مِنْ أَعْظَمِ فَضَائِلِ التَّوْحِيدِ: أَنَّهُ يُحَرِّرُ الْعَبْدَ مِنْ رِقِّ الْمَخْلُوقِينَ، وَيُحَرِّرُ الْعَبْدَ مِنَ التَّعَلُّقِ بِهِمْ، وَمِنْ خَوْفِهِمْ وَرَجَائِهِمْ، وَالْعَمَلِ لِأَجْلِهِمْ، وَهَذَا هُوَ الْعِزُّ الْحَقِيقِيُّ وَالشَّرَفُ الْعَالِي، أَلَّا تَرَى لِأَحَدٍ عَلَيْكَ فَضْلًا، إِنَّمَا الْفَضْلُ لِلَّهِ، وَأَلَّا تَرَى لِأَحَدٍ عَلَيْكَ مِنْ يَدٍ، إِنَّمَا الْيَدُ الْعُلْيَا بِالْعَطَاءِ الْكَبِيرِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْإِكْرَامَ إِنَّمَا يَتَأَتَّى مِنْ لَدُنْ رَبِّنَا -جَلَّ وَعَلَا- ذِي الْفَوَاضِلِ، وَذِي الْإِعْطَاءِ الَّذِي لَا حَدَّ لَهُ.
وَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ عَلَى قَلْبِكَ مِنْ سُلْطَانٍ، وَيَتَحَرَّرُ الْقَلْبُ مِنْ سُلْطَانِ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَلَا يَصِيرُ فِي رِقِّ الْعَبِيدِ؛ لَا فِي رَجَائِهِمْ،وَلَا فِي خَوْفِهِمْ،وَلَا فِي تَوَقُّعِ الْأَذَى يَتَأَتَّى مِنْ نَاحِيَتِهِمْ؛ لِأَنَّ الْفَعَّالَ لِمَا يُرِيدُ، هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْمَجِيدُ.
📚 (فضائل التوحيد) (40).