أ.د/إبتسام الجابري

(وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ ) 12 الحشر فكانوا معتمدين على هذه الحصون ومعجبين بأنفسهم، وهكذا يعجب أهل الباطل بباطلهم ، فالعجب بأنفسهم هو حالهم ، لذا تجدهم يتطاولون في باطلهم وظلمهم وافتراءاتهم، ومتى تزحزحت هذه الحصون خاروا ،بينما أهل الإيمان حالهم تفويض أمورهم لله تعالى ، ويقينهم أن الأمر لله أولا وآخرا وليس لأنفسهم، فهم إنما ينتصرون بالله وليس بأنفسهم ، فمضيهم بالله تعالى أقوى ثباتا ونصرا

" ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم" وقد فسر القرآن من فاتحته إلى الناس ثلاث مرات (¬۳)، وقيل مرتان (¬٤)، وقيل مرة وبدء الثانية (الشنقيطي رحمه الله )
هذا ما يفقهه من أنعم الله تعالى عليه بفضيلة المكان والعمل نسأل الله من فضله والمنة بالقبول

[انفرادة في سورة الأنعام ]
آيتان في سورة الأنعام تحدثت عن مشيئة الله الرب سبحانه وتعالى المطلقة ،فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وآيتان ذكرت أن الله الرب سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة
مما يستلزم الرضا والتسليم التام من العباد وعدم الجزع أو التسخط

آيتان في سورة الأنعام تحدثت عن مشيئة الله الرب سبحانه وتعالى المطلقة ،فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وآيتان ذكرت أن الله الرب سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة
مما يستلزم الرضا والتسليم التام من العباد وعدم الجزع أو التسخط

كنت في رحلة فاستوقفتني بعض الصور فأثارت في نفسي جملة من التساؤلات
ماذا تعني الأخلاق
كيف تتم مراعاة ألاخرين
كيف تتم تربية الأولاد
ماذا يعني الحجاب
ماذا يعني الستر
ماذا يعني الحياء
ماذا يعني الأدب
ما الضابط وما الدليل

ماالجواب

وردت قل في سورة الأنعام ٣٥ مرة أولها في قوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ٠قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١١-١٢) وفي آخر موضع ( 
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)

بيان لاختلاف الخلق في الحق بين مؤمن صادق وآخر مفتر كاذب وعاقبة كل منهما
وذاك بالاعتبار بمن سبق
وإقرار بيوم المعاد
وإقرار بالربوبية والرحمة والعدل
ثم خسارة الباطل وأهله وفوز الحق وأهله
وكأنها حكاية بداية ونهاية

لعب ولهو في سورة الأنعام  
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)
وفي سورة محمد عليه الصلاة والسلام (  إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36)
وفي سورة الحديد (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)

لهو ولعب في سورة العنكبوت (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)


ـ الحياة الدنيا كلٌ يقدر أن يقضيها لعبا ولهوا فهي زينة اغتر بها أهلها ممن آثرها لكن ينجو من مغبة هذا الاغترار وإمضاء العمر فيها لعبا ولهوا ؛ ذاك المؤمن بتقواه وتعقله وعلمه الحق بأنها دنيا فانية يعقبها دار آخرة هي الحيوان

ـ بعضهم قد يظن أن ليست للحياة الدنيا زينة يغتر بها العباد بل هي زينة وغرور إلا أن المؤمن العاقل العالم بالله تعالى حق العلم عرف كيف يكون مضيه فيها

- ليس ضعفا من المؤمن أن لم يتمتع بالدار الفانية بل تلك قوة أوتيها بمنة من الله تعالى وفضل
والضد بالضد

https://dartaybaa.com/QdgVonw

صفوف السائرين إلى المسجد الحرام
تذكرني بالحشر ومنازل الناس في الآخرة
فاللهم أصلح لنا النيات واجعلنا من السابقين