونها بدائلا عن كتاب الله وسنة نبيه وأهل العلم، فقد يقال يوما: وهل كان البخاري ومسلم أعلم من chatGPT ؟
وهل ما حازه العالم أكثر مما هو عند الذكاء الاصطناعي ؟

٢- أخاف أن تكون هذه بداية دس السم في العسل، بحيث يمر الوقت وتزرع الثقة في قلوب الناس تجاه هذي التطبيقات، ثم يبدأ التوجه في دس الرسائل الخبيثة عبره، ولا يستبعد ذلك فهذه برمجيات يمكن لمؤسسها أن يغير فيها -حسب علمي- ، فقد تجد مستقبلا تزيين الباطل وتحليل الحرام، وطالما أن هناك ثقة مسبقة فستمرر وتجد لهذه الأقوال أتباعا ومؤيدين، وهذا موجود حتى في الأشخاص فيبدأ المتسلق بالظهور والرد على فلان والتحذير من المخالفات ويزين نفسه للناس ليقبلوه ويثقوا به، ثم تجده قد تحول وأظهر وجهه الحقيقي الضال.

٣- أن تكون هذه المصادر مستقبلا هي الأصل وغيرها فروع، وتكون معلوماتها مسلمات لا تقبل المعارضة، والله المستعان، وقد وجدت بعض المقاطع تظهر بعض الناس يقبل بما ينشر فيها متجاهلين الأصل، أو موافقين له جملة وتفصيلا إما لجهل عندهم أو لهوى في أنفسهم، نسأل الله السلامة.

ربما أكون مخطئا، ولربما يكون خوفي قد غلبني، لأنني لا أملك غير ديني، وأخشى من كل ما قد يمس حماه أو يعكر صفوه، وأسأل الله ألا يفتني وأن يجنبني وإياكم شر كل ذي شر، والله يرزقنا وإياكم بصيرة وعلما.


https://t.me/elsarmani_official

ذكر العلامة ابن القيم جملة من الفوائد وقال في أخرها:
"فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها، ومن لم يصادف من قلبه حياة؛ فهي:
خود تزف إلى ضرير مقعد "

ومراده رحمه الله: أن المعاني والحكم الناتجة عن تدبر كلام الله عز وجل هي كالحياة للقلب إذا وجدت منه تصديقا وإيمانا، فالقلب الحي الخالص من الشوائب هو من ينتفع بها، ومن مات قلبه فلا ينتفع بذلك فهو كالأعمى المقعد الذي تزف إليه عروس جميلة، فلا هو انتفع بجمالها وحسنها، ولا هي صادفت من يعرف قدرها، فاللهم علمنا انفعنا.

ما أعلم خلقا أقبح من الكبر في طالب العلم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

ما بعد الثقة في الذكاء الاصطناعي

أخشى من انتشار الذكاء الاصطناعي بين المسلمين فيما يتعلق بتوجيه الأسئلة له حول قواعد الشريعة وأصول الدين، وهذه نقاط رأيت أن الحديث حولها أمر هام والله الموفق والمستعان:

١- أشعر وكأن هناك محاولات جادة لجعل الناس تثق بهذه التطبيقات والوسائل، فقد رأيت توجيه أسئلة عن حقيقة الدين، وعن أي دين يمكن للعقل قبوله، وأي دين ترشح، وأمور أخرى عن أصول الدين ومدى موافقة الإسلام للعقل، وتجد أن المقاطع المصورة كثيرة جدا وتجد فيها ما يوافق اعتقاد المسلمين، وكثير من المسلمين تشعر وكأنه كان محتاجا لوسيلة تبث فيه الثقة في دينه، وكما كنا نضرب مثالا بقول الله: { اقتربت الساعة وانشق القمر } أننا نؤمن بانشقاقه ولو لم يثبت العلم ذلك، بخلاف من يرتاب ويشك ولا يتيقن إلا إذا أثبت العلم ذلك.
فصار الناس يفرحون بأجوبة هذه التطبيقات وكأنهم كانوا في شك من أمرهم، أو أن مثل هذه الأجوبة هي ما تمثل عظمة الدين.
لكن الذي أخشاه هو أن تصبح هذه الوسائل مصدر ثقة للناس ويجعلونها بدائلا عن كتاب الله وسنة نبيه وأهل العلم، فقد يقال يوما: وهل كان البخاري ومسلم أعلم من chatGPT ؟
وهل ما حازه العالم أكثر مما هو عند الذكاء الاصطناعي ؟

٢- أخاف أن تكون هذه بداية دس السم في العسل، بحيث يمر الوقت وتزرع الثقة في قلوب الناس تجاه هذي التطبيقات، ثم يبدأ التوجه في دس الرسائل الخبيثة عبره، ولا يستبعد ذلك فهذه برمجيات يمكن لمؤسسها أن يغير فيها -حسب علمي- ، فقد تجد مستقبلا تزيين الباطل وتحليل الحرام، وطالما أن هناك ثقة مسبقة فستمرر وتجد لهذه الأقوال أتباعا ومؤيدين، وهذا موجود حتى في الأشخاص فيبدأ المتسلق بالظهور والرد على فلان والتحذير من المخالفات ويزين نفسه للناس ليقبلوه ويثقوا به، ثم تجده قد تحول وأظهر وجهه الحقيقي الضال.

٣- أن تكون هذه المصادر مستقبلا هي الأصل وغيرها فروع، وتكون معلوماتها مسلمات لا تقبل المعارضة، والله المستعان، وقد وجدت بعض المقاطع تظهر بعض الناس يقبل بما ينشر فيها متجاهلين الأصل، أو موافقين له جملة وتفصيلا إما لجهل عندهم أو لهوى في أنفسهم، نسأل الله السلامة.

ربما أكون مخطئا، ولربما يكون خوفي قد غلبني، لأنني لا أملك غير ديني، وأخشى من كل ما قد يمس حماه أو يعكر صفوه، وأسأل الله ألا يفتني وأن يجنبني وإياكم شر كل ذي شر، والله يرزقنا وإياكم بصيرة وعلما.


https://t.me/elsarmani_official

https://youtu.be/BhV6vN8zFnc?si=w8oXtKn9pjNUi4LB


خرج الألماني الخارجي يعلن عن إنشاء مدرسة لتعليم الأطفال من الذكور والإناث القرآن الكريم إلى جانب طبعا علم التكفير والتطاول على الأئمة، وتكفير كل من يخالفه، هذا الخارجي كان من آخر أقواله:
١- قال الله سبحانه: { وليس له كفوا أحد } -ولا توجد آية في كتاب الله هكذا-
٢- إذا لم تكن الصحف مع الملائكة فكيف سيحاسب الله العباد
٣- وسئل ماذا فعلت لفلسطين ؟، قال: علمتهم أن الله في السماء.

- فانظر رعاك الله لرجل لا يحفظ سورة الإخلاص يريد أن يعلم أطفال المسلمين كتاب الله، رجل لا يحسن تلاوة القرآن ولا فهمه ولا يحسن الاستشهاد به ثم هو يسمي نفسه إماما مجددا
- وانظر لشكه في قدرة الله فهو يرى أن الله إذا لم تكن الملائكة كتبت أعمال العباد فإن الله لن يستطيع محاسبة عباده، ونعوذ بالله من مقولة الكفر هذه، لكننا نعذره والله بجهله
-وانظر لتكفيره لأهلنا فلسطين، فهو يرى أنهم لم يعرفوا أن الله ربهم فوق سبع سماوات مستو على عرشه، وهو من علمهم، فيعني ذلك أنهم قبل تعليمه لهم -وهو كذاب طبعا- أنهم كانوا كفارا، فإن قال: لا بل يعذرون بجهلهم، قلنا: بطل إذن تكفيرك وتبديعك لمن ينكر العلو لجهله أو تأوله، وإن قلت: بل يكفرون، قلنا: قد أثبت منهجك الخارجي الضال، وفي الحالين مذهب ضال منحرف.

هذا الرجل والله جاهل ضال مضل، والذي نفسي بيده في كل مرة يتكلم أو يناظر يظهر جهله وعدم أهليته، لكن الله ابتلاه باتباع صغار لا علم ولا أدب، قدسوه وأوشكوا أن يعبدوه فاغتر بهم، وزاد في غيه حتى صار أعمى البصر والبصيرة، وهم ومنهجهم والله إلى زوال، لأن كل منهج منحرف إلى زوال ولابد.

[ انظر المقطع ففيه قليل من كثير ]

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

"فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب".

[ شيخ الإسلام ابن تيمية ]

وهذا مما يغفل عنه المعلم -غير الناصح- للقرآن خاصة، فتجده يحرص على تجويدهم وحفظهم المنظومات الخاصة به -وهذا خير لا شك- وكأن انصراف همته في أن يخرج إنسانا يقرأ ويردد، لا فقه له ولا عقيدة صحيحة، ولا لزوم للسنن، فيخرج الطفل يحمل القرآن ويهجر السنن ويلازم البدع إلا إذا نجاه الله وهداه، ولا يخفى على أحد ما نراه من بعض القراء من جهل بالتوحيد والفقه، وملازمة كثير منهم للبدع والمخالفات الشرعية.

فتجد بعض طلاب القرآن بسبب عدم أمانة معلميهم وقلة زادهم العلمي ينكبون على تعلم الألحان المبتدعة وضبط المقامات بتشجيع معلميهم أحيانا، مع حلق لحاهم والوقوع في تناول المحرمات وإطالة الثياب وتقبل البدع إن لم يكن جزءا منها، فتجد بعضهم يقرأ القرآن في المقبرة وسرادق العزاء وبحضرات الصوفية.

المعلم الناصح الموفق الأمين من يحرص على تعليم طلابه التوحيد، ومن يرشدهم لاتباع السنن فهم أولى الناس بهذا، ولا يكن همه كم حفظ الطالب تاركا عقيدته وفقهه بل وأخلاقه، فكم من حامل لكتاب الله يفتقد للأدب وهو أولى الناس بأن يكون ذا خلق.

فنصيحتي لنفسي ولإخواني، أن نجتهد في تعليم الأطفال التوحيد، وما يلزمهم من علم واجب، وما يجعلهم بحق أهل الله وخاصته

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب.

ثم ذكر ما يؤيد الباب، وذكر المسائل المتعلقة به فقال:
٨- كون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا إله إلا الله

قلت: وهذه مسألة عظيمة: أن الناس دوما يحتاجون للتذكير بها، والتنبيه على فضلها ومكانتها، فكون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضلها، فغيرهم من باب أولى.

والدليل:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به.
قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله.
قال: يارب كل عبادك يقولون هذا
قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و [ لا إله إلا الله ] في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله

أمنية عالم وفق الله المحقق فقام بها

ذكر العلامة ابن القيم بعض الآثار والفوائد التي انتقاها القاضي أيو يعلى، ثم قال:
وليت القاضي ذكر أسانيد هذه الأحاديث، وكتبها لأكشف حالها.

فعلق الشيخ علي العمران -محقق الكتاب-:
وقد كتبنا في هذا التعليق شيئا من أسانيدها، وكشفنا عن حالها، والحمدلله

بم تدفع شر الحاسد وحسده ؟

١- التعوذ بالله من شره
٢- تقوى الله عز وجل
٣- الصبر
٤- التوكل
٥- عدم الاشتغال بذكر الحاسد وحسده، بل يجتهد ألا يلتفت إلى ذلك ولا يخافه
٦- الإقبال على الله
٧- التوبة الصادقة
٨- الصدقة
٩- -أشقها وأصعبها [ قاله ابن القيم ] : إطفاء نار الحاسد بالإحسان إليه
١٠- قال ابن القيم: تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم.
١١- الدعاء ومعه الذكر والرقية
١٢- الأخذ بالأسباب في التداوي: الاستغسال

وقنا الله وإياكم شر كل ذي شر.

من المباحث التي يثنى على مثلها الخناصر


وأما "الذات" فقد استهوى أكثر الناس -ولا سيما المتكلِّمين- القولُ فيها، أنها في معنى النفس والحقيقة.
ويقولون: ذات الباري هي نفسه، ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته، ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم -: في قصة إبراهيم: "ثَلاثُ كَذَباتٍ كُلُّهُنَّ في ذَاتِ اللهِ" وقول خبيب: [ وذلكَ في ذاتِ الإلهِ … ]

قال -يعني السهيلي-: " وليست هذه اللفظة إذا استقرَيْتَها في اللغة والشريعة كما زعموا، ولو كان كذلك لجاز أن يقال: "عبد ذاتَ الله" و "احْذَر ذات الله" كما قال تعالى: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) ، وذلك غير مسموع، ولا يقال إلا بحرف "في" الجارَّة، وحرف "في" للوعاء، وهو معنى مستحيل على نفس الباري -تعالى-، إذا قلت: "جاهدت في الله"، و "أحببتك في الله" محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة، لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء، وإنما هو على حذف المضاف، أي: في مرضاة الله وطاعته، فيكون الحرف على بابه، كأنك قلتَ: هذا محسوب في الأعمال التي فيها مرضاة الله وطاعته.
وأما أن تَدَع اللفظ على ظاهرة فمحالٌ.

وإذا ثبت هذا فقوله: "في ذات الله" أو: "في ذات الإله"، إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله، فذات وصف للديانة، وكذلك هي في الأصل موضوعها نعت لمؤنَّث.
ألا ترى أن فيها "تاء" التأنيث، وإذا كان الأمر كذلك فقد صارت عبارة عما تّشّرَّف بالإضافة إلى الله -عز وجل- لا عن نفسه سبحانه، وهذا هو المفهوم من كلام العرب، ألا ترى قول النابغة الذبياني:

[ مجَلَّتُهم ذَاتُ الإلهِ ودِيْنُهم ]

فقد بان غلطُ من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيفت إليه".

وهذا من كلامه من المرَقِّصات، فإنه أحسن فيه ما شاء.
وأصل هذه اللفظة هو تأنيث "ذو" بمعنى صاحب، فذات صاحبة كذا في الأصل، ولهذا لا يقال: ذات الشيء، إلا لما له صفاتٌ ونُعوت تُضَاف إليه، فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن بَرْهان وغيره على الأصوليين قولهم: الذات، وقالوا: لا مدخل للألف واللام هنا، كما لا يقال: الذو، في "ذو"، وهذا إنكار صحيح، والاعتذار عنهم: أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء وحقيقته وعينه، فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرَّفوها باللام وجرَّدوها، ومن هنا غلَّطَهم السهيليُّ، فإن هذا الاستعمال والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي، فإن العرب لا تكاد تقول: ذات الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته وهذا كجنب الشيء إذا قالوا: "هذا في جنب الله"، لا يريدون إلا فيما يُنسَب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته، لا يريدون غير هذا ألبتَّةَ.

فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة، ظنَّ من ظن أنَّ هذا هو المراد من قوله: "ثَلاثُ كَذَباتٍ في ذاتِ اللِه". وقوله:

[وذلك في ذات الإله ]

فغلط واستحقَّ التغليط، بل الذات هنا كالجنب في قوله تعالى: (يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) ألا ترى أنه لا يحْسُن أن يقال هاهنا: "فرطت في نفسِ اللهِ وحقيقته"، ويحسن أن يقال: "فرط في ذات الله"، كما يقال: فعل كذا في ذات الله، وقتل في ذات الله، وصبر في ذات الله. فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة، التي يُثنى على مثلها الخناصر، والله الموفق المعين.

[ بدائع الفوائد | ابن القيم ]

ذكر العلامة ابن القيم جملة من الفوائد وقال في أخرها:
"فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها، ومن لم يصادف من قلبه حياة؛ فهي:
خود تزف إلى ضرير مقعد "

ومراده رحمه الله: أن المعاني والحكم الناتجة عن تدبر كلام الله عز وجل هي كالحياة للقلب إذا وجدت منه تصديقا وإيمانا، فالقلب الحي الخالص من الشوائب هو من ينتفع بها، ومن مات قلبه فلا ينتفع بذلك فهو كالأعمى المقعد الذي تزف إليه عروس جميلة، فلا هو انتفع بجمالها وحسنها، ولا هي صادفت من يعرف قدرها، فاللهم علمنا انفعنا.

والفطن يكتفي بأدنى إشارة، وأما غليظ الفهم فلا ينجع فيه كثرة البيان

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

▪️ هِدَايَةُ الحَيْرَان
بِكَلَامِ الرَّحْمَن▪️

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم

يقولُ خَلِيلِي: إنَّ نفسي تَوَلَّتِ
عنِ الصالحاتِ العالياتِ وضَلَّتِ

أُغالِبُها حِينًا، وحِينًا تَقُودُني
فهل من شِفَاءٍ يا خَلِيلِي لِعِلَّتِي؟

فقلتُ لَهُ: إنَّ الشِّفَاءَ مُيَسَّرٌ
وفيهِ رَوَاءُ القلبِ من كلِّ غُلَّةِ

عليكَ بما قدْ قالَ عنهُ إلهُنا:
شِفَاءٌ لِمَا في الصَّدْرِ من كلِّ عِلَّةِ

فكيفَ يكونُ النُّورُ في كَفِّ سائرٍ
ويَهْلِكُ بعدَ التِّيهِ مِنْ أَجْلِ ظُلْمَةِ؟!

الرَّوَاء: الماءُ العَذْبُ، والكثيرُ المَرْوِيّ.
والغُلَّة: شِدَّةُ العَطَشِ وحَرَارَتُه.
والتِّيه: تاهَ في الأرض: أَيْ: ذهب مُتَحَيِّرًا، وضَلّ.


وكَتَبَ: عليُّ بنُ سَعْدٍ الغامِدِيُّ المَكِّيّ.
عَصْرَ الِاثنينِ: ١٨/ من رَبِيعٍ الآخِر/ ١٤٤٦.
بمَكَّةَ أُمِّ القُرَى.

قال الإمام ابن راهويه: قال لي عبدالله بن طاهر: يا أبا يعقوب، هذه الأحاديث التي تروونها في النزول ما هي؟
فقلت: أيها الأمير، هذه الأحاديث جاءت مجيء الأحكام الحلال والحرام ونقلها العلماء؛ فإن يكونوا مع هذه عدولا وإلا فقد ارتفعت الأحكام وبطل الشرع؛ هي كما جاءت؛ بلا كيف.
فقال له: صدقت؛ شفاك الله كما شفيتني

حيث تحزبت الناس ثلاثة أحزاب:
١- حزب مجتهد في نصر الدين
٢- وآخر خاذل له
٣- وآخر خارج عن شريعة الإسلام

وانقسم الناس بين مأجور ومعذور، وآخر قد غره بالله الغرور، وكان هذا الامتحان تمييزا من الله وتقسيما: { ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما}

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

ترك الناس العلم النافع والواجب عليهم وهرولوا نحو مجالس السماع والإجازات التي لا تفيد علما ولا يحصلّون بها ضبطا ولا يعملون بما عليهم قريء، وقد ورد أن بعض الطلاب سأل شيخا أن يزيده من الحديث فقال: وعملت بما سمعته قبل، فقال: لا.
قال: لو عملت لكنت في شغل.
أي لكنت قد انشغلت بالعبادة والعمل بما سمعت

فكم من حديث سمعت وكم من كتاب أتممت وكم إجازة حصلت، فسل نفسك بكم منها عملت ؟
وهل شغلتك عبادتك وبذلت فيها وقتك كما تفعل مع هذه المجالس ؟

المحزن أن البعض يترك صلاته ليحضر مجلسا، بل يكذب ويدلس ليقول قد حضرت كاملا، فلا هو استفاد من المجالس علما، ولا بما سمع عمِل، ولا استفاد منها حسن الخلق.
ولا نقول إلا غفر الله لمن جعلنا نجيز في المجالس ونستجيز لإخوانتا كي لا ندعهم يقعون في مثل هذا فيتركون العلم والعبادة للركض خلف الورق.

تجد بعض الطلاب لا يشترك في دورة إلا حين يعلم أن هناك إجازة، ولا يسأل عن علم إلا للإجازة، ولا يحضر مجلسا إلا إذا كان فيه إجازة، فصرنا لا نستطيع تعليم الطلاب بترغيبهم في العلم وفضله، لكن يكون ذلك بذكر كلمة إجازة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعد أن كان الفخر بالعلم النافع صار الفخر بالورق، ويتصدر الجاهل والمبتدع لأجل أوراقه ويهجر السني الداعي لعقيدة السلف لقلة زاده من الإجازات.

بل فتن الناس بالورق وبالعدد، فلم يعد يهتم أحدهم بضبط اعتقاد ولا بهجران أهل البدع.
وفتنوا بالأوراق فلم يعد يهتم أحدهم بضبط نسخته، ولا بمتابعة كتاب ولا بتدوين فائدة، بل قد يحضر ولا يعلم المقروء إلا في نهاية المجلس.
وفتن من يقيم المجالس فلا زاد عنده ولا دراية، بل كل ما عنده أرقام المشايخ، فيصدره السفهاء ويغتر المسكين، فتجد التناحر وقطع الطرق والسب والشتم والطعن، ولا تجد من يهتم بالعلم.

تعلموا وتفقهوا ولتكن الإجازة كتحلية بعد الطعام إن فُقدت لا تضر، وإن وجدت فخير، وتذكر أنك ستلقى ربك ولن ينفعك إلا فعلك الذي أمرك به وما افترضه عليك، وكل علم يبعدك عن الجنة فلا خير فيه.

نسأل الله لنا ولكم السلامة.

👆

فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم؛ ولهذا تجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل، ويلهي القلب من تناول مسكر، أو رؤية ملهٍ، أو سماع مطرب، ونحو ذلك.

[ شيخ الإسلام ابن تيمية ]

وقالت طائفة: أن المراد [ قد أفلحت نفس زكاها الله، فأصلحها، وخابت وخسرت نفس أضلها الله وأغواها وأهلكها ]
وقصدوا أن الضمير راجع لله عز وجل.

بمثل هذا قال: مجاهد، وعكرمة، والكلبي، وسعيد بن جبير، ومقاتل، وذكروا لذلك أوجها لطيفة منها: أن هذا يدل على وحدانية الله، وأن كل شيء بقدر حتى لا يظن ظان أنه هو من يطهر نفسه من غير قدر سابق، وأنه أبلغ في التوحيد، وذكروا شاهدا للأية: حديث [ رب أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها ]، وأن في هذا بيان أن الأمر كله لله

فأجاب أصحاب القول الأول: بأن القول الثاني وإن كان جائزا إلا أنه يوقع لبسا، وذكروا جوابا لذلك من حيث اللغة.
وأن فيه إشارة على أن للعبد فعل وكسب واختيار، وأن القول الذي قلناه [ قول الحسن وغيره ] يسلتزم القول الثاني دون العكس فالعبد إذا زكى نفسه فإنما يكون هذا بعد توفيق الله وتزكيته وإعانته.

[ من التبيان لابن القيم مع الاختصار والتصرف اليسير ]

زمر المروءة: قليل المروءة
النطف: الرجل المريب
يفاع: كل ما ارتفع من الأرض
للمعتفين: أي للطالبين الفضل والرزق
الأهضام: بطن الوادي وأسفله

{ قد أفلح زكاها • وقد خاب من دساها }
أفلح من زكاها وحملها على طاعة الله، وخاب من حملها على معصية الله.
بمثل هذا قال الحسن، وقتادة، وقريب من معناه قول ابن قتيبة رحمهم الله.

قال ابن قتيبة ايضا: والفاجر -أبدا- خفي المكان، زمر المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس، فكأن النطف بارتكاب الفواحش دس نفسه وقمعها، ومصطنع المعروف شهر نفسه ورفعها
وكانت أجواد العرب تنزل الربا ويفاع الأرض لتشهر به أنفسها للمعتفين، وتوقد النيران في الليل للطارقين، وكانت اللئام تنزل الأولاج، والأطراف والأهضام، لتخفي أنفسها وأماكنها على الطالبين، فأولئك أعلوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها.

وأنشد في ذلك:
وبوّات بيتك في معلم
رحيب المباءة والمسرح

كفيت العفاة طلاب القرى
ونبح الكلاب لمستنبح

وقال ابن الأعرابي: دساها: دس نفسه مع الصالحين وليس منهم.

فهو يُري الناس أنه من الصالحين وهو منطو على غير ما ينطوي عليه الصالحون.

[ مستفاد من كتاب التبيان للشيخ الإمام ابن القيم ]

حديث وعبرة وواقع أليم

لما أسلم عبدالله بن سلام قال يا رسول الله: إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني، قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟
قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام
قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا: مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه
قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله

وفي رواية:
قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأخيرنا وابن أخيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟
قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
فقالوا: شرنا وابن شرنا، ووقعوا فيه.

فتأمل غفر الله لك وأصلحك كيف نراه واقعا اليوم، فبعض الناس تجد منهم مدحا وثناء على عالم جليل أو شيخ فاضل ثم إن رد عليهم أو عارضهم سبوه وانتقصوه وحطوا من قدره، فكم أثنى الخوارج على علماء أجلاء ثم بعد ان خرج العلماء ليبينوا للناس فسادهم وجهلهم ثارت ثورتهم فبدعوا وفسقوا وجهلوا من كانوا بالأمس عندهم من الراسخين في العلم وما أشبه فعلهم بفعل اليهود مع ابن سلام والله الهادي !

ثم ألم يتأمل الأتباع فساد منهج رؤوسهم ؟ ونسالهم لما نصحتم وأثنيتم على الشيخ فلان والشيخ فلان هل كان ذلك عن علم أم عن جهل ؟
فإن كان عن علم فما الذي تغير حين عارضكم فالأمر إذن لا يتعلق بالعلم بل بشخصكم ولأنه رد عليكم فالعداوة للهوى لا للعلم.
وإن كان ثناؤكم عن جهل فهذه خيانة للأمانة إذ كيف تدل على شيخ وتنصح به وتثق بمنهجه وأنت جاهل بحاله ولا تعرفه طريقته !
وفي كل ذلك دليل على فساد الطريقة وقبح المنهج والجهل المهلك ونعوذ بالله من خصومة تسد باب الإنصاف.

توفني مسلما وألحقني بالصالحين

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

اللهم الشفاء والعافية لأمي ولأخي اللهم شفاء وعافية وسلامة لهما يارب العالمين.

اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم

قال الحسن بن عرفة: رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين ثم رأيته بعين واحدة، وقد ذهبت عيناه، فقلت: يا أبا خالد، ما فعلت العينان الجميلتان؟ 
قال: ذهب بهما بكاء الأسحار.

وتلهيك عن دار الخلود مطاعم
ولذة نفس غبها غير نافع

هل تدبرت مرة أوجه الترابط بين نهاية سورة وبداية ما بعدها !

في كل مرة إذا قصدت التدبر وطالعت كتب التفسير وأنت تقرأ كلام رب العالمين تجد فهما جديدا، ومعنى عظيما لم تجده قبل، وكأنك في كل مرة يخلص لقلبك فهما أو فائدة عظيمة من آية تحسب أنك لم تقرأ هذه الآية قبل ذلك، وفي كل مرة تجد ما لم تجده من قبل، ومن اجتهد وتدبر لا يمل ففي كل مرة فهما عظيما وفائدة جليلة تجعل القلب يهتز من لذته بكلام ربه.

قيل لنا مرة: أن التوبة والأنفال سورة واحدة.
وقرأت قولا ‏في ترتيب سورة القدر بعد العلق:
قال الخطابي: لما اجتمع أصحاب النبي على القرآن، ووضعوا سورة القدر عقب العلق، استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} الإشارة إلى قوله: {اقْرَأْ}.
قال القاضي أبو بكر بن العربي: وهذا بديع جدًّا.

فلما اجتمع عندي هذا -وكنت شابا صغيرا-، ذهبت لبعض السور أجتهد في تدبر الوجوه التي قد تربط نهاية السورة بأولها، وأول ما خطر ببالي هو نهاية سورة الحديد وبداية المجادلة -ووحده الله يعلم لماذا ألقي في خاطري هذا وقتها-:
قال ربنا: { لِّئَلَّا یَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَـٰبِ أَلَّا یَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَیۡءࣲ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِیَدِ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ }
وقال: { قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِی تُجَـٰدِلُكَ فِی زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ یَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعُۢ بَصِیرٌ }

ذكر الطبري عن قتادة في تفسير آخر سورة الحديد أنه قال:
قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ﴾ ... الآية، قال: لما نزلت هذه الآية، حسد أهل الكتاب المسلمين عليها، فأنزل الله عزّ وجلّ ﴿لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ﴾ ... الآية، قال: ذُكر لنا أن نبيّ الله ﷺ كان يقول: "إنَّما مَثَلُنا وَمَثَلُ أهْل الكتابَيْن قَبْلَنا، كمَثَل رَجُلٍ اسْتأجَرَ أُجُرَاءَ، يَعْمَلُونَ إلى اللَّيْلِ على قيرَاطٍ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النهارُ سَئمُوا عَمَلَهُ وَمَلُّوا، فحاسَبَهُمْ، فأعَطَاهُمْ عَلى قَدْرِ ذَلكَ، ثُمَّ اسْتأجَرَ أُجُرَاءَ إلىَ اللَّيْلِ عَلى قِيرَاطَيْن، يَعْمَلُونَ لَهُ بَقيةَ عَمَلِهِ، فَقِيلَ لَهُ ما شأنُ هَؤُلاءِ أقَلَّهُمْ عَمَلا وأكْثرهُمْ أجْرًا؟
قال: مالي أُعْطِي مَنْ شِئْتُ، فأرْجُو أنْ نَكون نَحْنُ أصحاب القِيرَاطَينِ".
والحديث بألفاظ قريبة من هذا عند البخاري والترمذي

وقوله: ﴿وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ﴾
يقول تعالى ذكره: وليعلموا أن الفضل بيد الله دونهم، ودون غيرهم من الخلق، ﴿يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ يقول: يعطي فضله ذلك من يشاء من خلقه، ليس ذلك إلى أحد سواه، ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ يقول تعالى ذكره: والله ذو الفضل على خلقه، العظيم فضله.

فمن فضله سبحانه أنه يسوق الخير بسبب أناس ويمن عليهم برحمته فمنه صاحبة الشكوى هنا، ومنه ما حدث مع عايشة وقول أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ومن فضله أنه يجيب السائل ويسمع الشاكي ويفرج كرب المكروب ويذهب الحزن ولا يخفى عليه شيء، فمن فضله أنه ساق الخير على يد هذه المرأة، وجعل لها مخرجا، فسمع شكواها وقضى حاجتها وأراح قلبها وهي خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها فكانت تقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي، ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ.

ومن يومها وأنا في كل آخر سورة أقف متأملا متدبرا وجه الترابط بينها وبين أول السورة التي بعدها، فإذا صح لي فهم وظفرت بفائدة ركضت مطالعا كلام أهل العلم كي أطمئن أن لقولي إمام سبقني أو أن فهمي لم يكن من قبل الرأي المجرد وإن كان في بعض التدبر ما يمن به الله على العبد ولا يوجد عند غيره، فلله الحمد أولا وآخرا.


قال الشيخ السعدي عند تفسيره لقوله تعالى: {ليدبروا آياته} :
"هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه، والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود". فكلما ازداد العبد تأملا في كتاب ربه، ازداد علما وعملا وبصيرة؛ لذلك أمر الله بذلك وحث عليه وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن.

وقال ابن القيم في "مدارج السالكين": "فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر على معاني آياته".

وكتبه: مصطفى بن سيد الصرماني

‏يارب سلم سلم
قال رسول الله ﷺ : " يذهبُ الصالحون الأولُ ، فالأولُ ، وتبقى حثالةٌ كحثالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم اللهُ بالَةً )
رواه البخاري .

‏قال بن عثيمين: لذلك تجد الناسَ يتردون كل عام عن العام الذي قبله، فيما سبق تجد الناس يتهجدون في الليل ويصومون النهار ويتصدقون من أقواتهم ويؤثرون على أنفسهم

أما الآن تجد الناس تغيروا من سنة إلى أخرى إلى أردى من قبل، سهرٌ في الليل على غير طاعة، ونوم في النهار أو لهو

‏ومع ذلك يوجد أناس على دينِ الله مستقيمين على ما يبدو، لكن العبرةَ بالعموم والشمول

ولذلك يجب الحذر من أن يكون الإنسان من الحثالة التي كحثالةِ الشعير أو التمرِ وان يحرص على أمرِ الله حتى لو كان الناس قد هلكوا فإنهم إن أصيبوا بالعذاب العام، فإنه يبعث كل إنسان على نيته يوم القيامة.

من استدلالات السيوطي رحمه الله في تحريم المنطق وقياس تحريمه على غيره من علوم الكلام والعلوم الفلسفية، واستشهادة بكلام الشافعي ومالك وأبي حنيفة ولخص مقاصد ذم الكلام للهروي ولخص كتاب شيخ الإسلام في المنشور السابق

(وَلَئِن قُتِلۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوۡ مُتُّمۡ لَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحۡمَةٌ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ)

[ شيخ الإسلام ابن تيمية | أقسام القرآن ]

{ أليس الله بأحكم الحاكمين }
فهو يحكم بينك وبينه، فإنه إذا كان الناس ردوا إلى أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات كان المكذب بعد هذا بالدين من أعظم الناس ضلالا وعذابا.

[ شيخ الإسلام ابن تيمية ]

سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل ؟
قال: (( إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت. ))
قال: وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل ؟
قال: فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه، قال: (( إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك ))

اللهم لا تحرمنا جنتك، ولا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك