مضت سنة منذ السابع من أكتوبر المجيد.
- أنت.. أيها البرد لما لم تأتي بعد..!؟
إنها سنة جديدة..!
أين أنت ..!!؟
أين كلامك المثلج للعقول ..!
مر حتى مروراً وألقي نظرة عليّ أو ألقي السلام إذا لم تُرِد الكلام
= السلام عليك وعليهم كل السلام
- ها قد أتيت وأنا انتظرك على عجله من صبري لنلتقي ونرتوي بالحديث.
عادة ما تأتي مبكراً، ماذا جرى لك هذه السنة ..؟!!
= عجلتَ عليّ هذه المرة حيث أني لم يسبق أن تأخرت ولو بضع ثانية، ولكن الأجواء في المنطقة تغيرت وتتسارع في اللامعقول والإنسانية في العالم تبخرت فتجمدت أكثر واِزددتُ صقيعا.
- على عجله من قولك لقد تجمدت الدماء في عروقي وعلى عجله مما يجري فلصالح الصهيوني، يتسابق العرب بكل ما هو من نفط أو مدد إلا من رحم ربي.
= خفف من قولك كي لا يسمعك أحد.
- بل بالعكس.. حيث أنني على يقين من أنه يجب علينا من أجل المضي قدماً أن نعبر بصراحة عما هو في قلوبنا وعما هو لا يقال إلا وراء الأبواب المغلقة.
أليس كذلك...؟!!
= قول ما تفكر فيه بصراحة ليس أمراً سيئاً، ولكن الأسوأ هو ما ينتظرك.
- ماذا تعني بـ ينتظرك ..!!؟
= الكثير...
- كلامك مُثَلَّج هذه السنة..!
لا أفهمك...!
ما بك ..!؟
أيها البرد...؟
أيها البرد أمازلت هنا..!؟ أتسمعني . ! ؟
ما زلت أحس صقيعك يشن هجوماً على أنحاء جسدي،
أين أنت..!؟
ذهبت مبكرا على ما يبدأ هذه المرة..!
= مازلت معك.. و أسمعك
- إذا مابك صامت يملأك الغموض.؟
أو ربما تغيرت.. !؟
أأصابتك عدواهم.. !؟
أأصبحت عميل مثلهم.. !؟
لا تنسى "الصمت عار"
= ما زلت أنا نفس البرد الذي يأتيك مثل كل سنة ولكن مع الكثير من الصقيع القارس.
- صمتك قارص أكثر وأشد من بردك القارس.
- هل ستصمت أيضا إذا شاهدت الموت يجثم في غزة كل ثانية؟
وهل ستصمت مثلهم أيضا إذا شاهدت أهل غزة جثث مترامية؟
وهل ستصمت أيضا إذا رأيت الجوع في غزة يعلن مجاعة جماعية؟
هل ستصمت... ؟!!!
= كلامك هذه المرة مختلف ويجرح..!
- يا صديقي إن صمتنا هو من يجرح ويذبح، ولا يبرح حتى يبلغ صدري فيذبح ماتبقى من دفئ أو فرح.
= وإذا تكلمنا من سينصت أو يسمع.!؟
- الكلام لا يكفي في الحقيقة، ولكن بالقول والفعل معا سنصدح.
= وماذا عن العالم، وما يفعل.. ؟
- هذا العالم الحقير في صمته، ستهوي فيه الإنسانية إلى الإنحطاط، وهي تهوي كل يوم، عالم لا يظهر أي تقدم، بل يتأخر يوما بعد يوم، من القبيح إلى ما هو أقبح.
عالم لم تَرَ منه غزة إلا الصمت والكفن.
عالم يرى طفلا يحبوا جريحا من رصاص قناص، وأمه تصرخ ولدي وتهب لنجدته فتمزقها البندقية، ويهب آخرون لنجدتهم فتسبقهم قذائف المدفعية، وخلفهم دبابة تقصف من تبقى منهم، وتأتي بعدها غارة جوية لتفني ذلك المربع السكني بأكمله، فيرتقوا جميعا شهداء، ولا يتكلم العالم.
ماذا تتوقع منه أكثر..!؟
= العار... العار... العار...
- وللحديث بقية.
#قلـــــ_كاتب_ـــمEB
#إيهاب_القاضي
21/11/2024