الساريات

🔸{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُۚ}🔸

الحفظ بالغيب صفة المرأة الصالحة كما يسطرها الوحي، قال رسول الله ﷺ: (والمَرْأَة في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا)

لست وحدك تفخر بزوجتك الصابرة أيها الحر، كلنا نفخر بها وبكل حرةٍ غدت خير مثالٍ للمرأة المؤمنة الصابرة، قد ذكرتنا بجهادها وثباتها وطاعتها لله ورسوله صلى الله عليه وسلمﷺ سِير نساء خير القرون، فشابهت صفية في شدتها على أعداء الله، وأم سليم في صونها زوجها وولده، فصِرن مشكاةً نستنير بها ونثبت -بإذن الله تعالى-.

"يا إخوتي أهل العقيدةِ كُنتُمُ
  أملاً لأمَّتِنا وضربَ مِثال"

" يا أمي موتوني يا أمي"

بهذه الكلمات نفّست أسيرة فلسطينية عن القهر الذي عاشته في سجون الاحتلال بعد أن تحررت بفضل الله في معركة طوفان الأقصى المجيدة.
تلك السجون التي يدّعي سجّانوها أنهم أصحاب السلام وأنهم رُعاة الإنسان والأوطان.
تعولهم دولٌ عظمى ومنظمات عالية، كلهم ينظّرون علينا بحقوق الإنسان، ثم يحتلون بلادنا، يقتلوننا، يقصفوننا، يعتدون على النساء ويغتالون الأطفال، كل ذلك باسم التحضّر والتمدّن، ومخالفة الرجعية والإرهاب.
ومن ثم لا يستحون أن يرسلوا لنا من النسويات والليبراليات والرويبضات من تعلم المسلمة حقوقها وتمكّنها من حريتها المسلوبة بزعمهم!.

بينما على الضفة الأخرى، رجالٌ مرابطون في الأنفاق، يكادون من شدة مواراتهم أنفسهم لا تعرفهم أمهاتهم.
يبزغون كالشمس بعد ليلٍ طال على المستضعفين والمستضعفات، ينتصرون لهم باسم الله، يسترخصون بذلك أرواحهم وأحبابهم إذ كان سبيلهم في الله.

أولئك حقًا من علموا المسلمة - بل الأمة بأكملها - حقوقها، أولئك مكّنوها بفضل الله من حريتها المسلوبة!.

مباركٌ نصركم يا أبطال غزة، مباركٌ نصركنّ يا خنساوات غزة، تقبل الله كل صبرٍ وكل ثبات وكل إيمانٍ أضاء نوره المشرق والمغرب!.

مبارك لأختنا دعاء التخرج من برنامج البناء المنهجي الدفعة الثانية:

https://youtu.be/i4cTT9eWUhM?feature=shared

البناء المنهجي 🤍🍃

هذا البرنامج الذي ساقه الله حين كنتُ بأمسّ الحاجة إليه، وقيّضه لي سببًا للثبات وعونًا على الصبر.
انضممتُ إليه في وقت كانت تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالشبهات، خاصة الفكرية منها.
فكان دعاة الإلحاد والنسوية والذكورية وغيرهم قد كشروا عن أنيابهم وطمعوا في الشباب الصاعد من أمتنا.
وكانت النزاعات والخلافات شديدة، والمرء يقف بين طرفي نقيض من المفرّطين والغلاة.
وعلى الرغم من أنه قد كان لي محضنٌ تربوي واقعي، وتربيتُ بفضل الله في بيتٍ مؤمن إلا أن هذه الشبهات كانت جديدةً عليّ وكنتُ بفضل الله أنبذها وأمقتها فطرةً وبما منّ الله عليّ من تحاكمٍ للوحي أُنشئت عليه.
ولكن على الرغم من ذلك، كانت تلك الفتن مؤذيةً جدًا، إذ كنتُ قبل التخرج من الثانوية قليلة العلم بما يجري في هذا العالم من فتن، لسلامة محيطي وانشغالي بالحياة المدرسية، فكان الاصطدام بوجود تلك الفتن في مجتمعاتنا الإسلامية شديدًا جدًا عليّ.
أحزنني وكاد يُقعدني لولا أن منّ الله عليّ بالبناء المنهجي بعد أن أعلن الشيخ في حسابه عن دفعةٍ استدراكية اغتنامًا للأوقات في أيام حظر التجوال حين تفشى وباء كورونا.
فدخلتُ بحمد الله وإذ بعوالم أعرفها لأول مرة، كتبٌ لم أتخيل قطّ أني سأقرأها لجلالتها وقدرها، أسماء العلماء والغايات الكبرى الشريفة، علوم جليلة عرّفتني على معانٍ أستحضرها في عبادتي لربي فتحلو العبادة في قلبي ويُجلى عنه سواد الجهل والذنب.
ولا أحصي كم من مرةٍ رددت بيقين "آمنت بالله" وذرفت الدموع وأنا أقرأ حجج الحق في كتب تعزيز اليقين التي كانت مقررة لنا.
وكان من أهم بركات هذا البرنامج أنه أيقظني من سباتي فانتبهت بحمد الله إلى ذنوبٍ لم أكن أدرك قبلُ خطورتها وبشاعتها في حق المؤمن.
فكان سببًا للتوبة بحمد الله.

البناء المنهجي زاحم وقتي فلم يكن ترك الملهيات والمحرمات من المسلسلات أو الأفلام مثلًا أمرًا شاقًا، بل كان بفضل الله يسيرًا، لأن المرء مع البناء يدرك قيمة الوقت وعاقبة تضييعه، وكذلك يُدرك عظم ما هو منشغلٌ به فلا يرضى لنفسه أن يُزاحمه بأشياء بدت له تفاهتها بعد أن عرف معاني الفضل والشرف والتكليف.
البناء المنهجي كان سببًا في استقرار ما كان مضطربًا في القلب، فعرّفني قدر العلماء وعلمني كيف أفهم أخطاءهم وأُجلّهم وكيف يصحب ذلك تحرٍ للحق دون اتباعٍ أعمى.
البناء المنهجي عزز فيني شعور الأمة الواحدة، وعرّفني على صحبةٍ طيبةٍ من شتى بقاع المسلمين.

وحتى لا أطيل أكثر من ذلك أقول، يا رفاق الدرب، والله إن هذا لبرنامجٌ مبارك، وإن طلب العلم لطريقٌ شريف، وإن الأمة اليوم أشد ما تكون حاجةً إليكم.
يا صاحبي بالله إن لم تدرك قيمة هذا العمر الذي تفقد بعضه كل يوم، فمتى تدرك؟
قد رأينا في الآونة الأخيرة من السنن والأحداث ما يُخشى - والله- من عاقبة أن يكون بعدها غفلة!.
فهذي الزلازل والمحن وطول البلاء ثم النصر والفتح، وذاك العقاب والإهلاك والأخذ بالذنوب، وأولئك شبابٌ في مقتبل أعمارهم قد فارقوا الدنيا على حين غرّة ولم يبق إلا ما كان لله وبسم الله.
فدع عنك أهل الريب، وفارق أهل الدنيا وكن من أهل الآخرة فهناك المستقر وثَمّ المصير.

✨

جاء في بدائع الفوائد لابن القيم متحدثا عن مراتب كيد الشيطان:

"فإن أعجزه العبد من هذه المرتبة وكان حافظا لوقته شحيحا به يعلم مقدار أنفاسه وانقطاعها وما يقابلها من النعيم والعذاب نقله إلى المرتبة السادسة: وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه... "


هذه المرتبة من مكائد الشيطان كثيرًا ما يشعر بها الإنسان في الأعمال التعبدية، كأن يشغل الشيطانُ الإنسان عند مكوثه في مصلاه ليردد الأذكار بأن يُذكره بأحد مهامه التي نسي إتمامها -والتي كثيرًا ما تكون من الخير أيضًا- حتى يحمله ذلك على الانشغال عن الأذكار التي هي أولوية ذلك الوقت.
وإن كنا -للأسف- نقع كثيرًا في تلك المصيدة في الأعمال التعبدية الخاصة، فإن الشيطان للمصلح أشد ترصدًا ومن العمل الإصلاحي أعظم تغيظًا فكيف له ألا ينصب له المصائد في طريقه؟!.
وإن كان المصلح من أشد الناس حذرًا من الشيطان وإغوائه فقد يكون إشغاله بالمفضول عن الفاضل من أولى ما يعمل عليه الشيطان بحقه.

ولعل من صور ذلك الانشغال -والله أعلم- بذل المصلح جل وقته وجهده وفكره في بعض مسائل الفروع -مع أهميتها- على حساب مركزيات الدين وأصوله والدعوة إليها.
وقد ينحرف الأمر بالمصلح فلا ينشغل بالمفضول عن الفاضل فحسب بل ينشغل عن المركزيات بالنزاعات والجدال والقيل والقال، فتضطرب البوصلة ويتيه المتبعون الذين اتخذوا هذا المصلح قدوة لهم.

ومن اللطائف أنه وإن كان التفرق والتنازع من كبرى مشكلات الأمة الداخلية اليوم فإن مركزة المركزيات ودعوة الناس إلى أصول هذا الدين من أهم ما يعالج تلك المشكلة بإذن الله تعالى.


وقد يسأل القارئ: كيف لي أن أهتدي لتلك المركزيات وكيف لي أن أدرك واجبات الأوقات وأولويات العمل؟
والجواب عن ذلك بعدة أمور:

أولها وأعظمها؛ تدبر كتاب الله عز وجل والتأمل في مراتب الثواب والعقاب التي ذكرها الله جزاء للعمل، والتأمل كذلك في موضوعات القرآن الكريم وزيادة الاهتمام بما تكرر منها في مختلف السور والآيات.
وابن سعدي رحمه الله له لفتات جميلة واستنباطات موفقة في هذه القضية، يذكرها خلال تفسيره للآيات الكريمة.

ثانيها؛ تدبر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته ومواقفه مع أصحابه رضوان الله عليهم وما كان يحثهم عليه حين يرسلهم دعاة وسفراء للإسلام.

وأخيرًا: بالرجوع لنتاج العلماء الذين فصّلوا في مركزة المركزيات ومسألة الفاضل والمفضول وفقه الأولويات، ومن بوابات ذلك الكتب الشارحة للسنة، وكذلك ما كتبه علماء السلوك كمؤلفات ابن القيم وابن الجوزي رحمهما الله.

وشيخنا أحمد السيد -حفظه الله- ممن اهتم اهتمامًا بالغًا في هذه المسألة ولفت الانتباه إليها بعد غفلة كثيرٍ من الناس عنها، والحمد لله.
ومن مواده المركزية في ذلك :
مركزة المركزيات، مركزيات الإصلاح، المنهاج من ميراث النبوة.


وقبل ذلك وأثناءه وبعد، دوام الدعاء والتضرع لله عز وجل وطلب الهداية منه.
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي في السنن عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قل اللهم اهدني وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، والسداد سداد السهم].

والله أعلم وأحكم.

#المضامين_الإصلاحية
#مركزة_المركزيات ١

قبسٌ من فوائد مجلس التزكية الأسبوعي 📖

١- ولد النبي موسى عليه السلام في السنة التي شهدت قتل فرعون لأبناء بني إسرائيل، لنعلم أن كيد الكائدين لا يُعجز أمر الله عز وجل.

٢- نشأ النبي موسى عليه السلام وترعرع في قصر فرعون، الذي كان يخشى مولده ومجيئه، فسبحان مدبر الأمور الحكيم.


٣- لم يذكر القرآن الكريم تفاصيل العذاب الذي حل بالسحرة، بل ركز على عاقبتهم الحسنة عند الله، والتي تمحو أي مآسٍ قد سبقتها.


٤- الظلم ليس مقتصراً على شخص واحد، فلكل ظالم أعوان وحاشية يساعدونه على استمرار ظلمه، وهم شركاؤه في العاقبة الوخيمة كما شاركوه في الظلم.

٥- الأرض ملك لله تعالى، وإن تملكها الظالمون لفترة أو ادعى أهلها ملكيتها، فهي في النهاية لله الذي خلقها ويورثها لمن يشاء.

٦- تختلف استجابة الناس أمام الآيات، فمنهم من يؤمن ويزداد إيماناً كحال السحرة، ومنهم من يزداد بعداً عن الحق كحاشية فرعون.

٧- على الرغم من رفع العذاب عن قوم فرعون، إلا أنهم استمروا في تكذيب النبي موسى عليه السلام، فجاءت عقوبة الله لهم، وأورث الأرض للمستضعفين الذين كانوا عبيداً في تلك الأرض.

———————————————-

سورة الأعراف {123-137}

قبس من فوائد مجلس التزكية الأسبوعي 📖

١- الإعداد واجب في الوقت الحاضر، فمن يتقاعس عنه اليوم سيتحسّر على تقصيره في أوقات الفتوحات والاستخلاف، إذ قد لا يجد ما يقدمه حينها!

٢- يتمثل الظلم بآيات الله في إنكارها وعدم الاعتبار بها، ما يؤدي بالمنكرين إلى عواقب وخيمة.

٣- على الداعية إلى الله أن يتكلم بما أنزل الله، دون أي مجاملة أو مداهنة في أصول الدين، ولا يخشى في الحق لومة لائم.

٤- من شروط الدعوة إلى الله أن تكون مبنية على العلم، مع مراعاة أحوال المدعوين وواقع الدعوة ومراحلها المتعددة.

٥- إن وجود المستضعفين في الأرض هو من دواعي الجهاد ومحفزاته، وذلك لتحريرهم ونصرتهم.

٦- تتشابه أساليب الطغاة والفراعنة عبر العصور، رغم اختلاف الأزمنة والتفاصيل.

٧- أعدّ فرعون وقومه العدة ومكروا مكرهم، ويقال إن عدد السحرة الذين جمعهم يتراوح بين 13000 و80000 حسب الروايات، وقد وصف الله سحرهم بالعظيم، إلا أنهم خرّوا ساجدين عندما شاهدوا آية الله؛ لعلمهم بحقيقة آية موسى عليه السلام وأنها معجزة من عند الله.

٨- معية الله لعباده وولايته لهم هي مصدر قوة وإيمان، واستحضار هذه المواقف يمدّ المؤمنين بالعزيمة والصبر في الشدائد.

٩- من سنن الله أن نصره قادم لا محالة، حتى وإن بدا الواقع بعيداً عن هذه الحقيقة، فبمجرد وجود الثلة المؤمنة -رغم قلتها- وبمجرد أخذهم بالأسباب التي شرعها الله -رغم ضعفها- فإن النصر حليفهم.

-----------------------------------------------------------
سورة الأعراف {122-103}

الوقفة الثانية ⏳

قبس من فوائد مجلس التزكية الأسبوعي📖

١- يبتلي الله الناس رحمةً منه لعلهم يتضرعون، فيرجعون إليه ويُظهرون له من العبادات في أوقات الشدة ما لا يفعلونه في أوقات الرخاء.

٢- من مميزات المؤمن أنّ النعمة والابتلاء في حقه خيرٌ إن قام بحق الله عليه فيهما، وليس ذلك لغير المؤمنين.

٣- يصل الظالمون إلى مراحل عظيمة من القوة والتمكين حتى يُظن أنهم لن يهلكوا، وهذا -على عكس ظنونهم- إيذانٌ من الله باقتراب هلاكهم.

٤- عندما تكون الآخرة مركزية الإنسان في حياته؛ فهو رابح في كل أحواله.

٥- الاستخلاف والتمكين في الأرض اختبار لصدق الإنسان في ادعاءاته فترة الاستضعاف وعليه أن يُثبت صدقه ويتعظ من حال القوم الذين كانوا قبلهم وأُهلكوا بذنوبهم.

٦- من مقاييس تعظيم الله في قلب العبد حزنه على فوات الطاعات وحزنه على التقصير والذنوب بعكس من لا يعظم الله وأكبر همه الدنيا.

٧- الالتزام بالمواعيد نوعٌ من أنواع الوعود وعلى المؤمن الالتزام بها، وإلا فعليه أن يخشى على نفسه وجود خصلة من النفاق.

-----------------------------------------------------------
سورة الأعراف {94-102}

في أحد صباحات الأسبوع الفائت استفتحت يومي بسماع سورة الفتح، واخترت هذه السورة لمعنى الفتح العام فحسب، وأردت بسماعها تطلب رحمة الله وسكينته.

لكن ما إن بدأ القارئ يتلو الآيات ذُهِلتُ وكأنني لأول مرة أسمعها، وما شعرت إلا وكأنها اليوم تنزل.

وعجبتُ فرحًا إذ قدر الله بفضله أن يقيم شيخنا مجلسًا لتدبر السورة في نفس ذلك اليوم!، فازددت بذلك تبصرًا بالآيات وعلمًا.

آياتٌ أنزلها الله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألفٍ وأربعمائة سنة، لكنها بإعجازها وجلالها تناسب كل زمانٍ ومكان، وتخاطب كل إنسان، في أي عصرٍ كان.
لذا كانت هذه الآيات تتنزل على واقعنا اليوم وما رأيناه من فتحٍ مبين ونصرٍ عظيم في شامنا الحبيبة؛ بلا أي تكلفٍ في تنزيلها!
بل وكانت تفتح الأبصار على أقوال كل فريق من الناس وموقفهم من ذلك الفتح وعاقبة كل فريقٍ.

فيزداد المؤمن بهذا القرآن إيمانًا، ويزداد الفرِح بنصر الله فرحًا، ويزداد اليقين بأن العلم بسبيل المجرمين من المنافقين والكافرين من أولى أولويات المصلحين.
ويزداد المنافقون غيظًا مع غيظهم، والحمد لله رب العالمين.

🔻هذا التنزيل الجليل يذكرنا بمركزية التحاكم إلى الوحي، وتعظيمه وتفعيله كمرجعيةٍ في كل شأنٍ وحال.
فإنما أنزل الله هذا الكتاب ليحكم بين الناس، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه.
فكذلك يجب أن يعلو في قلب كل مسلمٍ حتى لا يُعلي عليه شيئًا ولا أحدًا.
والتحاكم إلى الوحي لا يقتصر على استنباط الأحكام الفقهية العملية التي تتعلق بالصلاة والصيام وغير ذلك من واجبات الإسلام فقط، وإنما حقيقة التحاكم إليه بأن يكون مرجعًا للإنسان في كل أمره ومعاملاته، وأن يكون فرقانًا لكل ما اختلف فيه، وأن يُفهم الواقع من خلاله كما لا يكون إصلاحه إلا من خلاله.

قال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: ۸۹] 

والمتحاكم إلى الوحي، المستغني به، الذي يقدمه على كل ما سواه ويعظمه حق التعظيم؛ هذا أسعد الناس به، في الدنيا والآخرة!.

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا ۝ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا﴾ [النساء: ١٧٤ - ١٧٥]

#المضامين_الإصلاحية
#تفعيل_مرجعية_الوحي ١

الوقفة الأولى ⏳

﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾.


🔸 التلاوة: هي الاتِّباع؛ أي: اتَّبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها وتصديق أخباره وامتثال أوامره ونواهيه؛ فإنَّه الكتاب الجليل، الذي لا مبدِّل لكلماته؛ أي: لا تُغَيَّر ولا تُبَدَّل لصدقها وعدلها وبلوغها من الحسن فوق كلِّ غاية، ﴿وَتَمَّتْ كلمةُ ربِّك صدقاً وعدلاً﴾؛ فلكمالها استحال عليها التغييرُ والتبديل، فلو كانت ناقصةً؛ لَعَرَضَ لها ذلك أو شيءٌ منه. وفي هذا تعظيم للقرآن في ضمنه الترغيبُ على الإقبال عليه.

🔸﴿وَلَن تَجِدَ من دونه مُلْتَحَداً﴾؛ أي: لن تجد من دون ربِّك ملجأ تلجأ إليه ولا مَعاذًا تعوذ به؛ فإذا تعيَّن أنَّه وحده الملجأ في كلِّ الأمور؛ تعيَّن أن يكون هو المألوه المرغوب إليه في السرَّاء والضرَّاء، المفتَقر إليه في جميع الأحوال، المسؤول في جميع المطالب.

- تفسير السعدي
-----------------

وإنّ هذه لساعة مباركة مستجابة، فاسألوا ربكم من فضله واستعيذوا به من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

🔸{ويَنصُرَكَ اللهُ نَصرَاً عَزِيزَاً}🔸

في ضوء أيام التحرير المباركة، عقدنا مجلساً استثنائياً للاستهداء بسورة الفتح في مجلس التزكية الأسبوعي،

📌 دونكم بعض ما خرجنا به من السورة:

1⃣ من يظنّ أن الله لن ينصر عباده ويهزم أعداءه فلم يعرف حقيقة قوته سبحانه وقدرته، وذلك من صفات المنافقين.

2⃣ موازين رب العالمين مختلفةٌ عن موازين البشر وتدابيره فوق كل تدابيرهم، وما سقوط الطاغية بشار في هذا الوقت إلا شاهدٌ على ذلك.

3⃣ قدوم النصر من عند الله لا ريب فيه لكنه وضع سنناً لاستجلابه؛ فعلى كل واحد منا أن يسأل نفسه ما الذي قدّمه من أجله؟

4⃣ يُشهدنا الله في كتابه على كلّ أحوال الأمم وعلى أنه سبحانه أتمّ دينه، وصدَق عباده وعده، وأنفذ سُننَه على مرّ الزمان.

5⃣ ترك الأمّة للجهاد يؤدي لذلها وهوانها، وعودتها إليه يعني عودتها إلى النّصر والعزة.

6⃣ من ثمرات الجهاد وفتح بلاد المسلمين: إنزال السكينة على قلوب المؤمنين، على عكس حال المنافقين والمشركين الذين يَدبّ الرعب في قلوبهم، وشتّان بين الفريقين.

7⃣ العهد الذي بين المسلمين وبين ربهم ليس مجرد كلماتٍ تُقال؛ بل يجب أن تصدقه الأفعال، وهنا يكمُن شرف المؤمن وصِدقه.

#مجلس_التزكية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله
الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

🔸 سنوات عجاف مرت على هذه الأمة عامةً وعلى الأرض المباركة خاصةً.
سنواتٌ علا فيها صوت الباطل وخيّم فيها ظلام السجن على مئات الآلاف من المؤمنين، وعاث فيها الفجّار في الأرض فسادًا.

🔻حتى إذا استيأس الناس واطمأن الظالم لبطشه وأمِن مكر الله، وقع أمر الله عز وجل وأذِن للمظلوم أن يعلو على الظالم وللحق أن يظهر على الباطل، إن الباطل كان زهوقًا!.
🔸 وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ) [١]
" والمعنى: أنَّه سبحانه يعجب من قنوط عباده عندَ احتباس القطر عنهم وقنوطهم ويأسهم من الرحمة، وقد اقترب وقتُ فرجه ورحمته لعباده، بإنزالِ الغيث عليهم، وتغيُّره لحالهم وهم لا يشعرون. وقال سبحانه عن يعقوب أنَّه قال لبنيه: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87]، ثم قصَّ قصة اجتماعهم عَقيبَ ذلك." [٢]🔸

كذلك هذا النصر العظيم والفتح المبين لم يتخيل قربه أهل الحق أنفسهم فضلًا عن أهل الباطل!.
لكنه سبحانه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ويسمع أصوات المكلومين ويرى أفئدة عباده الصابرة الثابتة، ويحيط بإعداد عباده المستضعفين وجهادهم، فيأذن برحمةٍ منه بالفرج بعد الكرب، وباليسر بعد العسر.
حتى إذا أشرقت شمس الفرج أشبهت في إشراقها شمس العيد، ومسحت بأنوارها الأتعاب وأضاءت كل قلبٍ مسلمٍ قد تاقت نفسه لعزة أمته.

🔸 وإن كانت المصائب تمحص صفوف الناس، فيتميز خبيثهم من طيبهم، كذلك هي أفراح المؤمنين!.
فكم كشف هذا النصر عن قلوبٍ مؤمنة بأن هذا نصر الله على أعداء الله ففرحت لهذا النصر وشُفيت به صدورها.
وكم فضح من منافقٍ ومرجف أعان السجان بالأمس واليوم بالنصر يُهنئ المسجون!
﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾
[ سورة النساء: 141]

✨ فهنيئًا لكل من ذرفت عيونه الدمع فرحًا لإخوانه، ولمن بُح صوته مكبرًا معهم، ولمن خر لله ساجدًا شاكرًا هذا الفتح العظيم!.

✨ وهنيئًا لمن لم يقنط من رحمة الله طوال تلك السنوات، وجاهد وسعى على عرجه وضعفه.

✨ وهنيئًا لمن اتعظ بآيات ربه واعتبر فزادته هذه الأيام يقينًا وثباتًا وإقدامًا على العمل.


﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ۝ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ۝ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ۝ وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ۝ ﴾ [الصف: ١۰ - ١٣]

فالحمد لله، صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده!.

-------‐------------------------------------------
[١] رواه أحمد
[٢] جامع العلوم والحكم

#سوريا
#سقوط_الطاغية_بشار

أثنى الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على عباده المجاهدين الثابتين فقال عز وجل: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [١]

أولئك الربيون كان معهم نبيهم، وكانوا ثابتين صابرين، وكانوا على ذلك أهل صلاح وخير (ربيّون)، ومع هذا لم يغنهم ذلك عن الابتهال لربهم والاستغفار من ذنوبهم والتعلق بالله سبحانه!.

قال السهيلي رحمه الله: "والجهاد تارة يكون بالسلاح وتارة بالدعاء" [٢]

وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم في الجهـاد (اللهم أنت عضدي، ونصيري، بك أحولُ وبك أصول وبك أقاتل)

فإن كان إخواننا اليوم في ميدان المعركة في سوريا وغزة، فليكن ميداننا محرابنا، فساعةٌ مباركة، في يوم مبارك، في معركةٍ مباركة، كيف للمؤمن أن يرضى ألا يكون له فيها صوت؟!

[١] سورة آل عمران
[٢] فتح الباري

في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((أن النبي ﷺ كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).

فالدعاء للمؤمنين بالنجاة ونصرتهم بذلك، والدعاء على أعدائهم من سنن رسول الله ﷺ الذي لا يكون صلاح حالنا اليوم إلا باتباع نهجه وبالاقتباس من نوره ﷺ.

واليوم، مهما بلغ عجز أحدنا عن نصرة إخوانه في غزة فلن يعجز عن الدعاء.
ومن قدر على الدعاء فقد قدر على عظيم!
فرابطوا في محاريبكم في هذه الساعة المباركة كما يرابط إخوانكم في ميادين الجهاد والدفاع عن مقدساتنا وشرفنا!

#غزة

🔍 تأمل معي قول الله تعالى : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾

📖 في تفسير السعدي لهذه الآية الكريمة : " ﴿من بعدِ خوفِهم﴾؛ الذي كان الواحد منهم لا يتمكَّنُ من إظهار دينِهِ وما هو عليه إلاَّ بأذى كثيرٍ من الكفار، وكون جماعة المسلمين قليلينَ جدًّا بالنسبة إلى غيرهم، وقد رماهُم أهلُ الأرض عن قوسٍ واحدةٍ، وبَغَوْا لهم الغوائلَ، فوعَدَهم الله هذه الأمورَ وقت نزول الآية، وهي لم تشاهد الاستخلافَ في الأرض والتمكينَ فيها والتمكينَ من إقامةِ الدين الإسلاميِّ والأمنَ التامَّ بحيثُ يعبُدون الله ولا يشرِكون به شيئاً ولا يخافون أحداً إلاَّ الله، فقام صدرُ هذه الأمة من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقُ على غيرهم، فمكَّنهم من البلاد والعباد، وفُتِحَتْ مشارقُ الأرض ومغاربُها، وحصل الأمنُ التامُّ والتمكين التامُّ؛ فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة، ولا يزالُ الأمر إلى قيام الساعة، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح؛ فلا بدَّ أن يوجَدَ ما وَعَدَهُم الله، وإنَّما يسلِّطُ عليهم الكفار والمنافقين ويُديلُهم في بعض الأحيان بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح."


🔐 إذًا فالعمل هو مفتاح التمكين والنصر بإذن الله تعالى، وهو الذي يجعل من المشاهد الأليمة ومشاعر القهر والحزن وقودًا يحركنا ويدفعنا نحو التغيير والإصلاح.
فإن كان الله سبحانه وتعالى يأمرنا بالعمل، فأي عملٍ ذاك الذي يكون سببًا في التمكين واستجلاب الفرج⁉️

تأمل معي الآيات التي تلت تلك الآية العظيمة :
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.

🔸 نستنبط إذًا من هذه الآيات الكريمة أن العمل الذي يكون سببًا للتمكين له عدة صور.

1⃣ أولها: إقامة هذا الدين بفرائضه وواجباته ومستحباته، والانتهاء عما يضاده من المنكرات والمعاصي التي تؤخر النصر وتمكن للعدو وتضعف الصف!.

2⃣ ثانيها: العودة للمنهج النبوي بشموليته، واستخراج المنهج الإصلاحي منه والتأمل في مواقفه وأفعاله وصبره وجهاده صلى الله عليه وسلم، ثم تفعيل ذلك في النفس ابتداءً ودعوة الأمة إلى ذلك، بما يشمل الدوائر القريبة والبعيدة.
🔹وإنه لمن أظهر عمله صلى الله عليه وسلم في مقامات الجهاد هو الدعاء!
فهو الموعود بالنصر يوم بدر ثم مع ذلك لم يزل يهتف بربه ماداً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه صلى الله عليه وسلم!
فأولى بنا أن نمد يدي الضراعة لله سبحانه وتعالى ونلهج بألسنتنا نرجوه لطفه ونصره ورحمته!.

3⃣ ثالثها: الاستبشار بالوحي واليقين بوعد الله، وتثبيت المؤمنين وتبشيرهم وتذكيرهم بالمحكمات.
ومن سبل ذلك اليوم المحافظة والمرابطة على ثغر النشر والتوعية والجهاد بالقلم وباللسان!.

📌 وآيات الدعوة إلى العمل في القرآن عديدة ومحكمة، يهتدي إليها -بإذن الله- من يأوي لكتاب ربه تحاكمًا إليه وأنسًا به واستهداءً.

فمما يدعو إليه القرآن من العمل، قوله تعالى : {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}
فمن عجز اليوم عن الجهاد بنفسه، فتلك أبواب الجهاد بالمال قد شرعت بسواعد أهل الخير من هذه الأمة، فلا تتقاعس وقد أقيمت الحجة عليك!.

🔸 ختامًا:
الإسلام قادم بك أو بدونك، ومن مات في سبيل الله فهنيئًا له الشهادة، والمجرمون مآلهم النار مهما اشتد ظلمهم وعلوهم..
ولكن أنت ماذا عنك؟.. ابحث عن نفسك في هذا المشهد، ماذا عملت وما جوابك يوم تُسأل؟.

أنت الذي أصبحت ذلك اليوم فرحًا لنصر إخوانك يوم دالت الحرب لهم، أصبحت اليوم باكيًا عليهم، متألمًا لحالهم.
أنت الذي أشعل العجز صدرك حتى شعرت أنه لم يعد بوسعك إطفاء لهيبه؛ كاللهيب الذي أشعل إخوتك، يحترقون أمام عينيك فيما تشعر وكأنك صنمٌ وراء صنمٍ ينقل لك صورهم وشيئًا من مآسيهم.

تتابع وتقلب، من مقطع لمقطع، ومن مجزرة إلى أخرى، وأنت أنت مكانك، خلف جهازك؛ حتى تؤول إلى أحد الحالين.
فإما أن يزيد لهيب العجز فيشعلك اكتئابًا وإحباطًا ويأسًا وقنوطًا وشكًا.
أو أن تعتاد المشهد وتختار الدعة وتأوي إلى الغفلة التي تريح بها ضميرك وتغلق بها عينيك عن مصائب العالم برمته.

ولكنني أوقن أنك لم تذرف الدموع وتعايش القهر اليوم وأنت ترضى أن يؤول بك الحال إلى تلك المآلات المعتمة.

🔸فكيف السبيل إذًا لإخماد نيران العجز؟ ❗️

🔸وكيف يكون الإعداد لذاك اليوم الطويل الرهيب يوم يُسأل كلٌ منا ماذا عمل وماذا قدم يوم كانت الأمة بحاجةٍ لجميع أفرادها؟

⬇️

🔻 أيـــــــــــــــــادي الطــــــــــوفـــــــــان 🔻

لطالما كان للدعاء خَصيصة وقيمة عظمى في غزوات ومعارك المسلمين، ويوم بدر ليس منّا ببعيد؛ حين رفع النّبي ﷺ يديه ودعا ربه بأن يظهره على الكافرين حتى سقط رداؤه عن منكبيه ﷺ.
فحريٌّ بنا ونحن نعلم عظم أثر الدعاء في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة أن يكون لأهل غزة النصيب الأكبر منها.

#خذلان_غزة_جريمة

أتدري أن من السابقين الأولين الذين امتدحهم الله تبارك وتعالى في كتابه وأخبر أنه رضي عنهم ورضوا عنه؛ نسوة!
وأن في الوقت الذي أدبر فيه رجال خوفًا على أنفسهم وأهليهم، أقدمت وأسلمت نسوة!

أورد الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء المجلد الأول صـ١٤٤ أسماء السابقين الأولين للإسلام وذكر فيهم؛ "خديجة بنت خويلد، …، وأسماء بنت الصديق، وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، وامرأته أسماء بنت سلامة التميمية، وجعفر بن أبي طالب الهاشمي، وامرأته أسماء بنت عميس، وحاطب بن الحارث الجمحي، وامرأته فاطمة بنت المجلل العامرية، وأخوه خطاب، وامرأته فكيهة بنت يسار، والمطلب بن أزهر بن عبد عوف الزهري، وامرأته رملة بنت أبي عوف السهمية، وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وامرأته أميمة بنت خلف الخزاعية…"

فإن كان من نموذج للمرأة القوية المتحررة يُدعى إليه فهذا النموذج، لا النموذج الساقط الهش الذي تدعو إليه النسوية اليوم؛ فأي قوة في تعرية الجسد، وفي الانهماك في الأعمال الشاقة، وفي مزاحمة الرجال في مجالاتهم؟!
وأي تحرر في التملص من شرع الله الذي خلق النفس وبرأها وهو أعلم بما يُصلحها وما يفسدها؟!

ألا فإن القوة الحقيقة هي؛ أن تتحمل المرأة مسؤولية نفسها، وتختار طريقها الذي فيه فلاحها، وتحمل الأمانة الثقيلة بمقتضياتها وتبعاتها، وتصدح بكلمة الحق والتوحيد مضحية في سبيل ذلك بنفسها ومالها وأهلها وبلدها وكل محبوباتها، متحملة في سبيل ذلك الأذى الحسي والمعنوي، ثابتةً قويةً لا تغريها الحياة الدنيا ومكتسباتها وإن كانت وحدها..

وإلا فأي قوة في محاربة الله القوي الذي لا يُغالب؟! وفي الخروج على أمره والتمرد عليه؟! وفي الانصياع إلى قوانين وشرائع شرعها لها غيرها ممن هو من نفس جنسها! وأي تحرر في الوقوع في أسر الشهوات، وفي الجري وراء الملذات، وفي اتباع خطوات الشيطان؟!

ألا فيا نساء المسلمين فلتعقلوا، ولتعلموا قدواتكنّ، ولتقتدوا..

مستفاد من #خير_القرون

🔸بيت الأحلام🔸

لو أتيحت لك فرصة اقتناء بيت بميزانية مفتوحة وأعطيناك قائمة فيها كل مواد البناء والأثاث اللازمة لبناء بيت أحلامك مرتّبة من الأغلى والأنفس إلى الأبخس، فمالذي ستختاره؟

طبعاً ستختار ما تلذّ به نفسك وتقرّ به عينك وما قد يضاهي أجمل قصور الأرض على مر التاريخ.

لكن، ماذا لو أخبرناك أن البعض وبطريقةٍ ما يذهب إلى ذيل القائمة ويختار آخر شيء قد يخطر بعقل إنسان، ويقرر أن يبني البيت بخيوط العنكبوت؟

هذا السّفه بالضبط هو التشبيه الذي أخبرنا الله به عمّن يتّخذ من دونه أولياء فقال سبحانه:

﴿مَثَلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَیۡتࣰاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُیُوتِ لَبَیۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ﴾

"كذلك هؤلاء الذين يتّخذون من دون الله أولياء، فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتخذوا الأولياء من دونه يتعزّزون بهم ويستنصرونهم، ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم، ووهناً إلى وهنهم." (تفسير السعدي)

فحريٌّ بنا أن لا نكون بسفاهة العنكبوت وأمثالها وأن نختار لأنفسنا مسكناً نستظلّ فيه بمعية الله وولايته.

رسالة إلى كل امرأة:
السيدة #سمية مدرسة نموذجية لنساء الأمة!


🖥  مصلحون يُحيون ميراث النبوة | إنستغرام - إكس
@maymanaplatform

➖➖➖➖➖
كل عام وأنتم بخير كثير..
تقبل الله منكم صالح الأعمال،
وكل عام والأمة الإسلامية أقرب للتمكين!

عظّموا شعائر الله وكبّروا وهلّلوا وأسعِدوا ذويكم وأحبابكم في غير سرف، وتواصوا بينكم بالدعاء والإنفاق لأحبابنا وإخواننا المستضعفين، الذين لهم علينا حق في دعواتنا وأموالنا.

عيدكم مبارك 🎉

حول مقاطعة المشاهير مع الأخت دعاء علّان

💬 | سياسة النّفس [بعد] رمضان..

لو تفقدّنا حال المسلم مع العبادة، لوجدنا أنها مُتّصلة وملازمة في حياته في كل أحواله..

لكنْ يقعُ أغلبنا في دائرة [ما كان] عليه في رمضان، وما أصابه [الآن] من فتور، فيغتم لهذا باحثًا عن شيء يمنح فؤاده الحياة.

والحل هاهنا : تجديد العلاقة مع الله بالتعب والمحاولة والمكابدة المستمرة!
هل تتوقع أن الله لا يرى عملك؟ أو لا يرى تكاسلك وفتورك؟ حاشا لله..
إن أكثر ما نحتاجه حقًا في هذا الطريق، أن نعلم أنّنا لو بذلنا الوسع في التقرب إلى ربنا فإنه سبحانه يرى قلوبنا ويعلم أسرارنا، ويُرشدنا ويسخّر لنا، وحينها لا تسَل عن الفتوحات والرسالات من رب العزة!

يقول الشيخ فريد الأنصاري -رحمه الله- :

▫️ الصلاة على وقتها وأداء حقها تامًّا
▫️ والعناية بالقرآن، ولو صفحة، او استماع، أو مدارسة يوميا، فالقرآن نور ينفع وإن كنت تقرأ ولا تتدبر فكيف إذا تدبّرت!

هذان الأمران عاصمان من الفتور المَرَضِيّ.

فاستعِن بالله ولا تعْجِز، ولا تطلب قلب رمضان، بل ارجُ ربَّ رمضان، فمنه الفتوحات والبركات بأعظم مما يرجو العباد!

📖[ والذين جاهدوا فينا.. لنهدينهم سبُلنا ] 📖

#الساريات
#شعائر_الله

🦋 كل عام والأمة الإسلامية في عزّ، كل عام والمصلحون العاملون أكثر سدادا وتوفيقا..

🚀 شاركونا على بوت القناة @Sariyat_bot ‏
كلماتكم لإخوانكم في غزة في هذا العيد.. ولأمتنا الإسلامية جمعاء.. شاركونا تكبيرات العيد واستعداداتكم لعيد مليء بتعظيم #شعائر_الله واحترام #مشاعر_الأمة☑

سننشر عبر تويتر مشاركاتكم المميزة 🌟

#الساريات
#شعائر_الله_ومشاعر_الأمة