دين وتمدين @deen_tamdeen Channel on Telegram

دين وتمدين

@deen_tamdeen


دين وتمدين (Arabic)

تمتلك قناة "دين وتمدين" على تطبيق تليجرام مجموعة من المحتوى القيم والمثقف في مجالات الدين والتطوير الذاتي. فهي تهتم بتقديم معلومات دينية موثقة ومفيدة تساعد على تعزيز الإيمان والتقرب من الله. بالإضافة إلى ذلك، تقدم القناة نصائح ومقالات حول كيفية تحقيق التميز الشخصي وتحقيق النجاح في الحياة العملية. يمكن لمتابعي القناة الاستفادة من دروس ونصائح متنوعة تساعدهم على تحقيق التوازن بين الجانبين الديني والحضاري. إذا كنت تبحث عن مكان يقدم لك المعرفة والتوجيه اللازمين لتحقيق التطور الشخصي، فإن "دين وتمدين" هي القناة المناسبة لك. انضم إليها اليوم وابدأ رحلة تطوير نفسك وتحقيق أهدافك بثقة وايمان.

دين وتمدين

20 Nov, 19:15


رمزية التافه
هناك أشخاص كثيرون وجدتهم في حوزة النجف الأشرف يحملون ثقافة جميلة تتجاوز الوضع السائد، كما وجدت كثيرا منهم لديهم حسّ أخلاقي عال، ويقومون بخدمات انسانية، لكن لا أحد يعرفهم.
قبل أشهر التقيت بأحد طلبة العلم من أهالي السماوة، وهو شاب لطيف المعشر وإن كان يبدو عليه التعب والجدية وهما متلازمان. تفاجأت عندما علمت بأنه مهتم بالآثار وأنه يقوم بجولات في محافظات عراقية ليوثق اهم المعالم التاريخية والاثارية في كل محافظة، ويكتب عنها ويصورها، وأن الأمر كما قال يحتاج سنوات كثيرة من العمل. سألته عن عدد المواقع التي حددها وصورها في محافظات العراق، فقال لي: أقل محافظة في العراق من حيث الآثار هي محافظة واسط، قلت له: كم موقع أثري فيها؟ قال: 500 موقع!! استغربت مما قال وسألته: أقل محافظة فيها هذا التراث، إذن كم المواقع في محافظة ذي قار؟ فأجابني: أكثر ما يوجد في ايطاليا وفرنسا مجتمعتين!!
الاعلام العراقي اعلام يحتاج الى الكثير لينضج، وهو في العادة يسلط الضوء على أسوأ النماذج. لا يوجد مجتمع لا توجد فيه نماذج تافهة او فاشلة، لكن العجيب ان يتحول التافه الى رمز وشخصية عامة تجد من يعجب بها ويحترمها. بل وصل الامر الى ان تتم استضافته في لقاءات اعلامية ويسأل عن آرائه في الفقه والعقيدة والمجتمع، وغير ذلك. وواقعا فإن الاعلام يرتكب جريمة اخلاقية ومهنية معا عندما يروج لأشخاص تافهين، ويدعم دجلهم وكذبهم، وكان يفترص ان تتم محاسبتهم على المحتوى الهابط او المحتوى الطائفي بدل تحويلهم إلى نجوم مجتمع يحتضر.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

19 Nov, 19:57


التعداد والشيعة
اول تجربة للتعداد العام للسكان شهدتها هي تلك التي حصلت سنة 1977، كان عدد سكان العراق اكثر بقليل من 12 مليون نسمة، ثم حصل تعداد 1987وكان من اغرب نتائجه هو ان البصرة اخذت المركز الرابع في عدد السكان وتقدمت عليها محافظة ذي قار وذلك بسبب الحرب التي ادت الى هجرة كثيرة من اهل البصرة الى محافظات اخرى لا سيما النجف وكربلاء. لكن بقيت اهمية خاصة لتعداد 1957 اذ بموجبه لم يكن ممكن لأي مواطن عراقي ان يشتري عقارا في بغداد ما لم يكن مسجلا في هذا التعداد. ويقال بأن مدينة تكريت كانت مستثناة من ذلك لكونها كانت تابعة لبغداد في ذلك الوقت.
غدا ستنطلق عملية التعداد السكاني التي كان يفترض ان تحدث سنة 2007، ومن الطبيعي ان المواطن سيكون مطلوبا منه ان يدلي بمعلومات محددة، وذلك لأنه كما يفترض "نظريا" أن التعداد وسيلة هامة تستخدمها الدولة لتحديد اولوياتها، طبعا هذا كله كلام نظري. لكن العجيب ان تسمع أن هناك من يحث على المشاركة لكون هذه المشاركة ستثبت قضية "الاغلبية" و "الاقلية" التي لا يريد البعض ان يطور تفكيره بما يتجاوز ذلك.. قرأت ذلك في بيان من احد الفضلاء في النجف الأشرف وهو انسان طيب وخلوق لكنه للأسف لا يستطيع تجاوز التفكير الطائفي التقليدي. مع العلم أن البيانات المطلوبة لا تتضمن ذكرا للطائفة، كما ان معظم المحافظات مختلطة لا يمكن تمييز الاغلبية والاكثرية فيها على نحو الجزم.
ولا ادري متى سنفكر بطريقة أكثر منطقية وأكثر واقعية وعملية؟ ومتى سنطور خطابا اكثر عقلانية؟ والاهم ما قيمة الاستعراض بالأكثرية اذا كانت "الأكثرية" هي الخاسر الأكبر في حكم "الاكثرية"؟
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

14 Nov, 18:25


لا حياة دون أمل
في حافلة نقل الركاب "ريم" صعدت من النجف الى بغداد، جلس قريبا مني شاب عشريني، حدث بيننا كلام واكتشفت أنه يحمل كمية هائلة من البؤس. حاولت أن اقنعه بأن الحياة رغم ما فيها تحتاج ان نبحث في جوانبها عن أمور جميلة تسمح لنا بأن نستمر، فالمؤكد أننا لا يمكن ان نحيا دون ذلك، وأذكر أني قلت له: أنا الآن ابلغ من العمر 33 سنة ومع ذلك لا زلت أشعر بأني شاب، رغم قسوة الظروف. تذكرت هذا الموقف اليوم وضحكت، فأنا اليوم دخلت السنة 57 من عمري، ومع ذلك لا زلت أعتقد أو ربما أوهم نفسي بأني "شاب" والدليل أني لا زلت أنظر الى المستقبل، وواقعا فإن الانسان يبقى شابا –ولو نفسيا وليس بايولوجيا- ما لم ييأس وما دام ينظر الى الأمام ويأمل بمستقبل أفضل ويعمل لذلك.
هذه هي الحياة بمرارتها وصعوبتها واخفاقاتها تحتاج إلى أمل لكي تستمر، ولا يثير عجبي وإعجابي شخص كما يثيره شخص يبتسم ويضحك وهو يقاسي صعوبة الحياة، فهذه الحياة الصعبة والقاسية وغير المنصفة لكي تستمر تحتاج إلى أمل ولو كان كاذبا.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

12 Nov, 14:11


العلم نقطة كثّرها الجاهلون
هناك كلمة مشهورة للإمام علي (ع) تقول: "العلم نقطة كثّرها الجاهلون"، وهذه الكلمة توقف عندها كثيرون، فلماذا وصف العلم بأنها نقطة؟ ولماذا قال أن من يوسعها ويكبرها هم الجاهلون مع إن من يكبر العلم هم العلماء وليس الجهلة؟
هذه العبارة مهمة جدا، والمراد منها هو أن تضخيم المنظومة المعرفية الدينية سوف يؤدي الى تعقيد الدين من جهة، واضعاف تأثيره وتضييع قيمه التي تمثل الجزء الأهم فيه من جهة أخرى.. فالعلم الديني في حقيقته يتكون مبادئ معرفية من جهة وأخلاقية من جهة أخرى، وأن من يقوم بتضخيمها هو جاهل في حقيقة الأمر، وإن ظن هو وغيره أنه أحسن بما أضافه، بينما هو واقعا وهم لا ينفعه في دنيا ولا آخرة. فهو وإن كان علما صورة إلا أنه جهل حقيقة، لأن الجهل متعدد وكثير ومتناقض ومتضارب ومعقد وغير واضح،
وللأسف تجد أن العلوم الشرعية تضخمت جدا في هذا الزمن. فالعقائد تحولت من صورتها البسيطة والمباشرة إلى كتب ضخمة معقدة كالتجريد والمواقف وشرح العضدية وشروحها. ولا يقل علم الاصول عن ذلك حيث تعقد وتحول من علمي آليّ في حقيقته إلى علم قائم بذاته، وكثير من مسائله رغم تعقيدها الا انه لا يترتب عليها أثر في الاستنباط الفقهي. وأما الفقه فحدث ولا حرج، فالتطويل والتعقيد من أهم من يتميز به الدرس الفقهي، حتى ذكر السيد محسن الامين عن احد الفقهاء انه كان يجتمع اليه الطلبة فيعينون مسألة ما ويأخذ في ذكر الأقوال والأدلة والنقض والإبرام ثم يكثر فيها الوجوه والاحتمالات ويطول الكلام في المسألة الواحدة أياما وأشهر ثم ينقطع عن الدرس!!
وذكرني هذا بما قاله بأحد المشايخ المولع بالتعقيد والذي أورد في أول بحثه عن أحكام الماء أربعة عشر تعريفا للماء، وناقشها!! وهذا ما أثر كثيرا على المشتغلين بالعلوم الشرعية، فصار عند كثير منهم حدة مزاج، وابتعاد عن واقع الحياة، وانشغال بما لا نفع فيه، وانصراف عما هو أجدر ان يشتغل به. حتى ان من الصعوبة أن تجد من طلبة العلم من لديه تحصيل حقيقي منظم الا القلة القليلة، فترى معظمهم يدرسون ويتعبون أنفسهم دون أن يحصلوا على شيء نافع غير كلمات تلوكها ألسنتهم وسفسطة تمنعهم عن فهم الامور كما هي مع اعوجاج في السليقة وكثرة شبهات، فضلا عما رافق ذلك من ضعف الشعور الاخلاقي والابتعاد عن ساحة العمل الاجتماعي، فضلا عن الغرور الزائف الذي تجده عند كثير من طلبة وأساتذة العلوم الشرعية.
ولأهمية ودلالة هذه العبارة، فقد كتب كثيرون في شرح هذه الكلمة، فكتب عبد الغنى بن اسماعيل النابلسي "زيادة البسطة في بيان العلم نقطة"، وكتب الفقيه المالكي احمد بن محيى الدين بن مصطفى الاغريسي " نثر الدر وبسطه في بيان كون العلم نقطة" وكتب الخواجة الطوسي "النقطة القدسية" وكتب جلال الدين علي عنقا الطالقاني "مثنوى في شرح حديث العلم نقطة كثرها الجاهلون" وغير ذلك.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

09 Nov, 18:21


الجدل الديني.... مشكلة المعرفة والاخلاق
من أهم مميزات الطرح الديني هو اعتماد الجدل، وهدف الجدل كما هو معروف المغالبة وليس الكشف المعرفي، وهذا واضح  في تعريفه، حيث يقال: "الجدل هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة"، رغم أن تحقيق الغلبة لا يعني بالضرورة صحة موقفك. وقد أدى شيوع هذا الاسلوب الى خلل كبير في طريقة التفكير التي تجدها عند كثير من المشتغلين في مجال العلوم الشرعية، فهو يعيش مع الالفاظ أكثر مما يعيش في الواقع، ويعتقد أنه بجدله يقدم رأيه بطريقة ليس مقنعة فقط، بل وواقعية، حتى لو لم تكن في حقيقتها منطقية أو غير واقعية. لذلك إذا حاولت أن تبين له خطأ موقفه فإنه سيلتف عليك وهو يعتقد أنه يمكن أن يحقق "نصرا" "لفظيا" بغض النظر عن الواقع الذي لا يحسن التعامل معه، لأنه ببساطة يعيش مع أفكاره أكثر مما يعيش في الواقع.
وأحيانا يستخدم طريقة التكرار، فهو يتمسك بعبارة ما أو فتوى ويكررها دون أن يفهم بأن الواقع يسبق الحكم، وأنه هو من ينتجه، فمهما حاولت أن تناقشه فلن تستطيع أن تقنعه، بل سيرجع بك إلى النقطة الأولى. وهذا ما أثقل الخطاب الديني وجعله لا واقعيا، وهو ما يجعله غير قادر على الاستفادة من تجارب الآخرين ومشورتهم. وهذا ما يؤدي إلى ما عبرت عنه أحيانا بفقدان الحس الاجتماعي عند كثير منهم، لذا تجده يفشل فيما لو أردت أن تكلفه بعمل اداري أو تنظيمي او سياسي، لأنه لا يفهم الأشياء كما هي ولا الطبيعة البشرية كما هي، إلا من خلال المنهج اللفظي الالتوائي.
في الفقه أخذ كتاب "مفاتيح الشرائع" للفيض الكاشاني أهمية كبرى، لأنه كان يعتمد قلة اللفظ ووضوح المعنى، وعدم الاكثار من كلام لا فائدة منه ولا إضافة فيه. وهذا تماما خلاف المنهج الفقهي المتبع في هذا الزمن والذي يعتمد التطويل، والأخذ والرد وتكرار المكرر.
كما ادى هذا الاسلوب الى تحجر في الاحساس الاخلاقي عند كثيرين، ممن يستطيع أن يبرّر الفقر، أو الفشل أو الظلم، أو يقنع نفسه بأمور غير واقعية تحجبه عن رؤية الواقع وبالتالي تقديم الحلول.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

07 Nov, 15:31


وتمضي الأيام
عشر سنوات مرت ثقيلة، ثقيلة لأنك لست فيها. إذ لا جرح مثل جرح الأب، ولا فراق مثل فراقه.
أتذكر ضحكته، غضبه، أذكر كيف كان يأتي متعبا من عمله، ينام دقائق ثم يستيقظ كأنما يختلس دقائق من جولات تعب الحياة، ليرجع إلى عمله، أتذكر ذلك الوجه الوسيم الجميل الذي لم تغيره السنون حتى فارقنا في مثل هذه الساعة في مثل هذه الليلة، وأتذكر ذلك القلب المملوء حبا وحنانا، وتلك الدمعة الرخيصة عندما ترى حالة إنسانية مؤثرة.
لا زالت روحك معنا لم تغادرنا، ترفرف فوق رؤوسنا؛ لا زلت اسمع صوتك في أرجاء البيت، صوتك الرخيم يردد آيات القرآن الكريم، لا زالت نصائحك عن صلة الرحم والتسامح تتردد في أذني ...في كل زاوية في كل ركن ذكرى أو ضحكة، فرحة أو حزن، لحظة رضا أو غضب. مات أبي فشعرت كما لو أن البيت مظلم، أنظر إلى مصابيح البيت فأجدها مضاءة، كلها مضاءة، لكن هناك ظلمة لا تضيئها كل المصابيح، وهكذا يكون الأمر عندما تكون في مكان لا تشعر فيه بأي قيمة أو معنى بعد أن غادرتنا تلك الأنفاس التي كانت تعطي معنى لحياتنا.
تدور عجلة الحياة، ونحن نسير قوم إثر قوم. الموت حقيقة نعيش معها كل لحظة، ومع ذلك لا زالت ما تثير استغرابنا، ونتعامل معها كحدث غريب مفاجئ غير متوقع!! احيانا اسمع بموت شخص لا أعرفه بشكل مباشر، لكني اراه يعمل هنا او يجلس هناك فأحزن وأشعر ان جزءا من مشهد الحياة بالنسبة لي قد اختفى، فكيف وأنت أخذت معك معظمي، وربما كلي؟ تشعر عندها أن الحياة تصبح مهمة شاقة دون من تحب.. ويكون الأمر أصعب عندما أشعر أني لم أغادر طفولتي، بالتالي أشعر أني لا زلت بحاجة إليك.. رحمك الله يا أبي
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

03 Nov, 14:28


الخيانة هي الخيانة
رضي ابو رغال أن يكون دليلا لإبرهة لغزو بلاد العرب وتهديم الكعبة، لكن لم يمتّع بحياته، مات منبوذا محتقرا، وكما تحول "حاتم" من اسم شخص الى دلالة على قيمة كبير هي الكرم، فقد تحول ابو رغال من مجرد كنية الى تعبير عن كلمة "خائن" وفي المعركة الأدبية المشهورة بينهما، قال جرير يهجو الفرزدق:
اذا مات الفرزدق فارجموه كما ترمون قبر أبي رغال
قلت يوما عن أحدهم: هذا مثل شخص جاء بشخص مجرم وطلب منه أن يغتصب أمه لكي ينتقم من زوج أمه الظالم، هل يمكن أن تبرّر له فضلا عن أن تمجّد بفعله. وهذا ما حصل عندما تستعين بقوة مجرمة لتحتل بلدك، وذلك لتتخلص من حاكم ظالم فاسد. لكن هناك ما هو أسوأ؛ عندما تدعي مقاومة الاحتلال وأنت تمدح من جاء دليلا للمحتل!
مهما استعنت بقواميس اللغة، ومهما حاولت استعمال البديع أو البيان، ومهما بحثت عن تبرير سياسي، او تفسير نفسي فتبقى الخيانة هي الخيانة لا تقبل التبرير. بكل بساطة ودون تفلسف الشخص الذي يعين العدو على احتلال بلده اسمه "خائن" ولا يضاف الى فئة ولا طائفة ولا عشيرة.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

30 Oct, 05:21


بلد الرباط
ولد الشهيد الداعية د. عصام كاظم الراوي، وهو أحد أهم اساتذة الجيولوجيا في العراق، في مدينة راوة سنة 1946، في عائلة ملتزمة، فوالده هو د. كاظم فتحي الراوي؛ صاحب المؤلفات العلمية الشاهدة بفضله وعلمه، وشقيقه د. أحمد الراوي الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الاسلامية في أوربا، وشقيقه الآخر د. كاظم كاظم الراوي عميد الكلية الاسلامية في فرنسا سابقاً.
كان أحد الناشطين في الحركة الاسلامية في العراق، اعتقل عام 1985 مع عدد من زملائه بتهمة المشاركة في تنظيم سري معارض للنظام، وحكم عليه بالإعدام ثم تم تخفيض الحكم إلى السجن المؤبد عام 1987، ثم أفرج عنه ومن معه بعد ذلك بعفو عام بعد تدخل شخصيات إسلامية معروفة من خارج العراق.
بعد 2003، كان أحد أهم الناشطين ضد مشروع الاحتلال، وأحد أهم الدعاة إلى الوحدة، ويمكن ان تستشعر صدقه وحرصه وهو يتحدث عن مشروع الاحتلال واخطاره واهدافه؛ واتذكر محاضراته المؤثرة التي تحذر من المشروع المعادي وأساليبه، وأذكر في واحدة من محاضراته أنه كان يتحدث عن سبب استهداف العراق لكونه يمثل قاعدة الامل المنتظر الموعود لهذه الامة.
انضم الى هيئة علماء المسلمين وكان الناطق باسمها، وفي سنة 2006 اعلن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المقبور ابو عمر البغدادي تأسيس ما أسماه دولة العراق الاسلامية في محافظات الوسط، وقد تهجم د. عصام الراوي بقوة على هذا المشروع وانتقده، واعلن ان هذا الاعلان كشف حقيقة هؤلاء الذين يدعون المقاومة، لكن لم يلبث إلا قليلا حتى تمت تصفيته إذ اغتيل في مثل هذا اليوم 30 تشرين أول-اكتوبر 2006 على يد تنظيم القاعدة.
أذكر له موقفا مؤثرا، حينما قال له احد الاخوة بأنه يفكر بالهجرة الى السويد وسأله عن رأيه بذلك، فقال له: لا يا شيخ لا أنصحك بذلك، العراق الآن بلد رباط وجهاد، ولا يحل الخروج منه!!
رحمه الله بواسع رحمته، ورحم شهداء العروبة والإسلام.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

26 Oct, 13:20


رسالة ودرس
رغم التوتر الشديد في المنطقة ورغم التهديدات المتبادلة بين ايران والكيان الصهيوني، وبعد تقارير مخيفة تحدثت عن استعدادات كبيرة للهجوم المتوقع على ايران جاء الرد الصهيوني غير متوقع جاء باردا باهتا. ورغم أننا يسعدنا بالتأكيد أن لا يتعرض الشعب الايراني المسلم لضرر مثلما تعرضت له دول المنطقة إلا أن هذا لا يمنع من التساؤل عن تلك المفارقة، فبينما كان العدوان على العراق وسوريا سابقا مدمرا ماحقا، وبينما قصفت غزة ولبنان بشكل مفرط مرعب فإن القصف على ايران جاء ناعما!!
الرد يحتاج الى نظر وتفكر، فالحكومة الايرانية لا أشكك في صدق موقفها من فلسطين بحكم ايدلوجيتها الاسلامية إلا انها تتعرض لضغط داخلي كبير لتخفيف موقفها، وهذا الرد كأنه يقدم رسالة تقول لإيران: لستِ معنية بالأمر، فالمعركة هي مع العرب ومحاولات الاذلال هي للعرب، فلا تكونوا اكثر ملكية من الملك.
ما يمنع المعسكر الغربي من التعامل مع ايران بنفس التعامل مع العرب هو أمران، هما: قوة ايران وفلسفة العزة التي تقوم عليها ثقافتها السياسية بشكل خاص والوطنية بشكل عام، وأيضا المكانة الحضارية التي تجعل اعداءها يحترمونها لا سيما وأنهم ينظرون اليهم باعتبارهم آريين أقرب إليهم ثقافيا وتاريخيا، ولأنهم لا يريدون تحطيم الشخصية الايرانية لأسباب ترجع الى نظرتهم للتاريخ وللمستقبل معا.
أما العرب، فما حصل هو درس لصنفين من العرب: الاول من يصدق دعاوى الخطاب الديني الثوري الذي يصور أننا في المعركة أدوات تقودها دولة أخرى، والذي يجعلنا أدوات للحرب ليس لنا رأي ولا تخطيط، ويجب أن نقتنع بذلك رغم أن هذه الدولة بأي حال ستكون محكومة بظروفها ومصالحها. وكانت النتيجة أننا قدمنا خسائر كبير وهائلة في لبنان وغزة، ووقعنا تحت ارهابي صهيوني غير مسبوق بصمت بل تأييد أوربي وأمريكي وتآمر عربي.
والثاني للمطبعين والخونة يقول لهم بأن هؤلاء لا يحترمون العرب، ويعملون على اذلاهم واهانتهم. وأن هؤلاء لن يحترموهم ولن يشكروهم عندما يضحون بأخوتهم في لبنان وغزة وقبلها في العراق وسورية، فهو يريدون العرب كما كانوا قبل قبائل متناحرة لا يجمعها مشروع ولا رأي ولا موقف. عليهم أن يدركوا أن التطبيع ليس خيارا، سيجعلهم أكثر ذلة ومهانة، وأن شرف المقاومة أفضل من عار الخنوع.
بالنهاية هي رسالة للعرب تدعوهم الى ان يوحدوا كلمتهم ويجمعوا أمرهم، لتقول لهم: ما حك جلدك مثل ظفرك.
الرسالة وصلت، لكن الدرس لن يفهم
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

24 Oct, 17:35


موقف ايجابي
قبل أيام كتبت مقالة انتقدت فيها موقف المجمع الفقهي في عدم اظهار أي موقف تجاه العدوان على لبنان، ولم يتأخر الموقف بعد ذلك حيث صدر بيان يندد بالهجمات على لبنان.
ثم بعد ذلك صدر موقف هام من الشيخ احمد حسن الطه رئيس المجمع انتقد فيها مواقف دول عربية لم تقف بواجبها في الدفاع عن الفلسطينيين، ولم يكتفوا بذلك حتى قاموا بالدفاع عن الكيان وصد الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية.
وامس كان هناك موقف من المجمع على لسان الشيخ عبد الستار عبد الجبار، حيث حذر مصر والسعودية والاردن لأنها لن تكون بمنأى عن العدوان الصهيوني عليها لاحقا.
ولأني سبق وأن انتقدت موقف المجمع فمن باب الإنصاف لا بد من الإشادة بهذه التصريحات، وهو ما يليق بسنة العراق، فهو موقف جيد يستحق التقدير حتى نصل الى مرحلة نتجاوز فيها استعمال مصلحي "السنة" والشيعة" في المواقف الوطنية والقضايا العامة.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

19 Oct, 09:48


أخاديد في ذاكرة التاريخ
كثيرة هي الصور التي تقرأ عنها في تاريخ الاسلام، من بدر الى أحد الى الطف إلى غير ذلك من مواقف الاباء والشرف والكرامة. لكن هناك مواقف عجيبة شجاعة خارقة تحفر لنفسها أخدودا في ذاكرة التاريخ، سأذكر منها موقفين:
الأول: في أحد ايام معركة القادسية وهو يوم أغواث، كان هناك  رجل اسمه علباء بن جحش العجلي كان رجلا شجاعا، دخل في عمق صفوف العدو وقد عاهد الله ان يصب منهم. فجاءته ضربة على بطنة فسقط على الارض وقد اندلقت امعاؤه على الارض، فوقع على الارض يلملمها ويدفع بها الى بطنه، حتى ضعفت قواه، فنادى أحد المقاتلين، وقال له: يا هذا أعني عليها، فأعانه على ذلك، فربط بطنه بثوبه، وسار نحو العدو ثلاثين ذراعا، حتى خر صريعا من النزف، وهو يردد: 
أرجو بها من ربنا ثوابا        قد كنت ممن احسن الضرابا
الثاني: حكيم بن جبلة العبدي، وكان سيدا شريفا، قال عنه الذهبي: " أحد الأشراف الأبطال كان ذا دين وتأله" وكان يقاتل الناكثين يوم الجمل حتى قطعت ساقه، فكان يقاتل على رجل واحدة وهو يقول:
يا ساق لن تراعي     إن معي ذراعي
فمر به الرجل الذي قطع رجله، فحملها وضربها بها، فأسقطه ثم نام فوقه فقتله، وبقي متكئا عليه حتى مر به رجل من أصحابه وهو ينزف، فقال له: من فعل بك هذا يا حكيم؟ قال له: وسادتي.
لكن في هذا الزمن، رأيت ذلك الرجل الذي شد يده المقطوعة وبقي يقاتل الطائرة بخشبة، كما لو كانت ذبابة ينشها، فما وهن ولا استكان... ولعمري كأن محمود درويش كان يقصدك حينما قال: سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك
اللهم ارحم شهداءنا.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

18 Oct, 11:59


رجل سبقته يده الى الجنة
زيد بن صوحان صحابي من بني عبد القيس، كان مع أخيه صعصعة، حيث وفدا على النبي (ص) فقال عنه: زيد وما زيد يسبق عضو منه الى الجنة.
في معركة نهاوند سنة 21 هـ قطعت يده اليمنى، ثم استشهد يوم الجمل سنة 36 هـ عندما كان في صف أمير المؤمنين علي (ع).
قصة عجيبة، تجسدت أول أمس في هذا الرجل، الذي قطعت يده وبقي يقاتل، سبقته يده إلى الجنة، ثم لحقها. لا اعتبره موقفا شجاعا فقط، بل لوحة جميلة عظيمة رسمتها يد القدرة الإلهية لتعطينا درسا في الصبر والثبات، ولتبين لك عظمة هذه الأمة التي انجبت هذا وأمثاله.. إنها أمة لا تموت، تنتكس تضعف لكنها تبقى حية بل وقوية..
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

17 Oct, 21:40


درس بطعم الموت
اعظم ما في هذا الرجل انه اثبت ان قضايا الامة الكبرى تجمع كل اهل القبلة، فتكافأت الدماء والتقت الارواح كما التقت المواقف وتوحدت. وقفت فلسطين تدافع عن قضية الامة التي عجزت عنها، ووقفت معها لبنان فأعطتها فلذات اكبادها. واتمنى ممن لا يتجاوزون الطائفية في خطابهم وسلوكهم ان يعوا الدرس ان كان فيهم بقية صدق أو بعد نظر.
سبقت حيا، وتميزت ميتا فطوبى لك. ومضيت على طريق سبقك اليها خيار الأمة ورجالها وأهل الشرف والكرامة، فكنت كما قيل:
تتابع أخوتي ومضوا لأمرٍ      عليه تتابع القوم الكرام
الدرس الأهم هو ان الصهيونية والطائفية في خندق واحد، إنه درس بطعم الموت ورائحة الدم.... درس ( لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد).. على دربكم إن شاء الله. وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

13 Oct, 20:42


الثورة السورية... والمراجعة المؤجلة
في الرؤية الفقهية هناك اتجاهان من الثورة المسلح او الخروج كما كان يسمى، فهناك من يراه مشروعا وهناك من يرفضه ويذمه ويحرمه، زكما يرى المحققون فإن سبب رفضه وتحريمه هو ما رآه أهل العلم من مفاسد ترتبت على الخروج دون تحقيق منافع.
في آذار من سنة 2011 وفي مدينة درعا (حوران) اندلعت مظاهرات في المدينة ضد السلطة، وكانت بداية لأهم وأخطر صفحة من صفحات الربيع العربي وهي "الثورة السورية" وواقعا، رغم ألمي لما حصل إلا أني رأيت أن ما حصل ارادة شعب ينبغي احترامها، لا سيما وأن هناك اسبابا موضوعية وأخطاء واضحة لنظام الحكم وأجهزته في سوريا. الكثير من الاخوة الذين دخلوا في المعارضة هم اشخاص طيبون محترمون، يحملون في نفوسهم دافعا دينيا ووطنيا. إلا أن هناك تاريخا ليس جيدا للمعارضة السورية ارتكزت على مرتكزي: الطائفية والعنف، والأمر معروف لا سيما في حادثة مدرسة المدفعية الشهيرة في حلب سنة 1979.
عموما، لم يتأخر الأمر كثيرا بعد اندلاع الثورة حتى ظهر خطاب طائفي وعنف مفرط يرتكز على الرؤية السلفية في معظمه، وظهرت حالات من العنف مبكرة كحادثة جسر الشغور التي حدثت في بدايات الثورة والتي قتل فيها العشرات من الجنود السوريين وألقيت جثث كثير منهم في نهر العاصي بعد أن شوهت.
زادت حالات العنف، وظهرت بعد ذلك نماذج كثيرة متعددة، من قطع الرؤوس بالجملة إلى بقر البطون حتى قام أحدهم باخراج كبد احد القتلى ولاكه.
أما التدخل الخارجي، فربما لم يشترك هذا العدد من دول العالم في صناعة حدث كما حصل في هذه الثورة، لقد صرفت السعودية وقطر عشرات المليارات في سبيل ارباك الوضع ودعم المعارضة، ونحن نعلم جيدا أن هذه الدول لا تتدخل في أمر يخدم الوطن أو المواطن أبدا. وهو ما افرز عددا كبيرا جدا من القادة الانتهازيين، الذي ظهروا لفترة ثم اختفوا بعد ذلك مثل سليم ادريس ورياض حجاب، وغيرهم ممن اشترت هذه الدول ولاءهم، وهو امر عجيب وغير مسبوق في أي ثورة. فضلا عن دور الاعلام الذي مارس الكذب والتزوير ربما كما لم يحدث في التاريخ.
لا انكر اطلاقا أن المطالب مشروعة، وأن الجماهير كانت تطالب بحقوق مهتضمة، إلا أنّ الثورة تحولت الى استثمار سياسي يهدف الى جعل سوريا مثل العراق بلدا منزوع القوة والهوية.
واستمر العنف، ولا يمكن أن ننسى مذبحة مدينة عدرا العمالية، والحصار على نبيل والزهراء في حلب، وعلى كفريا والفوعة في أدلب، وما حصل عند فك الحصار عن المدينتين ضمن اتفاق مع المسلحين إلا أنّ السيارات التي نقلتهم تحولت الى تفجير ارهابي قتل فيه 126 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء.
مقابل ذلك شنت السلطة هجمات عنيفة، ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين والعسكريين، وهو أمر على قسوته هو جزء من افرازات الاحداث الدامية، وتناوب الفعل ورد الفعل.
لقد تسلط على السوريين أشخاص باسم المعارضة والثورة لكنهم كانوا أسوء من أي من حاكم ظالم، فقد تحولت أسرهم الى اقطاعيات مالية (آل علوش مثلا) تتاجر بالثورة والمواطن. واقتطعت أراضي كثيرة وتسلطت الروس والامريكان والاتراك وغيرهم على البلد ومقدراته، ظهرت مليشيات لا تعد وعصابات اجرامية، وانتشر الجوع والفقر والفساد، ومع ذلك لم يراجع احد نفسه او يتحمل مسؤوليته لا سيما وأن معظم هؤلاء كانوا منتفين ماديا ويعيشون مع أسرهم حياة ترف.
كان تدخل حزب الله اللبناني في ذلك الوقت واضح الاهداف لا سيما وأن خطاب الثورة رفع شعارا طائفيا، كما انه تحالف مع جهات معادية. وكما جاز لأمريكا وفرنسا التي هددت بضرب سوريا اذا لم تتخل عن سلاحها الكيمياوي وكادت أن تفعل لولا اعلان السلطة عن موافقتها على ذلك، وكما جاز لقطر والسعودية ومصر وتركيا ودول الشرق والغرب والشمال والجنوب ان تتدخل فمن غير المنطقي سياسيا ان نرفض تدخل الحزب لا سيما وأن الحركات المسلحة في غاليتها الساحقة كانت ترفع شعارات طائفية خطيرة. لماذا نتحدث عن جرائم هذا الحزب ولا نتحدث عن جرائم احزاب وشخصيات لبنانية اخرى كان لها دور اكبر في العنف؟ لماذا نقبل تدخل دول الخليج ونراه حسنا، بينما نرى تدخل الحزب مذموما وجريمة؟ لماذا لا نحمل الدول التي كانت تجند المقاتلين من الدول وتصرف المليارات مسؤولية ما اقترفته؟ وهي بالتأكيد ليست حريصة على حقوق الانسان أو الديمقراطية!! لم تحقق الثورة أهدافها، بينما خسرت سوريا خسائر لا تعد ولا تحصى في الارواح والأموال، بل إن ما حصل فيها لم يحدث في التاريخ إلا نادرا. عموما ما حصل حصل، لكن الموضوعية والانصاف تقتضي مراجعة الأمور والاعتراف بالأخطاء من الحكومة والمعارضة.
واكرر الثورة مبررة من حيث أسبابها، لكن النتائج الكارثية لا يمكن تجاهلها وعدم ملاحظتها، والاصرار على نفس طريقة التفكير خطأ كبير.. نسأله تعالى أن يحفظ سوريا ويدفع كل سوء عن شعبنا العزيز في سوريا وأن يؤلف بين قلوب أبنائها.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

06 Oct, 18:03


المجمع الفقهي.... واستراتيجية الصمت
قبل أيام كتب لي صديق عزيز عن مواقف كثير من الأخوة السنة من المعركة، وأن هناك من يبدو منه كما لو كان محايدا في هذه المعركة أو شامتا مما حصل في لبنان.. فقلت له: لا يا أخي لا تقل هذا، وأنت ترى الشعور بالحزن وبالفرح مع كل خبر في العراق وفلسطين والأردن وليبيا وتونس وغيرها من بلاد العرب والإسلام.. ولا أحب لك أن تقول هذا لأن هذا هو بالضبط ما يعمل عليه الاعلام المعادي وعملاؤه، ويمكن أن تنظر الى مواقف علمائية مشرفة أبرزها مفتي ليبيا الصادق الغرياني ومفتي عمان صاحب المواقف المشرفة دائما.
لكن لأني واقعي ولا أريد تجاهل المواقف، فلا بد لي أن أبين موقفا شرعيا لأهلنا واخواننا في المجمع الفقهي العراقي خصوصا وهو يضم ثلّة طيبة من أهل العلم وأصحاب الفضيلة، وأقول لهم: لبنان قطر عربي وبلد اسلامي، وهو ثغر من ثغور المسلمين وفيه رجال يقاتلون قتالا يدافعون به عنا وعنكم ويذودون ضد أخطر وجود معاد في تاريخ الاسلام الحديث على الأقل، لم يضعفوا ولم يملوا. لم يطلبوا منكم نصرا، ولا استمدوكم مالا، ومعيب جدا أن تتأخروا في موقف الدعم والتاييد عنهم.
ما هو مبرركم للسكوت وبيروت تقصف بعشرات أطنان القنابل كل ليلة؟ ما هو عذركم اذا عجزتم حتى عن التنديد او التضامن؟ لماذا بلع الكثير من أهل العلم وأئمة المساجد ألسنتهم؟ ألا تعرفون أن صمتكم هو اعلان موافقة للمذبحة التي تحصل في لبنان؟
أنا اعرف الشيخ احمد حسن طه، واعرف أنه رجل عالم فاضل، له مواقف وطنية مشرفة لكن ربما تقدمت به السن ولم يعد قادرا على اتخاذا موقف كبيرة، ونقول هذا من باب حسن الظن.
كما أخاطب كل العلماء في المجمع وأقول لهم: أعلم أن المجمع بمشايخه وعلمائه مرتهن أمره بيد شاب صغير السن، مغرور، ضعيف النظر، غلب على نفسه الطمع والحقد، فهو يدبر الأمور ويحسب أنه يفهم في السياسة وهو لا يفهم فيها شيئا ولا في غيرها، وأقول هذا عن معرفة وفهم للأمور، لكنكم لن تعذروا بذلك.
اتقوا الله، واعلموا أن من المخجل أن تتأخروا عن نصرة أهلكم ولو بكلمة تأييد. فوالله لو كان هؤلاء المسلمون المجاهدون أهل بدعة أو لهم تأويل خاطئ لما جاز التوقف عن نصرتهم، بل ولا التردد عن ذلك. بل لا يسوغ لكم الا نصرهم ودعم موقعهم . أنا والله يعرفني الشيعة والسنة انتقدت كثيرا سياسة ايران في العراق، لكن عندما تكون المعركة ضد الاسلام والعروبة ومن قبل أخبث وألعن عدو لا يرقب في مؤمن إلاّ ولا ذمة فلا بد أن تتّحذ المواقف، وتتكاتف الأيدي. ولن يكون لكم عذر وإن قلتم وقلتم ( بل الإنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيره ). من دعم العدو ولو بالصمت فإنه لا يمثل أهل السنة، ولو كان عالما فقيها... ادركوا أنفسكم، واعلموا أن كل شيء بعين الله وان التاريخ يكتب ومواقف الرجل تسجل... وربنا المستعان.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

03 Oct, 19:41


مسؤولية المثقف
في سنة 1907 وقع ما يعرف بحادثة دنشواي، حيث قام الاحتلال البريطاني بجريمة مروعة قتل فيها عددا من الفلاحين المصريين ومنهم امرأة. ثم اعتقل عددا منهم، وشكلت محكمة ترأسها بطرس غالي وزير الحقانية (العدل) الموالي لبريطانيا حيث اصدرت حكمها على اربعة مواطنين بالاعدام. وكان حدثا كبيرا ومؤلما جدا، ومستفزا ومهينا للشعور الوطني في مصر. بل وفي خارجها، حتى كتب جورج برنارد شو: إذا كانت الإمبراطورية البريطانية تود أن تحكم العالم كما فعلت في دنشواي، فلن يكون على وجه الأرض واجبٌ سياسيّ مقدسٌ وأكثر إلحاحاً من تقويض هذه الإمبراطورية وقمعها وإلحاق الهزيمة بها.
كان هناك شاب اسمه إبراهيم ناصف الورداني تربى يتيماً في صغره فكفله أحد أقاربه من الباشوات وأرسله بعد إنهاء دراسته المدرسية بتفوقٍ ليدرس الصيدلة في سويسرا ثم حصل على شهادةٍ أخرى في الكيمياء من إنجلترا.
عاد إلى مصر في ليفتتح صيدليةً في شارع عابدين بالقاهرة، إلا أن هذا الشاب الذي حصل على هذه الشهادات العالية في وقت يندر أن تجد فيه من يقرأ ويكتب كان وطنيا بعمق، لم يتكبر على أهله ووطنه ومشاكلهم، وكان قد انضم الى الحزب الوطني، ثم أسس «جمعية التضامن الأخوي» السرية التي نصّ قانونها على أن من ينضم إليها يجب أن يكتب وصيته!! وثأرا لأهله وأبناء بلده؛ فقد قام إبراهيم باغتيال بطرس غالي أمام وزارة الخارجية في ظهيرة يوم 20 شباط 1910، حيث أطلق عليه ست رصاصاتٍ أصابت ثنتان منها رقبته.
في المحكمة قال إنه قتل بطرس نيروز غالي «لأنه خائن للوطن»، وكرر اعترافه أثناء المحاكمة وأكد بكل شجاعةٍ عدم ندمه، وقد حاول الانكليز كعادتهم استغلال العامل الطائفي لأن بطرس غالي قبطي، حيث أخرجوا مظاهرةً تهتف «تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس النصراني»، فخرجت رداً عليها مظاهرة وطنية تهتف «تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس البريطاني".
أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام، وأرسل الحكم إلى المفتي الشيخ بكري الصدفي لإقراره، لكنه رفض، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأيه، ونفذ الحكم في 28 حزيران 1910.
تحوّل إبراهيم ناصف الورداني إلى بطلٍ شعبي ورمزٍ وطني، وانتشرت صوره في المقاهي والأماكن العامة حتى صدر قرار يُجرّم أي مصري يحتفظ بصورة الورداني وبقي القرار سارياً حتى ثورة يوليو 1952.
الثقافة مسؤولية كما كان يؤكد الفيلسوف الايطالي الماركسي غرامشي، وليست ثرثرة، ولا استعراضا للعضلات في فن الكلام وعرض المعلومات. بل هي موقف ولا سيما عندما يتعرض الوطن للخطر، ولا سيما عندما ترتكب الجرائم الانسانية دون اعتبار لأي قيم عليا. وعندما يسكت المثقف حتى عن بيان موقفه يكون قد خان مسؤوليته.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

01 Oct, 17:31


تستحق الثأر... أبا هادي
وإن كانت كل دويلتهم أقل من شسع نعلك

دين وتمدين

01 Oct, 14:08


ايران.... والضربة المحتملة
منذ فترة غير قصيرة تهدد إيران بضرب الكيان المؤقت ردا على تجاوزاتها الكثيرة، إلا أنه سرعان ما يتغير الخطاب وترجع الدعوة الى الصبر وعدم اعطاء فرصة للعدو الذي يريد جرها الى ذلك كما يقال.
لماذا لا ترد ايران؟ يبدو أن هناك اتجاهين حاليا في ايران: الأول: يرى بأنّ هناك فارقا تكنولوجيا هائلا يجعل ضرب العدو أمرا تترتب عليه عواقب وخيمة، ويعطيه فرصة أكبر لرسم صورة المنطقة وحدودها. لذا فإن على ايران أن تكتفي بدعم المحور دون الدخول الفعلي في المعركة، واعتقد ان المبرر الحقيقي لهذه القراءة الخوف من عمق اختراق الموساد في الوضع الايراني، وهو ما يمكن أن يخلق مفاجئات غير متوقعة. وهذا الخيار هو ما يميل إليه بقوة الرئيس بزشكيان، ومن يؤيده من التيار "الاصلاحي" الذي لا يريد ان تنغمس ايران بشكل اكبر في الصراع الحالي.
الثاني: يرى أن عدم القيام بعمل عسكري اضافة الى كونه سيهزّ كثيرا صورة ايران، فإنه كذلك لن يمنع الطرف الآخر من القيام بعمل عدواني لاحقا، فالملف النووي لا زال مفتوحا، والكيان لن يرضى بأي حلّ لا يضمن الغاء أو ايقاف البرنامج، وبالتالي فإنه لن يتأخر كثيرا عن القيام بهذه الضربة المؤجلة.  ويبدو ان هذه القراءة صارت تجد لها أنصارا ومؤيدين في مؤسسة الحرس وغيرها من المؤسسات "المتشددة"، وربما تكون هي الأرجح واقعا.
عز الدين البغدادي

1,290

subscribers

7

photos

7

videos