دين وتمدين @deen_tamdeen Channel on Telegram

دين وتمدين

@deen_tamdeen


دين وتمدين (Arabic)

تمتلك قناة "دين وتمدين" على تطبيق تليجرام مجموعة من المحتوى القيم والمثقف في مجالات الدين والتطوير الذاتي. فهي تهتم بتقديم معلومات دينية موثقة ومفيدة تساعد على تعزيز الإيمان والتقرب من الله. بالإضافة إلى ذلك، تقدم القناة نصائح ومقالات حول كيفية تحقيق التميز الشخصي وتحقيق النجاح في الحياة العملية. يمكن لمتابعي القناة الاستفادة من دروس ونصائح متنوعة تساعدهم على تحقيق التوازن بين الجانبين الديني والحضاري. إذا كنت تبحث عن مكان يقدم لك المعرفة والتوجيه اللازمين لتحقيق التطور الشخصي، فإن "دين وتمدين" هي القناة المناسبة لك. انضم إليها اليوم وابدأ رحلة تطوير نفسك وتحقيق أهدافك بثقة وايمان.

دين وتمدين

07 Jan, 09:12


التديّن أم الاستقامة؟
تعبير "متديّن" تعبير شائع، ويقصد به انسان ملتزم دينيا. اعتقد أنه يمثل مشكلة من مشاكل الوعي الديني والحياتي، فهو مصطلح موهم، لم يرد تعبير متدين، ولا احب استعماله. وما هو أفضل منه هو الاستقامة التي أمر الله تعالى بها فقال: ( فاستقم كما أمرت) الاستقامة هي التي يريدها الله تعالى، وهي التي تتطلبها الحياة لتسير بشكل صحيح.
حتى في التعبير عن الالتزام الدين لم يكن تعبير "متدين" مستعملا، بل يقال: فلان ذو دين، او صاحب دين او يضاف بنحو ما عرضا الى الدين، ولا يستخدم مصطلح متدين الذي يدل على تعمّق ومبالغة.
الاستقامة هي المروءة، ولا دين لمن لا مروءة له، ومن ليس له مروءة فإن تديّنه خطر عليه وعلى المجتمع وعلى صورة الدين.
ان مشكلة التدين أنه صارا محصورا بين مشكلتين كبيرتين: الطقوسية والفقهية، وكل واحدة منهما تمثل مشكلة. اما الطقوسية فهي استهلاك العقل والوقت لطقوس مخترعة مبتدعة تعمق الفرقة بين الناس بما فيهم المؤمنون. وحتى غير المخترعة، فهو يتصور ان الدين هو صلاة وصيام وحج وعمرة وزيارة، فهذا هو الدين بالنسبة له.
اما الفقهية فهي وهم أخطر، فالمتدين محصور بالفقه حتى أن الحاسة الاخلاقية ضعفت عنده كثيرا. فالدين عنده العبادة، وهو يبالغ في سؤال الشرع عن كل مسألة ولا يعرف أنه أمات بذلك فطرته الاخلاقية. كما انه يتصور أن الفقه قادر على تقديم حل لكل مشكلة، السياسية والاجتماعية رغم ان الفقه يعيش اغترابا عن الواقع، كما ان الشكلية اثقلته عن القيام بذلك، فضلا عن النزعة اللفظية والتبريرية. لهذا المتدين يمكن أن يبرر لنفسه كثيرا من الأخطاء، وافضل مثال هي الكوارث التي نراها، متدين يكره بل يقتل من يختلف معه، لا يعترف بمفهوم الوطن او الدولة، يبرر سرقة المال العام، واذا اراد أن يعمل في السياسة فهو طائفي بالضرورة، ويبرر مع ذلك كل اخطائه. بينما الانسان المستقيم يتقبل الحياة، ويمكن ان يحب المختلف معه دينيا، ولا يتقبل الخيانة او يبررها، ولا يبرر الرشوة او الغش او غير ذلك.
لكي أثبت لك صحة كلامي، يمكن ان تلاحظ كم لدينا من تضخم في الطقوس والشكليات والنقاشات الدينية، وكما لدينا من فقر في السلوك الاخلاقي والرؤية السياسي والانتماء الوطني... وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

07 Jan, 09:09


اللصوص لا يصنعون دولة
في العهود السابقة كان النقاش السياسي تقوده نخب مثقفة، تملك رؤية سياسية وقيما اخلاقية واضحة. كان النقاش يدور حول الدولة، القوميات، الاقليات، الامن القومي، وادارة الانتاج، والاقتصاد بين الرأسمالية والاشتراكية وما الى ذلك. أما العمل فكان سريعا على بناء المدارس والمستشفيات وتطوير الزراعة وتقديم الخدمات وبناء جيش قوي وتطوير موارد البلد وزيادتها.
أما الان فالنقاش اذا اخذنا التغيير في سوريا مثالا هو حول جواز مصافحة المرأة، وتاريخ بني أمية، وجواز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد او الترحم على امواتهم، والاختلاط بين الجنسين، وموضوع الاقلية والاكثرية. ولهذا قلت لكم بأن الاسلاميين لا يبنون بلدا لأن نمط تفكيرهم بعيد جدا عن ذلك، واولوياتهم مختلفة تماما عما يقتضيه بناء بلد.
أما العمل، فهو تدمير كل شيء والقتل والانتقام بابشع صوره حتى لم تسلم منهم قبور الموتى، وتحطيم الجيش وبيع الوطن والعمالة وتسليط الاوباش ورفع الدعم عن الخبز بل سرقة المساعدات الغذائية وبيعها على الناس. مع اني لا اعتب عليهم، فتاريخهم معروف، وإناؤهم فاض بما فيه، لكني اعتب على بعض القوميين وكل الليبراليين ممن يصفقون لهم، وبعض الاعلاميين الذي يظهرون اعجابهم بالنموذج الذي فعل في سوريا خلال 6 ايام ما لم يحدث هنا في 20 سنة كما قال اكثر من واحد..... وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

03 Jan, 20:04


ويسألونك عن الحسين؟
هذا الشيخ السلفي المخرف السوري محمد كريم راجح يتساءل عن مكانة الحسين، مقللا منها مشككا فيها. ولعله لم يعلم أنه عندما نزلت آية ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ) دعا النبي (ص) الحسن والحسين ولم يدع غيرهما، ( ونساءنا ونساءكم ) فدعا فاطمة ولم يدع غيرها من نسائه او من نساء المسلمين، ( وأنفسنا وأنفسكم ) فدعا عليا ولم يدع غيره، فهو نفس النبي (ص).
ثم يأتيك شيخ مخرف يتملّق في آخر عمره ليتساءل كناصبي او كغبي عن مزية الحسين! وهل جعله الله تعالى سيد شباب الجنة بسبب نسبه فقط؟ وهو نسب يشترك فيه معه غيره. أشهد لك يا شيخ أنك أسخطت الخالق وأرضيت المخلوق، واذا بلغ بك علمك ان قللت من قدر الحسين ففقد قيل ،"كم من عالم قتله جهله، وعلمه معه لا ينفعه".
ولعمري إن من جهل الحسين، فقد نقص حظه، وبطل رأيه، وضل عقله وانحرف دينه وسوّد صحيفته وقل قدره وبانت سوء عاقبته. وإذا اعماك الله عن رؤية الحسين ومكانته وشخصيته فاعلم أنك تتكلم عن رجل نص القرآن على فضله، وبين جده عظيم قدره، واجمعت الأمة على فضله وعلى تقدمته.
على أني اجزم بأن من يحرك هذا وأمثاله لا يريدون النيل من الحسين ومكانته، فهو فوق ذلك لكنهم لا يريدون ان تبقى بين الأمة رابطة الا حطموها، وهم يعلمون أن الأمة المرحومة أجمعت على فضل آل البيت ومحبتهم. لكن أنى لهذا أن يفهم ما يراد منه، لكني أقول له: بئس ما قلت وبئست ما قدمت، والموعد القيامة والحكم الله ( وخسر هنالك المبطلون)
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

02 Jan, 14:23


التدين بالخرافة
تجد احيانا اشخاصا يتحدثون في أمور دينية، فيوغلون في الوهم والتخريف، ويذهبون بعيدا بعيدا حتى تجد أن من الصعب بل من المتعذر أن تفهمه وجهة نظرك، لأنك تشعر أنه يفكر بطريقة مختلفة تماما بحيث لا توجد ارضية مشتركة تصلح للحوار ولو كانت تلك الارضية هي أوليات التفكير او قواعد النقاش.
هذا ما يحصل عندما تتحول الخرافة الى دين، او يتحول الدين الى خرافة، ويختفي المنطق تماما بسبب وهم يحيط بالانسان من كل جهة حتى لا يفقد القدرة حتى على التمييز العرفي، فضلا عن التفكير العلمي... وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

01 Jan, 07:14


دعاء الليلة
الليلة نهاية سنة ذهبت بعد أن حملتنا الكثير من آلامها واوجاعها، وهي بداية سنة لا نجد كثيرا من الاسباب الموضوعية التي تجعلنا نتفاءل بها... كل ذلك دون أن نفهم عوامل ضعفنا وقوتنا، نعم... نحن متورمون غرورا، نتجاهل الحقائق والآلام لنقنع أنفسنا أننا بخير، ونحن نرى أسباب ضعفنا قوة لنا، لذا فأنا في هذه الليلة أدعو لنفسي وقومي وأمتي، فأقول: "اللهم بصرنا بعيوب أنفسنا".
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

30 Dec, 20:22


سؤال بريء
في دمشق بعد حل الجيش العربي السوري والذي كان يسمى "حماة الديار" وفي حادثة عجيبة ليس لها مثيل، ورغم وجود آلاف من الضباط السوريين المنشقين فقد أعلن عن منح رتب لاشخاص أجانب منهم ألباني وتركي طاجيكي وتركستاني واردنييان ومصري، طبعا مرّ الامر سهلا كأن شيئا لم يحدث. لا اريد هنا ان اتوجه بالسؤال الى الاسلاميين فهم لا يؤمن بدولة ولا بحدود وهم لا يكرهون شيئا كما يكرهون الجيش الوطني وهم يسخرون من الدولة، باعتبارها نتاجا غربيا.. لكن سؤالي للبراليين والمدنيين وسؤال للقوميين العرب الذين طبلوا للثورة، وايضا لبعض الاعلاميين الذين لم يتعلموا من اكثر من عشرين سنة قضوها في الاعلام كيف يفسرون الاحداث وفي أي سياق يضعونها، ولم تجعلهم اكثر اتزانا. فأقول لهم: هل يمكن منح رتب لأجانب ليقودوا جيشا وطنيا؟ هل يوجد هذا في الدولة الحديثة التي تطمحون اليها؟ هل هذا النموذج الذي اعجبتم به منذ دقائقه الأولى؟ رغم اني كنت ضد حل الجيش وضد الاجتثاث لأني أؤمن بأن الوطن للكل، وأن التسامح سياسة الكبار، وأن الانتقام سياسة الحمقى أو العملاء، وأن الجيش سور الوطن لكن مع ذلك أسأل: لو حصل هذا في العراق بعد 2003 وتم منح رتب لأشخاص اجانب كيف سيكون موقفكم؟ هل يمكن ان يكون الوعي السياسي للمثقف العربي بهذه الدرجة رغم تجارب عشرات السنين؟
عجيب أمرنا، القومي ليس بقومي، والليبرالي ليس بليبرالي، والاسلامي أدهى وأمر...
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

29 Dec, 21:45


التسامح ليس سذاجة
عندما تبدأ عهدك بظلم او انتقام فأنت تحكم منذ البدء بنهايته أو فشله على الأقل، بدأ العد العكسي لحكم صدام عندما قام بجريمة "قاعة الخلد". التسامح ليس سذاجة وليس ضعف نظر، بل هو حكمة وشجاعة تكسب بها الأعداء ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم ).
فيديوات كثيرة مؤلمة تظهر باستمرار توثق حالات عنف مفرط في سوريا، ورغم أن حكماء الحالة الجديدة في سوريا يؤكدون على عدم تصوير عمليات التصفية والتعذيب والاعدام، لكن للأسف فإن الكوادر لا تلتزم بذلك، ويجدون لذة أعظم في تصوير تعذيب ضحاياهم او قتلهم.
لم أجد مثل الحركات الاسلامية في تطبيق فكرة التصفية والاجتثاث، في العراق حدث ذلك وفي سوريا كان الأمر أفظع بكثير لا سيما وأن هذه الحركات لها تاريخ قديم بذلك في سوريا. رغم أنك لا تجد مثل الإسلام في التأكيد على العفو والتسامح، إلا أن الاسلاميين يسخرون دائما من أي عبارة او دعوة تدعو الى التسامح ولو ذكرت لهم آية أو رواية، فأين هم من سلوك النبي (ص) وهو الذي قال يوم فتح مكة "اليوم يوم المرحمة" وهو الذي نادى في من آذوه وعذبوا اصحابه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" إلا أن الاسلاميين يعدون أنفسهم أكثر واقعية وحكمة، وهم كما هي طريقتهم يبررون كل جريمة.
حتى تجارب الأمم تؤكد على التسامح، جميلة كلمة غاندي عندما قال: "أذا طبقنا قاعدة "العين بالعين" فسنكون في مجتمع أعمى".
ابنوا بلدكم بالعدل والتنمية، وإلا ستكون عاقبة أمركم أسوأ من أي توقع... حفظ الله سوريا وأهلها.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

29 Dec, 21:45


اليمن... حسابات الحرب
قبل حدوث حرب لبنان الاخيرة، وبينما كان العدو يهدد ويطالب بسحب الحزب قواته الى شمال الليطاني كنت في نفسي اتمنى وأردد في نفسي "انسحب يا سيد، انسحب" لأن تقديري الوضع لم يجعلني في حالة تفاؤل كما هي عند كثيرين. والغريب أن قيادة الحزب رغم أنها فقدت اكثر من 400 شهيد من مقاتليها وقادتها إلا أنها اصرت على عدم الانسحاب حتى جاءت الضربة، وكان أول ضحاياها الأمين العام وهي خسارة كبيرة ترتبت عليها نتائج كثيرة تضمنها انفاق وقف إطلاق النار.
الآن من يشكك في شجاعة اهل اليمن وصدقهم؟ ومن يشكك في شرعية موقفهم دينيا وقانونيا وأخلاقيا؟ لكن ما فائدة اطلاق صاروخ هنا او مسيرة هناك؟ يتبعه قصف لأهداف يمنية مدنية وعسكرية، ما الذي سيتغير في موازين المنطقة؟ وقد رأينا أن الكيان الآن يخطط لبناء قاعدة عسكرية في باب المندب، وهذه كارثة، اذا لم تكن مستعدا للحرب فلا تحارب، لأنك ستمكن عدوك منك اكثر مما كان يتمنى... استفيدوا من الدرس، فالحرب ليست شجاعة فقط.
حفظ الله اليمن واهلها ومجاهديها.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

27 Dec, 08:20


سوريا والعراق
تولى الملك فيصل حكم سوريا لفترة قصيرة جدا، حيث انهى الفرنسيون حكمه بعد معركة ميسلون الشهيرة سنة 1920. ثم تم تعيين فيصل على ملكا على العراق الا انه بقي يطمح في استرجاع عرش سوريا، فكان يلقب ملك العراق وسوريا.
في سوريا كان هناك اتجاه قوي نحو الوحدة، وكان حزب الشعب متحمسا جدا لذلك، ومان يخرج التظاهرات في حلب وغيرها للمطالبة بتحقيق هذا الهدف. كما ان الرئيس السوري العقيد محمد سامي الحناوي الذي جاء بانقلاب على حسني الزعيم كان يطمح لتحقيق ذلك، وفي العراق كان رئيس الوزراء علي جودت الايوبي من المتمحسين لذلك. وبالمناسبة فإن شرق سوريا لا سيما دير الزور يعتبر كثير من الناس هناك انفسهم عراقيين، وهم يحبون العراق جدا بكل ما فيه.
كانت هناك دولتان تقفان ضد فكرة الاتحاد: السعودية لكونها تخشى من مملكة هاشمية يمكن ان تضم العراق وسوريا والاردن بسبب العداء القديمة بين الدولتين، ومصر التي لم تكن ترغب بدولة كبيرة تنازعها في العالم العربي. كما كانت فرنسا وامريكا تقفان ضد هذه الفكرة، وكانت هناك جهات اخرى سياسية وحزبية وعسكرية محلية تتخوف من الوحدة.
كان الساسة السوريون يدركون أهمية العراق لكونه يمثل قوة كبيرة لهم في وجه الوجود الصهيوني، وزادت الاهمية عند خروج مصر من الصراع بعد كامب ديفيد 1980. لكن للاسف الرعونة والمراهقة السياسية في بغداد، وعدم قراءة نتائج بعض المواقف من دمشق اجهضت فكرة الوحدة. فلم يدرك الساسة بما يكفي ان العراق والسوريا لا يستغني احدهما عن الاخر، سوريا التي تحتاج الى بلد كبير وغني كالعراق، والعراق الذي يحتاج الى قوة اضافة واطلالة واسعة على البحر الابيض تعوضه صغر منفذه المائي. ومن المفارقة ان الخلاف بين البلدين وصل أشده في الفترة حكم فيها نفس الحزب البلدين وهو الحزب الذي كان يعتبر "الوحدة" اول اهدافه.
بأي حال، تلك صفحة طويت وإنما تطرقت اليها من باب العلم بالشيء، وايضا لبيان الخطأ الاستراتيجي العربي الأكبر. والآن هناك واقع جديد في سوريا، كل من يقرأ المشهد السوري يدرك باننا المتغيرات المحتملة كبيرة جدا، لا أحد كان يتمنى أن تنزلق سوريا في الفوضى لكن الواقعية السياسية تحتم أن تكون تعامل مع الواقع كما هو، فالعراق ليس في حاجة الى مشاكل مع دول الجوار، وهو لا يستطيع أن يؤثر مع وجود حالة عدائية بين البلدين، نحن بحاجة الى تجاوز مرحلة الصدمة، فإذا كان هذا هو خيار شعبنا في سوريا فلا بد أن نحترمه، هناك حاجة لتعميق الاتصالات مع علمي بان القرار السوري الآن يتحكم به الاتراك، بل اعتقد أن العراق ينبغي أن يساهم بمد يد العون الى الشعب السوري الشقيق في هذه المرحلة الصعبة.. في النتيجة، ولو بتهكم سنضطر لأن نردد في أنفسنا "اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون".... والله المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

25 Dec, 14:56


الخصيبي والعلوييون
الشيخ الخصيبي هو احد اهم الشخصيات الهامة بل المقدسة عند العلويين (النصيرية). وهو ابو عبدالله الحسين بن حمدان المتوفي سنة 358 هـ والمدفون في حلب، وهو صاحب كتاب "الهداية الكبرى"، وهو من كتب الغلاة المعروفة.
كما يعد كتابه "الرسالة الراسباشية" من اهم كتب النصيرية، وهو يوضح أساسيات المذهب.
وقد تعرض الرجل الى نقد وجرح في كتب الرجال عند الشيعة الامامية ونص على تضعيفه النجاشي وابن الغضائري وغيرهما. وقد كتبت عنه في كتابي "فصل المقال في وظيفة علم الرجال" ووافقت رأي جمهور الامامية، الذي لم يخالف فيه إلا الوحيد البهبهاني، وذكر وجوها ضعيفة جدا لتوثيقه. ثم استغربت عندما علمت أن السيد محسن الأمين "رحمه الله" عالم الشام والشخصية الاصلاحية الكبيرة الذي عرف بانتقاده لطقوس عاشوراء في كتابه "التنزيه لأعمال التشبيه" يذهب الى توثيقه في كتابه الشهير "أعيان الشيعة" الا ان ادلته التي ذكرها ضعيفة جدا.. ثم كان لي حوار مع بعض فضلاء الحوزة وهو كاتب ومحقق من حمص حقق كتاب "الهداية الكبرى" وذهب موقفا موافقا لرأي محسن الامين، وقد ناقشني في الموضوع الا اني لم اجد ادلة كافية لرفع النظرة لسلبية عنه، وبررت موقف الامين او صاحبي الحمصي بأنه محاولة لتأسيس وضع مقبول للطائفة العلوية.
لكن من جهة اخرى فهناك مسألة هامة اكدت عليها كثير في حديثي عن فرق الغلاة في كتاب "النجاة من دجل الغلاة" وهو ان فرق الغلاة المعاصرة ينبغي ان نتعامل معهم كمكونات اجتماعية ولا نحاسبهم وفق عقائدهم المدونة، بل هم ابناء وطن واحد وهم بالنتيجة مسلمون لا يجوز انتهاك حرمتهم لأنهم ولدوا على هذا المذهب، كما ولدت أنا على مذهبي وأنت على مذهبك. وكمثال من العراق هناك طائفة الشيخية في البصرة وغيرها من المدن، وكان الموقف العام من فقهاء الشيعة تكفير هذه الطائفة لغلوها وفساد اعتقادها. الا ان الشيخية في البصرة يوصفون بأنهم أناس مسالمون، علاقاتهم طيبة بأهل السنة وبالمسيحيين وبالأقليات ليسوا اهل شر وليست لهم مشاكل، فلا يجوز بالتالي الاعتداء عليهم او تقليل قدرهم.
وبالنسبة للعلويين في سوريا، فهم ينتشرون في اللاذقية وطرطوس وايضا في ارياف حماة وفي حمص وحلب وايضا في الشام منطقة المزة، وغيرها. وهم رغم قلة عددهم وفقرهم فقد شاركوا في بناء هذا البلد، ودفعوا الكثير لأجل ذلك. وقبل ساعات تم تداول فيديو عن حرق مرقد الخصيبي، وقد خرجت اثر ذلك مظاهرات في اللاذقية وطرطوس وغيرها من المدن، وهو امر غير مقبول واعتداء على مواطنين محترمين ويساهم في تمزيق الوحدة الوطنية في سوريا... حفظ الله سوريا واهلها
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

24 Dec, 13:52


البعث ... والرؤية الطائفية
كثيرا ما كنت تسمع بعض اصواتا من هنا وهناك تنتقد وتعتب على النظام السياسي في العراق وذلك بسبب دعمه لنظام بشار الأسد، تقول: لماذا تدعمون بعث سوريا بينما أنتم تجتثون بعث العراق؟ والسؤال منطقي فالبعث هو البعث، فإذا كانت مشكلتكم مع البعث كايدلوجية سياسية فلا فرق بين بعث العراق وبعث سوريا.
لكن هذا السؤال يمكن أيضا ان يعكس ويقال لمن كان ينتقد بعث سوريا لا سيما بعد احداث 2011، ويقال لهم: لماذا تدافعون عن بعث العراق وتتهجمون على بعث سوريا؟ واذا كان بشار دكتاتورا فهل كان صدام حالة ايجابية مثلا؟
وحقيقة فإن المسألة لا تتعلق برؤية سياسية ولا نظرية ايدلوجية، بل هي رؤية طائفية وحسب. والطائفية تعمي وتصم، وهي مرض تمنع من رؤية الأمور كما هي.
بالمناسبة بعد احتلال بغداد تحولت كثير من قيادات وكوارد البعث الى سوريا، واحتضهم بشار الأسد ورغم أن سوريا دولة فقيرة فقد كان النظام –حسب ما قرأت- يدفع مبلغا شهريا لبعث العراق مقداره 30 الف دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لسوريا. لكن بعد اندلاع الاحداث صدر بيان داخلي لبعث العراق (جناح عزت الدوري) يؤيد فيه "الثورة" وأيضا لأسباب طائفية بحتة، وتملقا لدول الخليج. وعندما علمت المخابرات السورية بهذا البيان غير المتوقع اخذت موقفا سلبيا من جناح عزت، بينما بقي جناح يونس الاحمد على اتجاهه في دعم النظام في سوريا.
ما يثير السخرية الآن أن تجد في العراق قوميين واسلاميين وبعثيين بل وليبراليين -وهو الادهى - كلهم يعلنون دعمهم للواقع الجديد، ويندفعون في تأييده ويدافعون عنه، ليس لأنه حالة ايجابية بل بسبب "الطائفية" او بسبب اسقاط الموقف من ايران على موقفهم من سوريا ولو كان على حساب القضية الفلسطينية ... لذا فإن معظم هؤلاء لم ينطقوا بكلمة عن الاحتلال الاسرائيلي لمناطق في سوريا، فهم لم يخرجوا بعد عن طور الطفولية السياسية التي تمثل الطائفية احد ابرز وجوهها.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

23 Dec, 18:46


تزوير التاريخ
لا يمكن اطلاقا ووفق أي رؤية سياسية كانت تبرئة صدام من الجرائم التي ارتكبها، والتي تجاوز فيها حدود الخيال، والتي تجاوز فيها من قبله بكثير جدا. ورغم أني ضد فكرة التصفية والعقوبات بالجملة والاجتثاث، واعتقد انها غير صحيحة لبناء الوطن، بل وغير منطقية. وانها تؤسس لنتائج مدمرة وهو ما حصل فعلا، إلا أن أي رؤية مستقبلية للبلد وفق أي ايديوجية كانت وطنية او قومية أو اسلامية لا بد أن تكون احدى بل ابرز مسلماتها التنديد بالجرائم التي ارتكبها صدام، وسياساته التي دمرت كل شيء في هذا الوطن والتي نتحمل الى اليوم نتائجها المدمرة.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

21 Dec, 09:53


ترامب.... والخط الصفري
رغم أنه شخص مغرور وبغيض جدا، إلا أن ترامب يصر دائما على التذكير بأنه يكره الحروب ولا يؤمن بجدواها. ربما لأنه كرجل أعمال يعرف أن الحروب تمنع الازدهار، وأن الاستعمار الجديد يقوم على التفوق الاقتصادي والمعلوماتي، وأن أسلوب الحصار هو الأكثر فعالية والأقل كلفة على أمريكا. إلا أنه في نفس الوقت يريد أن يدخل البيت الأبيض وقد اغلقت كثير من الملفات ليستطيع أن يدير الأمور كما يحب، حتى كان ذلك ينم عبر العنف والارهاب. لذا تكفل صديقه الأقرب اليه بغلق كثير من الملفات، فنتنياهو وأن كان يختلف معه في استعماله المفرط للقوة إلا أنه يتكامل معه، فهما يحققان بالنتيجة مشروعا واحدا او متكاملا على الاصح.
يريد ترامب أن يبدأ وقد اغلقت كثير من الملفات، وهو ما حصل فعلا في غزة بل والضفة بنحو أكثر هدوءا وفي لبنان وفي سوريا وبقي ملفان ليسا صعبين وهما: اليمن، والعراق حيث يكثر الحديث عن دمج الفصائل بنحو ما، وتجريدها من سلاحها أو على الأقل تجريدها من استقلال قرارها.
لكن يبقى هناك ملف هام وصعب وهو الملف النووي في ايران، لذا أرجح جدا أن تكون هناك ضربة لإيران بهدف تدمير مشروعها النووي، ربما قبل تولي ترامب.. وهو ما ستتلوه عقوبات صارمة من ترامب؛ لا سيما وأن بايدن خفّف كثيرا من هذه العقوبات مما سمح لإيران بتصدير نفطها والحصول على عوائد ضخمة... كل ذلك لكي يبدأ ترامب بمرحلة جديدة، ومن خط الصفر مع استعمار من نوع آخر يعتمد اذلال الشعوب والدول وكسر ارادتها دون حاجة لقعقعة السلاح.... والله المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

19 Dec, 15:37


الشيعة... طور الكمون وطور الظهور
مر الشيعة بمراحل كثيرة، وقعوا في بعضها في حالة كمون وفي ظروف تقية صعبة، وفي غيرها كانت مراحل بروز وظهور.. وكان لكل منهما احتياجاته ومقتضياته، والخلط بينهما أمر خطير، كلف الشيعة ثمنا باهظا.
هناك قيم خاصة اجتماعية او دينية تسود بين افراد أي جماعة، وهي تمثل الخصوصية أو الباطن الاجتماعي  لكل جماعة بشرية دينية او قومية. بينما هناك قيم عامة يفترض ان تحكم الظاهر الاجتماعي، وهو العالم الذي يشترك فيه الجميع.
في مرحلة الكمون يمكن لك أن تعيش كما تريد ضمن المنظومة الشيعية فقط، لا تظهر نفسك ولا تشهر هويتك. لكن في الدائرة في العمل عندما تسافر الى بلدان اخرى، عندما تكون بين اناس مختلفين فليس من الحكمة ان تظهر هويتك بشكل مبالغ فيه كما لو كنت تتحدى الاخر أو تبين له بأنك تختلف عنه.
المسألة واضحة في مرحلة الكمون، اما في مرحلة الظهور فهناك تنزلق الاقدام فيما لو اختل التوازن عندك وحاولت ان تفرض قيمك الخاصة على الحياة العامة، او تشهرها كنوع من التحدي او اثبات الهوية، وهنا ستثير حفيظة كثير من الناس، وسوف تكسب كثيرا من الاعداء ضدك. لا سيما عندما تصر على أن تبرز امورا تمثل مواضع خلاف بينك وبين الاخرين، ويكون الأمر أخطر عندما تكثر من الشعائر والامور التي تفرقك عن الاخرين. عندما تصر على ان تقف وحدك ويكون الكل بمواجهتك، وتجهل ان قوتك في تكامل الاخرين معك، وليس في ان تقف وحدك، ولهذا كان الائمة (ع) يوصون بالوحدة مع المسلمين في المسجد وفي مواقف الحياة عموما، وذلك بعدم التميز. فالوحدة باختصار تذويب الفوارق او عدم اظهارها على الاقل، وليس ابرازها فضلا عن زيادتها. عندما تظن نفسك عملاقا يمكن ان تواجه كل من يختلف معك، وتنتصر عليه.. عندما يزداد غرورك ويقل وعيك بالواقع، عندها ستدفع ثمنا غاليا، هل عرفت الان رؤية الائمة (ع) في موضوع التقية، وكيف ولماذا كانوا يوصون اصحابهم: "لا تحملوا الناس على اكتافكم"؟ هل عرفتم قيمة تلك الوصية العظيمة عندما دعوا الى امساك الالسن وترك الافعال لتتحدث عندما أسسوا لمفهوم الدعوة الصامتة "كونوا دعاة لنا بغير السنتكم"؟ وهل ادركتم كم تأذى الشيعة بسبب هذا الخطاب وهذا الفهم، وكم خسروا؟ وكيف كسبوا الكثير من الاعداء؟
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

13 Dec, 14:25


صلاة السني خلف الشيعي
الطائفي لا يخلو إما أن يكون جاهلا او عالما دخلت عليه شبهة أو يكون أحمق أو مدسوسا، وهناك من يحاول ان لا يترك رابطة بين المسلمين الا كسرها.. وقد وجدت لأحد المشايخ وهو من اسرة محترمة عرفت بالفضيلة العلمية فتوى يقول فيها بعدم جواز الصلاة خلف إمام شيعي، ولا يجوز تقديمه في الصلاة. ووجه الفتوى هو أن الشيعي يمسح قدميه في الوضوء، بينما السني يغسل قدميه، فيكون وضوء الشيعي باطلا بالنسبة للسني وبالتالي تكون صلاته باطلة، فلا يصح الائتمام به.
لم أرد مناقشته في وجه المسح، ومن قاله به ورجحه، لكني بينت له أن رأيه بعدم جواز الصلاة باطل، وكتب له:
شيخنا المحترم استغربت كثيرا مما كتبتم، وهو غير صحيح:
اولا: لكونه مخالفا للاجماع على صحة الصلاة خلف المخالف في الفروع، كصلاة الحنبلي خلف من أكل لحم جزور دون أن يتوضأ، او صلاة الشافعي الذي يرى ركنية الفاتحة، خلف الحنفي الذي لا يقرؤها، وهو ما نص عليه ابن قدامة وغيره، واستدل بأن الصحابة والتابعين , ومن بعدهم لم يزل بعضهم يأتمُّ ببعض، مع اختلافهم في الفروع؛ فكان ذلك إجماعا..
بل لقد قال ابن تيمية: "وليس في هذا خلاف متقدم ، وإنما خالف بعض المتعصبين من المتأخرين" ..
وثانيا: لأن ما قلته يا شيخ يخالف عمل الفقهاء لا سيما في العراق وغيرها من البلدان كمصر والشام والخليج والهند وغيرها، وفيهم الكثير الطيب من أهل العلم والفقاهة والصلاح، وما سمعنا منهم احدا رفض الصلاة خلف شيعي بسبب الاختلاف في غسل او مسح القدمين.
انت من أسرة علمية ووسطية، عرفنا مواقفها في وحدة الكلمة ورفض الفتنة، وهذا ما جعلني استغرب جدا مما افتيتم به... وفقكم الله وجعلكم ممن تجتمع به كلمة المسلمين.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

12 Dec, 18:58


طغيان وطغيان
رغم اننا ومنذ اكثر من 25 سنة ونحن نحاول ان نقنع اخواننا العرب بأن "صدام" مستبد وأنه شر من فرعون وأنه قتل العباد وأفسد البلاد، وأنه أفقر اغنى دولة في الشرق وأدخل الناس في حروب ليس فيها مصلحة. ولم يترك موبقة الا ركبها، ولا فاحشة إلا أتاها.. ورغم انه سقط، وكشفت عشرات المقابر الجماعية لضحاياه إلا أنه مع ذلك هناك من يدافع، ويتجاهل كل الحقائق والوقائع.
الثورة على بشار الاسد كانت بسبب طغيانه واجرامه، والدفاع عنه غير مبرر ولا منطقي.. الشيعة ليسوا مع بشار، كثير منهم ضد بشار، وحتى من دافع عنه فليس حبا به، بل لأن المشروع البديل هو مشروع القاعدة والجماعات التكفيرية في بلاد تجاورهم.
تعجبت من الشيخ عداب الحمش، وهو رجل فاضل وان كان متقلب المواقف متغير المزاج، وقد قتل ولده علي في سجون نظام بشار وهو شاب بريء مسكين. لكنه في بيان او منشور اصدره يدعو لعدم التسامح –هذا وهو عالم سني- وبالنتيجة يدعو للعنف. بل انه يحرض على العلويين او كما سماهم "الطائفة القرمطية" فيعطي تبريرا لسفك الدماء المحرمة.. الحمش في بيانه يعاتب الشيعة بشدة لأنهم أيدوا "بشار" وقد نسي أنه كانت من بطانة صدام ومن أقرب المقربين إليه، ومن كان مثله فليس لائقا أن يصدر منه مثل هذا فيتهم الاخرين بما فيه... فعلا: الانصاف عزيز
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

10 Dec, 09:36


حكومة الثورة "السورية"
لا زالت طائرات الكيان مستمرة بقصف كل ما على الارض السورية من قواعد او مطارات او سفن او طائرات او مدرعات، دون ان تسمع ولو تنديدا من النظام الجديد، ولا من المبشرين به، وقوات العدو الآن على مشارف دمشق بما يقارب 20 كم فقط!!
الى ما قبل الفجر ورد خبران: الاولى قتل الشيخ توفيق نجل المرحوم الشيح محمد سعيد البوطي رغم أنه يبلغ من العمر 75 سنة، ولا اعرف كيف قتل: ذبحا او خنقا او رفسا؟ والآخر اغتيال عالم الكيمياء د. حمدي اسماعيل ندى المتخصص في الصناعات الدوائية. لكي تفهم الامور بشكل افضل فإن وزير الداخلية المرشح هو كمال اللبواني وهو عميل اسرائيلي معروف، زار اسرائيل وتعرض لكثير من الانتقادات، وأمره معروف، والسبب واضح والنتيجة ما سمعت وستسمع... حفظ الله سوريا واهلها
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

09 Dec, 07:38


كارثة القنيطرة
بعد حرب تشرين 1973 التي فشلت في تحقيق اهدافها في تحرير الجولان، وبعد وقف اطلاق النار امر الخائن بائع الجولان حافظ الاسد بشن حرب الاستنزاف. وقد استمرت 80 يوما حتى تدخلت الولايات المتحدة وتوصلت الى اتفاق وقف اطلاق النار ويتضمن انسحابا اسرائيليا من مدينة القنيطرة.
تحررت القنيطرة سنة 1974 ورجعت الى سوريا، واليوم بعد 50 سنة احتلها الكيان الصهيوني مرة اخرى بعد اقل من 12 ساعة على سقوط نظام بشار الاسد.
الاخوة في معارضة أمس وانتم اليوم حكام، نتمنى التوفيق لكل من يعمل لصالح سوريا وقلوبنا مع كل مخلص يعمل لهذا البلد العزيز، لكن نريد منكم على الاقل موقفا ولو اعلاميا يندد او يشجب او يستنكر هذا العدوان.
نفس الكلام نقوله للاخوة المتحمسين لانتصار الثورة من المدونين والاعلاميين والمفكرين، لا أريد أن أعكر عليكم جو الفرح، لكن اعطوا شيئا مما تكتبون لهذه الكارثة على الأقل حفاظا على صورة الثورة التي تتهم بالعمالة للأجنبي. الخطر كبير، ترفعوا فوق المراهقة السياسية والدينية، تحدثوا عن خطر العدوان لكي لا يقال بأن العهد الجديد باع ارض سوريا لعدوها... والله يعينكم ان كنتم صادقين
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

08 Dec, 15:17


ثمن الغرور
اسوأ ما في الاستبداد هو الغرور، أن تتوهم بقوتك وأن لا تسمع من الآخرين، لأنك تشعر أنك تفهم جيدا وأن الاخرين لا يملكون أي قدرة على فهم الامور كما تفهمها انت. بينما تعجز عن فهم عدو نقاتله من ما يقارب 80 سنة، ومع ذلك لا نعرف كيف يفكر؟ وما هي ردود افعاله؟
الغرور هو مشكلة المحور كله، وليس الرئيس السابق "بشار الأسد"، الغرور يعني انك لا تفهم الامور كما هي، وأنك تصدق وهم قوتك وتفاهة الآخرين. عندما كنت ازور سوريا الجميلة والحزينة، كان اكثر ما يثير اشمئزازي وخوفي على سوريا تلك الصور التي لا تعد ولا تحصى لبشار الاسد في الشوارع او الدوائر والتي ليس له أي معنى في بلد يئن ابناؤه من الجوع. وكانت اسخف عبارة اسمعها تستفزني عبارة "سيد الوطن" التي تطلق على بشار الاسد.
بعد طوفان الاقصى بأشهر تحدثت مع صديق فلسطيني، وقلت له: بأن الهزات الارتدادية لطوفان الاقصى "المشؤوم" وهذه اول مرة اقولها لن تقف عند حد واننا لم نصل بعد الى الذروة، والآن اقول لكم: نحن لم نصل بعد الى الذروة. قلت له: ما حدث هو نهاية الاسلام السياسي، واخطائه واوهامه.
لا زال هناك العراق، ولا زال الملف النووي الايراني لم يغلق بعد. فهل علمتم ان حلم الله مهما كان عظيما، ومهما كان يمد للإنسان فإن عقوبته يمكن أن تكون اسرع ما يمكن؟ لا احسبكم تفهمون ولا تعون..
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

07 Dec, 15:29


مستقبل البنادق
سقط تمثال الاسد، والناس كما تصورها المعارضة يشعرون بالفرح لزوال حكم بشار الاسد، وحكم حزب البعث الذي اكمل اكثر ستين سنة في الحكم وزاد.. انتصرت نظريات "مروان حديد" و"عدنان عقلة" و"سعيد حوى" على نظرية زكي الارسوزي وميشيل عفلق عن القومية العربية و"الأمة الواحدة" و"الرسالة الخالدة" وسوف يُكتب التاريخ من جديد لتتحول هذه الاسماء التي ارتكبت ما ارتكبت من جرائم الى رموز.
نفس النموذج العراقي حذو القذة بالقذة، تجويع وحصار الى أن تآكل الشعب والنظام معا، حتى صار مثل السن التي نخرها السوس وصار قلعها سهلا جدا.
القادم هو الأهم، الثورة السورية التي شاركت فيها جنسيات من اكثر من مائة دولة والتي دعمت بمال الخليج وفتاوى السلفية وجنود الايغور والشيشان والتركستان والأوزبك وغيرهم وغيرهم أتت أكلها.
بعد مجازر ومذابح استمرت اكثر من 13 سنة، انتصرت ارادة الحرية على يد جبهة النصرة، وعلت اصوات الزغاريد التي ذكرتنا بالزغاريد التي استقبلت المجاهدين في الموصل، لكن لا احد يعلم مآلات الامور، من سيظل على قناعاته ومن سيعض اصابع الندامة؟ فتجارب التاريخ أثبتت أن أبعد الناس عن فهم الواقع هم المتفائلون.
الجولاني وان كان ارهابيا الا انه رجل ذكي، يستطيع ان يتقلب ويغير خطابه حسب الحاجة، لكنه الوضع ليس سهلا، فحزب البعث تنظيم كبير وله ثقافته وله ناسه، فكيف سيتعامل معهم ومع غيرهم من اجهزة النظام وقادة الجيش؟ كما انه  يقود تحالفا من قوى كثيرة سلفية واخوانية متشددة، ومن الصعب ان يسيطر على الامور، وهذا امر طبيعي وهو هذا مستقبل البنادق، من السهل ان تحمل سلاحا لكن ليس من السهل ان تحافظ على شرف السلاح..  وستأتيك الاخبار
حفظ الله سوريا وشعبها العزيز
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

06 Dec, 15:05


حكمة الغزالي
من الشخصيات التي سعدت بالتعرف عليها قبل سنوات د. محمد آذرشب، وهو ايراني استاذ في علوم العربية مارس التدريس في عدد من الدول العربية. ربما لم أسمع متكلما بالعربية اجمل لسانا ومنطقا منه، فضلا عن لطفه وأدبه الجم.
حدثتي مرة أنه كان يدرس بمصر، وكان على علاقة بالمرحوم الشيخ محمد الغزالي العالم الطيب الصادق، الداعية العاقل. قال لي زرته يوما وكان مريضا جدا، فقال لي: يا د. محمد أريد أن أسألك عن أمر بلغني عنك، قال: قلت له: ما هو يا مولانا؟ فقال: بلغني أنك تدعو إلى التشيع بمصر، فأنكرت ذلك. فقال لي: خذها مني نصيحة، أهل مصر شيعة بالفطرة يحبون آل البيت، لا يعرفون حديث الشيعة والسنة واذا دعوتهم الى التشيع فسوف تذكرهم أنهم سنة، وبدل أن تكسبهم سوف تخسرهم! وبدل ان يقتربوا منك سيبتعدون عنك.
قال: ثم قال لي: احيانا يشعر الآن بحاجة الى البكاء، فهل تحفظ قصيدة دعبل الخزاعي: "أفاطم لو خلت الحسين مجدلا" فقلت: نعم، قال فاقرأ لي حتى أسمعها منك، قال: فقرأت له فبكى رحمه الله بكاء شديدا حتى استأذنت وخرجت من عنده وهو يبكي.
يا لها من حكمة، طالما نصحت بها قومي وأهلي، لكن من يسمع؟ وكل يريد أن يكون قائدا ومنظرا، من يسمع وهذا الوهم الذي ملأ العقول وأعماها عن رؤية العواقب؟ لا تصنع استقطابا شيعيا، لأنك ستصنع في نفس الوقت استقطابا سنيا معاكسا اكبر منك، لأنك ستغرق في الجدل والطقوس وتترك العمل كما حدث في العراق. اترك موضوع كسر الضلع واللعن وما الى ذلك، فالطائفية ليست أفضل خياراتنا، الطائفية خطأ في الدين وفساد في الدنيا. لا يجب عليك ان تنشئ فضائيات تنفق عليها الملايين لتكسب بعض الاشخاص وتكسب منها عدوة ملايين الناس، وتنشئ مجتمعا جاهلا. لتدخل في تنافس مع السلفية او غيرهم،  حتى صرنا نسمع من يتهجم على أهل البيت ويسبهم، ويقلل من مكانتهم، بسبب اعلامنا وخطابنا، خسرنا كثيرا كثيرا، وكم حذرت، وكم حذرت.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

06 Dec, 11:02


المحرك والمستفيد
لن ادافع عن نظام بشار الاسد وأبرئه من اخطائه وسلبياته ولا مبالاته، ولن اتهجم على المعارضة "السورية" واذكر بتاريخها الدموي. لكن اريد ان ننظر فقط الى جهتين: المحرك والمستفيد. فالمحرك هي دول الخليج من جهة ورجال الدين السلفيين من جهة اخرى، والمستفيد هو الكيان الصهيوني الذي انهى ملف غزة وملف لبنان وهو الان سيغلق ملف سوريا، ولينتظر اهل العراق المرحلة التالية.
برنامج لاسقاط النظام في سوريا يكلف 2000 مليار دولار باعتراف وزير الخارجية القطري السابق، والمقاتلين من الشيشان والاوزبك والطاجيك والسعوديين والتوانسة والافارقة، ومع ذلك اسمها "الثورة السورية".

دين وتمدين

05 Dec, 21:27


لن لن تسبى زينب مرتين
من الطبيعي ان لا تجد موقفا موحدا يجمع العراقيين من الاحداث التي تتوالى في سوريا، فتجدهم بين حزين لما آلت إليه الأمور وبين شامت بما جرى، وواقعا فإنه مع غلبة الخطاب الطائفي يمكن بسهولة ان ترصد اتجاهين رئيسيين:
الاول: ينطلق من رؤية طائفية تدعو الى دعم نظام الرئيس بشار الاسد، وهي تبرر موقفها من الخوف على المراقد الدينية لا سيما مرقد السيدة زينب تحت شعار عاطفي هو "لن تسبى زينب مرتين"، وهو اقصى ما تستطيع هذه الجهة طرحه او التفكير فيه.
والثاني: خطاب طائفي مقابل يرى ان سقوط حكم بشار الاسد سيمثل ضربة للمشروع الايراني. ويجادل بان التدخل في سوريا غير مقبول لأن هذا يمثل تدخلا في شأن داخلي لبلد جار، ولأن الشعوب من حقها أن تقرر مصيرها. وهذا ما سمعناه من محللين وشخصيات سياسية، وكأنهم يتحدثون عن احزاب سياسية او مظاهرات وليس عن عصابات ارهابية ادمنت القتل والذبح.
النتيجة أنه لا يوجد في العراق رؤية وطنية واحدة تنظر فعلا الى مصلحة العراق والمنطقة برؤية موضوعية، وتحدد ما ينبغي فعله. وهذه من اضرار الطائفية ونتائجها الكارثية. وكأن مصلحة العراق لا تتجاوز وجود هذا المرقد او حماية أمنه، دون نظر للاختلال الكبير الذي سيحصل في سوريا فضلا عن موجات كبيرة محتملة من المهاجرين الى العراق، ودون نظر الى خطر المشروع التركي والاسرائيلي وتوسعه.
في سنة 1973، شارك العراق في حرب تشرين ودعم سوريا وانقذ دمشق من السقوط ويومها لم يكن الجندي او الضابط يسأل عن شيعة او سنة فهو عراقي عربي مسلم يساعد اهله واخوانه لصد العدوان، الان نستحضر الطائفة في كل موقف للأسف، ولم ندرك ان الاستقطاب يصنع استقطابا معاكسا.
والواقع ان الزلزال السوري وصعود حركات متطرفة تتزعمها القاعدة لا يمكن ان لا يؤثر على العراق، ومن يحاول بث الطمأنينة من أن "الثوار" لن يمثلوا خطرا على العراق واهم جدا او يخدع نفسه، فأنت تتعامل مع جماعات متطرفة كثيرة، ادمنت على التعامل مع السلاح. وهي تعتبر الديمقراطية كفرا وتدعو الى تطبيق الشريعة كما فعلته المنظمات الارهابية.
ولن يتأخر الوقت كثيرا حتى تظهر خلافاتهم فيما بينهم، وستسمع عن الاعتقالات والتصفيات، كما سيدفع هذا جماعة قسد لتتصلب في موقفها وتطلب اكثر من حكم ذاتي في شمال سوريا، وهو ما يمثل خطرا على العراق لكونه يدعم الاتجاه الانفصالي في كردستان.
واخيرا: اذا تم التفرغ من تمزيق سوريا وبعد ان تم مشروع احتلال العراق من قبل، فان مشروع التخريب سيتحرك نحو مصر والاردن، وهما دولتان لهما ارضية مهيئة تماما لذلك ولأسباب كثيرة.. وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

05 Dec, 15:02


صناعة الاختلافات وزراعة الوهم
كل مجتمع فيه تنوع واختلاف، والعقلاء عادة بل دوما يؤكدون على نقاط الاشتراك والاتفاق، ويقومون بتنميتها وتقويتها. بينما ينظر الى نقاط الاختلاف على انها امور خاصة، وليست قضية موجهة للخارج واقصد الآخر المختلف.
عدة ما يتهم دعاة الوحدة والتآلف والانسجام الاجتماعي بكونهم يتنازلون عن ثوابتهم، فهذا غير صحيح في الغالب. والدليل بالنسبة لي كتابي عن "المهدي المنتظر" وكتابي عن "المتعة" وحتى كتاب "بيت العنكبوت" الا اني مع ذلك لا ارى صحة او مبررا لاختلاق خلافات اضافية مصطنعة سواء في العقيدة او التاريخ او السلوك، وذلك تحت وهم "الهوية الدينية او الثقافية، وتعطيل الدوام هذا اليوم مثال على ذلك.
ما نحتاج إليه لا سيما في المراحل العصيبة أن نتجاوز نقط الخلاف لو كانت صحيحة، فضلا عن تلك التي يتم تصنيعها وتصديرها للمجتمع.. نحتاج أن نفهم تدبير الحياة بشكل أفضل، وهذا الخيار الوحيد.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

03 Dec, 18:55


غدرة السلطان
كم كان يثير اشمئزازي ما اسمعه من بعض الاسلاميين "السنة والشيعة" من دفاع ساذج عن الدولة العثمانية التي احتلت بلاد العرب لمدة اربعة قرون تميزت بالجهل والتخلف ونشر البدع والخرافات، فضلا عما عرفت به من تعسف وعنف وظلم ومع ذلك هم يدافعون عنها ويمجدونها ويطعنون بالثورة العربية الكبرى سنة 1916 ضدهم ويتهمونها بالعمالة والخيانة.
مع احترامي للامة التركية وهي أمة مسلمة، قدمت ودافعت عن الاسلام. إلا أن كثيرا من قياداتها لا سيما في اواخر الدولة العثمانية عملوا على نشر العنصرية ضد العرب عند قطاع واسع جدا من الاتراك، فهم يحتقرون العرب بمقدار ما يحتقرهم الاوربيون.. الآن صفحة جديدة وغدرة جديدة من السلطان العثماني اردوغان بتحريك عملائه لإرباك المنطقة وتقديم خدمة مجانة مزدوجة: لحلف الناتو من جهة وللكيان الغا صب من جهة أخرى، وللاسف وجد من يعمل لمشروعه في تدمير بلده.. هذا الشخص الذي كان يثبت دائما أنه انسان متقلب، ليس له شرف الموقف، وهو واضح جدا في موقفه من الكيان لصهيوني. كما إنه لا يمكن الثقة به، لذا فقد تركه كثير من زملائه المحترمين مثل عبدالله غول واحمد داوود اوغلو... اقول: مع احترامي لأهلنا تركمان العراق الذين كانوا دائما مع ابناء وطنهم في كل الظروف لا يتأخرون عنهم، بل كثيرا ما يتقدمونهم، ليت تركمان سوريا استفادوا وتعلموا منهم.
متى يتعظ العرب؟ متى يتركون مشاريع التدمير ضد بلدانهم؟ لماذا لم يفهموا الدرس مما حصل في العراق؟ واخيرا: متى يصحو الاسلامييون العرب المعاصرون من سكراتهم واوهامهم ويعتذروا للامة عما تسببوا به لها من بلاء تجاوز ضرر التتار؟ والله المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

02 Dec, 21:38


اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
أنا وعقيل
قبل أحدى عشرة سنة ولد لي ولدي الاصغر "عقيل"، لم تدم الفرحة طويلا فقد اكتشفت بعد أشهر أنه مصاب بضمور في المخيخ. وهو جزء من الدماغ يسيطر على التوازن والنطق.
عقيل ذكي جدا، ينتبه لكل شيء وذاكرته ممتازة لا ينسي اي موقف يمر به، وهو حساس جدا، وربما هو اكثر اخوته تنظيما، واكثرهم طاعة. وهذا بالضبط ما يجعلني أشعر بحزن أكبر لحاله، يعاني من صعوبة في التوازن وبالتالي فهو لا يستطيع ان يمشي الا لخطوات قليلة، لديه خزين ممتاز من التعابير لكنه لا يلفظ الكلمات بشكل صحيح لذا لا افهم كثيرا مما يقوله واحيانا استعين بأمه واخوته لذلك، اللهم إلا إذا غضب من أمه وقال لها: يا ربي ان شاء الله ابه (بابا) يجيب أم جديدة ويخلص منك، عندها ابتسم له بينما ترمقني أمه بنظرة حادة وهي تقول: هذه فهمتها.
ياخذ الورقة والقلم ويرسم أخاه الذي يكبره على شكل رأس تحته رجلان، وعندما أقول له: ما هذا الراس الكبير؟ فيجيبني ضاحكا: هذا حسين ابو راس، وهو اللقب الذي يطلقه على أخيه الذي يكبره. أمه تتحمل العبء الأكبر في احتياجاته، وهي مسرورة به لا تنزعج ولا تضجر.. في السنة الاخيرة صار يكتب حروفا وأرقاما، واحيانا يتبرم من ذلك لأنه كما يقول يريد ان يدرس فيزياء او احياء مثل الكبار.
اندمج معه في الحديث والضحك احيانا، واحيانا انظر اليه بانكسار قلب وحزن شديد.
اليوم هو 3 من شهر كانون الاول وهو اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، كأبٍ أعرف جيدا كيف يكون الحال صعبا عندما يكون لديك ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فرغم ارتفاع نسبتهم بشكل كبير في السنوات الاخيرة في المجتمع بسبب التلوث والاغذية المصنعة وغيرها من العوامل إلا أن الخدمات التي تقدم لهذه الشريحة محدودة جدا، احيانا يكون الحجز عند طبيب ناجح امرا في غاية الصعوبة وربما مهينا، اما اسعار الادوية فأمر آخر لك ان تتحدث فيه ولا حرج. والمشكلة الأكبر عدم وجود مدارس أو مؤسسات تربوية أو اجتماعية تساعد الاطفال المصابين بهذه الامراض، فحالهم كحال مرضى السرطان والامراض الولادية تتحمل اسرهم عبئا كبيرا جدا فوق طاقتهم... المجتمع الواعي والمتمدن هو المجتمع الذي لا يكون الضعيف فيه في ادنى سلم الاهتمامات، والله المستعان.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

01 Dec, 19:24


حرية حرية على أطراف الرماح
أن يثور شعب لأجل الحرية أمر مفهوم، أن يثور شعب لأجل الخبز أمر مفهوم. السلطة التي تفقد تأييد الشعب لها تفقد شرعيته، والثورة حق لكن أن تنتظر الحرية من القاعدة أو نعتقد أن جبهة النصرة ستأتي بحياة كريمة شيء غير مفهوم، والأعجب عندما تسمع كثيرا من المثقفين والسياسيين والادباء وهم يظهرون فرحهم وسرورهم لأن النصرة تحقق انتصارات. ولنفرض أنها وصلت دمشق واسقطت النظام، فهل تملك فعلا القدرة على تقديم مشروع وطني لاعمار البلد؟ وهل يملكون القدرة على اقناع المواطنين في بلد متعدد برؤيتهم السياسية؟
والأعجب هو مستوى الكراهية الشديدة والعنف العجيب الذي تجده عند بعض السوريين تجاه البعض الآخر، واستسهال ممارسات في غاية البشاعة والقسوة ضد جنود الجيش الوطني للبلد. حقيقة رغم اعجابي بالشعب السوري من حيث قدراتهم الذهنية أو قابلياتهم العملية فإن هذه الثورة التي أصفها بالمشؤومة أخرجت أسوأ ما يمكن أن يكون في الانسان من سلبيات.
لو كانت هذه المعارضة تملك رؤية فعلا، ولو كانت تهتم بالبلد والمواطن لعملت على عقد صلح مع النظام وهي قادرة على املاء شروطها بدرجة معقولة، إلا أن قادتها إما عملاء أو لا تهمهم مصلحة البلاد والعباد.
اهلنا في سوريا تجارب الامم والشعوب تقول لنا بان الحرب خراب، وان العاقل من لا يكون اداة بيد غيره، وأنه لا شر من  الفتنة، وأن العرب كانت تقول "سلطان غشوم ولا فتنة تدوم"، انظر الى بلدكم عمروه، ازرعوه، سوريا جميلة لا تستحق أن تخربوها، لا تفسدوا ذات بينكمـ فليس كل خطأ يستدرك.. وربنا المستعان
حفظ الله اهلنا في سوريا، ودفع عنهم كل سوء وآلف بين قلوبهم.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

22 Nov, 09:11


مسلسل النبع
عرض تلفزيون بغداد سنة 1984 مسلسلا اسمه "النبع" دارت احداثه حول شاب فاشل يذهب الى لندن للدراسة، الا انه يقضي وقته في الملاهي والبارات للشرب والتسكع مع النساء فيفشل في دراسته، الا ان هذا الفاشل يحب وطنه فيرجع الى بلده للدفاع عنه. المسلسل كان ضعيفا جدا ويبدو لي أن الممثل (وهو ممثل جيد) من خلال أدائه لم يكن مقتنعا بما يقوم به، وهو أمر غريب أن يقدم الشاب الوطني على أنه شاب سكير فاشل في دراسته وكأنه نموذج جيد للمواطن؟
تذكرت هذا المسلسل الذي لم يكن بريئا بل كان يمثل قيم السلطة التي تريد ان تزرعها في المجتمع وأنا أتابع كغيري مسلسل "الانفتاح" و"الاصلاح" الذي يقوم به الحاكم الفعلي الشاب في السعودية، وكان آخرها حفل في موسم الرياض الترفيهي الذي أحيته ا لفنانة الامريكية جنيفر لوبيز. وقبل أيام قالت وسائل إعلام رياضية (والخبر نقلا عن موقع الحرة الاخباري الأمريكي) عن رئيس وحدة ملف ترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، حماد البلوي قوله إن المملكة ترحب باستضافة أفراد مجتمع "الميم"، أي المثليين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية في البطولة.
شخصيا ورغم خلفيتي الدينية إلا أني اتعامل مع أريحية في كثير من هذه الجوانب لأني أدرك طبيعة النفس البشرية التي يفسدها الضغط عليها ولا تتحول إلى كائن فاضل بالضغط أو التطرف. وهي تحتاج الى مساحة من الترفيه، والعاقل من يغض نظره عن بعض هذه الامور وإن لم تعجبه. لكن في نفس الوقت فإن الاصلاح يقوم على التنمية والبناء وتطوير الاقتصاد وايضا على العدل، وعلى تطوير العقول وتحريرها وزرع القيم الايجابية والانسانية. أما نشر الرذيلة والميوعة فهو اسلوب قديم جدا لم يقم به مصلح قط، بل قام به أولئك الذين يريدون تفكيك المجتمع والسيطرة عليه، وقد قام بها مثلا الملك كورش عندما ثارت عليه مدينة ليديا فلم يقم بهدم هذه المدينة او معاقبة أهلها بل فتح فيها الملاهي وأفسد شبابها حتى صارت كلمة "لودي" تدل على الشخص المنهمك في الملذات. فذهبت قوتها، وفشلت ريحها، ولم تنهض لها قائمة.
هناك نماذج كثيرة لدول نهضت حديثا مثل سنغافورة وماليزيا واندونيسيا وحتى بنغلادش، ونهضتها كانت بالعمل وتطوير المدرسة والجامعة وتقوية الدولة وزرع القيم البناءة في المجتمع وعقلنة الجمهور، ولم نعرف أن دولة تقدمت بهذه الطريقة.
من الخطأ أن تعتقد بأن المجتمع عجينة يمكن أن تشكّلها كيف تشاء، لأن سلوك المجتمع ليس الحركة المادية التي تراها، بل هناك جذور عميقة وقاعدة يرتكز عليها، لا سيما عندما يتعلق السلوك بمجتمع محافظ. كل من يعتقد بأن المجتمع يتغير من خلال ارادة السلطة واهم، الأمر أعمق وأخطر من ذلك بكثير، ، كثير من الناس يؤيدونك وأكثر منهم من يسكت لأنك قوي، لكنك لا تعلم ما يحدث تحت الطاولة، ومن لا يحسن تقدير الأمور ستكون عاقبته وخيمة.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

20 Nov, 19:15


رمزية التافه
هناك أشخاص كثيرون وجدتهم في حوزة النجف الأشرف يحملون ثقافة جميلة تتجاوز الوضع السائد، كما وجدت كثيرا منهم لديهم حسّ أخلاقي عال، ويقومون بخدمات انسانية، لكن لا أحد يعرفهم.
قبل أشهر التقيت بأحد طلبة العلم من أهالي السماوة، وهو شاب لطيف المعشر وإن كان يبدو عليه التعب والجدية وهما متلازمان. تفاجأت عندما علمت بأنه مهتم بالآثار وأنه يقوم بجولات في محافظات عراقية ليوثق اهم المعالم التاريخية والاثارية في كل محافظة، ويكتب عنها ويصورها، وأن الأمر كما قال يحتاج سنوات كثيرة من العمل. سألته عن عدد المواقع التي حددها وصورها في محافظات العراق، فقال لي: أقل محافظة في العراق من حيث الآثار هي محافظة واسط، قلت له: كم موقع أثري فيها؟ قال: 500 موقع!! استغربت مما قال وسألته: أقل محافظة فيها هذا التراث، إذن كم المواقع في محافظة ذي قار؟ فأجابني: أكثر ما يوجد في ايطاليا وفرنسا مجتمعتين!!
الاعلام العراقي اعلام يحتاج الى الكثير لينضج، وهو في العادة يسلط الضوء على أسوأ النماذج. لا يوجد مجتمع لا توجد فيه نماذج تافهة او فاشلة، لكن العجيب ان يتحول التافه الى رمز وشخصية عامة تجد من يعجب بها ويحترمها. بل وصل الامر الى ان تتم استضافته في لقاءات اعلامية ويسأل عن آرائه في الفقه والعقيدة والمجتمع، وغير ذلك. وواقعا فإن الاعلام يرتكب جريمة اخلاقية ومهنية معا عندما يروج لأشخاص تافهين، ويدعم دجلهم وكذبهم، وكان يفترص ان تتم محاسبتهم على المحتوى الهابط او المحتوى الطائفي بدل تحويلهم إلى نجوم مجتمع يحتضر.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

19 Nov, 19:57


التعداد والشيعة
اول تجربة للتعداد العام للسكان شهدتها هي تلك التي حصلت سنة 1977، كان عدد سكان العراق اكثر بقليل من 12 مليون نسمة، ثم حصل تعداد 1987وكان من اغرب نتائجه هو ان البصرة اخذت المركز الرابع في عدد السكان وتقدمت عليها محافظة ذي قار وذلك بسبب الحرب التي ادت الى هجرة كثيرة من اهل البصرة الى محافظات اخرى لا سيما النجف وكربلاء. لكن بقيت اهمية خاصة لتعداد 1957 اذ بموجبه لم يكن ممكن لأي مواطن عراقي ان يشتري عقارا في بغداد ما لم يكن مسجلا في هذا التعداد. ويقال بأن مدينة تكريت كانت مستثناة من ذلك لكونها كانت تابعة لبغداد في ذلك الوقت.
غدا ستنطلق عملية التعداد السكاني التي كان يفترض ان تحدث سنة 2007، ومن الطبيعي ان المواطن سيكون مطلوبا منه ان يدلي بمعلومات محددة، وذلك لأنه كما يفترض "نظريا" أن التعداد وسيلة هامة تستخدمها الدولة لتحديد اولوياتها، طبعا هذا كله كلام نظري. لكن العجيب ان تسمع أن هناك من يحث على المشاركة لكون هذه المشاركة ستثبت قضية "الاغلبية" و "الاقلية" التي لا يريد البعض ان يطور تفكيره بما يتجاوز ذلك.. قرأت ذلك في بيان من احد الفضلاء في النجف الأشرف وهو انسان طيب وخلوق لكنه للأسف لا يستطيع تجاوز التفكير الطائفي التقليدي. مع العلم أن البيانات المطلوبة لا تتضمن ذكرا للطائفة، كما ان معظم المحافظات مختلطة لا يمكن تمييز الاغلبية والاكثرية فيها على نحو الجزم.
ولا ادري متى سنفكر بطريقة أكثر منطقية وأكثر واقعية وعملية؟ ومتى سنطور خطابا اكثر عقلانية؟ والاهم ما قيمة الاستعراض بالأكثرية اذا كانت "الأكثرية" هي الخاسر الأكبر في حكم "الاكثرية"؟
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

14 Nov, 18:25


لا حياة دون أمل
في حافلة نقل الركاب "ريم" صعدت من النجف الى بغداد، جلس قريبا مني شاب عشريني، حدث بيننا كلام واكتشفت أنه يحمل كمية هائلة من البؤس. حاولت أن اقنعه بأن الحياة رغم ما فيها تحتاج ان نبحث في جوانبها عن أمور جميلة تسمح لنا بأن نستمر، فالمؤكد أننا لا يمكن ان نحيا دون ذلك، وأذكر أني قلت له: أنا الآن ابلغ من العمر 33 سنة ومع ذلك لا زلت أشعر بأني شاب، رغم قسوة الظروف. تذكرت هذا الموقف اليوم وضحكت، فأنا اليوم دخلت السنة 57 من عمري، ومع ذلك لا زلت أعتقد أو ربما أوهم نفسي بأني "شاب" والدليل أني لا زلت أنظر الى المستقبل، وواقعا فإن الانسان يبقى شابا –ولو نفسيا وليس بايولوجيا- ما لم ييأس وما دام ينظر الى الأمام ويأمل بمستقبل أفضل ويعمل لذلك.
هذه هي الحياة بمرارتها وصعوبتها واخفاقاتها تحتاج إلى أمل لكي تستمر، ولا يثير عجبي وإعجابي شخص كما يثيره شخص يبتسم ويضحك وهو يقاسي صعوبة الحياة، فهذه الحياة الصعبة والقاسية وغير المنصفة لكي تستمر تحتاج إلى أمل ولو كان كاذبا.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

12 Nov, 14:11


العلم نقطة كثّرها الجاهلون
هناك كلمة مشهورة للإمام علي (ع) تقول: "العلم نقطة كثّرها الجاهلون"، وهذه الكلمة توقف عندها كثيرون، فلماذا وصف العلم بأنها نقطة؟ ولماذا قال أن من يوسعها ويكبرها هم الجاهلون مع إن من يكبر العلم هم العلماء وليس الجهلة؟
هذه العبارة مهمة جدا، والمراد منها هو أن تضخيم المنظومة المعرفية الدينية سوف يؤدي الى تعقيد الدين من جهة، واضعاف تأثيره وتضييع قيمه التي تمثل الجزء الأهم فيه من جهة أخرى.. فالعلم الديني في حقيقته يتكون مبادئ معرفية من جهة وأخلاقية من جهة أخرى، وأن من يقوم بتضخيمها هو جاهل في حقيقة الأمر، وإن ظن هو وغيره أنه أحسن بما أضافه، بينما هو واقعا وهم لا ينفعه في دنيا ولا آخرة. فهو وإن كان علما صورة إلا أنه جهل حقيقة، لأن الجهل متعدد وكثير ومتناقض ومتضارب ومعقد وغير واضح،
وللأسف تجد أن العلوم الشرعية تضخمت جدا في هذا الزمن. فالعقائد تحولت من صورتها البسيطة والمباشرة إلى كتب ضخمة معقدة كالتجريد والمواقف وشرح العضدية وشروحها. ولا يقل علم الاصول عن ذلك حيث تعقد وتحول من علمي آليّ في حقيقته إلى علم قائم بذاته، وكثير من مسائله رغم تعقيدها الا انه لا يترتب عليها أثر في الاستنباط الفقهي. وأما الفقه فحدث ولا حرج، فالتطويل والتعقيد من أهم من يتميز به الدرس الفقهي، حتى ذكر السيد محسن الامين عن احد الفقهاء انه كان يجتمع اليه الطلبة فيعينون مسألة ما ويأخذ في ذكر الأقوال والأدلة والنقض والإبرام ثم يكثر فيها الوجوه والاحتمالات ويطول الكلام في المسألة الواحدة أياما وأشهر ثم ينقطع عن الدرس!!
وذكرني هذا بما قاله بأحد المشايخ المولع بالتعقيد والذي أورد في أول بحثه عن أحكام الماء أربعة عشر تعريفا للماء، وناقشها!! وهذا ما أثر كثيرا على المشتغلين بالعلوم الشرعية، فصار عند كثير منهم حدة مزاج، وابتعاد عن واقع الحياة، وانشغال بما لا نفع فيه، وانصراف عما هو أجدر ان يشتغل به. حتى ان من الصعوبة أن تجد من طلبة العلم من لديه تحصيل حقيقي منظم الا القلة القليلة، فترى معظمهم يدرسون ويتعبون أنفسهم دون أن يحصلوا على شيء نافع غير كلمات تلوكها ألسنتهم وسفسطة تمنعهم عن فهم الامور كما هي مع اعوجاج في السليقة وكثرة شبهات، فضلا عما رافق ذلك من ضعف الشعور الاخلاقي والابتعاد عن ساحة العمل الاجتماعي، فضلا عن الغرور الزائف الذي تجده عند كثير من طلبة وأساتذة العلوم الشرعية.
ولأهمية ودلالة هذه العبارة، فقد كتب كثيرون في شرح هذه الكلمة، فكتب عبد الغنى بن اسماعيل النابلسي "زيادة البسطة في بيان العلم نقطة"، وكتب الفقيه المالكي احمد بن محيى الدين بن مصطفى الاغريسي " نثر الدر وبسطه في بيان كون العلم نقطة" وكتب الخواجة الطوسي "النقطة القدسية" وكتب جلال الدين علي عنقا الطالقاني "مثنوى في شرح حديث العلم نقطة كثرها الجاهلون" وغير ذلك.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

09 Nov, 18:21


الجدل الديني.... مشكلة المعرفة والاخلاق
من أهم مميزات الطرح الديني هو اعتماد الجدل، وهدف الجدل كما هو معروف المغالبة وليس الكشف المعرفي، وهذا واضح  في تعريفه، حيث يقال: "الجدل هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة"، رغم أن تحقيق الغلبة لا يعني بالضرورة صحة موقفك. وقد أدى شيوع هذا الاسلوب الى خلل كبير في طريقة التفكير التي تجدها عند كثير من المشتغلين في مجال العلوم الشرعية، فهو يعيش مع الالفاظ أكثر مما يعيش في الواقع، ويعتقد أنه بجدله يقدم رأيه بطريقة ليس مقنعة فقط، بل وواقعية، حتى لو لم تكن في حقيقتها منطقية أو غير واقعية. لذلك إذا حاولت أن تبين له خطأ موقفه فإنه سيلتف عليك وهو يعتقد أنه يمكن أن يحقق "نصرا" "لفظيا" بغض النظر عن الواقع الذي لا يحسن التعامل معه، لأنه ببساطة يعيش مع أفكاره أكثر مما يعيش في الواقع.
وأحيانا يستخدم طريقة التكرار، فهو يتمسك بعبارة ما أو فتوى ويكررها دون أن يفهم بأن الواقع يسبق الحكم، وأنه هو من ينتجه، فمهما حاولت أن تناقشه فلن تستطيع أن تقنعه، بل سيرجع بك إلى النقطة الأولى. وهذا ما أثقل الخطاب الديني وجعله لا واقعيا، وهو ما يجعله غير قادر على الاستفادة من تجارب الآخرين ومشورتهم. وهذا ما يؤدي إلى ما عبرت عنه أحيانا بفقدان الحس الاجتماعي عند كثير منهم، لذا تجده يفشل فيما لو أردت أن تكلفه بعمل اداري أو تنظيمي او سياسي، لأنه لا يفهم الأشياء كما هي ولا الطبيعة البشرية كما هي، إلا من خلال المنهج اللفظي الالتوائي.
في الفقه أخذ كتاب "مفاتيح الشرائع" للفيض الكاشاني أهمية كبرى، لأنه كان يعتمد قلة اللفظ ووضوح المعنى، وعدم الاكثار من كلام لا فائدة منه ولا إضافة فيه. وهذا تماما خلاف المنهج الفقهي المتبع في هذا الزمن والذي يعتمد التطويل، والأخذ والرد وتكرار المكرر.
كما ادى هذا الاسلوب الى تحجر في الاحساس الاخلاقي عند كثيرين، ممن يستطيع أن يبرّر الفقر، أو الفشل أو الظلم، أو يقنع نفسه بأمور غير واقعية تحجبه عن رؤية الواقع وبالتالي تقديم الحلول.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

07 Nov, 15:31


وتمضي الأيام
عشر سنوات مرت ثقيلة، ثقيلة لأنك لست فيها. إذ لا جرح مثل جرح الأب، ولا فراق مثل فراقه.
أتذكر ضحكته، غضبه، أذكر كيف كان يأتي متعبا من عمله، ينام دقائق ثم يستيقظ كأنما يختلس دقائق من جولات تعب الحياة، ليرجع إلى عمله، أتذكر ذلك الوجه الوسيم الجميل الذي لم تغيره السنون حتى فارقنا في مثل هذه الساعة في مثل هذه الليلة، وأتذكر ذلك القلب المملوء حبا وحنانا، وتلك الدمعة الرخيصة عندما ترى حالة إنسانية مؤثرة.
لا زالت روحك معنا لم تغادرنا، ترفرف فوق رؤوسنا؛ لا زلت اسمع صوتك في أرجاء البيت، صوتك الرخيم يردد آيات القرآن الكريم، لا زالت نصائحك عن صلة الرحم والتسامح تتردد في أذني ...في كل زاوية في كل ركن ذكرى أو ضحكة، فرحة أو حزن، لحظة رضا أو غضب. مات أبي فشعرت كما لو أن البيت مظلم، أنظر إلى مصابيح البيت فأجدها مضاءة، كلها مضاءة، لكن هناك ظلمة لا تضيئها كل المصابيح، وهكذا يكون الأمر عندما تكون في مكان لا تشعر فيه بأي قيمة أو معنى بعد أن غادرتنا تلك الأنفاس التي كانت تعطي معنى لحياتنا.
تدور عجلة الحياة، ونحن نسير قوم إثر قوم. الموت حقيقة نعيش معها كل لحظة، ومع ذلك لا زالت ما تثير استغرابنا، ونتعامل معها كحدث غريب مفاجئ غير متوقع!! احيانا اسمع بموت شخص لا أعرفه بشكل مباشر، لكني اراه يعمل هنا او يجلس هناك فأحزن وأشعر ان جزءا من مشهد الحياة بالنسبة لي قد اختفى، فكيف وأنت أخذت معك معظمي، وربما كلي؟ تشعر عندها أن الحياة تصبح مهمة شاقة دون من تحب.. ويكون الأمر أصعب عندما أشعر أني لم أغادر طفولتي، بالتالي أشعر أني لا زلت بحاجة إليك.. رحمك الله يا أبي
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

03 Nov, 14:28


الخيانة هي الخيانة
رضي ابو رغال أن يكون دليلا لإبرهة لغزو بلاد العرب وتهديم الكعبة، لكن لم يمتّع بحياته، مات منبوذا محتقرا، وكما تحول "حاتم" من اسم شخص الى دلالة على قيمة كبير هي الكرم، فقد تحول ابو رغال من مجرد كنية الى تعبير عن كلمة "خائن" وفي المعركة الأدبية المشهورة بينهما، قال جرير يهجو الفرزدق:
اذا مات الفرزدق فارجموه كما ترمون قبر أبي رغال
قلت يوما عن أحدهم: هذا مثل شخص جاء بشخص مجرم وطلب منه أن يغتصب أمه لكي ينتقم من زوج أمه الظالم، هل يمكن أن تبرّر له فضلا عن أن تمجّد بفعله. وهذا ما حصل عندما تستعين بقوة مجرمة لتحتل بلدك، وذلك لتتخلص من حاكم ظالم فاسد. لكن هناك ما هو أسوأ؛ عندما تدعي مقاومة الاحتلال وأنت تمدح من جاء دليلا للمحتل!
مهما استعنت بقواميس اللغة، ومهما حاولت استعمال البديع أو البيان، ومهما بحثت عن تبرير سياسي، او تفسير نفسي فتبقى الخيانة هي الخيانة لا تقبل التبرير. بكل بساطة ودون تفلسف الشخص الذي يعين العدو على احتلال بلده اسمه "خائن" ولا يضاف الى فئة ولا طائفة ولا عشيرة.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

30 Oct, 05:21


بلد الرباط
ولد الشهيد الداعية د. عصام كاظم الراوي، وهو أحد أهم اساتذة الجيولوجيا في العراق، في مدينة راوة سنة 1946، في عائلة ملتزمة، فوالده هو د. كاظم فتحي الراوي؛ صاحب المؤلفات العلمية الشاهدة بفضله وعلمه، وشقيقه د. أحمد الراوي الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الاسلامية في أوربا، وشقيقه الآخر د. كاظم كاظم الراوي عميد الكلية الاسلامية في فرنسا سابقاً.
كان أحد الناشطين في الحركة الاسلامية في العراق، اعتقل عام 1985 مع عدد من زملائه بتهمة المشاركة في تنظيم سري معارض للنظام، وحكم عليه بالإعدام ثم تم تخفيض الحكم إلى السجن المؤبد عام 1987، ثم أفرج عنه ومن معه بعد ذلك بعفو عام بعد تدخل شخصيات إسلامية معروفة من خارج العراق.
بعد 2003، كان أحد أهم الناشطين ضد مشروع الاحتلال، وأحد أهم الدعاة إلى الوحدة، ويمكن ان تستشعر صدقه وحرصه وهو يتحدث عن مشروع الاحتلال واخطاره واهدافه؛ واتذكر محاضراته المؤثرة التي تحذر من المشروع المعادي وأساليبه، وأذكر في واحدة من محاضراته أنه كان يتحدث عن سبب استهداف العراق لكونه يمثل قاعدة الامل المنتظر الموعود لهذه الامة.
انضم الى هيئة علماء المسلمين وكان الناطق باسمها، وفي سنة 2006 اعلن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المقبور ابو عمر البغدادي تأسيس ما أسماه دولة العراق الاسلامية في محافظات الوسط، وقد تهجم د. عصام الراوي بقوة على هذا المشروع وانتقده، واعلن ان هذا الاعلان كشف حقيقة هؤلاء الذين يدعون المقاومة، لكن لم يلبث إلا قليلا حتى تمت تصفيته إذ اغتيل في مثل هذا اليوم 30 تشرين أول-اكتوبر 2006 على يد تنظيم القاعدة.
أذكر له موقفا مؤثرا، حينما قال له احد الاخوة بأنه يفكر بالهجرة الى السويد وسأله عن رأيه بذلك، فقال له: لا يا شيخ لا أنصحك بذلك، العراق الآن بلد رباط وجهاد، ولا يحل الخروج منه!!
رحمه الله بواسع رحمته، ورحم شهداء العروبة والإسلام.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

26 Oct, 13:20


رسالة ودرس
رغم التوتر الشديد في المنطقة ورغم التهديدات المتبادلة بين ايران والكيان الصهيوني، وبعد تقارير مخيفة تحدثت عن استعدادات كبيرة للهجوم المتوقع على ايران جاء الرد الصهيوني غير متوقع جاء باردا باهتا. ورغم أننا يسعدنا بالتأكيد أن لا يتعرض الشعب الايراني المسلم لضرر مثلما تعرضت له دول المنطقة إلا أن هذا لا يمنع من التساؤل عن تلك المفارقة، فبينما كان العدوان على العراق وسوريا سابقا مدمرا ماحقا، وبينما قصفت غزة ولبنان بشكل مفرط مرعب فإن القصف على ايران جاء ناعما!!
الرد يحتاج الى نظر وتفكر، فالحكومة الايرانية لا أشكك في صدق موقفها من فلسطين بحكم ايدلوجيتها الاسلامية إلا انها تتعرض لضغط داخلي كبير لتخفيف موقفها، وهذا الرد كأنه يقدم رسالة تقول لإيران: لستِ معنية بالأمر، فالمعركة هي مع العرب ومحاولات الاذلال هي للعرب، فلا تكونوا اكثر ملكية من الملك.
ما يمنع المعسكر الغربي من التعامل مع ايران بنفس التعامل مع العرب هو أمران، هما: قوة ايران وفلسفة العزة التي تقوم عليها ثقافتها السياسية بشكل خاص والوطنية بشكل عام، وأيضا المكانة الحضارية التي تجعل اعداءها يحترمونها لا سيما وأنهم ينظرون اليهم باعتبارهم آريين أقرب إليهم ثقافيا وتاريخيا، ولأنهم لا يريدون تحطيم الشخصية الايرانية لأسباب ترجع الى نظرتهم للتاريخ وللمستقبل معا.
أما العرب، فما حصل هو درس لصنفين من العرب: الاول من يصدق دعاوى الخطاب الديني الثوري الذي يصور أننا في المعركة أدوات تقودها دولة أخرى، والذي يجعلنا أدوات للحرب ليس لنا رأي ولا تخطيط، ويجب أن نقتنع بذلك رغم أن هذه الدولة بأي حال ستكون محكومة بظروفها ومصالحها. وكانت النتيجة أننا قدمنا خسائر كبير وهائلة في لبنان وغزة، ووقعنا تحت ارهابي صهيوني غير مسبوق بصمت بل تأييد أوربي وأمريكي وتآمر عربي.
والثاني للمطبعين والخونة يقول لهم بأن هؤلاء لا يحترمون العرب، ويعملون على اذلاهم واهانتهم. وأن هؤلاء لن يحترموهم ولن يشكروهم عندما يضحون بأخوتهم في لبنان وغزة وقبلها في العراق وسورية، فهو يريدون العرب كما كانوا قبل قبائل متناحرة لا يجمعها مشروع ولا رأي ولا موقف. عليهم أن يدركوا أن التطبيع ليس خيارا، سيجعلهم أكثر ذلة ومهانة، وأن شرف المقاومة أفضل من عار الخنوع.
بالنهاية هي رسالة للعرب تدعوهم الى ان يوحدوا كلمتهم ويجمعوا أمرهم، لتقول لهم: ما حك جلدك مثل ظفرك.
الرسالة وصلت، لكن الدرس لن يفهم
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

24 Oct, 17:35


موقف ايجابي
قبل أيام كتبت مقالة انتقدت فيها موقف المجمع الفقهي في عدم اظهار أي موقف تجاه العدوان على لبنان، ولم يتأخر الموقف بعد ذلك حيث صدر بيان يندد بالهجمات على لبنان.
ثم بعد ذلك صدر موقف هام من الشيخ احمد حسن الطه رئيس المجمع انتقد فيها مواقف دول عربية لم تقف بواجبها في الدفاع عن الفلسطينيين، ولم يكتفوا بذلك حتى قاموا بالدفاع عن الكيان وصد الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية.
وامس كان هناك موقف من المجمع على لسان الشيخ عبد الستار عبد الجبار، حيث حذر مصر والسعودية والاردن لأنها لن تكون بمنأى عن العدوان الصهيوني عليها لاحقا.
ولأني سبق وأن انتقدت موقف المجمع فمن باب الإنصاف لا بد من الإشادة بهذه التصريحات، وهو ما يليق بسنة العراق، فهو موقف جيد يستحق التقدير حتى نصل الى مرحلة نتجاوز فيها استعمال مصلحي "السنة" والشيعة" في المواقف الوطنية والقضايا العامة.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

19 Oct, 09:48


أخاديد في ذاكرة التاريخ
كثيرة هي الصور التي تقرأ عنها في تاريخ الاسلام، من بدر الى أحد الى الطف إلى غير ذلك من مواقف الاباء والشرف والكرامة. لكن هناك مواقف عجيبة شجاعة خارقة تحفر لنفسها أخدودا في ذاكرة التاريخ، سأذكر منها موقفين:
الأول: في أحد ايام معركة القادسية وهو يوم أغواث، كان هناك  رجل اسمه علباء بن جحش العجلي كان رجلا شجاعا، دخل في عمق صفوف العدو وقد عاهد الله ان يصب منهم. فجاءته ضربة على بطنة فسقط على الارض وقد اندلقت امعاؤه على الارض، فوقع على الارض يلملمها ويدفع بها الى بطنه، حتى ضعفت قواه، فنادى أحد المقاتلين، وقال له: يا هذا أعني عليها، فأعانه على ذلك، فربط بطنه بثوبه، وسار نحو العدو ثلاثين ذراعا، حتى خر صريعا من النزف، وهو يردد: 
أرجو بها من ربنا ثوابا        قد كنت ممن احسن الضرابا
الثاني: حكيم بن جبلة العبدي، وكان سيدا شريفا، قال عنه الذهبي: " أحد الأشراف الأبطال كان ذا دين وتأله" وكان يقاتل الناكثين يوم الجمل حتى قطعت ساقه، فكان يقاتل على رجل واحدة وهو يقول:
يا ساق لن تراعي     إن معي ذراعي
فمر به الرجل الذي قطع رجله، فحملها وضربها بها، فأسقطه ثم نام فوقه فقتله، وبقي متكئا عليه حتى مر به رجل من أصحابه وهو ينزف، فقال له: من فعل بك هذا يا حكيم؟ قال له: وسادتي.
لكن في هذا الزمن، رأيت ذلك الرجل الذي شد يده المقطوعة وبقي يقاتل الطائرة بخشبة، كما لو كانت ذبابة ينشها، فما وهن ولا استكان... ولعمري كأن محمود درويش كان يقصدك حينما قال: سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك
اللهم ارحم شهداءنا.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

18 Oct, 11:59


رجل سبقته يده الى الجنة
زيد بن صوحان صحابي من بني عبد القيس، كان مع أخيه صعصعة، حيث وفدا على النبي (ص) فقال عنه: زيد وما زيد يسبق عضو منه الى الجنة.
في معركة نهاوند سنة 21 هـ قطعت يده اليمنى، ثم استشهد يوم الجمل سنة 36 هـ عندما كان في صف أمير المؤمنين علي (ع).
قصة عجيبة، تجسدت أول أمس في هذا الرجل، الذي قطعت يده وبقي يقاتل، سبقته يده إلى الجنة، ثم لحقها. لا اعتبره موقفا شجاعا فقط، بل لوحة جميلة عظيمة رسمتها يد القدرة الإلهية لتعطينا درسا في الصبر والثبات، ولتبين لك عظمة هذه الأمة التي انجبت هذا وأمثاله.. إنها أمة لا تموت، تنتكس تضعف لكنها تبقى حية بل وقوية..
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

17 Oct, 21:40


درس بطعم الموت
اعظم ما في هذا الرجل انه اثبت ان قضايا الامة الكبرى تجمع كل اهل القبلة، فتكافأت الدماء والتقت الارواح كما التقت المواقف وتوحدت. وقفت فلسطين تدافع عن قضية الامة التي عجزت عنها، ووقفت معها لبنان فأعطتها فلذات اكبادها. واتمنى ممن لا يتجاوزون الطائفية في خطابهم وسلوكهم ان يعوا الدرس ان كان فيهم بقية صدق أو بعد نظر.
سبقت حيا، وتميزت ميتا فطوبى لك. ومضيت على طريق سبقك اليها خيار الأمة ورجالها وأهل الشرف والكرامة، فكنت كما قيل:
تتابع أخوتي ومضوا لأمرٍ      عليه تتابع القوم الكرام
الدرس الأهم هو ان الصهيونية والطائفية في خندق واحد، إنه درس بطعم الموت ورائحة الدم.... درس ( لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد).. على دربكم إن شاء الله. وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

13 Oct, 20:42


الثورة السورية... والمراجعة المؤجلة
في الرؤية الفقهية هناك اتجاهان من الثورة المسلح او الخروج كما كان يسمى، فهناك من يراه مشروعا وهناك من يرفضه ويذمه ويحرمه، زكما يرى المحققون فإن سبب رفضه وتحريمه هو ما رآه أهل العلم من مفاسد ترتبت على الخروج دون تحقيق منافع.
في آذار من سنة 2011 وفي مدينة درعا (حوران) اندلعت مظاهرات في المدينة ضد السلطة، وكانت بداية لأهم وأخطر صفحة من صفحات الربيع العربي وهي "الثورة السورية" وواقعا، رغم ألمي لما حصل إلا أني رأيت أن ما حصل ارادة شعب ينبغي احترامها، لا سيما وأن هناك اسبابا موضوعية وأخطاء واضحة لنظام الحكم وأجهزته في سوريا. الكثير من الاخوة الذين دخلوا في المعارضة هم اشخاص طيبون محترمون، يحملون في نفوسهم دافعا دينيا ووطنيا. إلا أن هناك تاريخا ليس جيدا للمعارضة السورية ارتكزت على مرتكزي: الطائفية والعنف، والأمر معروف لا سيما في حادثة مدرسة المدفعية الشهيرة في حلب سنة 1979.
عموما، لم يتأخر الأمر كثيرا بعد اندلاع الثورة حتى ظهر خطاب طائفي وعنف مفرط يرتكز على الرؤية السلفية في معظمه، وظهرت حالات من العنف مبكرة كحادثة جسر الشغور التي حدثت في بدايات الثورة والتي قتل فيها العشرات من الجنود السوريين وألقيت جثث كثير منهم في نهر العاصي بعد أن شوهت.
زادت حالات العنف، وظهرت بعد ذلك نماذج كثيرة متعددة، من قطع الرؤوس بالجملة إلى بقر البطون حتى قام أحدهم باخراج كبد احد القتلى ولاكه.
أما التدخل الخارجي، فربما لم يشترك هذا العدد من دول العالم في صناعة حدث كما حصل في هذه الثورة، لقد صرفت السعودية وقطر عشرات المليارات في سبيل ارباك الوضع ودعم المعارضة، ونحن نعلم جيدا أن هذه الدول لا تتدخل في أمر يخدم الوطن أو المواطن أبدا. وهو ما افرز عددا كبيرا جدا من القادة الانتهازيين، الذي ظهروا لفترة ثم اختفوا بعد ذلك مثل سليم ادريس ورياض حجاب، وغيرهم ممن اشترت هذه الدول ولاءهم، وهو امر عجيب وغير مسبوق في أي ثورة. فضلا عن دور الاعلام الذي مارس الكذب والتزوير ربما كما لم يحدث في التاريخ.
لا انكر اطلاقا أن المطالب مشروعة، وأن الجماهير كانت تطالب بحقوق مهتضمة، إلا أنّ الثورة تحولت الى استثمار سياسي يهدف الى جعل سوريا مثل العراق بلدا منزوع القوة والهوية.
واستمر العنف، ولا يمكن أن ننسى مذبحة مدينة عدرا العمالية، والحصار على نبيل والزهراء في حلب، وعلى كفريا والفوعة في أدلب، وما حصل عند فك الحصار عن المدينتين ضمن اتفاق مع المسلحين إلا أنّ السيارات التي نقلتهم تحولت الى تفجير ارهابي قتل فيه 126 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء.
مقابل ذلك شنت السلطة هجمات عنيفة، ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين والعسكريين، وهو أمر على قسوته هو جزء من افرازات الاحداث الدامية، وتناوب الفعل ورد الفعل.
لقد تسلط على السوريين أشخاص باسم المعارضة والثورة لكنهم كانوا أسوء من أي من حاكم ظالم، فقد تحولت أسرهم الى اقطاعيات مالية (آل علوش مثلا) تتاجر بالثورة والمواطن. واقتطعت أراضي كثيرة وتسلطت الروس والامريكان والاتراك وغيرهم على البلد ومقدراته، ظهرت مليشيات لا تعد وعصابات اجرامية، وانتشر الجوع والفقر والفساد، ومع ذلك لم يراجع احد نفسه او يتحمل مسؤوليته لا سيما وأن معظم هؤلاء كانوا منتفين ماديا ويعيشون مع أسرهم حياة ترف.
كان تدخل حزب الله اللبناني في ذلك الوقت واضح الاهداف لا سيما وأن خطاب الثورة رفع شعارا طائفيا، كما انه تحالف مع جهات معادية. وكما جاز لأمريكا وفرنسا التي هددت بضرب سوريا اذا لم تتخل عن سلاحها الكيمياوي وكادت أن تفعل لولا اعلان السلطة عن موافقتها على ذلك، وكما جاز لقطر والسعودية ومصر وتركيا ودول الشرق والغرب والشمال والجنوب ان تتدخل فمن غير المنطقي سياسيا ان نرفض تدخل الحزب لا سيما وأن الحركات المسلحة في غاليتها الساحقة كانت ترفع شعارات طائفية خطيرة. لماذا نتحدث عن جرائم هذا الحزب ولا نتحدث عن جرائم احزاب وشخصيات لبنانية اخرى كان لها دور اكبر في العنف؟ لماذا نقبل تدخل دول الخليج ونراه حسنا، بينما نرى تدخل الحزب مذموما وجريمة؟ لماذا لا نحمل الدول التي كانت تجند المقاتلين من الدول وتصرف المليارات مسؤولية ما اقترفته؟ وهي بالتأكيد ليست حريصة على حقوق الانسان أو الديمقراطية!! لم تحقق الثورة أهدافها، بينما خسرت سوريا خسائر لا تعد ولا تحصى في الارواح والأموال، بل إن ما حصل فيها لم يحدث في التاريخ إلا نادرا. عموما ما حصل حصل، لكن الموضوعية والانصاف تقتضي مراجعة الأمور والاعتراف بالأخطاء من الحكومة والمعارضة.
واكرر الثورة مبررة من حيث أسبابها، لكن النتائج الكارثية لا يمكن تجاهلها وعدم ملاحظتها، والاصرار على نفس طريقة التفكير خطأ كبير.. نسأله تعالى أن يحفظ سوريا ويدفع كل سوء عن شعبنا العزيز في سوريا وأن يؤلف بين قلوب أبنائها.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

06 Oct, 18:03


المجمع الفقهي.... واستراتيجية الصمت
قبل أيام كتب لي صديق عزيز عن مواقف كثير من الأخوة السنة من المعركة، وأن هناك من يبدو منه كما لو كان محايدا في هذه المعركة أو شامتا مما حصل في لبنان.. فقلت له: لا يا أخي لا تقل هذا، وأنت ترى الشعور بالحزن وبالفرح مع كل خبر في العراق وفلسطين والأردن وليبيا وتونس وغيرها من بلاد العرب والإسلام.. ولا أحب لك أن تقول هذا لأن هذا هو بالضبط ما يعمل عليه الاعلام المعادي وعملاؤه، ويمكن أن تنظر الى مواقف علمائية مشرفة أبرزها مفتي ليبيا الصادق الغرياني ومفتي عمان صاحب المواقف المشرفة دائما.
لكن لأني واقعي ولا أريد تجاهل المواقف، فلا بد لي أن أبين موقفا شرعيا لأهلنا واخواننا في المجمع الفقهي العراقي خصوصا وهو يضم ثلّة طيبة من أهل العلم وأصحاب الفضيلة، وأقول لهم: لبنان قطر عربي وبلد اسلامي، وهو ثغر من ثغور المسلمين وفيه رجال يقاتلون قتالا يدافعون به عنا وعنكم ويذودون ضد أخطر وجود معاد في تاريخ الاسلام الحديث على الأقل، لم يضعفوا ولم يملوا. لم يطلبوا منكم نصرا، ولا استمدوكم مالا، ومعيب جدا أن تتأخروا في موقف الدعم والتاييد عنهم.
ما هو مبرركم للسكوت وبيروت تقصف بعشرات أطنان القنابل كل ليلة؟ ما هو عذركم اذا عجزتم حتى عن التنديد او التضامن؟ لماذا بلع الكثير من أهل العلم وأئمة المساجد ألسنتهم؟ ألا تعرفون أن صمتكم هو اعلان موافقة للمذبحة التي تحصل في لبنان؟
أنا اعرف الشيخ احمد حسن طه، واعرف أنه رجل عالم فاضل، له مواقف وطنية مشرفة لكن ربما تقدمت به السن ولم يعد قادرا على اتخاذا موقف كبيرة، ونقول هذا من باب حسن الظن.
كما أخاطب كل العلماء في المجمع وأقول لهم: أعلم أن المجمع بمشايخه وعلمائه مرتهن أمره بيد شاب صغير السن، مغرور، ضعيف النظر، غلب على نفسه الطمع والحقد، فهو يدبر الأمور ويحسب أنه يفهم في السياسة وهو لا يفهم فيها شيئا ولا في غيرها، وأقول هذا عن معرفة وفهم للأمور، لكنكم لن تعذروا بذلك.
اتقوا الله، واعلموا أن من المخجل أن تتأخروا عن نصرة أهلكم ولو بكلمة تأييد. فوالله لو كان هؤلاء المسلمون المجاهدون أهل بدعة أو لهم تأويل خاطئ لما جاز التوقف عن نصرتهم، بل ولا التردد عن ذلك. بل لا يسوغ لكم الا نصرهم ودعم موقعهم . أنا والله يعرفني الشيعة والسنة انتقدت كثيرا سياسة ايران في العراق، لكن عندما تكون المعركة ضد الاسلام والعروبة ومن قبل أخبث وألعن عدو لا يرقب في مؤمن إلاّ ولا ذمة فلا بد أن تتّحذ المواقف، وتتكاتف الأيدي. ولن يكون لكم عذر وإن قلتم وقلتم ( بل الإنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيره ). من دعم العدو ولو بالصمت فإنه لا يمثل أهل السنة، ولو كان عالما فقيها... ادركوا أنفسكم، واعلموا أن كل شيء بعين الله وان التاريخ يكتب ومواقف الرجل تسجل... وربنا المستعان.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

03 Oct, 19:41


مسؤولية المثقف
في سنة 1907 وقع ما يعرف بحادثة دنشواي، حيث قام الاحتلال البريطاني بجريمة مروعة قتل فيها عددا من الفلاحين المصريين ومنهم امرأة. ثم اعتقل عددا منهم، وشكلت محكمة ترأسها بطرس غالي وزير الحقانية (العدل) الموالي لبريطانيا حيث اصدرت حكمها على اربعة مواطنين بالاعدام. وكان حدثا كبيرا ومؤلما جدا، ومستفزا ومهينا للشعور الوطني في مصر. بل وفي خارجها، حتى كتب جورج برنارد شو: إذا كانت الإمبراطورية البريطانية تود أن تحكم العالم كما فعلت في دنشواي، فلن يكون على وجه الأرض واجبٌ سياسيّ مقدسٌ وأكثر إلحاحاً من تقويض هذه الإمبراطورية وقمعها وإلحاق الهزيمة بها.
كان هناك شاب اسمه إبراهيم ناصف الورداني تربى يتيماً في صغره فكفله أحد أقاربه من الباشوات وأرسله بعد إنهاء دراسته المدرسية بتفوقٍ ليدرس الصيدلة في سويسرا ثم حصل على شهادةٍ أخرى في الكيمياء من إنجلترا.
عاد إلى مصر في ليفتتح صيدليةً في شارع عابدين بالقاهرة، إلا أن هذا الشاب الذي حصل على هذه الشهادات العالية في وقت يندر أن تجد فيه من يقرأ ويكتب كان وطنيا بعمق، لم يتكبر على أهله ووطنه ومشاكلهم، وكان قد انضم الى الحزب الوطني، ثم أسس «جمعية التضامن الأخوي» السرية التي نصّ قانونها على أن من ينضم إليها يجب أن يكتب وصيته!! وثأرا لأهله وأبناء بلده؛ فقد قام إبراهيم باغتيال بطرس غالي أمام وزارة الخارجية في ظهيرة يوم 20 شباط 1910، حيث أطلق عليه ست رصاصاتٍ أصابت ثنتان منها رقبته.
في المحكمة قال إنه قتل بطرس نيروز غالي «لأنه خائن للوطن»، وكرر اعترافه أثناء المحاكمة وأكد بكل شجاعةٍ عدم ندمه، وقد حاول الانكليز كعادتهم استغلال العامل الطائفي لأن بطرس غالي قبطي، حيث أخرجوا مظاهرةً تهتف «تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس النصراني»، فخرجت رداً عليها مظاهرة وطنية تهتف «تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس البريطاني".
أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام، وأرسل الحكم إلى المفتي الشيخ بكري الصدفي لإقراره، لكنه رفض، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأيه، ونفذ الحكم في 28 حزيران 1910.
تحوّل إبراهيم ناصف الورداني إلى بطلٍ شعبي ورمزٍ وطني، وانتشرت صوره في المقاهي والأماكن العامة حتى صدر قرار يُجرّم أي مصري يحتفظ بصورة الورداني وبقي القرار سارياً حتى ثورة يوليو 1952.
الثقافة مسؤولية كما كان يؤكد الفيلسوف الايطالي الماركسي غرامشي، وليست ثرثرة، ولا استعراضا للعضلات في فن الكلام وعرض المعلومات. بل هي موقف ولا سيما عندما يتعرض الوطن للخطر، ولا سيما عندما ترتكب الجرائم الانسانية دون اعتبار لأي قيم عليا. وعندما يسكت المثقف حتى عن بيان موقفه يكون قد خان مسؤوليته.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

01 Oct, 17:31


تستحق الثأر... أبا هادي
وإن كانت كل دويلتهم أقل من شسع نعلك

دين وتمدين

01 Oct, 14:08


ايران.... والضربة المحتملة
منذ فترة غير قصيرة تهدد إيران بضرب الكيان المؤقت ردا على تجاوزاتها الكثيرة، إلا أنه سرعان ما يتغير الخطاب وترجع الدعوة الى الصبر وعدم اعطاء فرصة للعدو الذي يريد جرها الى ذلك كما يقال.
لماذا لا ترد ايران؟ يبدو أن هناك اتجاهين حاليا في ايران: الأول: يرى بأنّ هناك فارقا تكنولوجيا هائلا يجعل ضرب العدو أمرا تترتب عليه عواقب وخيمة، ويعطيه فرصة أكبر لرسم صورة المنطقة وحدودها. لذا فإن على ايران أن تكتفي بدعم المحور دون الدخول الفعلي في المعركة، واعتقد ان المبرر الحقيقي لهذه القراءة الخوف من عمق اختراق الموساد في الوضع الايراني، وهو ما يمكن أن يخلق مفاجئات غير متوقعة. وهذا الخيار هو ما يميل إليه بقوة الرئيس بزشكيان، ومن يؤيده من التيار "الاصلاحي" الذي لا يريد ان تنغمس ايران بشكل اكبر في الصراع الحالي.
الثاني: يرى أن عدم القيام بعمل عسكري اضافة الى كونه سيهزّ كثيرا صورة ايران، فإنه كذلك لن يمنع الطرف الآخر من القيام بعمل عدواني لاحقا، فالملف النووي لا زال مفتوحا، والكيان لن يرضى بأي حلّ لا يضمن الغاء أو ايقاف البرنامج، وبالتالي فإنه لن يتأخر كثيرا عن القيام بهذه الضربة المؤجلة.  ويبدو ان هذه القراءة صارت تجد لها أنصارا ومؤيدين في مؤسسة الحرس وغيرها من المؤسسات "المتشددة"، وربما تكون هي الأرجح واقعا.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

28 Sep, 11:40


الشهادة تليق بك
منذ شهر تقريبا رأيته في منامي وكأنه قد توفي، أخبرت زوجتي بذلك فقالت لي: ممكن يموت فعلا، شعرت كأنها نكأت جرحا في قلبي بكلمتها، فقلت لها: خمشتي قلبي.
سأتكلم بواقعية: فأنا لم أكن متفائلا أبدا، لأن هناك أخطاء كنت لفتت اليها الانتباه منذ سنوات كثيرة لكن الأمور سارت لما آلت إليه. وكنت أتوقع الأسوأ، لكن كما كنت أقول دائما: عندما تقع الحرب اترك الانتقادات، وكن مع أخيك ولا تكن عليه.
اكثر من خمسين دولة اسلامية منها أكثر من عشرين دولة عربية تتفرج منذ سنة على أهل غزة وهم يقتلون يذبحون في أكبر مجزرة انسانية في هذا الزمن. وليتهم تفرجوا فقط، بل دعموا العدو سياسيا واعلاميا واقتصاديا ضد بني جلدتهم. واختار هو أن يشاغل العدو بما أمكن عن أهله وعن أخوته.
مثلك ايها الرجل لا يموت في فراشه، مثلك لا يموت إلا بطلا إلا شامخا إلا واقفا إلا كبيرا.. وأي ميتة أشرف من الميتة التي اخترتها انت لنفسك، وأنت من واسيت أهلك واخوانك في غزة بأهلك ونفسك؟! الشهادة تليق بك، ولعمري كنت كما قيل في جدك:
أيقظتَ أجفانا وكنت لها كرى وأنمتَ عينا لم تكـن بك تهجعُ
طبت وطاب دمك الزكي، وروحك الأبية، فالحرية تحتاج الى أن يضحى لأجلها أبا هادي. نم قريرا، فالقضية لن تنتهي، لن تتوقف. وان اوجعتك قلوبنا يا أبا زينب لكنك أعطيت ما اردت فهنيئا لك شرف الشهادة.
يموت نصر الله، لكن وعد الله باق لا يموت، ومشروع التطبيع لن ينجح، ومشروع النهضة والتحرير سيتحقق بإذنه تعالى، لكنه يحتاج إلى فهم علمي وبعد عن الغرور، وتحديد العدو وتوحيد الأمة... وربنا المستعان
اللهم تقبل منا هذا القربان لوجهك، ارحم شهداءنا، وآجرنا في مصابنا, اللهم افتح عيون عقولنا، ووحد كلمتنا... يا رب
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

27 Sep, 21:02


"فبتنا بشرّ ليلة بات بها قوم"

دين وتمدين

27 Sep, 18:36


بردا وسلاما..... بيروت

دين وتمدين

27 Sep, 08:45


سلاح الوحدة
مهما كنت قويا، مهما كنت مستعدا متهيئا فإن تحقيق النصر سيكون صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا إذا كانت جبهتك الداخلية مهتزة.
الوحدة سلاح، فإذا أردت أن تنتصر فعليك أن تتسلح بالوحدة. وإذا أردت أن تتطور وتتقدم ويزهو مجتمعك وينجح مشروعك فعليك بالوحدة.
العرب في الجاهلية كانوا محتقرين أذلاء جياع، ليس لأنهم يعبدون الأوثان، بل لأنهم متفرقون وعبادة الأوثان كانت مظهرا من مظاهر الانقسام. وبمجرد أن توحدوا تهاوت أمامهم الأمم التي كانت تحتقرهم وتملك أمرهم، وصاروا اقوياء واغنياء وأصحاب حضارة.
عكس الوحدة هو الانقسام، والانقسام تضييع للجهود وهدر للطاقات، لا مصلحة أكبر من مصلحة الوحدة الوطنية أو الاسلامية. والعدو يعرف ذلك، ولهذا فإنه يعمل دائما وفق مبدأ "فرّق تسد" الذي يحسن استعماله جدا.
الغرور الذي يملؤك وأنت تعتقد بأنك على حق، وأنك قوي، سيؤدي إلى فشلك. كما إن دعوى أن النزاع بين العدو وبين ابن جلدتي الذي اختلف معه تدخل ضمن عنوان "اللهم اشغل الظالمين بالظالمين" ليس صحيحا. فالعدو الذي تخضع له وهو يقتل اخوتك لن يحترمك، بل لن ينظر إليك، وسيحتقرك أكثر وأكثر.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

25 Sep, 19:16


الوطنية... والخطاب الديني
الصراع مع الوجود الصهيوني ليس جديدا، بل يمتد لما يقارب القرن من قبل قيام دويلتهم المشؤومة. في تلك المرحلة كان الخطاب الوطني هو السائد، وكان الموقف العربي –الشعبي على الأقل- موحدا دائما، وكان هناك دعم اسلامي وانساني واسع.. ويندر جدا أن تجد من يقف موقفا شاذا مخالفا، فقضية فلسطين كانت تجمع كل التوجهات على اختلافاتها. بينما الآن تجد أمرا عجيبا مقرفا، فهناك كثيرون ممن يؤيدون علنا جهارا ولو باعتماد تبريرات فاسدة العدوان الصهيوني ويفرحون بما يحصل من عدوان على لبنان الحبيبة، والسبب هو مرض الطائفية.
الخطاب الاسلامي ( بشقيه السياسي والدعوي ) ليس موجودا للأسف، بل الموجود فقط خطابات مذهبية طائفية، فلم تستطع أي جهة أن تقدم رؤية اسلامية جدية خارج المذهبية، أو تحتوي المذهبية على الأقل. بل حتى من يرفع شعار الاسلام فإنه يطلب من الآخرين أن يعترف برؤيته باعتبارها تمثل الإسلام. لذا بدل أن تكون "الاسلامية" خطابا جامعا تحولت إلى خطاب مفرق للأسف، وهو ما انتفع منه المشروع المعادي للأسف في النتيجة.
الطائفية غباء، والمعركة معركة الأمة، كلنا مع لبنان بلا تردد، بلا شك، والنصر قادم إن شاء الله.. وربنا المستعان
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

19 Sep, 17:05


الموبايل... اغتيال الانسان
الفاجعة التي حدثت في لبنان والتي نتج عنها استشهاد عدد من المواطنين وجرح الآلاف بمقدار ما أحزننا وآلمنا، فإنه جعلنا أمام مسألة نتجاهلها باستمرار وهو التقهقهر الحصاري المخزي لأمتنا ولخطابنا الثقافي والديني.
الموبايل هذا الجهاز الذي دخل بيوتنا وحياتنا، والذي لم يكتف بأن أربك نظام حياتنا، والذي رفع نسب التفككك الاجتماعي، والذي لا يفارقنا حتى في غرف نومنا، وهو يتجسس على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا. لم يكتف أن يكون جهازا مسلطا علينا غيّر حياتنا وقيمنا، بل صار وسيلة للاغتيال للأسف.
لم تعد امريكا وبريطانيا بحاجة الى ارسال سفنها وبوارجها لاحتلال بلداننا، فالفارق الحضاري الكبير جعلهم قادرين على أن يفرضوا ارادتهم ويحققوا أهدافهم عن بعد.
أما نحن، فلا زلنا نعيش في أوهامنا، غارقين في الوهم مستمتعين بوحل التخلف، لا زلنا نناقش أقوال الفقهاء في التفخيذ أو نتنازع على الأعلمية في مرجع التقليد، أو نتحدث عن حديث الجارية وصفة العلو ومعضلة الاستواء، وآراء الأشاعرة وعقيدة ابن حجر والنووي.
يعادي بعضنا بعضا، ويسخر بعضنا من بعض، ويشمت كل منا بمصاب الآخر، لا نعرف التسامح، ولا نقرأ الكتب إلا لتكشف لنا ثغرات الاخرين لنتهجم عليها.
نعم، نحن نحقق انتصارا هنا أو هناك، لكنه لن يكون إلا جزءا من معركة كبيرة نحن نخسرها في النتيجة.
لا زلنا نخدع أنفسنا برفض قيم الغرب، رغم أن الغرب صار يعيش في كل تفاصيل حياتنا، يعلمنا كيف نأكل؟ وماذا نلبس؟ بل كيف نمارس علاقاتنا؟ كيف نربي أبنائنا؟ بل يحدد رغما عنا طبيعة علاقاتنا، ونحن راضون بذلك فرحون به، فيكفي أننا نصدر النفط أو يصدرون هم لنا النفط ويقبضون هم الثمن ويضعونه في مصارفهم، ويكفي أننا نمارس شعائرنا ونثبت هويتنا التي نبرزها بوجه المسلم او المواطن الذي يختلف معنا في مذهب أو وجهة نظر، ونكتفي نحن باستلال سيوفنا الخشبية مثل دون كيشوت نبارز طواحين الوهم.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

16 Sep, 19:17


هل كان محمد فيلسوفا؟
أراد بعضهم ان يطعن في نبوة النبي محمد (ص)، فقال: لم يكن محمد نبيا لكنه كانا فيلسوفا مصلحا أراد أمرا فحقّقه. وهو ما نقله ابن ابي الحديد، فقال: ليس يشك أحد من الناس أن رسول الله (ص) كان عاقلا كامل العقل، أما المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم، وأما اليهود والنصارى والفلاسفة فيزعمون أنه حكيم تام الحكمة، سديد الرأي، أقام ملة، وشرع شريعة، فاستجد ملكا عظيما بعقله وتدبيره، وهذا الرجل العاقل الكامل يعرف طباع العرب وغرائزهم.
لكن اذا كان فيلسوفا؛ ما هي كتب الفلسفة التي كانت في بلاد العرب وقرأها محمد؟ وهل كان من رهبان اليهود او النصارى من يتعاطى الفلسفة فأخذ منهم؟ وهل سبقه أحد إلى التفلسف في هذا الاتجاه ونحن نعلم أن البناء الفلسفي هرمي او تراكمي ينهض بعضه على بعض حتى نقول بانه ينتمي لهذه المدرسة أو تلك؟ هل يشبه منهجه وتوجيهاته وكلامه كلام الفلاسفة في شيء؟ وهل كانت هناك نظرية فلسفية في اصلاح المجتمع تتجاوز المسائل المعروفة التي يتمحور حولها البحث الفلسفي؟
حسنا سأتجاوز كل ذلك، وليكن فيلسوفا كما تقول، أنت أمام رجل أنشأ أمة من قبائل ممزقة متفرقة.
رجل وضع منظومة حقوق في كل شيء ولكل شيء حتى البهائم. رجل رفع قيمة مفهوم "الحق" بدل مفهوم "القوة"، رجل مارس دور الأب والزوج والسياسي والعسكري والتاجر والخطيب والفيلسوف كما تقول بكل أريحية وإنسانية. رجل اعتبر العمل الصالح قيمة كبرى وجعل الحياة ميدانا للتسابق فيها.
رجل أنشأ أمة ودولة ما تهاوت ولا سقطت بعده كما تهاوت امبراطوريات بعد وفاة مؤسسيها.
رجل علّم الناس قيمة العقل وأن الطبيعة لا تجري وفق رغبات البشر ولا لحياة أحد ولا لموته.
رجل ارسى قاعدة المساواة امام القانون وأن اول من يخضع له الرؤساء والقادة.
رجل أنشأ منظومة تكامل فيها الفكر مع السلوك، والعقل مع العاطفة، والأخلاق مع العمل، والشرف مع السياسة.
نبي كان او فيلسوفا، لقد أسس محمد حياةً كريمة وقيما كبيرة، ولم يسبق لفيلسوف أن حقق نجاحا اجتماعيا كما حققه لأن هذا ليس مجال الفلسفة.
نبي وليس فيلسوفا
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

14 Sep, 08:15


الحس الاجتماعي... والخطاب الديني
قبل عشرين سنة تقريبا كان أحد طلبة العلم في مدرسة الصدر الأعظم، وهو شاب مندفع يكرر علي دائما عبارة "شيخنا نحن يجب علينا أن ننزل الى المجتمع " كنت أنظر إليه نظرة مشفق عليه، وعندما كرر الكلمة عدة مرات قلت له "شيخنا رحمة لوالديك اترك المجتمع ولا تنزل إليه لأنكم ستربكون كل شيء" تفاجأ من كلمتي، لكنه صار كلما يراني يقول وهو يضحك "لازم ننزل للمجتمع".
يوقع كثير من رجال الدين أنفسهم في مواقف غير موفّقة بسبب ضعف حسّهم الاجتماعي، لا سيما وانهم يربطون مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأمور محدّدة تتعلق بشرب الخمر والسفور والاختلاط بين الجنسين، ونحو ذلك. بينما هناك امور لا تستفزهم ولا تثيرهم، وهي تلك التي يقترفها ابناء الطبقة السياسية، وهي لا يمكن انكارها لأنها تصدر ممن يملك القوة وأيضا يملك نعيم الدنيا.
معظم طلبة العلم في الحوزة الشريفة هم فقراء وطيبون، وأبناء أسر محترمة وطيبة وكثير منهم شارك في الجهاد ضد داعش واستشهد في سبيل دينه ووطنه، وكثير منهم يشارك في خدمة العوائل الفقيرة بصدق وبانسانية، لكن المشكلة في ضعف "الحس الاجتماعي" وهو ما يؤدي يؤدي إلى أن يكونوا دائما بعيدا عن فهم المجتمع، فهم يفهمون الأمور من خلال "الرسالة العملية" ويعتقدون أن العبارات التي تعلموها في دراستهم هي كلمات سحرية للتغير.
ورغم أني أؤمن بالعمل الحركي إلا أني لم أكن في أي وقت مقتنعا بأن رجل الدين يمكن أن يقود ذلك أو ينجح فيه إلا ما ندر، والسبب هو أنه لا يملك أدوات فهم المجتمع فهما واقعيا، وبالتأكيد لن يكونوا قادرين على تغييره ايجابيا. إنهم يفهمون الأمور من خلال "الرسالة العملية" ويعتقدون أن العبارات التي تعلموها في دراستهم هي كلمات سحرية للتغيير، وأن الحقيقة كلها موجودة في فتوى الفقيه.
نحن ننزعج جدا من مظاهر معينة محددة للفساد، فنحن نفهم الفساد على أنه سفر أو أغنية أو خمر أو سفور ونحو ذلك، لكن ربما نحتاج ان نراجع انفسنا: لماذا نسكت على سرقة الاموال؟ لماذا لا نرفع رسالة يوقع عليها مئات وآلاف طلبة العلوم الدينية الى مراجع الدين لأخذ موقف تاريخي حازم من الفاسدين؟ لماذا نتقبل رؤية نساء يفترشن الطريق يتسولن ونسكت كما نسكت ونحن نرى امهات وزوجات الشهداء بأسوأ  حال؟ لماذا نسكت عن تلك الأسر التي تبحث عن غذاءها في القمامة؟ لماذا نسكت على ضعف التعليم او الخدمات الصحية؟ لماذا نسكت على معمم استولى على القصور والعقارات أو على آخر يأخذ رواتب ضخمة متعددة دون عمل يقوم به؟ لماذا نسكت على عملاء السفارات وخدم الاجنبي؟ لماذا نسكت على سرقة عشرات المليارات سنويا دون موقف حقيقي؟ لماذا نبرر الفقر بدعوى أن الفقر في الدنيا ليس مشكلة ونحن نعيش حياة الترف؟ ثم وبعد كل ذلك تستفزنا اقامة حفلة مثلا هنا، او رأي مختلف في موضوع معين هناك، هل نحن مؤهلون فقط بهذه النمطية من التفكير لنكون حملة رسالة او خدمة للمجتمع؟ بالتاكيد كلا.
هناك عبارة تقول "أن كل من حاول أن ينزل الجنة إلى الأرض فإنه يحولها إلى جحيم"، وواقعا فإن من يتصور أن الحياة يمكن أن توضع بأطر فهمه الايدلوجي أو الديني لا يفهم كيف تسير الحياة. والاسلام رغم نزعة الطهرانية الموجودة فيه إلا أنه دين واقعي جدا. لذا فرغم أنه حرم العلاقة خارج الزواج وعدها ذنبا كبيرا إلا أنه العقوبة التي وضعها وضع لها شروطا تجعل إمكانية تطبيقها شبه مستحية، حيث اشترط وجود أربعة شهود يرون العملية الجنسية بتمامها، ويتفقون تماما على كل تفاصيل الشهادة. اتعرف ما السبب في ذلك؟ لأن الشارع يدرك أن المجتمع البشري فيه كل شيء، ولا يخلو من هذه الأمور، بل حث كثيرا على الستر وعدم اظهار العيوب (وهو تعبير عن احترام الخصوصية). فما أراده الشارع هو  بناء مجتمع منسجم تسوده قيم اجتماعية أخلاقية فعالة تحفظه، لكن هذا لا يعني أن كل فرد سيكون مثاليا جدا، إنه يدرك طبيعة البشر وقابلياتهم وهذا بالضبط ما اقصده بالحس الاجتماعي الغائب.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

14 Sep, 08:01


الحس الاجتماعي... والخطاب الديني
قبل عشرين سنة تقريبا كان أحد طلبة العلم في مدرسة الصدر الأعظم، وهو شاب مندفع يكرر علي دائما عبارة "شيخنا نحن يجب علينا أن ننزل الى المجتمع " كنت أنظر إليه نظرة مشفق عليه، وعندما كرر الكلمة عدة مرات قلت له "شيخنا رحمة لوالديك اترك المجتمع ولا تنزل إليه لأنكم ستربكون كل شيء" تفاجأ من كلمتي، لكنه صار كلما يراني يقول وهو يضحك "لازم ننزل للمجتمع".
يوقع كثير من رجال الدين أنفسهم في مواقف غير موفّقة بسبب ضعف حسّهم الاجتماعي، لا سيما وانهم يربطون مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأمور محدّدة تتعلق بشرب الخمر والسفور والاختلاط بين الجنسين، ونحو ذلك. بينما هناك امور لا تستفزهم ولا تثيرهم، وهي تلك التي يقترفها ابناء الطبقة السياسية، وهي لا يمكن انكارها لأنها تصدر ممن يملك القوة وأيضا يملك نعيم الدنيا.
ورغم أني أؤمن بالعمل الحركي إلا أني لم أكن في أي وقت مقتنعا بأن رجل الدين يمكن أن يقود ذلك أو ينجح فيه إلا ما ندر، والسبب هو أنه لا يملك أدوات فهم المجتمع فهما واقعيا، وبالتأكيد لن يكونوا قادرين على تغييره ايجابيا. إنهم يفهمون الأمور من خلال "الرسالة العملية" ويعتقدون أن العبارات التي تعلموها في دراستهم هي كلمات سحرية للتغيير، وأن الحقيقة كلها موجودة في فتوى الفقيه.
نحن ننزعج جدا من مظاهر معينة محددة للفساد، فنحن نفهم الفساد على أنه سفر أو أغنية أو خمر أو سفور ونحو ذلك، لكن ربما نحتاج ان نراجع انفسنا: لماذا نسكت على سرقة الاموال؟ لماذا لا نرفع رسالة يوقع عليها مئات وآلاف طلبة العلوم الدينية الى مراجع الدين لأخذ موقف تاريخي حازم من الفاسدين؟ لماذا نتقبل رؤية نساء يفترشن الطريق يتسولن ونسكت ونحن نرى امهات وزوجات الشهداء بأسوأ حال؟ لماذا نسكت عن تلك الأسر التي تبحث عن غذاءها القمامة؟ لماذا نسكت على ضعف التعليم او الخدمات الصحية؟ لماذا نسكت على معمم استولى على القصور والعقارات أو على آخر يأخذ رواتب ضخمة متعددة دون عمل يقوم به؟ لماذا نسكت على عملاء السفارات وخدم الاجنبي؟ لماذا نسكت على سرقة عشرات المليارات سنويا دون موقف حقيقي ثم وبعد كل ذلك تستفزنا اقامة حفلة مثلا هنا، او نقاش في موضوع معين هناك، هل نحن مؤهلون فقط بهذه النمطية من التفكير لنكون حملة رسالة او خدمة للمجتمع..
هناك عبارة تقول "أن كل من حاول أن ينزل الجنة إلى الأرض فإنه يحولها إلى جحيم"، وواقعا فإن من يتصور أن الحياة يمكن أن توضع بأطر فهمه الايدلوجي أو الديني لا يفهم كيف تسير الحياة. والاسلام رغم نزعة الطهرانية الموجودة فيه إلا أنه دين واقعي جدا. لذا فرغم أنه حرم العلاقة خارج الزواج وعدها ذنبا كبيرا إلا أنه العقوبة التي وضعها وضع لها شروطا تجعل إمكانية تطبيقها شبه مستحية، حيث اشترط وجود أربعة شهود يرون العملية الجنسية بتمامها، ويتفقون تماما على كل تفاصيل الشهادة. اتعرف ما السبب في ذلك؟ لأن الشارع يدرك أن المجتمع البشري فيه كل شيء، ولا يخلو من هذه الأمور، بل حث كثيرا على الستر وعدم اظهار العيوب (وهو تعبير عن احترام الخصوصية). فما أراده الشارع هو بناء مجتمع منسجم تسوده قيم اجتماعية فعالة تحفظه، لكن هذا لا يعني أن كل فرد سيكون مثاليا جدا، إنه يدرك طبيعة البشر وقابلياتهم وهذا بالضبط ما اقصده بالحس الاجتماعي الغائب.
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

09 Sep, 11:08


تجربة ماني... جريمة "المثلية العلمية"
كثيرا ما نسمع من دعاة المثلية أن تحديد الجنس امر اختياري، وليس شيئا محددا فسيولوجيا. وكان عالم النفس الأمريكي جون ماني يعتقد ذلك، ولإثبات دعواه؛ فقد قام بتجربة تعد من أبشع التجارب التي يمكن أن يقوم بها "عالم" وهي تجربة تغيير جنس قام بها بنفسه لطفلين توأمين هما بروس ورايان رايمر، وكان قد تسبب عن طريق الخطأ في فقدان العضو الذكري للطفل بروس خلال عملية ختان أُجريت عام 1966 للطفلين.
بدل أن يعترف ماني بخطئه فإنه أقنع الأبوين بأن الحلّ هو في تغيير جنس الطفل بروس، وبدأ سلسلة علاجات هرمونية للطفل بحيث نما له ثديان وحدث ضمور تدريجي في العضو الذكري، إلا أنه في سن البلوغ أصبح صوته أجش وبرزت له العضلات، كما لم يتغير سلوكه مطلقًا عن أي صبي على الرغم من محاولات والديه إقناعه بأنه أنثى، ولم يعلم بالحقيقة إلا عند بلوغه الرابعة عشر من عمره.
فشلت تجربته، وأخيرا حاول بروس أن يستعيد هويته الجنسية، حيث غير اسمه إلى ديفيد وخضع لعمليات متسلسلة إلا أنه فشل في ذلك، لتنتهي حياته منتحرا وهو في عمر الـ38 بطلقة في الرأس بعد عدة محاولات سابقة في الانتحار باءت جميعها بالفشل، كما إنّ شقيقه رايان أُصيب بالفصام، وصار يعاني من اضطرابات جنسية متنوعة.
خضعت أعمال ماني وأبحاثه لتدقيق أكاديمي في تسعينيات القرن الماضي، حيث انتقدت دراسة أكاديمية أجريت عام 1997 عمل ماني في العديد من النواحي.
ومن الغريب أن جون ماني لم يكتف بذلك بل برّر الميل إلى الصغار؛ حيث ذكر بأنه إذا انجذب طفل في العاشرة من عمره إلى رجل، وكان الحب أو الرغبة متبادلة؛ فإن هذا لا يكون اعتداء. وقال بأنه ليس اضطرابًا سلوكيًا يحتاج إلى علاج، وقد فسّر الميل إلى الأطفال بأنه فائض من الحب الأبوي، إلا أنه تحوّل إلى شهوانيّ.
(من كتاب الجنس المدنس والدين المقدس)
عز الدين البغدادي

دين وتمدين

04 Sep, 11:12


ارهاب حكومي
في بلد تتجاوز ميزانيته 150 مليار دولار، في بلد تنتشر الكليات والجامعات الاهلية فيه دون تخطيط، فمن الطبيعي ان تتخرج اعداد كبيرة من الطلبة ليدخلوا سوق العمل... مؤسسات الدولة غير قادرة على استيعاب هذه الاعداد الكبيرة، وهي كذلك عاجزة بسبب الفساد وانعدام الرؤية السياسية على توسيع سوق العمل عن طريقة مشاريع تنموية بدل استيراد ايد عاملة غير ماهرة من بنغلادش ومن دول افريقية.
الحل الوحيد الجاهز لدى السلطة هو ان تتعامل بقسوة مفرطة مع من يطالب بحقه عبر قوة مكافحة الشغب وذلك باستعمال الهراوات والعصي الكهربائية وخراطيم المياه في قمع المطالبين بحقهم في العمل... ويبدو ان من يمسك بالسلطة لا يتعظ ولا يدرك ان الأمور يمكن ان تنزلق بشكل لا يمكن تداركه، وأن خطواتها الأخيرة تجرها الى منطقة خطرة جدا.
متضامن مع شبابنا ضد ارهاب السلطة.
عز الدين البغدادي