أنت في داخل هذه الحجرة المعدنية الصغيرة، تقف قريباً من آخرين، جميعهم صامتون ويتحاشون النظر إلى بعضهم، هل ينبغي عليك أنت أيضاً أن تقضي وقتك القصير هذا غريباً محدقاً في شاشة أرقام الطوابق، ثم تتنفس الصعداء حالما تصل إلى وجهتك! ما المانع من ممارسة بعض الاختلاط الايجابي لتحقيق قوة الحضور وإزالة التوتر.
الأفضل أن تكون أحاديثك مرحة أو ودية، أشرك الجميع في حديثك ولا تقتصر على محادثة شخص واحد فقط، أقم تواصلاً بصرياً بسيطاً معهم، عليك أن تكون لطيفاً ومبتسماً عندما تتحدث مع الغرباء.
يمكن أن تتمحور أحاديثك حول الشيء المشترك بينكم حالياً وهو المصعد نفسه، كأن تتحدث عن بطء المصعد أو موقف سابق لك في مصعد، حاول ألا تمزح دائماً بشأن إحتمالية عطل المصعد، فبقدر ما هو مزاح طريف للكثيرين إلا أنه أسلوب مألوف لمعظم الناس، ومرعب للقليل، وستبدو أنك تكرر المواضيع إن لم يعهدك زملائك تتحدث بموضوع آخر.
كل ما تحتاج إليه هو الاسترخاء، وسيكون فتح المواضيع سهلاً، لا تحتاج لأن تفكر في موضوع عميق أو فريد، ادعي أنك عفوي واستغل أي فرصة ممكنة للحديث بايجاز مع المعارف والغرباء، بجدية أو مزاح، خلال صعوده أو وصوله أو انتظار وصوله، مثل:
- عفواً، ذكرني باسمك؟
- هل تسكن هنا؟ لم أرك سابقاً!
- كيف أصل إلى القسم الفلاني؟
- لا أظن أن المصعد يتسع لشخص اضافي!
- ألستِ تعملين في القسم الفلاني؟
- هل وصلتَ للعمل تواً، أين محل سكنك؟
- شكراً لأنك طلبت لنا المصعد قبل وصولنا.
- لحسن الحظ هناك مرآة للالتهاء بالنظر فيها.
- لا يوجد مكان لنا، هل يرغب أحدكم بالترجل هنا؟
- سأقف أمام الباب، ليظنوا أنه ممتلئ ولا يدخلون.
- يجدر بنا أن نتقابل يوماً ما في مكان أفضل من هذا.
- نحن ننتظر مجيء المصعد لدقائق وأنت تأتي حالما يصل!
وهكذا يبقى عليك التفنن بارتجال أو تحضير جملك الافتتاحية.