صفاء المتوكل
اليمن أرض الجبال الشامخة والشجاعة، بلد الإيمان والحكمة، وموطن العز والكرم منذ الأزل، لم يعرف اليمنيون المستحيل، فهم يقفون دائمًا مع القضايا العادلة، متمسكين بمبادئهم الراسخة حتى وإن وقف العالم كله ضدهم.
القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب اليمني ليست قضية سياسية فحسب، بل هي قضية إيمان وشرف ودين. ولأنهم ذاقوا مرارة الحرب والحصار والدمار، يعرف اليمنيون جيدًا الألم الذي يعيشه الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال؛ ولذلك لن يتخلوا عن موقفهم تجاه فلسطين وخصوصًا غزة التي ترزح تحت الحصار والظلم، مهما حاولت القوى الكبرى الضغط عليهم أو إجبارهم على التراجع.
مواجهة الطواغيت واجب على الجميع: رجالًا ونساءً وأطفالًا، هؤلاء الطواغيت المتمثلون في القوى الكبرى والأنظمة التي تخدم مصالحها على حساب الشعوب.
لقد أثبت اليمنيون صمودهم ورفضهم الرضوخ للضغوط أو التنازل عن مبادئهم. يرسلون رسالة واضحة للعالم: "لن نخاف من طائراتكم ولا حصاركم. الحق أقوى من كل قوة."
الضربات الجوية التي استهدفت اليمن لسنوات لم تستطع كسر إرادة الشعب اليمني، بل زادته إصرارًا وعزيمة لمواجهة الظلم، ومن قلب هذه التحديات تعاظم دعم اليمن لغزة ورفضوا كل المحاولات التي طالبتهم بالتخلي عن موقفهم.
خرج الشعب اليمني إلى الميادين بالملايين رافعين أعلام فلسطين يهتفون: "يا صهيوني لن نخاف منك ولن نهاب طائراتك أو صواريخك".
هذا التحدي لم يكن مجرد كلمات بل تعبيرًا عن إرادة شعب لا يُقهر، شعبٌ يؤمن أن الحق معه، وأن الظلم مهما طال فإنه سينتهي.
هتافات اليمنيين مثل: "يا صهيوني اليوم جايينك" هي إنذار لشعب الاحتلال بأن اليمنيين لن يصمتوا.
دعم اليمن لفلسطين ليس مجرد موقف سياسي بل هو التزام ديني وإنساني.
هتافاتهم: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" تُعبّر عن استعدادهم للتضحية بحياتهم دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين، الأقصى خط أحمر ولن يسمحوا لأي قوة بتجاوزه.
اليمن بموقفه الثابت وتضحياته يقدم درسًا ونموذجًا يُحتذى به للأمة الإسلامية؛ ففي الوقت الذي تتراجع فيه بعض الدول عن مبادئها تحت وطأة الضغوط تظهر اليمن كواحدة من الدول القليلة التي ترفض الانصياع للطغاة.
إن إيمان اليمنيين بوعد الله بالنصر والتمكين هو مصدر قوتهم، فهم يوقنون بأن الله مع الصابرين والمتقين، وأن الفرج قريب بإذن الله. ونسأل الله أن يوحد صفوف الأمة الإسلامية ويجمع كلمتها على الحق وأن يمن عليها بالنصر والتمكين في الدنيا والآخرة.
كما نسأله أن يحفظ قائدنا السيد عبد الملك الحوثي وأن يهيئ للأمة الإسلامية الخير والصلاح والنصر القريب كما وعدنا الله تعالى.
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة