رميًا بالرصاص
داخل عيادته
أثناء الدوام
غالبًا بوجود أطفال وعائلات
أمام أعينهم
طبيب أطفال
شاب
بوجه بشوش وسيرة طيبة، عادية، طبيعية
يُقتل
في عيادته
رميًا بالرصاص
طبيب أطفال
وقبله بساعات يُقتل طفل لم يبلغ الرابعة عشرة من عمره
في مكان آخر، كانت ستقوم الدنيا ولا تقعد
لكن عندما يكون الطبيب هو القتيل رقم 26 خلال 33 يومًا فقط، منذ بداية العام
ويكون القتيل التاسع خلال 72 ساعة
يصبح أمر كهذا، مجرد خبر عادي
أذكر في إحدى المرات، قبل سنوات، قُتل شاب من الناصرة بإطلاق نار، فسألتني إحدى الزميلات "بكر شو بشتغل الشاب اللي انقتل" .. وقتها أجبت ساخرًا "دكتور اسنان".
حتى الذي كان مستبعدًا، بات يحصل، ويتكرر
الفرق بين حربنا هذه وبين كل الحروب الأخرى
أن لا أفق لنهايتها
ولا نوايا
وأننا نعرف تمامًا مدى عجزنا، ولا نحاول تغيير شيء، استسلمنا لعجزنا
وأننا نعرف بأن الذي يستطيع معالجة وايقاف كل هذا، هو حرفيًا لا يريد ذلك.
وأننا نعرف حق المعرفة، أن الحبل ع الجرّار.
متأسفون يا دكتور عبد الله، طبيب الاطفال الذي قتل اليوم في عيادته .. متأسفون يا وائل أبو زيد، ابن الصف السابع الذي قتل في اللد اليوم
متأسفون ..
وليس لنا سوى الله ..
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس .. يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربنا .. إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا .. إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي .. ولكن عافيتك أوسع لنا .. نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزِل بنا غضبك أو يحلّ علينا سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة الا بك.