خديجة طه النعمي
إن كنت تُريد أن تعرف مشاعر العزة والقوة والانتصار الحقيقي فقط شاهد المشاهد الآتية من عزة عظمة لا نظير لها!
هذا هو النصر وهذه هي القوة والمنعة الإلهية العظيمة، هذه هي دماء الشهداء أثمرت نصراً وعزة وقوة، هذه هي التأييدات الإلهية، وهذه هي الانتصارات الحقيقية.
من بين الركام والأنقاض يخرج الأبطال رافعي الرؤوس، شامخين بعزة وأمام عيني العدو الذي كانت من أبرز أهدافه إزالة المقاومة من غزة، الآن فقط عليك أن ترى ثِمار هذه المعركة وتتأمل بصمت أمام هذه المشاهد الآتية من هنالك.
هذه هي غزة بعد سنة ونيف من العدوان عليها! هؤلاء هم أبناء غزة الذين قصفتم كل شبر فيها بحثاً عن من تسمونهم بالإرهابين هم يستعرضون قوتهم الإلهية أمام أعينكم فما أنتم فاعلون؟
ما الذي حققتم أيها المجرمون بعد كل هذا القصف والدمار والإجرام؟
هل استأصلتم المقاومة من غزة، إذاً من أين أتى هؤلاء؟
هل حققتم نصراً واحتليتم غزة وأصبحت من ضمن المستوطنات المحتلة؟
هل غادر غزة أبناؤها وتركوها لكم أم أنهم عادوا إليها أفواجاً متدفقة سيراً على الأقدام؟
"حتى وإن أصبحت ركاماً سنعيش على ركامها" أليس هذا ما قاله أبناء غزة عند عودتهم؟
هل استعدتم أسراكم وأخرجتموهم من الأنفاق بقوتكم أم أن المقاومة هي من حررتهم وبشروطها التي قبلتم بها مجبرين عليها؟!
إذاً عن ماذا تتحدثون أنتم؟
هل تعتقدون أن قتلكم للقادة العظماء يُعد نصراً لكم؟!
هذا ليس انتصاراً لكم، بل هم انتصروا عليكم بدمائهم، وخَلدوا أسماءهم في صفحات المجد والتاريخ الذي سيسطرها بأحرفٍ من ذهب.
أين هم قاداتكم؟ ماذا صنعوا لكم في هذه المعركة؟ بماذا ستتحدث الأجيال القادمة عنهم؟
مجرمي حرب؟
مرتكبي أبشع المجازر في العصر الحديث بغزة؟
قاتلوا الأطفال والنساء؟
ماهو الوسام الذي ستُوسمون به؟
بأي وجه ستقابلون العالم؟
بينما أصبح السنوار معجزة خالدة في هذا العصر أصبح نتنياهو المجرم الأول فيه!
أعتذر عن هذه المقارنة ولكن فقط لنقف مع أنفسنا ونتأمل قليلاً في ذلك المشهد السيد نصر الله يرتقي مع العشرات من الشهداء القادة في معركة طوفان الأقصى من حزب الله وأثمر ذلك نصراً عظيماً في الجنوب اللبناني ونصراً خالداً في غزة، أيضاً استشهد القائد محمد ضيف والسنوار وإسماعيل هنية وغيرهم الآلاف من الشهداء في غزة وكانت النتيجة مبهرة للصديق قبل العدو!
من كان يظن أن المقاومة ستخرج بهذه القوة والعزم والثبات في هذه المعركة بعد كل محاولات الإنهاك والتصفية للقادة؟
فهل انتهى حزب الله باستشهاد السيد حسن نصر الله؟
وهل انتهت حماس باستشهاد محمد ضيف أم هل انهارات المقاومة باستشهاد السنوار وهنية؟!
الجميع يعلم أنها ازدادت قوة وصلابة وعزماً للأخذ بالثأر ومواصلة المشوار حتى النصر.
وللعدو عليك أن تُدرك أن المقاومة ليست شخص تغتاله هنا أو هناك؛ بل هي مشروع وقضية إن اُستشهد قائد يأتي آخر وهكذا إلى قِيام الساعة، وأن يُدرك أن الشهادة غاية ومراد لكل مجاهدٍ في المقاومة، وهذا حلمٌ الجميع يسعى لنيلة وليس شيء نخافه بل هو وسام يتقلده كل من ناله.
الحمد لله على هذا الانتصار الإلهي العظيم وقريباً بإذن الله نرفع رايات النصر والتحرير بالقدس فاتحين مكبرين مهللين وما ذلك على الله بعزيز.
#اتحاد_كاتبات_اليمن