"أحاول المجتمع المصري بين قرنين "
أولًا : الوفرة الاقتصادية
لم يتغير حال مصر في شأن الوفرة الاقتصادية بين القرنين ، فتلك الأرض التي أطلق عليها «خزائن الأرض » و«مخزن المال والرجال »ظلت محتفظة بخيراتها.
يورد بتس أنَّ القافلة المصرية الذاهبة إلى الحج كانت أحسن تسليحًا وأحسن نظامًا وأكثر أمنًا، وهي التي تحمل كسوة الكعبة، ولهذا يفضلها الحجاج على غيرها من القوافل ، والقاهرة وافرة العدد تغص بالناس وتزدحم بهم ، حتى إنَّ بعض الناس يفقد حذاءه من الزحام ، ويُطلب الحمار في مصر كما تُطلب العربات في بريطانيا لذلك الوقت ، وهي تغص بالبضائع والتجار والسفن التي تحمل البضائع، وتُرش الشوارع مرتين يوميًّا بالنهار للتخفيف من درجة الحرارة ، ويتجول بعض الناس بالماء للعطشى مجانًا لكن بعض الشاربين يعطيهم مبلغًا يسيرًا , والأسواق تشهد وفرة غذائية والأسعار رخيصة ، وفي مصر تُعدُّ أفران صناعية لتهيئة عملية فقس الكتاكيت دون الحاجة إلى حضانة الدجاجات الأمهات ، ومع هذا فالمتسولون كُثر والطبقات الفقيرة يبدو عليها الهزال والنحول.
#يتبع
#في_أروقة_التاريخ
https://t.me/altaarikh55