"ولیس قول المقرئ والقارئ: أنا أقرأ بطبعي، وأجد الصواب بعادتي في القراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئا مما ذكرته بحجة، بل ذلك نقصٌ ظاهرٌ فيهما، لأن من كانت حجتُه هذه يُصيب ولا يَدري، ويُخطئ ولا يَدري، إذ عِلمُه واعتمادُه على طبعِه وعادةِ لسانِه يَمضي معه أينما مضى به من اللّفظ، ويَذهب معه أينما ذهب، ولا يَبني على أصلٍ، ولا يَقرأ على عِلم، ولا يُقرِئ على فهم. فما أقربَه من أن يَذهبَ عنه طبعُه، أو تتغيرَ عليه عادتُه، وتستحيل عليه طريقته، إذ هو بمنزلة من يمشي في ظلامٍ، وليس هو كمن يمشي على طريقٍ واضح معه ضياء، لأنه يَبني على أصلٍ ويَنقل عن فهم، ويَلفظ عن فرع مستقيم وعلة واضحة، فالخطأ منه بعيد.
فلا يَرضين امرؤٌ لنفسه في كتاب الله وتجويدِ ألفاظه إلا بأعلى الأمور وأسلمها من الخطأ والزلل. والله الموفق للصواب."
📚الرعاية في تجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب القيسي(١) [ص254]
(١) من أكابر قراء المغاربة المتقدمين، وهو عصريُّ الداني، وله تصانيف محررة متقنة في التجويد والقراءات وعلم التوجيه، تُوُفي-رحمه الله- عام 437 للهجرة.
🎯خلاصة ماذكره-رحمه الله- في النص السابق أن تعلم المخارج والصفات، وسائر الأحكام التجويدية لابد منها للقارئ والمقرئ حتى يبني على أصلٍ، ويمضي على بصيرة، ويصدر عن علمٍ وفهم.
عدنان العرضي