:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: مِن حديثٍ طويل يُجري فيه مُقارنة بين ما جرى على بعضٍ مِن الأنبياء وبين ما يجري على إمام زمانِنا، يقول: (..أمّا مولدُ موسى، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال مُلكهِ على يده -أي على يد موسى- أمر بإحضار الكهنةِ فدلّوهُ على نسبه، وأنّه يكون مِن بني إسرائيل ولم يزل يأمر أصحابَهُ بشقِّ بُطون الحوامل مِن نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طَلَبهِ نيّفاً وعشرين ألف مولود، وتعذّرَ عليه الوصولُ إلى قتل موسى بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا -أي تيقّنوا- على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا.. ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفهم في قتل آل الرسول وإبادة نسله؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبى اللهُ عزّ وجل أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِن الظَلَمة إلّا أن يُتمَّ نُورَهُ ولو كرِهَ المُشركون) [كمال الدين]
[توضيحات]
قضيّةٌ مُهمّةٌ جدّاً لابُدّ أن نلتفت إليها وهي: أنّ الهدف الأساسي لإبليس هو عرقلةُ المشروع المهدوي وتأخيرهِ بأيِّ وسيلة لذلك شَحَذَ إبليسُ كُلَّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ ومُخطّطاتهِ في مُواجهةِ هذا المشروع، والسبب: لأنّ المشروع المهدوي هو البوّابة لإقامةِ دولةِ أهل البيت ومشروع الخلافةِ الإلهيّة على الأرض والذي يُقيمُ مشروع الخلافة الإلهيّة هم محمّدٌ وآلُ مُحمّد وفاتحةُ إقامةِ هذا المشروع تكون على يدِ إمامِ زمانِنا ولأنّ قتْلَ الشيطان سيتحقّقُ في دولة أهل البيت (في عصرِ القائم وكذلك في عصرِ الرجعةِ العظيمة) لذلك شَحَذَ الشيطانُ كُلّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ في تأخيرِ هذا المشروع وعرقلتهِ بأيّ وسيلة فكانت إحدى وسائل الشيطان للقضاء على المشروع المهدوي هي تحريكُ أعوانهِ مِن شياطين الجنِّ والإنس لقتلِ إمام زمانِنا ومِن أعوان إبليس وشياطينهِ الإنسيّين: النواصب (بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان مِن أعداء صاحب الأمر) هؤلاء هم أدواتُ إبليس في مُواجهة المشروع المهدوي
ولذلك تجد أنّ بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان كُلُّهم يبنون مُخطّطاتِهم وبرامِجَهم على أساسِ حرب الإمام الحجّة، لأنّهم يعتقدون بوجود الإمام فيُريدون القضاء على أُصُولهِ وجُذورهِ مِن أيِّ جهةٍ سيأتي، لأنّهُ هو الذي يُهدّدُ عُروشَهم ولذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة جميعاً طَمَعاً في قتلِ إمام زمانِنا لأنّهم يعلمون أنّ الإمامَ الحجّة سيأتي ويُولَد مِن هذه السُلالة النُوريّة الطاهرة، وهذا ما بيّنهُ إمامُنا الصادق عليه السلام في حديثِهِ حين قال: (وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفَهم في قتلِ آل الرسول وإبادة نسلهِ؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم)
فبنو أُميّة وبنو العبّاس يعلمون جيّداً بأنّ المشروع الحسيني العملاق مُرتبطٌ بشكلٍ أساسي ومِفصلي بإمام زمانِنا وأنّ الإصلاحَ الذي خرج سيّدُ الشهداء يطلبُهُ إنّما يتحقّقُ في دولة أهل البيت والتي فاتحتُها الدولة المهدويّة لذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة لأجل أن يقتلوا القائم مِن آل مُحمّد! وهذا هو هدف إبليس وشُغلُهُ الشاغل وقد أشار إلى هذا المضمون أيضاً إمامُنا العسكري في روايةٍ له يقول فيها: (قد وضع بنو أُميّة وبنو العباس سُيوفهم علينا لِعلّتين إحداهما أنّهم كانوا يعلمون أنّه ليس لهم في الخلافة حقٌّ، فيخافونَ مِن ادّعائنا إيّاها وتستقرَّ -الخلافةُ حينئذٍ- في مركزها وثانيهما: أنّهم قد وقفوا مِن الأخبار المُتواترة -أي المُتكرّرة- على أنّ زوال مُلكِ الجبابرةِ والظَلَمةِ على يدِ القائِم مِنّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم مِن الجبابرة والظَلَمة، فسعوا في قتلِ أهل بيت رسول الله وإبادةِ نسلهِ طَمَعاً مِنهم في الوصولِ إلى مَنعِ تولُّدِ القائم أو قتلِهِ فأبى اللهُ تعالى أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِنهم إلّا أن يُتمّ نُورَهُ ولو كَرِهَ الكافرون)[عوالم العلوم]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya