واحة التاريخ والحضارة @awaren Channel on Telegram

واحة التاريخ والحضارة

واحة التاريخ والحضارة
معا نغوص في صفحات الماضي لنعرف ماذا حدث وكيف حدث ، ونستخلص من الماضي العبر والدروس.
1,642 Subscribers
2,951 Photos
1 Videos
Last Updated 15.02.2025 06:21

واحة التاريخ والحضارة: دروس من الماضي

واحة التاريخ والحضارة تجسد أكثر من مجرد مساحات جغرافية؛ إنها تمثل ذاكرة الإنسانية وتاريخها. على مر العصور، شهدت الأرض أحداثاً جساماً، وحضارات تبلورت وتفتت، وأفكاراً ثقافية أثرت في مسار الأمم. من الفراعنة في مصر القديمة إلى الإمبراطورية الرومانية، ومن حضارة الأنباط إلى إمبراطورية فارس، كانت هناك الكثير من الدروس التي يمكن أن نستخلصها من تلك الآثار والموروثات. إن دراسة التاريخ ليست مجرد عملية استرجاع للأحداث، بل هي رحلة عميقة في استكشاف كيف تشكلت المجتمعات وكيف تعضدت القيم الإنسانية على مر العصور. وبدلاً من أن ننظر إلى التاريخ كحكايات ماضية، يمكننا أن نعتبره مرآة تعكس جوانب من حياتنا المعاصرة وتجاربنا اليومية.

ما هي أهمية دراسة التاريخ والفهم الحضاري؟

تعد دراسة التاريخ ضرورية لفهم كيف نشأت المجتمعات الحالية وتفاعلها. من خلال استعراض الأحداث التاريخية، يمكننا أن نتعلم من الأخطاء والنجاحات التي قامت بها الحضارات السابقة. الفهم الكامل للتاريخ يمكّن الأفراد من تصور كيف يمكن أن تؤثر القرارات الحالية على المستقبل.

علاوة على ذلك، دراسة التاريخ تعزز الشعور بالهوية والانتماء، حيث تعكس الثقافة والتراث قيم الشعوب. إن استيعاب هذا الفهم يمكن أن يساهم في تعزيز الحوار الثقافي وتقدير التنوع البشري.

كيف ساهمت الحضارات القديمة في تشكيل الثقافات الحديثة؟

الحضارات القديمة كانت رافداً غنياً للمعرفة والابتكار. من خلال الفلسفة اليونانية إلى العمارة الرومانية، تركت هذه الحضارات إرثاً ضخماً ساهم في تطوير العلوم والفنون. على سبيل المثال، المبادئ الرياضية التي وضعها العلماء مثل إقليدس لا تزال تُدرَّس وتُستخدم في مختلف العلوم اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، التأثيرات الثقافية مثل الأدب والموسيقى والفنون التي ظهرت في تلك الحقبة لا تزال تحظى بتقدير كبير، مما يعكس تداخل الثقافات عبر الزمن ويساهم في استدامة القيم الإنسانية.

ما هي أبرز الدروس التي يمكن أن نتعلمها من الحروب التاريخية؟

الحروب التاريخية تُعد أمثلة على كيفية تأثير النزاعات على المجتمعات. واحدة من أهم الدروس المستفادة هي أهمية الحوار والتفاوض لحل النزاعات بدلاً من اللجوء إلى العنف. تاريخ الحروب يشير إلى أن الصراعات غالباً ما تؤدي إلى آثار سلبية على المجتمعات، من تدمير للموارد إلى فقدان للأرواح.

أيضاً، الحرب تُظهر ضرورة التحضير والتخطيط، حيث أن العديد من الحروب نشبت نتيجة لفشل في التواصل أو تقدير العواقب. لذا، التعلم من تلك الدروس يمكن أن يساعد في تجنب النزاعات المستقبلية.

كيف يؤثر التراث الثقافي على الهوية الوطنية؟

التراث الثقافي هو جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. يشمل العادات، والتقاليد، والفنون التي تعكس أسلوب حياة الشعب. من خلال الحفاظ على هذا التراث، يمكن للأمم تعزيز شعور الانتماء والفخر، مما يزيد من تماسك المجتمع.

علاوة على ذلك، يساهم التراث الثقافي في تعزيز السياحة والاقتصاد المحلي، حيث يجذب السياح الراغبين في استكشاف الثقافة والتاريخ. لذلك، فإن الاعتناء بالتراث يعزز الهوية الوطنية ويعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.

ما هي العبر المستخلصة من حضارة الأنباط؟

حضارة الأنباط، التي ازدهرت في منطقة البتراء بالأردن، تعتبر مثالًا على الابتكار في الهندسة المعمارية والتجارة. درس مهم يمكن استخلاصه هو أهمية الابتكار في تطوير أساليب الحياة وتوسيع نطاق التجارة. الأنباط استخدموا استراتيجيات متقدمة لإنشاء شبكة تجارية واسعة.

أيضًا، يتضح من تاريخ الأنباط كيف يمكن لرؤية واحدة أن تؤدي إلى إنشاء حضارة مزدهرة. التركيز على المياه والزراعة كان عاملاً محوريًا في نجاحهم، مما يوضح ضرورة التخطيط الجيد لموارد الطبيعة.

واحة التاريخ والحضارة Telegram Channel

يسرنا أن نقدم لكم قناة "واحة التاريخ والحضارة" على تطبيق تليجرام بواسطة المستخدم awaren. في هذه القناة، سنقوم معا بالغوص في صفحات الماضي لنكتشف أسرار الحضارات القديمة ونتعرف على تاريخها بشكل مشوق ومثير. سنقوم بتناول مجموعة متنوعة من المواضيع التاريخية، من الحروب والصراعات إلى الابتكارات والتطورات التي شكلت العالم كما نعرفه اليوم. لنستفيد من الماضي ونستخلص العبر والدروس التي يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية. إذا كنت تهتم بالتاريخ وترغب في توسيع معرفتك وفهمك للحضارات القديمة، فهذه القناة هي المكان المثالي لك. انضم إلينا الآن وكن جزءًا من رحلة الاستكشاف والتعلم في عالم التاريخ والحضارة.

واحة التاريخ والحضارة Latest Posts

Post image

🔸 الحروب الصليبية عبر التاريخ

حاول الباحثون الغربيون تحديد سبب معين لاندلاع نار الحروب الصليبية القديمة، وذهبوا في ذلك مذاهب شتى، فمنهم من زعم أن هذه الحروب قد جاءت نتيجة استيلاء الأتراك السلاجقة على بلاد الشام، وسيطرتهم على طريق حج الفرنج إلى القدس، ومنهم من زعم أن ما ظهر من ضعف دولة الروم البيزنطيين في معركة ملاذكرد والتي انتصر فيها السلطان ألب أرسلان السلجوقي على امبراطور الروم أرمانوس سنة 463هـ= 1070م كان هو السبب في استثارة الغرب لتجريد الحملات الصليبية.
 
وحاول آخرون إيجاد هذا السبب في وسط الغرب ذاته، فالفقر والجهل وسيطرة الكنيسة والانغلاق الفكري مقابل ما كان يعيشه العالم الإسلامي من تقدم فكري ورفاه اقتصادي وتطور اجتماعي قد استثار شهوة النهب والتدمير في وسط قيادات الغرب، ومارست الكنيسة دورها لتوجيه الجهود ضد المسلمين، وقد لا تكون هناك حاجة لدحض هذه المزاعم، أو إقرار بعضها ودحض بعضها الآخر.
 
والحقيقة أن منطق التاريخ لا يقبل مثل هذا التجديد الزمني والمكاني للأحداث، فتيار التاريخ المتدفق، ونسيجه المتصل يرفض الانقطاع ويمتنع عن التجزئة، فلقد كانت الأماكن المقدسة تحت حكم العرب المسلمين منذ قرون، وحاصر العرب المسلمون عاصمة الروم مرات كثيرة، ولم تكن قضية حفنة من الحجاج – حتى لو وجدت مثل هذه القضية- جديرة بتجريد مثل هذه الحملات الضخمة، ولو كان الأمر كذلك أيضًا لما كانت للفرنج حاجة لإقامة أماراتهم ومملكتهم في بلاد الشام، ولما أوغلوا في عمق البلاد فحاولوا الوصول إلى بغداد والأماكن المقدسة في الجزيرة العربية، ولما حاولوا احتلال مصر ودمشق.
 
يظهر استعراض النسيج التاريخي المتصل أن أرض الأندلس، وجزائر البحر الأبيض المتوسط، كانت هي المهد المبكر للحروب الصليبية، وقد عملت الكنيسة – روما – باستمرار على توجيه الجهد وحشد القوى ضد المسلمين، غير أن انتصارات المسلمين على الجبهات كافة، دفعت قوى الفرنج الصليبيين لمهادنة المسلمين أحيانًا، أو اتخاذ سياسة دفاعية في مواجهتهم في أحيان أخرى، حتى إذا ما أحرز الفرنج، حتى إذا ما أحرز الفرنج انتصارهم الكبير على المسلمين فانتزعوا منهم طليطلة سنة 478هـ= 1085م.
 
وجدت الكنيسة أن الفرصة قد باتت مناسبة أو مواتية للانتقال إلى الهجوم الشامل، وضرب المسلمين في عقدر دارهم بالاستيلاء على بلاد الشام، ووقف البابا ايربان الثاني في مجمع كليرمونت بفرنسا سنة 489هـ= 1095م، فأعلن بندائه الشهير بداية الحروب الصليبية عندما قال: "فلينهض الغرب لنجدة إخوانه المسيحيين في الشرق".
 
هكذا لم يكن إعلان البابا للحرب الصليبية إلا ثمرة مخاض طويل، وإلا نتيجة جهود مستمرة عبر أزمنة متتالية، بدأت بمسرح الصراع الرئيسي على أرض أندلس المسلمين، وامتدت إلى جزائر البحر الأبيض المتوسط، وانتهت على أرض بلاد الشام، حيث القاعدة الأساسية لانطلاق جيوش الفتح العربي الإسلامي.
 
اصطدمت جحافل الفرنج الصليبيين بجند المسلمين في كل مكان، وهبت جيوش المدن الإسلامية لمقاومة قوات الغزو، وظهرت منذ البداية محاولات لتنسيق التعاون بين جيوش المدن الإسلامية، واصطدمت هذه المحاولات بعقبات كثيرة حتى استطاع الزنكيون الانطلاق من الموصل إلى حلب ومنها إلى دمشق ثم مصر، فأمكن تشكيل جبهة إسلامية متماسكة أوقفت مد الفرنج، وانتزعت منهم بعض إماراتهم (الرها)، مما دفع الفرنج لتجريد حملة صليبية ثانية، وجاء الأيوبيون في أعقاب الزنكيين الذين مهدوا لهم سبيل الحكم، فتابعوا حمل راية الجهاد في سبيل الله، ووصلوا اوج قوتهم في معركة حطين وإعادة فتح القدس، وتبع ذلك تحول حاسم، حيث ظهر وجود الفرنج في بلاد الشام بأنه وجود ضعيف، مما دفع الفرنج لتجريد حملة صليبية ثالثة، وجاء بعد المماليك فتابعوا السير على درب الجهاد، وقد اتضحت معالمه وتحددت أهدافه، فقادوا جموع المسلمين لخوض أكبر معركة ضد المغول – التتار (عين جالوت)، وتبع انتصار المسلمين هجوم عاصف على بقايا الفرنج، ولم تنجح الحملات المتتالية إلا في إطالة أمد الحرب وإلا في التعرض للمزيد من الخسائر على طرفي جبهات الصراع المسلح.
 
فقد شرع الأتراك العثمانيون في ممارسة دورهم برفع راية الجهاد، وانطلقوا من شمال بلاد الشام وآسيا الصغرى، فأمكن لهم نقل الصراع المسلح إلى أوروبا، وجابهوا هناك الحملات الصليبية المتتالية ودمروها، ولم يكن فتح القسطنطينية، إلا ثمرة من ثمار تحول مسرح الصراع المسلح من بلاد الشام إلى شرق أوروبا.
 
هكذا اشتركت الشعوب الإسلامية من عرب وبربر وكرد وترك وديلم وفرس وسواهم من أمم الأرض في احباط الحملات الصليبية ودحرها، وقد اجتهد الباحثون والمؤرخون في تصنيف هذه الحملات - في إطارها الزمني- فكان منها التصنيف التالي:

05 Nov, 21:50
1,364
Post image

1- الحملة الصليبية الأولى: سنة 493هـ= 1099م، وانتهت باحتلال انطاكية والقدس ومدن الساحل في بلاد الشام.
2- الحملة الصليبية الثانية: 542هـ= 1147م/ 544هـ= 1149م، وقد جاءت بعد فتح الرها وطرد الفرنج منها على أيدي الزنكيين، وقد حاولت هذه الحملة الاستيلاء على دمشق.
3- الحملة الصليبية الثالثة: 585هـ= 1189م/ 588هـ= 1192م، وقد جاءت بعد انتصار المسلمين في حطين وإعادة فتح القدس، ولم تحقق نتائج هامة.
4- الحملة الصليبية الرابعة: 599هـ= 1202م/ 601هـ= 1204م، واتجهت إلى القسطنطينية واستولت عليها ودمرتها، واكتفت بهذا الإنجاز.
5- الحملة الصليبية الخامسة: 616هـ= 1219م/ 618هـ= 1212م، وقد حاولت الاستيلاء على مصر لعزلها عن المشرق الإسلامي، وانتهت الحملة إلى الفشل.
6- الحملة الصليبية السادسة: 626هـ= 1228م/ 627هـ= 1229م، وأعادت القدس إلى حكم الفرنج، مع شريط أرضي يربطها بالساحل – حيث إمارات الفرنج.
7- الحملة الصليبية السابعة: 646هـ= 1248م/ 652هـ= 1254م، وحاولت للمرة الثانية احتلال مصر، وفشلت في المنصورة.
8- الحملة الصليبية الثامنة: 669هـ= 1270م، وانتهت بالفشل أمام تونس.
9- الحملة الصليبية التاسعة: 767هـ= 1365م، وقد هاجمت الاسكندرية في مصر، ونهبتها ودمرتها وعادت إلى قبرص.
10- الحملة الصليبية العاشرة: 798هـ= 1395م، وأحبطها الأتراك العثمانيون في نيقوبوليس.
11- الحملة الصليبية الحادية عشرة: 848هـ= 1444م أحبطها الأتراك العثمانيون في فارنا.
 
ولم تتوقف الحملات الصليبية بفتح الأتراك المسلمين للقسطنطينية سنة 857هـ= 1453م، ولا باستيلاء الفرنج الصليبيين على غرناطة سنة 897هـ= 1491م، وانما استمرت بعد ذلك في إطار حملات منظمة ضد أقطار المغرب العربي الإسلامي (المغرب- الجزائر- تونس- برقة)، وهي الحملات التي قادها الإسبانيون والبرتغاليون.
 
غير أن هذه الحملات لم توضع في إطار الحملات الصليبية، وكذلك الأمر بالنسبة للحملات الصليبية التي جرت تحت رايات الاستعمار الغربي، والتي تركزت على أقطار العالم العربي والإسلامي بصورة عامة، مما حمل الكثير من المؤرخين على تصنيف هذه الحملات تحت عنوان الحملة الصليبية الثانية عشرة...[1].

📚 واحة التاريخ والحضارة
https://telegram.me/awaren

05 Nov, 21:50
1,995
Post image

🔸 الباطنية..المنهاج والتاريخ

ازدهرت الحركات الباطنية نتيجةً للمذهبية والركود اللذين ضربا الفكر الإسلامي السُّني ومؤسساته، ونتيجةً للمظالم الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تمارسها السلطات القائمة وقتئذٍ.
وكان المناخ مناسبًا لهذه الحركات لتنفث سمومها في عصر ضعف الخلافة العباسية؛ حيث سقطت هيبة المسلمين، واستشرت الأدواء الفكرية الخبيثة لهذه الحركات السرية الهدامة، وتعرَّض سلاطين المسلمين ووزراؤهم وقادتهم العسكريون وعلماؤهم للاغتيال وهم على أسرَّتهم، إلى غير ذلك من الظواهر المفجعة التي امتلأت بها كتب التاريخ قاطبة، وكانت أكبر عوامل نجاح الحملات الصليبية والمغولية.
وجدير بالذكر أن الفكر الباطني في الأصل هو حَلْقة في سلسلة المحاولات التي قامت بها سلالات الأرستقراطيات الفارسية التي فقدت امتيازاتها بانهيار حكم الأكاسرة، وهي ترمي إلى استعادة ذلك المجد الغابر.
ولتحقيق هذا الهدف لجأتْ إلى أساليب وشعارات جديدة، تتفق مع المنعطف العقائدي والحضاري الذي تحوَّل إليه الشعب الفارسي بعد الفتوحات الإسلامية، وهذه الأساليب الجديدة تتجلى في الشعوبية والباطنية والتشيُّع الغالي، وإحياء اللغة الفارسية.
على أن بداية ظهور الفكر الباطني كانت في القرن الثاني الهجري، ثم نشطت الحركات الباطنية في القرن الرابع الهجري وما تلاه؛ حيث ضمَّت بين صفوفها جماعات مختلفة، يجمعها هدف مشترك؛ هو إفساد العقيدة الإسلامية وتدمير المؤسسات العلمية والحكومية السُّنية التي تمثل هذه العقيدة؛ فقد ضمَّت فلاسفة ومفكرين كإخوان الصفا، وشعراء كأبي العلاء المعري، وعلماء كأبي حيان التوحيدي وابن سينا. كما أفرزت دولاً كالعبيديين والصفويين، وحركات كالقرامطة والحشاشين.
ولا نبالغ حين نقول بأن من الفرق الخطيرة جدًّا التي ابتليت بها الأمة الإسلامية عبر تاريخها المديد وإلى يوم الناس هذا -إن لم تكن هي أخطر الفرق على الإطلاق- الفرق الباطنية بمختلف أطيافها.
ولا نشك لحظة واحدة بأن هذه الطوائف الخارجة عن الدين وتحمل فكرًا متناقضًا مضطربًا هدامًا، هي طوائف مخذولة وفئات مرذولة، وهي مأوى لكل من أراد هدم الإسلام، بل كانت في بعض مراحل التاريخ الإسلامي عونًا للصليبيين والوثنيين التتار الذين جاءوا لغزو المسلمين في عُقر دارهم.
والمعروف عن الفرق الباطنية تدبير المؤامرات وتهييج الفتن وحَبْك الدسائس في طول البلاد وعرضها، وقد ابتلي أهل السُّنة خاصة بها بلاءً عظيمًا، وكانت أفكارها وأفعالها عبر التاريخ الإسلامي شاهدة على زيغها وضلالها وسوء اعتقادها، وأسست دولاً في المغرب والمشرق الإسلاميَّين سامت خلالها المسلمين صنوف الاضطهاد والتنكيل؛ بفرض الأفكار الدخيلة والبدع عليهم وتفضيل النصارى، ومصادرة أموالهم، واستباحة دمائهم، كدولة العبيديين في بلاد المغرب والدولة الصفوية في بلاد فارس.
كما قامت حركتا (القرامطة والحشاشين) بكثير من الغارات وأعمال السلب والنهب وترويع الآمنين وقتل الأبرياء، وظهرت من بين هذه الفرق جماعة إخوان الصفا التي لبست لَبُوس العلم لخداع الناشئة وعوام المسلمين والتلبيس عليهم، فنشرت بينهم الفكر الوثني الفلسفي باسم الحكمة.
وفي العصر الحديث برزت كيانات سياسية من هذه الفرق كالنصيرية والدروز، مكَّن لها الاستعمار الغربي واستعملها كوسيلة لإضعاف كيان الإسلام من الداخل، وعرقلة جهود المسلمين في الوحدة والبناء والتنمية.
وعندما نمعن النظر في أسلوب عمل هذه الفرق جميعًا، نلاحظ أن القواسم المشتركة بينها كثيرة، ومقاطع الاتفاق بينها جلية، كأنها تسير على منهاج واحد.
خصائص منهاج الفرق الباطنية:
- السرية والتكتم في حالة الاستضعاف، وعند الظهور والغلبة ينادون بآرائهم جهارًا، ويعلنون ما كانوا يخفون. كما كان المستجيب لهم المنضوي تحت لوائهم لا يعرف شيئًا عن الدرجة التي تلي درجته، ولا يعرف أصحابَ الرتب الأخرى في الدعوة.
- الاستدراج والحيلة: فهم يُظهرون الإسلام، وحبَّ آل البيت، والعفاف والتقشف، وترك الدنيا، والإعراض عن الشهوات؛ وذلك لاستمالة الناس إليهم. ويخاطبون كل فريق بما يوافق رأيه بعد أن يظفروا منه بالانقياد والموالاة لهم. ويتوسل دعاتهم بوسائل وحيل كثيرة لاصطياد الأتباع، وهي: التفرس، والتأنيس، والتشكيك، والتعليق، والربط، والتدليس، والتلبيس، والخلع، والسلخ.
- انتهاز الفرص: وذلك باستغلال ظروف الناس المعيشية المتدنية، وعواطفهم الملتهبة للإصلاح، برفع شعارات براقة، واتخاذ الدين مطية لبلوغ أهدافهم.
- التلبيس على العوام: بطرح أسئلة محيرة عليهم، ثم إشعارهم بأنهم في حاجة إلى التسليم وقبول كلِّ ما يعرض عليهم؛ لأنهم كالطفل يغذى باللبن، ثم بعد ذلك بما أقوى منه.

05 Nov, 21:24
724
Post image

- التدرج والمرحلية: باعتماد أسلوب التدرج في بث الفكرة والتلطف في عرضها على الناس؛ ففي المرحلة الأولى ينادون بالتشيع لآل البيت، وفي مرحلة ثانية يقولون بالرجعة والعصمة والتقية، وفي مرحلة ثالثة يقولون ببطلان ما عليه أهل ملَّة الإسلام. كما كانت التعاليم تُعطَى للمستجيبين على شكل خطوات مرحلية تتدرج من المبادئ البسيطة إلى التأويلات الفاسدة التي يراد منها إبطال أصول الإسلام وأحكامه.
- التخطيط: وخططهم تدل على دهاء وخبث، وحنكة وذكاء في الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومعرفةٍ بنفسية الناس، وظروفهم وبيئاتهم؛ فقد كانوا يختارون بدقة الزمان والمكان والأشخاص لتنفيذ خططهم.
- الاهتمام بالمراكز والخلايا والحلقات: وذلك لاستقطاب الأتباع والأنصار لدعوتهم، وتكوين التلاميذ الذين يُلقَّنون تعاليم الدعوة.
- غربلة المعلومات: وذلك بتعيين مخبرين تنحصر مهمتهم بنقل أسرار الدولة الحاكمة ومعلومات عن حكام الأقاليم وأخبار المجتمع السُّني إلى مركز الدعوة الرئيسي؛ ليُصَار إلى دراستها وغربلتها واستغلال خيرها وشرها لمصلحتهم.
- التراتبية والنظام: فالدعوة مراتب ودرجات وذات مستويات تصعد من القاعدة إلى القمة؛ ولذلك فهي أربع مراتب عند إخوان الصفا وسبع مراتب عند الحشاشين.
وبالجملة، فإن كشف عقائد هذه الفرق الهدامة وأساليبها التنظيمية لَحَريٌّ بهتك سترها وكشف حقيقتها أمام أعين المسلمين حتى لا يُخدَعوا بما يروِّجه تلاميذ المستشرقين من المؤرخين العَلمانيين والباطنية المعاصرين الذين يلقِّنون تاريخ القرامطة والعبيديين (الفاطميين) والحشاشين والصفويين

https://telegram.me/awaren

05 Nov, 21:24
814